وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 147 - علم الجراثيم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

ما هي الأية التي أشارت إلى عالم الجراثيم ؟

أيها الأخوة المؤمنون, عالم الجراثيم، عالمٌ اكتشف حديثاً، بل إن كلمة الجرثوم؛ تعني في اللغة أصل الشيء، وسمي هذا الكائن الدقيق الدقيق الذي لا يرى بالعين، ولا يدرك بالحواس، جرثوماً، لأنه أصل المرض

وفي القرآن الكريم إشارةٌ لطيفةٌ جداً إلى هذا الموضوع، حينما قال الله عزَّ وجل:

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ﴾

[سورة الحاقة الآية: 38-39]

هذا الذي لا تبصرونه، اسمه غيبٌ نسبي، الغيب المطلق هو الشيء الذي لا يوجد، أما الغيب النسبي يوجد ولكن حواسّنا عاجزةٌ عن مشاهدته، وعن إدراكه، وعن الإحساس به، إنها موجودة .

سؤال وارد :


هناك سؤالٌ خطير؛ هذه الكائنات الدقيقة، هي داخلةٌ في كل حياتنا، في طعامنا، وشرابنا، في تنفسنا، في احتكاكنا ببعضنا، في حركاتنا وسكناتنا، ألا ينبغي أن يكون في التشريع الذي هو من عند الله عزَّ وجل شيئاً يتعلق بهذه الكائنات.
النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((من أكل التراب فقد أعان على قتل نفسه)) أي من أكل فاكهةً دون أن يغسلها، لعل فيها جراثيم, فقد أعان على قتل نفسه, وقال:

((إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا))

هذه إشارة إلى العدوى، هناك أحاديث كثيرة في خطبٍ قادمة إن شاء الله تعالى نقف عند تفصيلاتها، لأن فيها ما يؤكد أن هذا النبي العظيم، لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى .
عالمٌ من علماء الجراثيم، قيل له: إذا كنت في مدينةٍ، وكان فيها طاعون، بماذا تأمر؟ أجاب إجابةً تنطبق على حديثٍ نبويٍ شريف, وهو لا يدري ، لأن هذا الذي قاله النبي، هو من عند الخالق هو تعليمات الصانع .

 

ما هي وظيفة جهاز المناعة في جسم اﻹنسان ؟

أيها الأخوة, يكفينا من هذا الموضوع الطويل، أن نقف عند هذا الجهاز، الذي أودعه الله فينا، وهو جهاز المناعة، والذي هو الآن, شغل الناس الشاغل، العالم الغربي، وفي أمريكا ، وأفريقيا، وآسيا، مرض الأيدز، ماهو إلا نقصٌ في جهاز المناعة، أو تعطيلٌ لجهاز المناعة ، ما جهاز المناعة؟ .

إنه مراكز في الجسد، هذه الكريات البيضاء التي ترافق الكريات الحمراء، بعضها للاستطلاع، إذا دخل لهذا الجسم جرثومٌ تذهب, وتستطلع، وتعرف، ما طبيعته؟ ما بنيته؟ ما المواد التي تقضي عليه؟ ما المواد التي تنشطه؟ هذا القسم من الكريات البيضاء، قسمٌ استطلاعي، يعود إلى مراكزه ليعطي المعلومات الصحيحة إلى مراكز جهاز المناعة, وهي عقد اللنف، تُصَنَّع المصول في هذه المراكز، وأنت لا تدري، وأنت نائم، تأتي المعلومات الدقيقة، من خلال هذه الكريات الاستطلاعية، وتعطي هذه المعلومات لمراكز اللنف، تدرس هذه المعلومات في هذه المراكز، وتُصَنَّع المصول اللازمة للقضاء على هذا الجرثوم .
إذن هناك كرياتٌ بيضاء تصنع المصول، وهناك كرياتٌ بيضاء تتلقى المعلومات، وهناك كرياتٌ بيضاء تحارب بهذا السلاح، عندئذٍ تنطلق الكريات الثالثة، وتحمل هذا المصل، لتقضي على هذا الجرثوم, وأنت لا تدري, قال تعالى:

﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾

[سورة التين الآية: 4]

إليكم هذه اﻹرشادات النبوية تشير فيها إلى الجراثيم وكيفية الوقاية منها :

أيها الأخوة, لا بد من أن نقف في خطبٍ قادمة عند بعض الأحاديث الشريفة التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام، موجِّهاً فيها النظر إلى هذه الكائنات الصغيرة، التي لا ترى بالعين.
نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن أن يتنفس الإنسان في الإناء إذا شرب، فقال عليه الصلاة والسلام, قال:

((فَأَبِنِ الْقَدَحَ عَنْ فِيكَ))

أبعده، ونهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يستعمل الإنسان إناءً فيه ثلمٌ، أو فيه شق، هذا الشق قد يكون مليئاً بالجراثيم، نهى أن يأكل الإنسان تفاحةً دون أن يغسلها، فقد أعان على قتل نفسه، هناك أحاديث فيها إشارات لطيفة بسيطة، تعلمنا طريقة الوقاية من هذه الجراثيم، ومن أثرها المدمر . 

تحميل النص

إخفاء الصور