وضع داكن
25-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 124 - قانون الدفع نحو الأعلى - مصدر الأمطار البحر
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم هذه الحقيقة العلمية التي تتحدث عن مصدر الأمطار :


أيها الأخوة المؤمنون, هذه الأمطار التي أكرمنا الله بها، وهذه الثلوج التي امتنَّ الله بها علينا، هذه الأمطار من أين مصدرها؟ سؤالٌ دقيق، لأن الله سبحانه وتعالى يحثنا أن ننظر في ملكوت السموات والأرض, قال تعالى:

﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾

[سورة يونس الآية: 101]

مصدرها الأولي هذا البحر، ونسبة البحر كما تعلمون إلى مساحة الأرض بكاملها، واحدٌ وسبعون في المئة، يعني سطح الأرض واحد وسبعون بالمئة بحراً، وتسعةٌ وعشرون بالمئة بر، سؤالٌ دقيق: من أين جاءت هذه الأمواه الكثيرة؟ .
يزيد عمق بعض النقاط في المحيط الهادي عن اثنتي عشر ألف متر أي اثني عشر كيلو متر، فهذه المساحات الشاسعة، إذا كانت قارة أسيا، وقارة أوروبا، وقارة أمريكا، وقارة إفريقيا، وقارة أوقيانوسيا، والقارة السادسة, إذا كانت كل هذه القارات بما فيها من بلادٍ، وعبادٍ ، وسهولٍ، وجبالٍ، وصحارى، نسبتها تسعٌ وعشرون بالمئة من مساحة الأرض، وما تبقَّى بحرٌ، وفي أعماقٍ متفاوتة، وقد تبلغ بعض أعماقه اثنتي عشر ألف متر، فمن أين جاءت هذه الأمواه؟ ومن أين جاء هذا الملح؟ هناك بحيراتٌ عذبة، من أين جاء الملح؟ لا تزال نظرية ملوحة البحر نظريةً تائهة لا تهتدي إلى تفسيرٍ صحيح، ولكنَّ التفسير الصحيح قوله تعالى:

﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ﴾

[سورة فاطر الآية: 12]

شيءٌ آخر، من جعل هذا البحر يمتلئ بالأسماك؟ إنه مستودعٌ للأغذية للبشرية على تعاقب القرون والعصور، إن في البحر ما يزيد عن مليون نوعٍ من السمك، وأنواع السمك لا تعدُّ ولا تحصى، وأعدادها لا تعدُّ ولا تحصى، وقد جعله الله مخزناً غذائياً لبني البشر .
شيءٌ آخر، جعل الله البحر وسيلة اتصالٍ بين القارَّات، وجعل سطحه موزعاً بين القارَّات، هذا كله عليه أبحاثٌ طويلة .

ما هو القانون الذي خصه الله في البحار, وما هي وظيفته ؟

أريد في هذه الخطبة أن أقف عند قانونٍ أساسيٍ في البحر, هذا القانون يقول: إن كل جسمٍ غاطسٍ في الماء يتلقَّى من الأسفل إلى الأعلى دفعاً عمودياً قائماً مساوياً لوزن الماء المعادل لحجم هذا الجسم .

احمل شيئاً ثقيلاً واغمسه في الماء، تحسَّ أن نصف وزنه قد تلاشى، كأنَّ قوةً تدفعه نحو الأعلى، هذه القوة يحكمها قانون، إن قوة الدفع نحو الأعلى تساوي وزن الماء المعادل لحجم هذا الجسم، لولا هذا القانون لما أمكن أن يُركب البحر، هذا القانون بسرِّه تسبح الأسماك ، لولا قانون القوة الدافعة نحو الأعلى، لما وجدت في البحر سمكةً واحدة، الأسماك تسبح في البحر, لأن وزنها أقلُّ من وزن الماء الذي أزاحته بانغماسها في الماء، لذلك تجد السمكة قوةً دافعةً نحو الأعلى .
أيها الأخوة الأكارم, لولا هذا القانون لما أمكن لسفينةٍ أن تمخر عباب البحر، لذلك قال ربنا سبحانه وتعالى:

﴿اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ﴾

[سورة الجاثية الآية: 12]

﴿لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ﴾

[سورة الجاثية الآية: 12]

أحدث رقم اطلعتْ عليه، أن هناك ناقلات نفطٍ تزيد حمولتها عن مليون طن، سمعنا قبل سنوات سبعمئة ألف طن، ثمانمئة ألف طن، نصف مليون طن، أحدث ناقلات النفط تزيد حمولتها عن مليون طن، إنها مدينة تمخر عباب الماء، بفضل من؟ بفضل هذه القوة التي أودعها الله، وهي تعمل بأمره، قوة الدفع نحو الأعلى، هذا القانون اكتشفه عالمٌ من علماء الغرب، قوة الدفع نحو الأعلى .

إليكم هذه الآيات التي تشير إلى هذا القانون :


أشار ربنا سبحانه وتعالى إلى هذا القانون في آياتٍ كثيرة، الآية الأولى:

﴿اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ﴾

[سورة الجاثية الآية: 12]

تنقلون البضائع، والحبوب، والأغذية، والآلات عبر المحيطات على ظهر هذه السفن ، التي هي في البحر كالأعلام أي كالجبال, قال تعالى:

﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

[سورة الجاثية الآية: 12]

آيةٌ ثانية تشير إلى هذا القانون:

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ﴾

[سورة لقمان الآية: 31]

آيةٌ ثالثة:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾

[سورة الشورى الآية: 32]

آيةٌ رابعة:

﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا﴾

[سورة فاطر الآية: 12]

أي أن هذا اللؤلؤ خلق خصيصاً لكم أيها البشر, قال تعالى:

﴿وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

[سورة فاطر الآية: 12]

هذه من آيات الله عزَّ وجل، أي أنك إذا استعملت شيئاً قد اشتري من بلادٍ بعيدة اذكر هذه الآيات، لولا أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا القانون, لما أمكن لسفينةٍ أن تنقل لك هذه البضاعة التي تستعملها، إذن هذه آيةٌ من آيات الله الدالة على عظمته . 

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور