وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات فقهية متفرقة - الدرس : 44 - النفقة 2 - الإنفاق على الأب و الأم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

الحياة الدنيا مركبة على المتاعب والآلام وأساسها بذل الجهد :

 أيها الأخوة الأكارم . . . لا زلنا في موضوعٍ أرى أنه موضوعٌ يمس معظم الأسر ولاسيما إذا نشب نزاعٌ بينها ، حول وجوب الإنفاق على من عجز عن الكسب أو كان معسراً .
 في الدرس الماضي تحدثنا عن موضوع الإنفاق على الفروع - الأولاد - وبقي من الدرس الماضي موضوع صغير وننتقل بعدها إلى موضوعٍ آخر وهو الإنفاق على الأصول ، في الدرس الماضي الإنفاق على الفروع ، درس اليوم الإنفاق على الأصول .
 وقبل أن نبدأ بالحديث عن هذه الموضوعات أريد أن أضع بين أيديكم حقيقةً وهي أن التشريع الرباني ما كان ليكون إلا كي يفرغ الإنسان إلى الله عزَّ وجل ، لأن الإنسان في حياته الدنيا يعيش مرحلةً خطيرةً جداً ، هذه المرحلة التي يعيشها تتوقف عليها سعادة الأبد ، السعادة الأبدية ، وكلمة أبد أتمنى أن يقف أحدكم على بعض أبعادها ، أخواننا الذين درسوا رياضيات تصور رقماً ، مثلاً واحد بدمشق وأصفار إلى أين ؟ إلى حمص ؟ بين كل صفرين مليمتر ، إلى حلب ؟ لأنقرة ؟ لموسكو ؟ للقطب الشمالي ؟ للقطب الجنوبي ؟ إلى دمشق مرة ثانية ، أي واحد أمامه أربعين ألف كيلو متر أصفاراً - محيط الأرض - هذا الرقم إذا وضعته صورةً ووضعت مخرجه لا نهايةً القيمة صفر ، لأن أي رقمٍ مهما كان كبيراً إذا نُسِبَ إلى اللانهاية فهو صفر ، فلذلك الإنسان لو عاش مئة سنة ، لو عاش مئة وثلاثين سنة ، لو عاش عشر سنوات ، إذا نسب هذا الرقم إلى اللا نهاية فالرقم صفر .
 فأقول لكم : إن السعادة الأبدية الله جلَّ جلاله خلقنا بنص القرآن الكريم لحياةٍ عُليا أبدية ، وشاءت حكمته أن نأتي إلى حياةٍ دُنيا إعدادية ، أنتم في حياةٍ دنيا - دنيا أي متعبة - لا تأخذوا شيئاً إلا بجهدٍ جهيد ، هذه الحياة مركبة على المتاعب والآلام وفراق الأحباب ، هذه الحياة أساسها بذل الجهد ، إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء ، منزل ترحٍ لا منزل فرح ، مركبة على المتاعب ، مركبة على الأحزان ، مركبة على البكاء ، مركبة على الحرمان ، الدنيا تأتي وتذهب ، الإنسان يغتني ويفتقر ، يصحُّ ويمرض ، يعلو ويسفل ، يعز ويذل ، هكذا الحياة دار التواءٍ لا دار استواء ، منزل ترحٍ لا منزل فرح ، هذه الحياة إعدادية لحياةٍ أبدية ، هذه الحياة هي دنيا لكنها خطيرةٌ جداً ، هي أساس العُليا .
 تصور إنساناً نال أعلى شهادة في الأرض ، نال الدكتوراه وراءها بورد تمضي سنة، سنتان ، ثلاث ، أربع ، خمس ، عشر ، عشرون ، ثلاثون ، كنت عند طبيب من فترة ، نظرت إلى شهادته تخرَّج من جامعة دمشق عام 1938 ، تقريباً حوالي خمسين سنة يداوم مهنة الطب، قلت : سبحان الله درس سنتين ثلاث فكان طول عمره طبيباً ، طول عمره دخله كبير ، أربع سنوات في الجامعة تحدد طول الحياة مثلاً ، عندما كان العلم له قيمة ودخله كبير ، في الحياة الدنيا ، هذه الحياة الدنيا إعدادية ، هي خطيرة جداً لأنه في ضوء طريقة حياتك فيها ، في ضوء السلوك الذي تعيشه في هذه الحياة ستبنى عليها الحياة الأبدية .

أهمية التشريع في حياة كل إنسان :

 يا أيها الأخوة الأكارم . . . لذلك جاء التشريع ، جاء التشريع ليعطيك ما لك وليلزمك بما عليك ، لئلا نقع في مشكلات ، لئلا نقع في منازعات ، اسألوا القضاة عندهم خمسة آلاف قضية ، كل سنة تشطب حوالي مئتا قضية والسبب لموت أحد الطرفين ، كنت أضرب مثلاً مضحكاً : دابة واقفة في الشمس بأيام الصيف الحارة ، لها ظل صغير ، إنسان جلس بهذا الظل وجد نفسه أحسن مما يقف في الشمس ، قام ليشرب جاء آخر و جلس مكانه ، أخي هذا محلي لا محلك ، تلاسنوا ، تصايحوا ، تشاددوا ، تماسكوا ، تضاربوا ، الدابة مشت بعد ذلك ، فكل هذا الخلاف ليس له قيمة ، كذلك الدنيا . الذي أريد أن أقوله لكم أيها الأخوة ، هذه الدنيا خلقت فيها من أجل أن تعرف الله ، من أجل أن تعبده ، من أجل أن تعمل صالحاً ، من أجل أن تهيئ نفسك لسعادةٍ أبدية ، من أجل أن تكتسب كما قال النبي الكريم موجبات رحمة الله ، لذلك جاء التشريع لكي يريحك ، حتى لا تدخل في خصومات مع الناس ، موضوع الزواج ، موضوع الطلاق ، موضوع المهر ، موضوع البيوع ، هذه التفاصيل التشريعية من أجل أن تأخذ ما لك وتعطي ما عليك ، حتى يقول لك : أنا لم أدخل في حياتي إلى قصر العدل ، لم أدخل بحياتي إلى مخفر ، من هذا الذي لم يدخل في حياته إلى قصر العدل ولا إلى المخفر ؟ هو الذي يطبق الشرع ، يعرف ما له وما عليه ، فنحن الهدف الأكبر الأبعد من تطبيق الشرع أن تكون متفرغاً لمعرفة الله .
 والآن هناك نقطة بالغة الأهمية الآن الأطباء يقولون لك : عندك - استرتش -صدمة نفسية ، عندك ضغط نفسي ، الضغط النفسي يرفع الضغط ، يقول الطبيب : لماذا ضغطك مرتفع هل أغضبك أحد ؟ معنى هذا أن الضغط النفسي يرفع الضغط أحياناً ، أخواننا التجار هبوط الأسعار إذا كانوا شارين والأسعار هبطت ، يصير معه هبوط بالقلب ، إذا بايعين والأسعار ارتفعت يرتفع معه السكر ، مع الهبوط هناك هبوط ومع الارتفاع هناك ارتفاع ، معنى هذا هناك هموم ، وهموم كبيرة جداً ، فأنا أقول لكم : أصعب شيء بالحياة الضغط النفسي، القرحة من الضغط النفسي ، وآخر شيء سمعته هناك آلام في العضلات أساسها الضغط النفسي ، لأسبابٍ نفسية محضة يحس الإنسان بآلام في عضلاته ، " فخذ من الدنيا ما شئت وخذ بقدرها هماً ، ومن أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر" .
 راقب اثنين بالقضاء ، تجد أسرتين ، وحول كل أسرة أربع أسر ، وطقم محامين، وطقم قضاة ، وتستهلك الدعوى عشر قضاة ، من قاض لقاض لقاض لقاض ، وكل قاض له طباع خاصة ، وله مفتاح ، هذا من مفتاحه ؟ وحاول لتتعرف أين بيته ، وتتعرف على مفاتيحه وتعرف ماذا يرضيه ، واقنعه واقنع المحامين ، وادخل في وساطات ، وطول السهرة هكذا محاميهم قال ، هذا كذب ، تجده يرجف ، حتى لا تدخل بهذه المشاكل مع الناس لكي تبقى مرتاحاً خذ ما لك فقط ، أما إذا كنت تدخل في خصومات ، وتأخذ ما ليس لك ، تقام عليك دعوى ، وتوكل محامين ، والوكالة بألفي ليرة ، والمحامي دوبل عليك عمل مذكرة ضدك وأنت لا تدري ، لأنه أخذ من خصمك مبلغاً أكبر .
لماذا الشرع أيها الأخوة ؟ من أجل أن تتفرغ لعبادة الله ، من أجل أن تهدأ أعصابك، من أجل أن تعيش حياةً مستقرة ، من أجل ألا تتوتر ، من أجل ألا تصاب بصدمة نفسية ، أنا كلما اطلعت على آراء إخواننا الأطباء أجد مع تقدم العلم يجدون أن معظم الأمراض أساسها صدمةٌ نفسية ، الآن أحدث تفسير حتى السرطان ، السرطان نموٌ في الخلايا عشوائي ، ما الذي يمنع الخلايا من هذا النمو العشوائي ؟ جهاز الخلايا ، ما الذي يضعف جهاز المناعة؟ الصدمة النفسية ، الصدمات النفسية تضعف جهاز المناعة ، ومع ضعف جهاز المناعة تنمو الخلايا نمواً عشوائياً ، هناك أشخاص على أثر صدمة شديدة صار معهم مرض خبيث ، على أثر صدمة شديدة صار معهم تجلُّط في الدم ، على أثر صدمة شديدة صار معهم ارتفاع ضغط مخيف .
 نحن نريد أن نطبق الشرع ، هناك قواعد دقيقة ، هذه لك وهذه لي ، أنا أعرف أخاً دخل في خصومة كبيرة مع قريب له ، وهذه الخصومة أدَّت إلى انهدام أسرة وهو في هذه الخصومة ليس محقاً في الأساس ، ولا أقول أنه معتد لا والله ولكنه يجهل أحكام الشرع ، جهل أحكام الشرع فظن أن هذا الحق له وهو ليس له ، فدخل في خصومة ، وهذه الخصومة انتهت بتشريد أسرةٍ بأكملها ، فنحن حينما ندرس أحكام الفقه لأننا في أمس الحاجة إليها .

الإنفاق على الأب و الأم :

 أحياناً تجد أخوات يتنازعون على مصروف الأم ، أو على مصروف الأب ، الأولاد و الإنفاق عليهم شُرِحَ في الدرس الماضي ، درس اليوم الإنفاق على الأصول ، هناك أولاد وهناك أولاد أولاد ، أحياناً الأم تقيم عند الصهر ولها خمسة أولاد شباب بيوتهم مفتوحة ، يتأففوا من مجيئها ، البنت أحن ، ولكن الصهر لا يناسبه أنه ينفق وأولادها الشباب منسحبون من هذه النفقة ما اخترت هذا الموضوع إلا لأنه كثير ما تقع الأسر في مشكلات متعلقة بموضوع الإنفاق، هناك أم تملك أموالاً منقولة وغير منقولة وكثيرة جداً ، أراض ، بيوت ، حوانيت ، بأرقام فلكية أصيبت بفالج ، طبعاً أولادها تابعون لزوجاتهم ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال :

((إِذَا كَانَ أُمَرَاؤُكُمْ شِرَارَكُمْ وَأَغْنِيَاؤُكُمْ بُخَلاءَكُمْ وَأُمُورُكُمْ إِلَى نِسَائِكُمْ فَبَطْنُ الأَرْضِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ظَهْرِهَا ))

[الترمذي عن أبو هريرة ]

 فهذه الأم الثرية التي تملك ثروةً طائلةً بأعدادٍ فلكية أصيبت بفالج ، أولادها الشباب الذكور تهرُّبوا من رعايتها ، وكل أخٍ دفعها إلى الآخر ، ثم اتفقوا على أن يضعوها في مأوى العجزة ويرتاحوا ، هذه ساكتة ، مرة استيقظت فقالت : أين أنا ؟ قالوا : هنا مأوى العجزة ، قالت أو فعلوها ؟ أي أن أولادها فعلوها ؟ قالوا : هكذا ، طلبت كاتباً بالعدل ، فجاء سريعاً ، خف هذا الكاتب لتلبية طلبها ، وأَمْلَت عليه أن كل ما تملك من دون استثناء هو للجمعيات الخيرية، وللفقراء ، ولبناء المساجد ، ولطلبة العلم وهكذا ، الأولاد مطمئنون هناك ثروةٌ طائلةٌ تنتظرهم ينتظرون وفاتها ، فلما جاءتها المنية ، واندفعوا إلى إجراء حصر الإرث وتسيير معاملة التركات فوجئوا أن كل شيءٍ قد وهِبَ لغيرهم ، وكان جزاؤها جزاءً وفاقاً .
 لأن الكبير يا أيها الأخوة ، الإنسان إما مع شهوته وإما مع القيم ، الكبير لا يحتاج لا إلى طعام ولا إلى شراب ، أكل حتى شبع ، الكبير يحتاج إلى أناس ، يحتاج إلى إكرام ، وربنا عزَّ وجل كما أنه سخَّر لك أباً ينطوي على حبٍ لا حدود له ، أكرمك إكراماً لا حدود له ، أغرقك في العناية والفضل من أجل أن ترد هذا الجميل لأبيك حينما يكبر ، أما إنسان يأخذ الميزات من والده حينما كان شاباً ثم يبخل بهذه الميزات لوالده حينما يكبر في العمر فهذا ظلمٌ شديد .

رزق الأولاد على الجدّ الموسر أو الأم الموسرة إذا كان الأب ميتاً أو فقيراً :

 بالمناسبة قال : إذا لم يكن الأب موجوداً . . الآن بحث صغير ملحق بالإنفاق على الأولاد . . إذا لم يكن الأب موجوداً ، الأب ميت وله أولاد ، أو كان فقيراً وعاجزاً عن الكسب ، إما ميِّت أو فقير ومع فقره عاجز عن الكسب ، لمرضٍ أو كِبَرِ سنٍ أو نحو ذلك ، كانت نفقة الأولاد عند السادة الأحناف على الموجود من الأصول ذكراً كان أو أنثى ، إذا كان موسراً ، نفقة الأولاد في حالة وفاة الأب ، أو أنه عاجزٌ عن الكسب ، فقير وعاجز ، إذا كان فقيراً غير عاجز نأمره أن يتكسَّب إذا كان متكسِّباً ومعه مال نفقة الأولاد عليه وحده لقوله تعالى :

﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ﴾

[ سورة البقرة:233 ]

 رزق الأولاد على المولود له ، على الأب وحده ، لكن هناك ثلاث حالات أو حالتين ميت الأب ، أو فقير ومع فقره عاجز عن الكسب ، قال : النفقة إذاً على من كان موجوداً من الأصول ذكراً كان أو أنثى ، بشرط أن يكون موسراً ، أي يملك الإنفاق عليهم ، فقد تجب النفقة على الجد وحده ، الجد أحد الأصول ، إذا كان الجد موسراً النفقة على الجد ، ليس له حق أن يتأفف هذا الجد ، يقول : هؤلاء ليسوا أولادي ، أنت جد ، أنت أصل ، وأنت موسر ، وهؤلاء فقراء ، وأبوهم قد توفي ، هذا الكلام الكثير من تسميع وتلطيش ، وأننا ضقنا ، أنت لو تعرف الشرع الجد الموسر عليه الإنفاق على أولاد أولاده ، أو على الأم إن كانت موسرةً ، هي في الأصل أم ، الأم ينفق عليها من قبل زوجها أو أولادها ، لكن إذا كانت موسرةً ، ورثت إرثاً يبلغ قيمته خمسة أو ستة ملايين وزوجها توفى والجد فقير هي الأصل الوحيد الموسر فالنفقة عليها لكن للجد أو الأم إذا كان الأب موجوداً معسراً غير مريضٍ مرضاً مزمناً ، للأم وللجد أن يرجع إلى الأب بالنفقة حينما يصبح موسراً ، تنقلب النفقة ديناً على الأب ، الأب موجود لكنه مُعْسِر وإعساره مؤقَّت ، وليس مريضاً مرضاً يمنعه من الكسب ، الأم تنفق أو الجد ينفق ، فإذا أصبح الأب موسراً عليه أن يعطي هذا الذي أنفق على أولاده لمن أنفق عليهم ، تصبح النفقة عليه ديناً .

النفقة على الجد و الأم بنسبة ميراثهما :

 الآن عندنا جد وأم قال : النفقة عليهما بنسبة ميراثهما ، الأم الثلث ، والجد الثلثان، يحتاج الأولاد في الشهر اثني عشر ألف فرضاً ، أو يحتاجون لثلاثة آلاف ، ألفان على الجد وألف على الأم ، بنسبة ميراثهما ، والدليل :

﴿وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ﴾

[ سورة البقرة:233 ]

 إذا بقي جد وأم أم ، فعلى الجدة السدس وعلى الجد الباقي بنسبة ميراثهما ، وإذا كان الجد مع الجدتين ، أم أم ، وأم أب ، فعلى الجدتين السدس مناصفةً بينهما ، وعلى الجد الباقي بمقدار ميراثهما ، إذاً قاعدة رائعة ، الوارث ينفق بنصيبه من الإرث ، الغُرْمُ بالغُنمِ ، عندنا حالة أخرى أقارب الولد غير وارثين بأن كانوا من ذوي الأرحام ، فالنفقة على أقربهم درجةً وإن اتحدت درجتهم كانت النفقة عليهم بالسويَّة ، إذا كان بعض الأقارب وارثاً والآخر غير وارث ، كانت النفقة على الأقرب ولو كان غير وارثٍ ، فإن تساويا في الدرجة وجبت النفقة على الوارث دون غيره ، الأقرب أو الوارث ، الأقرب مقدَّم ، فإن تساووا في الدرجة على الوارث ، هذا ملخَّص نفقة الأولاد ، فالأولاد لابدَّ من جهةٍ تنفق عليهم ، لماذا ؟ لأن هذا الإنسان مخلوقٌ مكرمٌ عند الله عزَّ وجل ، اللهم عافنا .

إكرام الله عز وجل لمن يقوم بالبذل والعطاء :

 الشُح مرض خطير ، ربنا عزَّ وجل قال :

﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾

[ سورة الحشر: 16]

 فالشُح مرض ، فلما الإنسان يكون عنده أولاد أولاد ، أو أم لها أولاد ، أو جد له أولاد ، أو قريب أخ ، أو أخ لأب ، أو أخ لأم ، أو ابن عم ، أقرب الناس درجةً إلى هؤلاء الأطفال عليه أن ينفق عليهم ، لكن لا تنسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام قال فيما يرويه عن ربه:

(( أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ))

[ متفق عليه عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

(( أنفق بلال ، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالا ))

[الطبراني عن ابن مسعود ]

 وفي ثماني آيات في القرآن الكريم :

 

﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾

[ سورة سبأ: 39 ]

 وأخواننا يحدثوننا عن قصص عجيبة ، مرة قال لي أخ : والله لي أخت أرملة طلبت مني خمسة آلاف ، وأنا في ضيق شديد ، فالإنسان بين عسر ويسر ، معه خمسة آلاف لا يوجد معه غيرهم ، دخلت في صراع مع نفسي ، بعد حين من الوقت غلب عليّ أن أعطيها هذا المبلغ ، دفع المبلغ ولم يتبق معه شيء ، قال لي : نزلنا على المحل - له محل بالبذورية - جاءه شخص سعودي قالوا له : عندك قمر الدين ؟ قال له : لا والله ، قال له : دلني على معمل، فدله على معمل ، طبعاً أخذه لعنده بنفسه ، مساءً يأتي موظف من عند المعمل يعطيني عشرة آلاف ليرة ، يبدو أخذ كمية كبيرة جداً ، وصاحب المعمل اعتبر أن هذا دله عليه ، فنزل عن ربحه بعشرة آلاف ، دفعنا صباحاً خمسة فأخذنا مساءً عشرة آلاف .
 حدثني أخ آخر له أخت فقيرة ودفع لها مبلغاً من المال ، قصة صعب أن تقع لغرابتها وهو يتعامل مع شركات أجنبية ويأتيه شيكات بالبريد ، وحتى يكون وفق القوانين يصرفها بالمصارف المعتمدة بالسعر الرسمي ، قال لي : أنا واقف على الكوة أريد أن أصرف هذا الشيك يأتي هاتف مسجَّل ، أن ادفعوا بسعر الدول المجاورة بأعلى سعر ، قبضنا هذا المبلغ وأدرنا ظهرنا فجاء هاتف مسجل معاكس بعد عشر دقائق أن أوقفوا العملية ، لم ينفد غيري ، شيء عجيب ، قصة واقعة ، وهو أحد إخواننا الحاضرين هنا ، أن يقبض إنسان لوحده بسعر الدول المجاورة !! لأنك دفعت لأختك عشرة آلاف ، فلما الإنسان يدفع الله يكرمه .
 هناك أخ ثالث كان حاضراً عند أخته ، دخل إلى بيت أخته وجد مشكلة ، ما المشكلة ؟ أن زوجها دخله محدود ، وهي طالبة منه ثلاثمئة ليرة بالشهر نفقة ، وهو لا يوجد معه ، فهو دخل وسيطاً قال : أنا المبلغ علي ، أنهى المشكلة ، قال لي : كل شهر أدفع ثلاثمئة لأختي ، أي وفَّقت بينهما ، بالشهر الثالث طلبوا مني درساً ، فعملت لهم درساً لبنات إخواته ، هذا الدرس نما إلى أن بنات أخواته البنات تحجبن ، زوج بعضهن ، صار له درس ثابت ، صار هناك دعوة كبيرة إلى الله عزَّ وجل ، كل أقربائه المحارم انضموا إلى هذا الدرس ، وصار هناك حجاب وزواج إسلامي ، كل هذا الفضل الإلهي بسبب هذه المساعدة ، أنت لا تعرف من تعامل أنت تعامل رب العالمين ، عندما تحل مشكلة بمبلغ من المال تعاون أختك ، تعاون ابن أخيك وتدفع ، والله أسمع كل قصة شيء لا يصدق ، إكرام الله عزَّ وجل لإنسان يقوم بالبذل والعطاء .

المداهنة و المداراة :

 كلكم يعرف ما هي المداهنة وما هي المداراة ، المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا ، يبذل دينه ، يترك فرض صلاة ، يفطر في رمضان لمصلحةٍ مادية ، يطمع في شيء لازم ، لا يكون له اتجاه ديني ، فيفطر في رمضان ، لكن المؤمن يداري ، المداراة بذل الدنيا من أجل الدين ، المؤمن الراقي يبذل مالاً كثيراً ليؤلِّف قلوب الناس ، ليعينهم على مشكلاتهم ، ليأخذ بيدهم إلى الله عزَّ وجل ، ليكرمهم ، ليقرِّبَهُم إلى الله عزَّ وجل ، فنحن عندما نقول : إنفاق ، ففي الحقيقة أن الإنفاق قسري ، العدل قسري ، والإحسان طوعي ، أما إذا أنت أنفقت من دون قرار محكمة ، أليس هذه أرقى لك ؟ إذا ما أنفقت فهناك قرار محكمة القاضي يلزمك به ، يبعث كتاباً لدائرتك فيستقطعون المبلغ من راتبك ، تكلمنا البارحة في درس الدعاة أن القاضي حكمه ملزم ، أما المفتي فحكمه غير ملزم ، فلو جاء أخ وسألني سؤالاً أقول له : هذا رأي الشرع ، أو هذا الحكم الشرعي ، فهو إن أراد أن يطبقه أو لا يطبقه ، المفتي حكمه ليس ملزماً لكن القاضي حكمه ملزم ، المجتهد ، المجتهد يستنبط الأحكام الشرعية من النصوص الكلية فهذا المجتهد أعلى شيء ، العالم هو الذي يتقن علماً ما بكل جزئيَّاته ، وتفاصيله ، وملابساته ، ومشكلاته ، وفروعه ، وأصوله ، وشبهاته ، والرد على شبهاته ، هذا عالم ، هذا عالم مواريث رقم واحد ، هذا عالم فقه ، هذا عالم بالعقيدة ، هذا عالم بأصول الدين ، هذا عالم بالتجويد ، هذا عالم بالمواريث، هذا عالم بالسيرة النبوية ، هذا عالم بالتاريخ ، العالم أتقن علماً إتقاناً شديداً ، المجتهد استنبط الأحكام الشرعية بالنصوص كلية ، المفتي طبَّق حكماً على حالة ولكن حكمه غير ملزم، القاضي طبق حكماً على حالة ولكن حكمه ملزم ، الداعية أقنع الناس بالإسلام ، أقنعهم به وحملهم عليه ، فقربهم إلى الله عزَّ وجل ، إذا الداعية اهتم بإخوانه صار مربياً وإذا إنسان همه صلاته ، وعباداته ، وأذكاره ، ليس له علاقة بأحد فهذا عابد ، صار عندنا عابد ، وعندنا عالم، وعندنا داعية ، وعندنا مربّ ، وعندنا عالم ، وعندنا مجتهد ، وعندنا قاض ، وعندنا مفت ، هذه كلها مناصب في الإسلام ، النبي الكريم يا ترى كان مفتياً ؟ كان قاضياً ؟ كان داعية ؟ قال:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم: 4 ]

 هذا الخلق العظيم جعله فوق كل هذه المناصب .

نفقة الأصول :

 الآن نفقة الأصول . . دققوا الآن . . قال : تجب نفقة الوالدين وإن علوا ، أخي ليس لي دخل بجدي ، أبوك وجدك وجد جدك ، تجب نفقة الوالدين وإن علوا عند الجمهور ، كلمة جمهور أي عند كل العلماء ، دائماً كن مع الجمهور ، ليس جمهور الشعب جمهور العلماء، إذا عندنا عشرة علماء هناك عالم له رأي خاص ، التسعة جمهور ، الثمانية جمهور ، فأنت دائماً الأحوط كن مع الجمهور ، قال : نفقة الوالدين تجب وإن علوا عند الجمهور ، لقوله تعالى:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

 ومن الإحسان أن ينفق عليهما عند الحاجة ، أقل مراتب الإحسان إذا كان أبوك جائعاً فتطعمه ، هذه أقل مرتبة .
 أكثر من أخ أنا أعجب من حياته الميسرة ، أعجب لدخله الكبير ، ثم أفاجأ أو لا أفاجأ أنه كان باراً بوالديه ، أكاد أقول : هذا قانون ، الله عزَّ وجل يكرم البار بوالديه ، والله أعرف شخصين أحدهما في أعلى درجات المجتمع ؛ مهندس ، صاحب معمل ، دخله كبير ، أتاه الله ذكاء بارعاً ، موفَّق في أعماله كلها ، له علاقات كلها ناجحة مع المجتمع ، هذا الإنسان له أخ من أمٍ وأب على عكسه تماماً ، دخله قليل جداً ، مصاب بأمراض كثيرة جداً ، فلما بحثت في الأمر وجدت أن الأول كان باراً بوالديه وأن الثاني كان عاقاً لهما ، فأكاد أجزم أن الذي يبر والديه له في الدنيا مكافأةٌ قبل الآخرة .

من عرف الله و برّ والديه رفعه الله و وفقه :

 لكن بالمناسبة أنا أعرف أشخاصاً ، إذا كان أكرم والديه أخذ حريته ، أمّن لوالدته كل حاجاتها وكل طلباتها ، الأساسية والثانوية والفرعية ، وقبّل يدها ورجلها صباحاً ومساءً وفلت على هواه فيما سوى ذلك ، فربنا عزَّ وجل يؤدبه ولو كان باراً بوالديه ، تلميذ أحضر لأستاذه باقة من الورد فقال له : شكراً يا بني ، افتح الوظائف ، لم يكتب الوظائف إذاً تعال إلى هنا هات العصا ، أستاذ باقة الورد ، ما هذا تربطني بباقة ورد أحضرتها لي تريد أن تربط يدي بها ؟ أريد أن أربيك ، أحياناً الإنسان يتوهم إذا كان باراً بوالديه انتهى كل شيء ، لا لم ينته كل شيء، أقول لكم هذا الكلام بصراحة لم ينته شيء ، إذا أنت بررت بوالديك وتعق ربك ، تعصيه ، سهرات ، واختلاط ، وذهاب إلى أوروبا ، لكن بار بوالديه ، يدها ورجلها يقبلهم ، أمي تطلب و أنا بخدمتها ، أنا وزوجتي خادمان لها ، الله يعطيك العافية ، عندما تعصي الله لن تنفد ، نحن نقول : بار بوالديه بعد أن عرف الله ، إذا عرف الله واستقام على أمره عندئذٍ بر الوالدين يرفعه درجاتٍ عند الله عزَّ وجل ، ويوفقه بهما ، الآية الثانية :

﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾

[ سورة لقمان: 15 ]

 ومن المعروف الإنفاق عليهما ولو كانا مخالفين في الدين ، بالمناسبة لو فرضنا إنساناً والده نصراني وهو أسلم ، عليك أن تنفق عليهما ولو كانا كافرين ، فكيف بإنسان أبوه مسلم لكن هناك أشياء في البيت والده غير منضبط بها ، فيقوم بمحاربتهم ، يتهمهم بالكفر ، طول بالك هذا عقوق للوالدين ، لا يستطيع الابن أن ينصح والديه أو لا يستطيع أن يؤثِّر فيهما إلا بالإحسان فقط ، أما بالتوجيه ! يقولا لك : أنت كنت ابني ، الآن تعلمنا ، صعب على الأب أن يقبل من ابنه التوجيه ، أما إذا كان ابنه محسناً يمكن للابن أن يؤثر في الأب لا عن طريق الإقناع ولا عن طريق الحوار والمجادلة بل عن طريق الإحسان ، بالإحسان تملك قلب الأب ، قال : ليس من المعروف أن يعيش إنسان في نِعَمِ الله تعالى ويَدَعَ أبويه يموتان جوعاً .
 لذلك يا أخوان أنا أعرف أسراً ، والله أعرف شخصاً وصل إلى درجة من القوة والغنى قلّ مثيله في هذه البلدة ، وأمه تقيم عليه دعوى إنفاق ، وليس في بيتها صنبور ماء ، تملأ الوعاء من صنبور الطريق كي تشرب ، وأقامت عليه دعوى إنفاق ، أنا حينما أرى في القضاء دعوى من أمٍ على ابنها أرتجف ، أقول : نحن في خطرٍ شديد ، حينما تضطر الأم أن تقيم دعوى على ابنها لينفق عليها ، تسمع قصصاً كثيرة جداً يقول لها : كل البلاء منك ، هذا عاق ، هذا شقي في الدنيا والآخرة ، أخي أمي ليست صالحة ، ليس لك دخل في هذا ، هذا ليس شغلك ، أدّ الذي عليك ، واطلب من الله الذي لك ، اجعلوا هذا الكلام أمام أعينكم ، أدّ الذي عليك ، إذا كانت أمك جيدة لها ، ليست جيدة عليها ، ليس شغلك ، أنت عليك أن تكون باراً بها لكن لست مكلفاً أن تطيعها في معصيةٍ لله عزَّ وجل ، قالت له : إما أن تكفر وإما أدع الطعام حتى أموت قال لها: " يا أمي لو أن لكِ مئة نفسٍ فخرجت واحدةً واحدةً ما كنت لأكفر بمحمد ، فكلي إن شئت أو لا تأكلي " ، وقد أكلت بعد ذلك ، وهذا كلام فارغ ، لا تقبل ضغطاً لمعصية ، مهما كان المصدر ، لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق:

﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾

[ سورة لقمان: 15 ]

 وقال عليه الصلاة والسلام:

((إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوهُ هَنِيئًا))

[ أحمد عن جد عمرو بن شعيب]

 أطيب أكل ، أحل أكل ، هو الأكل الذي اشتريته بمالٍ ، حصلته بجدِّكَ وعرق جبينك ، اسمعوا تتمة الحديث .

(( . . وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ . . . .))

[ أحمد عن جد عمرو بن شعيب]

 وإذا أكلت في بيت ابنك كأنك أكلت من كسبك ، لأن ابنك كسبك .

 

الأب العاقل يعطي ابنه حقه في حياته :

 لكن من أخذ من أموال أولاده فليأخذ بالمعروف ، ابنه يريد أن يتزوج ، أحياناً الإنسان يضع ابنه عنده يقول له : خذ مصروفك ، أنا أعجب أحياناً بأب عاقل يعطي ابنه حقه في حياته ، شيء جميل جداً أن الابن يتنعَّم بحياة والده والأب يعطيه حقه ، حتى الابن يذوب محبة لأبيه ، ويتمنى لأبيه طول العمر ، الآباء البخلاء إذا كان صار معه أزمة ، أو صار معه مرض ، وأحضروا الطبيب تجدهم يقولون بلهفة : طمئنا يا دكتور ، فمتى ينزعجون ؟ إذا كان بحالة جيدة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، والطبيب لم يعرف ما القصة ؟ يطمنئهم ، هم لا يريدون ذلك يريدون شيئاً خطيراً ، فالإنسان بين أن يعيش بين أولاد يتمنون وفاته ، وبين أن يعيش بين أولاد يتمنون حياته ، فالكريم حياته خير ، كثير من الآباء في وقت مناسب تقاعدوا وسلموا أولادهم ، هذا الابن نمت شخصيته ، تفضل استلم ، ينزل الأب إلى المحل ليتسلّى ، لكن الأب بعد سن معين يجب أن يرتاح ، أخي يغلط ، لازم يغلط ، الإنسان إذا لم يغلط لا يتعلم ، قلت لإنسان : هناك إنسان لا يغلط أبداً من هو ؟ قال لي : رسول الله ، فقلت له : لا ليس هذا قصدي ، قصدي شيء ثان هناك إنسان لا يغلط هو الذي لا يعمل ، لا يشتغل شيئاً ، أما الذي يشتغل فيغلط ، فأنت ابنك لو غلط فلا شيء في ذلك ، اتركه يغلط يدفع ثمن غلطه ، لكي يتربى بعد ذلك فلا يغلط ، فالذي له عمل وكبر في السن هذا وقت ، قال : " من دخل في الأربعين دخل في أسواق الآخرة " ، إذا الإنسان عنده أولاد وعنده عمل كبير ، يسلم أعماله لأولاده طبعاً مع الإشراف ولا يسلمهم نهائياً ، يلغي بعد الظهر النزول على المكتب ، يتفرَّغ لعباداته ، لطاعة ربه ، لإقباله على الله ، لمجالس العلم ، للأعمال الصالحة ، هذا كسب الإنسان ، يكون نما شخصية أولاده ، ودفعهم للمسؤولية ، وانسروا ، وتمنوا طول حياتهم ، عندك أموال وزعها على أولادك ودع شيئاً لك ، لكن الشيء الجميل أن يكون الأب في الوقت المناسب عرف كيف ينسحب وكيف يسلم أولاده ، قال:

((إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ فَكُلُوهُ هَنِيئًا))

[ أحمد عن جد عمرو بن شعيب]

الأصول عند الجمهور :

 يا أيها الأخوة . . . الأصول عند الجمهور الآباء والأجداد ، والأمهات والجدات ، لكن عند الإمام مالك الآباء فقط ، والأمهات فقط ، نحن مع من ؟ مع الجمهور ، قال : تجب نفقتهم - هم الآباء والأجداد والأمهات والجدَّات - وإن علوا لأن الأب يطلق على الجد وكل من كان سبباً في الولادة ، كذلك الأم تطلق على الجدة مهما علت ، وقد أطلق القرآن كلمة الأبوين على آدم وحواء قال : ملة أبيكم إبراهيم ، إبراهيم ليس أباً بل كان جداً ، هو سماكم المسلمين من قبل، فربنا سمى الجد أباً ، فكلمة جد تطلق على الآباء والأجداد ، والأمهات والجدات ، أجمع العلماء على أن الجدة تحرم على الإنسان كما تحرم عليه أمه ، إذا الإنسان أمه محرمة عليه ، جدته محرمة عليه طبعاً من باب أولى ، لقوله تعالى :

﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾

[ سورة النساء: 23 ]

 من المقصود بالأمهات ؟ الأمهات الوالدات والجدات ، والآباء ، الآباء الذين كانوا سبب الولادة وآباء الآباء ، الإمام مالك قال : الأم والأب فقط ، فلا تجب النفقة على الجد والجدة كما لا تجب على ولد الولد ، هذا عند الإمام مالك .

شروط وجوب النفقة في الأصول :

 شروط وجوب النفقة في الأصول ، أولاً : أن يكون الأصل فقيراً ، الأصل الفقير أي الأب الفقير أو الجد الفقير تجب نفقة الأبناء عليه ، يكون فقيراً وعاجزاً عن الكسب ، قال : فإن كان قادراً على الكسب تجب نفقته عند الحنفية ، إذا الابن ميسور ، وعنده معمل ، ودخله كبير ، وأبوه نشيط ولكن فوق الخامسة والخمسين اذهب و اشتغل ، لا ، ليس هذا جزاء الإحسان، لو كان قادراً على الكسب عند السادة الأحناف يجب على الابن أن ينفق على أبيه الفقير ولو كان قادراً على الكسب ، الابن بالعكس إذا الابن فقير لكنه قادر على الكسب ، لا تجب على الأب النفقة عليه ، لأنه إذا تركه لا يشتغل أما ينشأ فاسداً عاطلاً معطلاً ؟ ينشأ عضواً أشل في المجتمع ، عضواً عبئاً على المجتمع ، فمن وسائل تربية الابن دفعه إلى الكسب، لأن الفراغ مشكلة ، الفراغ خطير جداً ، لذلك الآباء غير الأبناء ، يجب الإنفاق على الأب الفقير ولو كان قادراً على الكسب .
 قال : وفي إلزام الآباء التكسب مع غنى الأبناء ترك للإحسان إليهم و إيذاء لهم وهذا لا يجوز ، تجعل أباك يعمل أمين مستودع ، أو تشغل والدك بمحل تجاري ، قبضنا السندات ، لم يأت بعد إلا وتقول له : اذهب وتعال ، وأنت عندك معمل وسيارة وبيت وحالتك المادية جيدة ، هذا منتهى اللؤم ، لذلك عند الحناف قال : لا ، بل يجب على الأبناء الإنفاق على الآباء ولو كانوا قادرين على الكسب ، الابن بالعكس ، ما دام الله عزَّ وجل قال :

﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾

[ سورة الإسراء: 23 ]

 الابن في بحبوحة كبيرة والأب فقير تقول له : اذهب و اعمل ، هذه ألعن من أف ، لذلك أنا ألاحظ هناك أبناء سبحان الله موفقون جداً ، إذا وجد الأب تعباً يقول له : يا أبي كفاك ذلك ، أنا أخدمك ، ريحه ، تعب بكم أربعين سنة ، يجب أن يعيش كم سنة من دون تعب ، ومن دون هم ، فكل شاب يريح والده بالوقت المناسب يكون أسدى قد عملاً عظيماً لوالده .
 أول شرط يكون الأصل فقيراً ، فقير وعاجز عن الكسب ، لكن الأحناف أوجبوا النفقة ولو كان قادراً على الكسب ، أن يكون الفرع موسراً ، يكون الابن أيضاً موسراً بمالٍ ، أو قادراً على التكسُّب ، ورأي الجمهور : الابن يجبر على التكسُّب بالإنفاق على والديه ، هناك أشخاص كسالى يقول لك : لا يحب عمله ، يعمل يومين ويرتاح شهراً ، ما دام معه نقود يصرفهم ، هذا إنسان كسول ، لو كان أبوه فقيراً ومحتاجاً إلى كسبه القاضي يلزم الابن أن يكسب كي ينفق على أبيه الفقير . لكن العلماء يقولون : يشترط أن يكون مال الفرع أو مردود كسبه فاضلاً عن نفقة نفسه ، إما من ماله وإما من كسبه ، أحياناً الابن دخله ثلاثة آلاف في الشهر وعنده ثمانية أولاد وبيته بالأجرة ، ليس معه لكي ينفق على أبيه ، لا يكفونه أكلاً وشرباً ، فإذا كان الابن موسراً يجب الإنفاق على والديه ، أما إذا كان معسراً صار هناك حكم آخر .

((إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ فَضْلا فَعَلَى عِيَالِهِ فَإِنْ كَانَ فَضْلا فَعَلَى قَرَابَتِهِ أَوْ عَلَى ذِي رَحِمِهِ فَإِنْ كَانَ فَضْلا فَهَا هُنَا وَهَا هُنَا ))

[ النسائي عن جابر ]

 ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ، عند السادة الحنابلة قال : المُنْفِق يجب أن يكون وارثاً لأن هناك علاقة بين الإرث والإنفاق .

﴿وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ﴾

[ سورة البقرة:233 ]

 الغُرم بالغُنم ، ورأي الحنابلة لا نفقة مع اختلاف الدين ، هذا الرأي انفردوا به ، رأي الجمهور تجب النفقة مع اختلاف الدين ، أما إذا قلنا : لا تجب النفقة مع اختلاف الدين ، هناك توجيه آخر : فهو وسيلة من وسائل الضغط على الأبوين حتى يسلما ، فإذا أسلما ينفق ابنهما عليهما .

أحكام دقيقة متعلقة بالفروع :

 عندنا حالات كثيرة قال : إن لم يوجد غير ولدٍ واحد تجب عليه نفقة الأصل كما بيَّنا ، فإن تعددت الفروع . . الآن هناك مجموعة أحكام دقيقة . . قال : إن اتحدت درجة قرابتهم كابنين أو ابنتين ، أو ابنٍ وبنت وجبت النفقة عليهما بالتساوي ، شيء جميل يكون أب عنده ثلاثة أولاد له مصروف بالشهر ، ستة آلاف بالشهر ، كل ولد يأخذ ألفين ، العدل جميل ، العدل يسع الجميع ، ثلاثة أولاد يدفع على الواحد ألفين ، ستة أولاد على الواحد ألف ، ولدان على الواحد ثلاثة آلاف ، قال : سواءٌ أكانوا وارثين أم بعضهم وارثاً والآخر غير وارثٍ للتساوي في القرب والجزئية ، عند بعض المذاهب إذا كان هناك ابن وابنة بالتساوي ، وفي بعض المذاهب الأخرى على الابن الثلثان وعلى البنت الثلث بنسبة الميراث ، على كل إذا تعددت الفروع وجبت عليهم النفقة بالتساوي أو بنسبة الميراث ، وإذا اختلفت درجة قرابتهم كبنتٍ وابن ابنٍ وجبت نفقة الأصل على الأقرب ، البنت أقرب من ابن الابن ، والابن أقرب من ابن الابن ، فإذا ترك ابن وترك ابن ثان توفى وله ابن ، فهناك ابن و ابن ابن ، أيهما أقرب ؟ الابن ، إذا كان هناك تساوي بالدرجة عندنا اتجاهان إما بالتساوي أو بنسبة الميراث ، ترك بنتاً وابناً ، على البنت الثلث وعلى الابن الثلثان ، أو الابن والبنت مناصفة ، أما إذا إنسان أقرب على الأقرب ، متى نوزعها على الكل ؟ إذا كان هناك درجة واحدة .
 هناك رأي للمالكية رائع جداً ، أحياناً يكون أب له ثلاثة أولاد ، اثنان منهما تجار كبار والثالث موظف دخله محدود ، فقال : إن تعدد الأولاد وزعت النفقة على الأولاد الموسرين بقدر اليسار هذه أيضاً حكمة بالغة ، وهذا الشيء المنطقي ، إذا كان الابن دخله قليل جداً ، له أخ ثان دخله كبير ، أخ ثالث دخله كبير ، نوزع النفقة على الولدين الموسرين ونعفي الثالث من الإنفاق ، حتى رأي الإمام الشافعي : إذا اتحدت درجة القرابة كابنين أو ابنتين أنفقا بالتساوي ، وإن تفاوتا في قدر اليسار ، أو أيسر أحدهما بالمال والآخر بالكسب ، تجب النفقة عليهما أو على أيسرهما ، هذه قضية خلافية وفيها بحبوحة .

مقدار نفقة الأصول :

 آخر شيء في الموضوع مقدار نفقة الأصول ، نفقة القرابة في الجملة تجب بقدر الكفاية كما بينا ، فالنفقة ، هناك قوت وهناك طعام وهناك شيء ترفيهي ، المطلوب الكفاية ، الحد الأدنى غرفة دافئة إذاً احتجنا لوقود ، مطلوب لباس ساتر وجيد ، مطلوب طعام ، لكن أحياناً ثمن كيلو الكمأة أربعة آلاف و خمسمئة هذا ليس مطلوباً ، لا نطعمه كمأة ، ولا نطعمه فريز ، لا ليس مطلوباً ، المطلوب أكل عادي ، أكل وطبخ وطعام ، طعام من المستوى المتوسط، فالأشياء الغالية جداً ، أو الأشياء التي فيها رفاه شديد ، أو الأشياء التي فيها ترف هذه ليست داخلة في الإنفاق ، الإنفاق أي الشيء الأساسي ، ما دام يجب إذاً بقدر الكفاية كما بينا .
 هنا عندك آراء ، أحياناً تتوفى الزوجة ، الأب خادم أولاده أربعين أو خمسين سنة إذا فكَّر أن يتزوج يقيم أولاده عليه القيامة ، القيامة تقوم ، وهو ماذا طلب ؟ هو بحاجة إلى زوجة تقوم بشأنه ، تخدمه ، قال : على الولد في رأي الجمهور نفقة زوجة الأب ، أي عليه أن يزوج والده أيضاً ، الآن إذا فكر بالزواج يقيمون عليه القيامة ، أما في الشرع فعلى الولد أن يزوج أباه حينما تتوفى زوجته ، على الولد أن يزوج أباه وأن يعفَّه بالتزويج بزوجةٍ واحدة ، عند المالكية قال بأكثر من زوجة إذا لم تكفه واحدة . . شيء غريب . . وعند المالكية والحنابلة بأكثر من زوجة إن لم يحصل الإعفاف بواحدة ، على كل نحن لن ندخل في هذه التفاصيل ، إذا كان الأب قد توفيت زوجته وعنده إمكانية أن يكون زوجاً ، فعلى الأبناء أن يزوِّجوا أباهم ، أما النظرة المادية فتأتينا إنسانة غريبة الآن تأخذ ربع الميراث ، هذه نظرة مادية ، أما أبوك فيجوز أن يعيش ثلاثين سنة بعد وفاة زوجته ، الإنسان بحاجة إلى زوجة ، بحاجة إلى من يخدمه ، فبعضهم يقول لأبيه : سأبعث لك زوجتي ، تأتي ساعة وتذهب ، فهو يريد واحدة تبقى معه دائماً، إذاً الأكمل وهكذا الشرع على الابن أن يزوج أباه الذي فقد زوجته .
 بقي عندنا درس إن شاء الله نفقة الحواشي وذوي المحارم هذا نأخذه في درسٍ قادم.

المجتمع الإسلامي مجتمع متفوق جداً من النواحي الدينية والاجتماعية :

 على كلٍ اتضحت الأمور ، نفقة الأولاد ، ونفقة الفروع ، ونفقة الأصول ، وحد النفقة ، وعلى من تجب ، وحكمتها ، هذا كله من أجل الترابط الأسري ، إنسان كان بأوروبا رأى بأم عينه فتاةً تبكي على قارعة الطريق وأمامها أغراضها ، فسأل فإذا حالتها غريبة جداً ، والدها جاءه مستأجر دفع أكثر مما تدفع ابنته لغرفتها فرمى أغراضها في الطريق وجاء بالمستأجر ، وحوش ، فنحن أين ؟ البنت غالية جداً ، البنت غالية ، والأب غال ، أنا ألاحظ أن هذه البلد مباركة تجد الأبناء همه الأوحد أن يخدم والده ، يرفه والده ، يريح والده ، والأب همه الأوحد أن يزوج ابنه ويجعله يستقر ويفرح فيه ، وكلها حالات جيدة جداً ، هذه حالات راقية ، أنتم تعيشون ببلد نام ، لكن من النواحي الدينية والاجتماعية متفوقاً جداً ، هناك أسر ، ونظام ، وبقية حياء ، وبقية خوف من الله، وتراحم بين الأسر ، والله قال لي شخص عن أب ساكن بخورشيد بأرقى بناية ، عنده أربعة شباب ، باع البيت وراح سكن بأطراف دمشق حتى أمن لكل ولد بيتاً ، والله هذا أب بطل ، هناك أب يقول : أنا لا أخرج من البيت ، ثمن البيت اثنا عشر مليوناً وعنده أربعة أولاد ، باعه و سكن خارج دمشق ، واشترى لكل ابن بيتاً ، هذا أب ، هناك آباء راقيين جداً وهناك أبناء نفس الشيء ، هناك ابن يتوفى والده ، فلا يتزوج إلا آخر ولد ، لكي يزوج كل إخوته البنات ، إلى أن يستقروا ، إلى أن يؤمن أخوته الشباب ، يدخلهم الجامعة ، الأخ الأكبر والد ، اعتبره والداً ، أنا أحياناً إذا رأيت شاباً توفي والده أقول له : الآن أنت صرت بطلاً ، الآن أنت متاح لك عمل صالح ، هذه الأسرة انتقلت من أخ إلى أب ، لا تأكل لقمة خارج البيت، أي أكلة اشتهيتها أحضرها إلى البيت .
 فلذلك موضوع الإنفاق هذا باب إلى الله عزَّ وجل ، الله كان قادراً ألا يحوج أحداً لأحد لكن ربط الناس ببعضها ، جعل الآباء نفقتهم على الأبناء ، الأبناء على الآباء ، فإذا كبر الآباء فنفقتهم على الأبناء ، معناها الحياة دين ووفاء ، البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ، اعمل ما شئت كما تدين تدان ، حتى الصحابة لما رأوا شخصاً مفتول العضلات قوياً ، خارجاً من بيته بهمة ونشاط ، قال أحدهم : لو كان هذا في سبيل الله ! إن كان خرج على أبوين فقيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج على عياله الفقراء فهو في سبيل الله ، وإذا خرج على نفسه ليعفها فهو في سبيل الله ، أما لو خرج رياءً وبطراً فهو في سبيل الشيطان ، إذا الإنسان أراد أن يشق طريقه بالحياة ، عنده أولاد صغار يؤمنهم ويزوجهم أو عنده أب وأم كبار في السن يحتاجان إلى إنفاق وإلى أدوية هذا عمل بطولي .

أبواب العمل الصالح واسعة جداً لا تعد ولا تحصى :

 أختم درسي بهذه الكلمة: البنوة المثالية ، يمكن أن تلقى الله بها ، ويمكن أن تدخلك الجنة ، الأبوة المثالية يمكن أن تلقى الله بها ويمكن أن تدخلك الجنة ، أحياناً تجد أماً عندها ثماني بنات بحثت لهم عن أزواج صالحين ، وعندما جاء نصيبهم رتبتهم ، وأمنتهم، وجهزتهم ، وعملت لهم حفلة ، وفرحت بهن ، بالولادة جاءت وزارتهم وخدمتهم ، أول بنت تأمنت والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والثامنة ، كلهن تزوجن أزواجاً صالحين ، وكلهن أمورهن مستقرة ، بعد ذلك وضعت هذه الأم رأسها وماتت ، هذه تدخل الجنة ، ماذا عملت ؟ نافعة جداً، ربت خمس بنات صالحات ، متحجبات ، ديِّنات ، طاهرات ، زوجتهن لأزواج طاهرين ، يأتي أب يشتغل يناضل بهذه الحياة ، إلى أن أمن أول ابن والثاني والثالث زوجهم وأمن لهم أعمالاً ، ووضع رأسه ومات بعد ذلك ، هذا عمل عظيم ، هذا قدم عملاً كبيراً ، فالبنوة المثالية يمكن أن تلقى الله به ، وهي تدخلك الجنة ، والأبوة عملٌ تلقى الله به يدخلك الجنة ، الأمومة الصالحة ، الآن حرفتكم كل إنسان له حرفة ، إذا أخلصت فيها وأتقنتها وخدمت بها المسلمين يمكن أن تدخل بها الجنة ، فأبواب العمل الصالح واسعة جداً لا تعد ولا تحصى ، فمن هو المحروم ؟ هو الذي فتحت له الأبواب كلها فأبى أن يدخلها ، وأبى إلا أن يكون مع شهوته ومع لؤمه ، أبى إلا أن يكون بخيلاً ، أبى إلا أن يكون مؤذياً ، أبى إلا أن يكون عاقاً ، نعوذ بالله من هذه المستويات ، فموضوع النفقة موضوع كبير جداً ، موضوع يبعث في النفس الراحة ، وهو أحد القُربات إلى الله عزَّ وجل .

تحميل النص

إخفاء الصور