الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

إليكم مضمون هذا الدرس:

أيها الأخوة الكرام, ذكرت هذا الموضوع عشرات المرات لكن كلما تصفحت المراجع العلمية تزداد المعلومات عن هذه البعوضة التي قال الله عنها:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

[ سورة البقرة الآية: 26]

أيها الأخوة الكرام, البعوضة وزنها واحد ميلي غرام، أي واحد على ألف من الغرام، أنت إذا رأيت بعوضتين هل تستطيع أن تميز الذكر من الأنثى؟ لا يمكن، لكن الأبحاث العلمية الدقيقة الذي تعتمد على المجاهر تؤكد؛ أن التي تلدغ هي الأنثى, وأن خرطوم الأنثى بسكاكينها الست يصل إلى الدم، يوجد لحم تستطيع هذه السكاكين الأربع أن تحدث جرحاً مربعاً كي تصل السكينان الأخريان بتلاحمهما مع بعضهما بعضاً إلى دم الملدوغ التي تملك هذه السكاكين, وذاك الخرطوم هي الأنثى، وقد أشار القرآن إلى أنها أنثى:

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

[ سورة البقرة الآية: 26]

لم يقل فما فوقه:

﴿بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

[ سورة البقرة الآية: 26] 

من أجل أن نؤكد أن هذا كلام الله عز وجل، لا يمكن لإنسان من بني البشر من دون أجهزة عملاقة في تطورها أن تكشف الأنثى من الذكر، لكن الله عز وجل يقول:

﴿بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾

[ سورة البقرة الآية: 26] 

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ 

[ سورة البقرة الآية: 26] 

هذه البعوضة التي أخبر الله عنها، مع أن النبي عليه الصلاة و السلام, يقول: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ))

[ أخرجه الترمذي في سننه]