وضع داكن
19-04-2024
Logo
الخطبة : 0274 - الصبر2- تعريفه ومعانيه - الكليتان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا ، و ما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكُّلي إلا على الله ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلَّى الله عليه وسلم رسولُ الله سِّيدُ الخلق والبشر ، ما اتَّصلت عينٌ بنظر ، أو سمعت أذنٌ بخبر ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه وعلى ذرِّيته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

تعريف الصّبر :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ نتابع موضوع الصبر ، وننتقل إلى ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ، حينما سئل عن الإيمان فقال عليه الصلاة و السلام :

(( الإيمان هو الصبر ))

[ورد في الأثر]

 معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم لخَّص الإيمان كله بالصبر ، وإذا سألت المؤمن عن الصبر فقد ينصرف ذهنُه إلى حالة من الرضا ترافق نزول المصيبة ، إنه فرع صغير من فروع الصبر ، إن للصبر أيها الأخوة معان جليلة وحكماً عظيمة ، و النبي عليه الصلاة و السلام حينما لخَّص به الإيمان كله فمعنى ذلك أن الصبر شيء خطير ، و أنه قد يلي في الأهمية موضوع العبادة .
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ في أبسط تعريفات الصبر ، إنه حبس النفس على ما تكره ، وهذا هو المعنى الشائع عند الناس ، و لكن الصبر بمعناه الواسع حبس النفس عما تحب، حبسها على ما تكره ، وحبسها عما تحب ، فتحمُّل البلاء أيها الأخوة نوع من أنواع الصبر ، لقول الله عز وجل :

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾

[سورة البقرة: 155-157]

 هذا فرع من فروع الصبر ، و لكن النوع الآخر و الأخطر هو الصبر عن مشتهيات النفس ، إن الإنسان إذا توافر المالُ بين يديه فهو إلى الصبر أحوج ، إن الإنسان إذا أصبح قوياً فهو إلى الصبر أحوج ، إن الإنسان إذا كان ذا وجاهة بين الناس فهو إلى الصبر أحوج ، لماذا ؟ إذا كان الإنسان ذا مال وفير هل يستطيع أن ينفق هذا المال في الوجوه التي أرادها الله عز وجل ؟ هل يضبط نفسه فلا يجعلها تسترسل مع المتع و الشهوات ؟ هل يضبط نفسه فلا يجعلها تستعلي على المخلوقات ؟ هل يضبط نفسه فلا يجعلها تتيه حول من حوله ؟

 

أجلّ أنواع الصبر أن تصبر و أنت قوي :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ الصبر مع الحرمان أهون و أسهل و أيسر ، و لكن أن تصبر و المال بين يديك ، تستطيع أن تفعل به ما تشاء ، و لكن أن تصبر و أنت القوي ، تستطيع أن تنزل العقاب بمن تشاء ، أما أن توظِّف هذه القوة لتكون في خدمة الحق ، فهذا من أجلِّ أنواع الصبر .
يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ما الدليل على ذلك ؟ يقول الله عز وجل :

﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾

[سورة الأنبياء: 35]

 الإنسان يُبتلــى بالخير كما يُبتلى بالشر ، يبتلى بالسراء كما يبتلى بالضراء ، يبتلى بالغنى كما يبتلى بالفقر ، يبتلى بالقوة كما يبتلى بالضعف ، يبتلى بالذكاء و يبتلى بشيء آخر ، وهو نقيض الذكاء ، هل وظَّف هذا الذكاء لنشر الحق أم وظَّفه لنشر الباطل ؟ هل وظف هذه القوة لتكون في خدمة الحق أم لتكون في خدمة الباطل ؟ و ربنا سبحانه و تعالى في آية أخرى من كتابه يقول :

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾

[ سورة الفجر: 15]

 ابتلاه ، حينما أعطاه فقد ابتلاه ، حينما كرَّمه فقد ابتلاه ، حينما نعَّمه فقد ابتلاه، يقول هو : رب أكرمن ، هذه مقولته هو ، قال تعالى :

﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا﴾

[ سورة الفجر: -1615]

 أداة ردع و زجر ، ليس عطائي يا عبادي إكراماً إنما هو ابتلاء ، و ليس حرماني هواناً إنما هو دواء ، المال يصبح نعمة إذا نجحت في كسبه و إنفاقه ، قبل أن تأخذ به قواعد الشرع ليس نعمة ، إنما هو ابتلاء ، من هنا قال الإمام علي كرم الله وجهه : " الغنى و الفقر بعد العرض على الله " قال تعالى :

﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ ﴾

[ سورة الفجر: 15]

 أكرمه بالمال ، يقول عليه الصلاة و السلام :

(( يُحشر الأغنياء أربع فرق يوم القيامة ؛ فريق جمع المال من حرام و أنفقه في حرام ، فيقال : خذوه إلى النار - حسابه سريع - و فريق جمع المال من حلال و أنفقه في الحرام ، يقال : خذوه إلى النار ، و فريق جمع المال من حرام و أنفقه في حلال ، فيقال : خذوه إلى النار . . . ))

[ ورد في الأثر ]

 أما هذا الذي جمع المال من حلال ، وأنفقه في حلال ، هذا يقال له : قفوه فاسألوه ، هل تاه بماله على خلق الله ؟ هل أنساه مالُه فرائض الدين ؟ هل قال من حوله يا ربي لقد أغنيته بين أظهرنا فقصَر في حقنا ؟

 

أيُّ شيء خلقه الله في الدنيا إنما هو مادة للابتلاء :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ يقول الله سبحانه و تعالى في سورة آل عمران ، قال تعالى :

﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾

[ سورة آل عمران: 14 ]

هذه الشهوات أودعها ربُّ الأرض و السموات لنرقى بها إليه ، هل نستخدمها سلَّماً لنرقى بها إليه أم نستخدمها دركات نهوي بها إلى النار ؟ هنا المشكلة ، كل شيء أودعه الله فيك إما أن ترقى به وإما أن تهوي به ، إما أن تستخدمه وفق ما أراده الله سبحانه و تعالى ، وإما أن تستخدمه على خلاف ما أراده الله سبحانه و تعالى ، أيُّ شيء خلقه الله في الدنيا إنما هو مادة للابتلاء ، ترقى به أو تهوي به ، تصعد به إلى أعلى عليِّين ، أو تهوي به إلى أسفل سافلين ، لذلك حينما تكون محروماً فالصبر أهون ، لأن القدرة معدومة ، فأنت إلى الصبر أقرب ، و لكن حينما تكون مكرَّماً ، وحينما تكون ميسوراً ، وحينما تكون قوياً ، وحينما تكون صحيحاً ، و حينما تكون وجيهاً ، وحينما تكون في المكان الذي كرَّمك الله به ، هل تنسى ذكر الله ؟ هل تنسى كيف كنت قبل هذا ؟ هل تنسى فضل الله عليك ؟ هل تنسى إنعامه عليك ؟ لذلك يقول بعض العلماء : " البلاء يصبر عليه المؤمن ، و العافية لا يصبر عليها إلا المؤمن الصادق " أن تنضبط وأنت صحيح شحيح ، أن تنفق المال و أنت صحيح شحيح ، تأمل الغنى و تخشى الفقر، أن تنضبط و بإمكانك أن توقع بخصمك أشدّ أنواع العقوبات ، أحد الرجال سأل سيدنا عمر بن الخطاب و كان أمير المؤمنين ، قال : يا أمير المؤمنين أتحبُّني ؟ قال : لا والله لا أحبك ، قال : أو يمنعك بغضُك لي أن تعطيني حقي ؟ قال : لا والله ، فقال عندئذ : إنما يأسف على الحب النساء .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين يقول : " الصبر على السراء أشدُّ ، لأنه مقرون بالقدرة ، ومن العصمة ألا تقدر" ، فالجائع عند غيبة الطعام أقدر على الصبر منه إذا حضرته الأطعمة اللذيذة الطيِّبة ، فلهذا عظُمت عند الله محنةُ السراء ، الله سبحانه و تعالى يقول في صريح القرآن :

﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

[سورة التغابن : 15]

 أنت بالمال تُفتتن ، قد تكون في وضع مقبول قبل المال ، و لكن بعد المال تتفتَّح أمامك أبواب الملذَّات ، أبواب المباهج ، أبواب التنعُّم ، ماذا تعمل ؟ الله سبحانه و تعالى أعطاك المال لينظر كيف تعمل ، كيف تقف ، من تعطي ، من تمنع ، من تصل ، من تقطع ، ماذا يكون موقفك ، هل أنت مع الناس أم أنت فوقهم ؟

 

من معاني عدم الصبر عند العافية الركون إلى الدنيا :

 فيا أيها الأخوة الأكارم ، يقول الله سبحانه وتعالى :

﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

[سورة التغابن : 15]

و في آية ثانية ، يقول الله سبحانه وتعالى :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾

[سورة المنافقون:9]

 أحد أصحاب رسول الله الذين آتاهم الله المال بلغه أنه قد قيل : إن فلاناً سيدخل الجنة حبواً ، ولن يدخلها هرولةً ، فقال هذا الصحابي الجليل : واللهِ لأدخلنها خبباً - أي عدواً - وماذا أفعل إذا كنت أنفق مئة في الصباح فيؤتيني الله ألفاً في المساء ؟
 يا أيها الأخوة الأكارم ، قال تعالى :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾

[سورة المنافقون:9]

 العلماء قالوا : من معاني عدم الصبر عند العافية أن تركن إلى الدنيا ، أن تطمئن إليها ، أن تجعلها مصدر و مبلغ علمك ، أن تجعلها غاية أملك ، أن تجعلها مقرًّا و ليست ممرًّا، أن تعقد عليها الآمال ، أن تظن أن المال شيء ثمين ، لكن الإنسان يكتشف بعد فوات الأوان أن المال شيء ، و لكنه ليس كل شيء ، المؤمن الصادق يعلم أن هذا الذي بين يديه عارية مستردَّة ، إن لله ما أعطى و له ما أخذ ، و اللهُ سبحانه و تعالى قد يستردّ هذه العارية في أيِّ وقت ، لذلك قيل : إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكَّل على الله ، لا على مالك ، و إذا أردت أن تكون أغنى الناس ، فكن بما في يدي الله أوثقُ منك بما في يديك ، و إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِّ الله ، معنى عدم الصبر على العافية أن تركن إلى الدنيا ، أن تطمئن إليها ، أن تجعلها غايةَ حياتك ، منتهى أملك ، أن تقيِّم الناسَ في ضوء قيمها ، مع أن الله سبحانه و تعالى لم يرض ، ولم يقبل أن يعتمد على القيم التي يتفاضل الناسُ بها في الدنيا إلا قيمة العلم ، فقال تعالى :

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

[ سورة الزمر:9 ]

من أنواع الصبر ألا تتطلَّع إلى ما عند الناس :

 نوع آخر من الصبر ، ونحن في أشدِّ الحاجة إليه ، أيها الأخوة المؤمنون ؛ من أنواع الصبر ألا تتطلَّع إلى ما عند الناس ، ألا توازن بينك و بين الآخرين ، ممن ارتقوا في سلم الدنيا ، الله سبحانه و تعالى يجيبك عن هذا السؤال ، هؤلاء الذين ارتقوا في سلم الدنيا ولكنهم ليسوا مؤمنين ، وليسوا مستقيمين ، وليسوا منضبطين ، لقد أداروا للدين ظهورهم ، و جعلوا القرآن وراءهم ، هؤلاء ولو رأيتهم في أبهَى حلَّة ، وفي أجمل زينة ، لو رأيتهم فأعجبتك أجسامهم، أو أعجبتك بيوتهم لا تركن إليهم ، يقول الله سبحانه وتعالى :

﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ﴾

[سورة المؤمنون: 55-56]

هذا ليس إكراماً ، إنما هو ابتلاء ، قال تعالى :

﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾

[سورة طه: 88]

 و قال تعالى :

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾

[سورة القصص: 61]

 و قال تعالى :

﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾

[سورة القصص : 60]

 هذه كلها آيات كريمة ، يجب أن تحملك على الصبر على ألا تشتهي ما عند الآخرين ، آية ثالثة ، قال تعالى :

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾

[سورة آل عمران: 196-197]

 آية رابعة ، هؤلاء الذين حول قارون قالوا :

﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾

[سورة القصص: 79]

 هذه كلها آيات كريمة تؤكِّد أن المؤمن إذا عرف اللهَ عز وجل ، واستقام على أمره، وعرف هدفه ، وعرف وسيلته ، فهذا هو الغنى الحقيقي ، من أوتي القرآن وظن أن أحداً أوتي خيراً منه فقد حقَّر ما عظَّمه اللهُ تعالى ، من تلا قوله تعالى :

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

[ سورة الأحزاب: 71]

 ورأى أن أحداً من أهل الدنيا قد أعطاه الله ، وقد حُرِم ، فهو ليس في مستوى هذه الآية .

 

الصّبر عند وجود دواعي الشّهوة :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ صبرٌ آخر وهو الصبر عند داعي الشهوة ، الله سبحانه و تعالى أودع في الإنسان بعض الشهوات ليرقى بها إلى رب الأرض و السموات ، و أيَّة شهوة أودعها اللهُ في الإنسان جعل لها قناةً تُفرَّغ فيها ، لكنها قناة نظيفة ، فإذا أفرغ هذه الشهوة في قناة قذرة أو قناة ملتوية أو قناة غير مشروعة هلك بها ، فإذا جاءته دواعي الشهوة فلينظر أيّ الطريق السليم التي رسمها الله فليسِر بها ، من هنا قال الله سبحانه وتعالى :

﴿لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾

[ سورة النور: 30]

الصّبر عند وجود دواعي الغضب :

 شيء آخر ، نوع آخر من أنواع الصبر ، أن تصبر عند وجود دواعي الغضب، النبيُّ عليه الصلاة و السلام قال ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِنِي قَالَ :

(( لَا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ لَا تَغْضَبْ ))

[البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 و قال تعالى :

﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾

[ سورة آل عمران: 133 -134]

 رجل شتم أحد أصحاب رسول الله ، فما كان من هذا الصحابي الجليل إلا أن قال كلمتين : إن كنت صادقاً فيما تقول فغفر اللهُ لي ، وإن كنت غير صادق فغفر اللهُ لك ، هذا الغضب الذي يأخذ بالإنسان مأخذاً يدنيه من الحيوان ليس من أخلاق المؤمن .

 

التوحيد ينفي الغضب و الحسد و الحقد :

 المؤمن موحِّد ، ومعنى موحِّد أنه يؤمن أنه لا يقع شيء في الكون إلا بمشيئة الله ، فما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، ما أراد اللهُ وقع ، و ما لم يرِد لم يقع ، و الذي وقع أراده الله ، وإرادة الله عز وجل متعلّقة بالحكمة ، وحكمته متعلقة بالخير المطلق ، قال تعالى:

﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾

[ سورة آل عمران: 26]

 في الإعزاز و الإذلال ، في العطاء و المنع ، في الرفع و الوضع ، في القبض و البسط ، في الإكرام و الحرمان ، بيدك الخير ، هذا الإيمان يطفئ لهيبَ الغضب ، قال تعالى:

﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

[سورة فاطر: 2]

 التوحيد ، التوحيد ، التوحيد .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ قال تعالى :

﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾

[سورة الشعراء: 213]

 تعذِّب نفسك ، التوحيد ، قال تعالى :

﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

[سورة هود: 55-56]

 ما كان لك لن يكون لغيرك ، و ما كان لغيرك لن يكون لك ، ليسترِح قلبُك ، التوحيد ينفي الغضب ، وينفي الحسد ، و ينفي الحقد .

 

الصّبر على طاعة الله عز وجل :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ وصبرٌ آخر ، إنه صبر على طاعة الله عز وجل ، قال تعالى :

﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾

[سورة مريم: 65]

 و قال تعالى :

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾

[سورة الكهف: 28]

الصّبر في العبادة له مراحل ثلاث :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ قال تعالى :

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾

[سورة طه: 132]

 الصبر في العبادة له مراحل ثلاث ، مرحلة قبل العبادة ، أن تتحقَّق من الإخلاص ، لقول الله عز وجل :

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ﴾

[سورة الزمر: 2]

الإخلاص للعبادة كالروح للجسد ، قال تعالى :

﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ﴾

[ سورة الفرقان: 23 ]

 قال بعض المفسرين : العمل الذي لا إخلاص فيه ، و قال بعضهم : العمل الذي لا صواب فيه ، لا بد من اجتماع شرطين أساسين حتى يُقبل العمل ؛ أن يكون خالصاً ، وأن يكون صواباً ، و معنى أن يكون خالصاً أن يُبتغى به وجهُ الله ، و معنى أن يكون صواباً ، أن يكون وفق السنة الشريفة ، فلا بد من الإخلاص قبل العبادة ، و لا بد من الإخلاص في أثنائها حتى تُؤدَّى على الوجه الذي أراده الله عز وجل ، حتى تؤدى على الوجه المطلوب ، حتى تؤدى على الوجه الذي يحبه الله و رسوله ، هذا يحتاج إلى صبر ، و لابد من الصبر بعد العبادة ، لئلا يتحدَّث الإنسان عن عبادته فيستعلي بها على الآخرين ، لئلا يؤذي من أعطاه بالمن ، لئلا يتحدث حديثاً يفقده ثوابَ عبادته ، فلا بد من الإخلاص قبلها ، و لا بد من الصمت بعدها ، ولابد من الإتقان في أثنائها .

 

الأمر بالعدل و الإحسان :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ و أنت أيها الأخ الكريم مأمورٌ بالصبر على الفرائض وعلى النوافل في الوقت نفسه ، استمع إلى قوله تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾

[سورة النحل: 90]

 العدل قسري ، قال تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾

[سورة النحل: 90]

 الإحسان طوعي ، لكن الله سبحانه وتعالى كما يأمرك بالعدل يأمرك بالإحسان ، كما يأمرك بأداء الحقوق ، يأمرك بأن تؤدِّي فوق الحقوق ، إنه الإحسان ، من هنا قال النبي عليه الصلاة و السلام : " في المال حق سوى الزكاة . . . "هذا الذي أدى زكاة ماله بالتمام و الكمال إذا وجد أن أخاً مؤمناً كريماً في أمس الحاجة إلى المال ، ماذا يقول لربه ؟ يا رب لقد أدَّيت زكاة مالي ، وفي المال حق سوى الزكاة ، حينما قال الله عز وجل :

﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾

[سورة المعارج: 24-25]

 في آية أخرى :

﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾

[سورة الذاريات: 19]

 الآية الأخرى التي خلت منها كلمة " معلوم " فسَّرها العلماءُ بأنها الصدقات .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ آلاف القضايا تُحلُّ بين الناس لا على العدل بل على الإحسان ، لو أن هذا الأخ الذي يطالبك بهذا الشيء لا حقَّ له به ، و لكنه قد ينطوي تحت باب الإحسان ، لذلك هذه الآية التي يقرؤها الخطباءُ في كل خطبة ، قال تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾

[سورة النحل: 90]

 من أقال نادماً أقاله الله يوم القيامة ، إقالة الشاري النادم ليس من العدل ، و لكن من الإحسان ، إذا اشترى الإنسان شيئاً بإيجاب وقبول ونقد الثمن ، وتسلَّم البضاعة ، فقد لزم البيع ، لكن إذا جاءك نادماً ، ولا يؤثِّر عليك إرجاع هذه البضاعة ، والبضاعة لم تُستعمل بعد، و جاءك راجياً ، الآن مطالب بالإحسان ، قال تعالى :

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾

[سورة النحل: 90]

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ و للصبر موضوعات كثيرة نعالجها إن شاء الله بعد موضوع عيد المولد النبوي إن شاء الله تعالى .
 أيها الأخوة الأكارم ، حينما يفهم الإنسان فهماً عميقاً آيات الله عز وجل ، حينما تنقلب هذه الآيات إلى واقع ، إلى سلوك ، إلى مواقف ، عندئذ نكون قد فهمنا كتاب الله عز وجل ، لأن النبي عليه الصلاة و السلام يقول : " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه" .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا ، و سيتخطَّى غيرنا إلينا ، فلنتَّخذ حذرنا ، الكيَّس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت ، و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني ، و الحمد لله رب العالمين .

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الكليتان من آيات الله الدالة على عظمته :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ النبي عليه الصلاة و السلام أُثر عنه دعاء إذا دخل الخلاءَ وخرج منه ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلَاءِ قَالَ :

((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي ))

[ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

هذا الطعام و الشراب فيه قوة ، وفيه لذة ، و فيه فضلات ، فجهاز تصفية البول، الكليتان فيهما من العجائب الشيء الذي لا يُصدَّق ، إن ملخَّص القول : إن أعقد جهاز في الإنسان بعد الدماغ هما الكليتان ، بعض المعلومات الطفيفة و البسيطة التي تُعدُّ من مسلَّمات هذا العلم ، في الكليتين مليونان من وحدات التصفية ، في كل كلية مليون ، وحدة التصفية هذه أنبوب دقيق ، وعاء دقيق ، يلتف حول نفسه حتى يشكِّل كُبَّة - كرة - هذه الأنبوب الدقيق الذي يلتفُّ حول نفسه حتى يشكل كبكوبة ، أو كبة اسمه عند علماء التشريح الكبيبة ، هذه الكبيبة يحيط بها غشاء ينتهي بأنبوب ، كيف يرشح البول ؟ عملية في منتهى التعقيد ، كيف لا و قلت لكم قبل قليل : إن أعقد جهاز بعد الدماغ هو الكلية ، وحسبكم أن الكلية الصناعية يزيد حجمُها عن حجم مكتب كبير ، و يستغرق الإنسان وقتاً لتصفية دمه ما يزيد عن ثماني ساعات ، و التصفية لا تعادل تصفية الكلية الطبيعية ، هذه الكبيبة مع غشائها و أنبوبها لا تُرى بالعين ، لو أن هذه النفرونات - وحدات التصفية - صُفَّت إلى جانب بعضها بعضاً لبلغ طولُها في الكليتين مئة و ستين كيلو متراً في الكليتين ، سطوحها الداخلية لو نُشِرت لاستغرقت ثمانية أمتار مكعبة، لذلك الدم يجري في الكليتين بطريق طوله في اليوم الواحد ما يزيد عن مئة كيلو متر ، و لها معلومات دقيقة ، كيف يكون الضغطُ أعلى في الشريان الأكبر و الضغطُ أقل من هنا ترشح ، وما علاقة الضغط بضغط الكلية ؟ موضوعات لا تُعالج من على المنبر ، و لكن من أجل أن يقف الإنسان وقفة خاشعة عند قوله تعالى :

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات: 21 ]

 هاتان الكليتان لا يزيد وزنهما مجتمعتين عن مئة وأربعين غراماً ، الكلية الواحدة التي تقوم بوظائف يعجز عن فهمها الدماغ ، لا يزيد وزنها عن سبعين غراماً ، و لو بطَّأت في عملها ، و لو توقفت عن عملها لانتهت حياة الإنسان ، لغرق في سمومه ، فالنبي عليه الصلاة و السلام حينما كان يخرج من بيت الخلاء يقول :

((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي ))

[ابن ماجه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ]

 أمراض الكليتين لا تُعد و لا تُحصى ، أمراض الكليتين و أمراض الحالبين و أمراض المثانة كثيرة جداً ، هذا الجهاز الدقيق ، هذا الجهاز المتقن الذي ينفي عنك الأذى ألا تشكر الله عليه ؟ كيف تكون حالة الإنسان من دون مثانة ؟ كيف تكون ؟
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ما ذكرت شيئاً ، ذكرت عنوانات و أرقاماً سريعة من أجل أن ألفت نظرُ الإنسان إلى ما ينطوي عليه من أجهزة دقيقة .الدعاء

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور