وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 227 - حكمة الذبح وإنهار الدم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

إليكم هذه السنة النبوية في كيفية ذبح الذبيحة والحكمة منها:

أيها الأخوة الأكارم, من الذكر أيضاً أن تذكر الله عند ذبح الذبيحة, وقد علمنا النبي ذلك فجعل من التسمية, ومن قول: الله أكبر, أحد السنن المتبعة في ذبح الذبيحة, ومن سنن النبي عليه الصلاة والسلام: انهار الدم, وفري الأوداج، لا بد من أن يخرج هذا الدم الذي يحمل كل عوامل المرض من جسم الدابة.
قال العلماء: يميل لون الدابة التي تحتجز الدم في أنسجتها إلى اللون الأزرق، ويتحلل الدم إذا بقي في النسيج العضلي في الدابة، وتخرج منه حموض تؤدي إلى تيبس اللحم وتصلبه, تنفرد الجراثيم الهوائية واللا هوائية بعد ساعات ثلاث بإفساد هذه النسج اللحمية التي بقي الدم فيها، وتنتج عن هذا التفاعل مركبات كريهة الرائحة سامة التأثير, وينتفخ اللحم بالغازات المتولدة, لذلك حينما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا بد من ذبح الدابة من أوداجها, من أجل أن يخرج الدم من جسمها, ويبقى اللحم طاهراً طيباً، من هنا حكمة ربنا عز وجل حين حرم علينا أكل المنخنقة, والموقوذة, والمتردية, والنطيحة, وما أكل السبع، حيث يبقى الدم في بدن الدابة في كل هذه الحالات, وفي الدم كل عوامل المرض, وعوامل التفسخ, وعوامل التصلب, وعوامل الانتفاخ، فلا بد من أن يكون اللحم مذبوحاً بالطريقة الشرعية، لكن النبي عليه الصلاة والسلام استثنى السمك من شرط انهار الدم، والذي يلفت النظر أن السمك حينما يصطاد, وحينما يفارق الحياة يتجمع دمه كله في غلاصمه, وكأنه ذبح.
أيها الأخوة الأكارم, النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى, فحينما أمرنا بهذه السنن, إنما تنطوي هذه السنن على حكمة, يكشف العلم شيئاً فشيئاً عن أبعادها, وعن دقائقها وعن حكمتها.

تحميل النص

إخفاء الصور