وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 060 - الدم وكريات الدم الحمراء وجهاز تعيره في الكليتين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
كم هو عدد الكريات الحمراء في جسم الإنسان, وما هو اللقب الذي أهلت له, ولماذا, وكم هو عمرها ؟
أيها الأخوة المؤمنون, ما منا رجلٌ، أو امرأة، صغيرٌ أو كبيرٌ، إلا وفي شرايينه وأوردته دمٌ يجري، وقد لا يعرف الإنسان ما هذا الدم، وما تركيبه، وما حجمه، وما أسراره؟ فإذا عرف شيئاً عن حقيقة الدم الذي يجري في عروقه، خشع قلبه، وخرَّ لله ساجداً .

يا أيها الأخوة المؤمنون, من منا يصدق, أن في جسم كلٍ منا، ما يزيد عن خمسٍ وعشرين مليون مليون كريةٍ حمراء، وأن تعداد الكريات في الميليمتر واحد مكعب، لا يقلُّ عن خمسة ملايين .
يصفون الكرية الحمراء، بأنها حمَّالٌ لا يعرف التعب، تحمل الأوكسجين إلى الخلايا ، والأنسجة، والأجهزة، والأعضاء، وكل مكانٍ في الإنسان، وتعود بنتائج الاحتراق، تطرح غاز الفحم في النفس، هي حمالٌ لا يعرف التعب، ولا الكلل، ولا السأم، تجول هذه الكريات في الجسم، ألفاً وخمسمئة جولةً في اليوم الواحد .

عمر هذه الكرية، يزيد عن مئةٍ وعشرين يوماً، وبعدها تموت، تقطع في هذا العمر ، ما يزيد عن ألفٍ ومئةٍ وخمسين كيلو متر في الإنسان، وتنقل ما يزيد عن ستمئة لتر من الأوكسجين، الكرية الواحدة .
مم تتكون هذه الكريات, وكيف يتم صنعها, وما هي وظيفة المركز الموجود في الكليتين ؟
أيها الأخوة الأكارم, لو بحثنا في تكوين هذه الكرية الحمراء، لوجدناها مكونةً من خمسمئةٍ وأربعٍ وسبعين حمضاً أمينياً، وأنه يتم صنعها في خمسة أيامٍ، أو أقل من ذلك، وتصنع في معامل، هي نقي العظام، فجوف العظم هو المعمل الذي ينتج الكريات الحمراء، من منا يصدق أن المعمل يصنع في الثانية الواحدة، مليونين ونصف كرية حمراء، في كل ثانية، وأن أنشط المعامل، العمود الفقري، ثم عظام الأضلاع، ثم عظم القفص الصدري الرئيسي، وبعدها تأتي المعامل في نقي العظام، عظام الأطراف, وأن الله سبحانه وتعالى، زوَّد الجسم بمعامل احتياطية، هي الكبد والطحال، فإذا تعطَّلت المعامل الأساسية، عملت الكبد والطحال على إنتاج الكريات الحمراء .
هو أن في الكليتين، مركزاً لتعيير الدم، فإذا نقص الدم عن حدِّه الطبيعي، أرسل هذا المركز أوامر هرمونية إلى مصانع الدم، تحثُّه فيه على زيادة الإنتاج، وإذا زاد الدم عن حده الطبيعي، أرسل هذا المركز الذي في الكليتين أوامر هرمونية إلى معامل الكريات، تأمره فيها بالبطء في الإنتاج، لذلك هناك علاقة بين الضغط، وبين التهاب الكليتين، ما علاقة الكليتين بارتفاع الضغط؟ لأن في الكليتين مركزاً بالغ الحساسية، يراقب كمية الدم باستمرار.

لذلك إذا أخذ الدم عن طريق الحجامة، نقص الدم في الشرايين، ونقصه في الشرايين، يجعل مركز تعيير الدم، يأمر معامل الدم بتصنيع كميةٍ زائدة، وبهذا تنشط المعامل، ويصبح عملها جيداً، على مدار العمر، الذي يحياه الإنسان .
أيها الأخوة المؤمنون, من نظَّم هذا النظام؟ من صمم هذا الخلق؟ من رتَّب هذا الترتيب؟ ألا يستحق العبادة؟ ألا يستحق أن يطاع؟ ألا يجب أن نخشاه؟ ألا يجب أن نتقيه؟ .

 خلاصة القول :

أيها الأخوة الأكارم، قال تعالى:

﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

[سورة الذاريات الآية: 21]

خمسة وعشرون مليون مليون كرية، تعيش الواحدة مئة وعشرين يوماً، تقطع ألفاً ومئةٍ وخمسين كيلو متراً في هذا العمر، تنقل ستمئة لتر من الأوكسجين، تعمل بلا كللٍ، ولا تعبٍ، ولا سأم ، هذه الكريات كائناتٌ، قالوا: قطرها سبع ميكرونات .
أيها الأخوة الأكارم, وهذا الجهاز جهاز تعيير الدم، يعمل بمراقبة الدم بشكلٍ مستمر، وهو بالغ الحساسية، كلما نقصت كمية الدم، يعطي أمراً هرمونيا إلى المعامل بزيادة الإنتاج، وكلما زاد الدم عن حده الطبيعي، أعطى أمراً بتقليل الإنتاج، من أجل أن تبقى كمية الدم في الشرايين ثابتة .
أيها الأخوة المؤمنون, موضوع الدم لا ينتهي بدقائق، ولا بخطب، ولا بسنوات، مجلداتٌ كبيرة، ألِّفت حول الدم فقط، حتى أن هناك اختصاصاً في الطب، مختصٌ بأمراض الدم .

تحميل النص

إخفاء الصور