وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 425 - تزكية الذبيحة .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ما يجب أن يعتقده المسلم:

 

أيها الأخوة, يجب أن نعتقد ونحن في ذكرى الإسراء والمعراج: أن صاحب الفكرة كل الذي قاله: وحي يوحى، بدليل أن الله زكّاه, فقال:

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾

[سورة النجم الآية: 3-4]

وزكى بصره, فقال:

﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾

[سورة النجم الآية: 17]

وزكّى عقله, فقال:

﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ﴾

[سورة النجم الآية: 2]

وزكى نفسه, فقال:

﴿وَمَا غَوَى﴾

[سورة النجم الآية: 2]

وزكاه كله, فقال:

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾

[سورة القلم الآية: 4]

من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام:

 

صاحب الذكرى أيها الأخوة, لا ينطق عن الهوى, فهذا الذي قاله: لا علاقة له لا ببيئته, ولا بثقافته, ولا باجتهاده, ولا بمعطيات ظروفه, إنه قاله: كوحي يوحى، كتأكيد لهذه الحقيقة, من توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام: أنه أمر أصحابه إذا ذبحوا ذبيحة أن يقطعوا أوداجها فقط دون أن يقطعوا رأسها، مع أن مسالخ الأرض كلها تعلق الدابة من قدميها, وتقطع رأسها، طبعاً لا في عهد النبي, ولا بعد مائة عام, ولا مائتي, ولا ثلاثمئة عام, ولا بعد ألف عام, قبيل عقدين من الزمن اكتشف العلم سر هذا التوجيه، لا يمكن أن يكون هذا التوجيه من عند رسول الله، ولكنه وحي يوحى.
اكتشف أيها الأخوة, أن القلب ينبض ثمانين نبضة، هذه الثمانين تأتيه من مركز كهربائي ذاتي, إن تعطل هذا المركز, عمل مركز احتياطي، وهذا من رحمة الله بنا، إن تعطل الثاني, عمل الثالث، في القلب الذي يضطرب نظمه تزرع له بطارية كما تعلمون، فهذا القلب فيه ثلاثة مراكز كهربائية, تمد القلب بالنبض النظامي ثمانين نبضة، ومركز ثاني احتياط ومركز ثالث، الإنسان إذا واجه صعوبة, أو صعد درجاً, وواجه خطورة, أو خاف, يحتاج إلى دم أكبر بكثير من الحالات الاعتيادية، يحتاج لضخ أعلى ونبض أكثر, فما الذي يرفع النبض للمائة والثمانين؟ أنت الآن اجري وعد النبض يصبح مائة وأربعين, قال:
هناك في الرأس يوجد غدة نخامية تتلقى التماساً من الجهاز العصبي أن هناك خطر، فيا أيتها الملكة تصرفي، الغدة النخامية ملكة الجهاز الهرموني تعطي أمر إلى الكظر, فيرفع النبض إلى مائة وثمانين نبضة، وأمر للرئتين فيرتفع الوجيب, وأمر إلى الكبد يطلق كمية سكر إضافية، وأمر بإطلاق هرمون التجلط, وأمر بتضييق الأوعية الخارجية، فالخائف يصفر لونه, ويرتفع نبضه, ويلهث, وإذا فحصت دمه تجد سكره زائد، الآن دور القلب في الدابة بعد الذبح, الوظيفة أن يخرج الدم كله من الدابة، لأن الدم أكبر بؤرة للجراثيم، الدم فيه حمض بول وسموم وثاني أوكسيد الكربون، كل فضلات الإنسان في دمه، أما الدم طاهر ما دام هناك رئتان وكليتان وغدد تعرقية, فالدم يصفى باستمرار عن طريق الرئتين والكليتين والتعرق، أما إذا صار الدم مسفوحاً لم يعد هناك تصفية، فمهمة القلب بعد الذبح أن يخرج الدم كله، لو قطعت الرأس منعت الأمر الاستثنائي الذي يأتي من الدماغ إلى الكظر إلى القلب, فثمانون نبضة لا تكفي إلا لإخراج ثلث الدم فقط، وثلثا الدم تبقى في الدابة، لذلك الدابة التي تقطع من رأسها تبقى زرقاء اللون، وهي مضرة, وأكثر أمراض المفاصل تتأتى من أكل لحم غير المذكى.
أيها الأخوة الكرام, حينما أمرنا أن نقطع أوداجها, ونبقي رأسها متصلاً, من أجل أن يبقى الأمر الاستثنائي الصادر من الغدة النخامية إلى الكظر إلى القلب، هل هذا من ثقافة النبي ؟ مضى ألف وثلاثمئة عام وليس في الأرض كلها من يستطيع أن يفسر هذا التوجيه، فلذلك إتباع النبي هو إتباع للخالق، لذلك طاعة النبي وإرضائه عين طاعة الله وإرضائه، وبالعكس.

تحميل النص

إخفاء الصور