وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 299 - الإيدز.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

ما هو الحصن الذي يلجأ إليه المؤمن ليحترز من خطر مرض الايدز ؟


أيها الأخوة الكرام, رغبت إلينا وزارة الأوقاف أن نتحدَّث في موضوع الإيدز، في هذا المرض الخطير، والحديث عنه طويل، 

وقد أشرت إليه مرّاتٍ كثيرة، لكنَّ الذي أودُّ الذي أقوله: إن المسلم لمجرَّد أن يطيع الله عزَّ وجل فهو في حرزٍ حريز من هذا المرض الخطير، لأنَّ الله عزَّ وجل يقول:

﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً﴾

[ سورة الفرقان الآية: 68]

حينما وصف المؤمنين, قال: ولا يزنون, فإذا كان المؤمن يغضُّ بصره عن محارم الله، فهو في الأعماق، فلأن يكون بعيداً عن أن تزل قدمه من باب أولى، إذا كان همه غضُّ البصر، أيقع بالزنا؟ .

كيف يمكن أن يوظف الإنسان متعته التي أودعها الله في كيانه؟

أيها الأخوة, لذلك المجتمعات التائهة، الشاردة، الضالة، حينما أرادت المتعة الحسيّة بلا منهج، المتعة الحسية التي أودعها الله بنا، هذه المتعة ليست محرَّمةً مطلقاً، لأن ديننا دين الفطرة، وليست مباحةً مطلقاً كما هو في الغرب، إنّها مباحةٌ وفق منهج، هذه المتعة مباحةٌ من خلال الزواج .

لذلك, ما من شهوةٍ أودعها الله في الإنسان إلا ولها قناةٌ نظيفة تسلك فيها، فكل المتع التي أودعها الله في الإنسان بإمكانه أن يستمتع بها إلى أعلى المستويات، وهو في طاعة الله، في نظافةٍ ما بعدها نظافة، في ودٍّ ما بعده من ود، في وفاءٍ ما بعده من وفاء، في ثمراتٍ يانعةٍ هي الأولاد، هذا هو منهج الله عزَّ وجل .

 

ما وظيفتا الزواج الشرعي والزنا, وأيهما مسعد للأسرة الإنسانية ؟

لي صديقٌ قال لي: طرق بابنا الساعة الرابعة فجراً، ففتحت الباب فلم أجد أمامي رجلاً، ولا طارقاً، ثم حانت مني التفاتة, فإذا كيسٌ فيه شيءٌ يتحرَّك، انكببت عليه, فإذا هو طفلٌ ولد لتوّه .

فقلت: سبحان الله! حينما يكون الزواج شرعياً، ويشعر الرجل أن امرأته حامل، يهيئ لها كلَّ شيء، إذا ولدت يأتي الناس ليباركون هذا المولد الطيّب، تقدَّم الهدايا، توزَّع الحلوى، هذا هو الطريق المشروع .
لكن الطريق غير المشروع، يفضي بالإنسان إلى أن يضع المولود في الحاوية, هناك حوادث وضع المولود في الحاوية, فالإنسان حينما يسلك الطريق المشروع يسعد، ما من شهوةٍ أودعها الله في الإنسان إلا ولها قناةٍ نظيفة .
كما يقول النبي الكريم:

(( اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وآمنا في أوطاننا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً، وسائر بلاد المسلمين))

تحميل النص

إخفاء الصور