وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 295 - الصحون الفضائية - المُسْتَقْبِلة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

رسالة الغرب إلينا :

 أيها الأخوة الكرام, نشرت صحيفةٌ يوميةٌ دمشقية قبل يومين، في الثامن من الشهر الحادي عشر استطلاعاً صحفياً، حول الصحون التي تستقبل المحطات الفضائية، وكان من جملة الذين استطلعت آراءهم, عالم نفس أدلى برأيه، وسأنقله لكم، لأني وجدت فيه فائدة .
 يقول هذا العالم: إن هذه الصحون تهدد تكوين أطفالنا العلمي، والثقافي، والاجتماعي ، والأخلاقي، ذلك أن الصورة تخترق وعي الإنسان، دون أن تخضعها للمناقشة, أما إذا كان المتلقي طفلاً، فإن مهمة الهدم، وتقويض بنائه، تتحقق على أفضل وجه، ذلك لأن الطفل في مرحلة التكوين، يتعامل أساساً مع الصورة، أي أنه يفكر بالصورة، وليس بالأفكار المجردة، وأن منظومته النقدية تكون غير متشكلةٍ بعد، وحيث أن الضوابط تنعدم في ظل هذا الاقتحام الهائل لوسائل الاتصال عن طريق هذه الصحون، فالذي يحصل المجتمعات التي يعُمُّها الإجرام، والعنف، والشذوذ، والانحلال الخلقي، والنزعة المادية، والجنس الرخيص، هذه المجتمعات، مجتمعات الكفر التي ترسل هذه البرامج، أصبحت هذه المجتمعات عن هذا الطريق بإمكانها أن تشكل المجتمعات التي تتلقى وفق قيمها المنحلة مبادئها الهدامة، وفق ما يجري فيها من أمراضٍ خطيرة، فلذلك يمكن لهذه المجتمعات التي تصبوا إلى هدفٍ نبيل، والتي تسعى نحو التطور، والنمو، مع الحفاظ على شخصيتها، وهويتها، وقيمها، هذه المجتمعات يمكن أن تنهار كلياً، وأن تفرغ فيها القيم، وأن تحلَّ فيها الروابط، عن طريق هذا .
 فالخطر الذي يهدد المسلمين، ويهدد الجيل الصاعد، وهو يتكوَّن نفسياً، وخلقياً، واجتماعياً، وعلمياً، هذه الصورة كما قال هذا العالم: تقتحم النفس دون أن تخضع للمراقبة والمناقشة .

أسرتك أمانة في عنقك أيها المسلم :

 عند الإنسان عقيدة، عنده مبادئ، عنده قيم، فإذا تلقَّى كلمةً تناقض عقيدته ردها, وجاء بالبرهان عليها، لكن الصورة تتسلل إلى وراء خطوط الدفاع في الإنسان، والطفل وهو صغير ليس عنده منظومة نقدية صحيحة، وليس عنده نضج فكري، إنما يتعامل مع الصورة، فإذا أثارت هذه الصور في نفسه نموذجاً للسلوك المنحرف، فكان هذا الطفل متحللاً، وقد انهدم كيانه, ونحن لا ندري, فالمسلم عليه أن يحفظ أهله، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾

[سورة التحريم الآية: 6]

 قبل أن يفكر الإنسان في اقتناء هذه الصحون، ينبغي أن يعدَّ للمليون، النبي عليه الصلاة والسلام، ورد عنه:

((إنك إذا أردت إنفاذ أمرٍ تدبَّر عاقبته))

 أيها الأخوة الكرام, لو بلغ المسلم إلى أعلى درجات النجاح الدنيوي، إما نجاح علمي ، أو نجاح مالي، أو نجاح اجتماعي، ولم يكن ابنه على ما يريد، يشقى بشقائه, أي الذي يشقي الإنسان، أن ينهار الابن أمام عين أبيه، والذي يسعده، أن يكون الابن قرة عينٍ لأبيه، والدعاء القرآني, قال تعالى:

 

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾ 

[سورة الفرقان الآية: 74]

 هؤلاء الأطفال، هؤلاء البنات، جعلهم الله تحت رعايتك، وأنت المسؤول عنهم يوم القيامة, وقد ورد في الأثر، أن الفتاة تستحق دخول النار، وكان أبوها هو السبب، تقول:

((يا ربي لن أدخل النار، حتى أدخل أبي قبلي))

 أيها الأخوة الكرام, أولادك سبب سعادتك في الدنيا والآخرة، عليك أن تنشئهم نشأةً دينية، أن تجلس معهم، أن توجههم، أن تحفظِّهم كتاب الله، أن تؤنسهم، أي حينما تدخل هذه الأجهزة إلى البيوت، تختفي العلاقات الأسرية، ويختفي رونق الأب، ويختفي رونق الأم، ويصبح الإنسان كتلةٌ من لحمٍ ودم، يبحث عن لذةٍ، وعن انحراف، ليس غير .

 

تحميل النص

إخفاء الصور