وضع داكن
20-04-2024
Logo
ومضات فقهية - الندوة : 2 - الغاية من الصيام
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

 أعزائي مشاهدي تلفزيون الدنيا ، أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من :"ومضات فقهية" .
 من المعلوم أيها الأخوة ، أن الإسلام نوع ، منها العبادات البدنية كالصلاة مثلاً ، ومنها العبادات المالية كالزكاة ، ومنها ما جمع بين الأمرين كالحج ، ولكن الصيام له شأن مختلف ، إنه كف وترك .
 سنتحدث أيضاً في موضوع الصيام مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً بكم دكتور .
الدكتور راتب :
 بكم أستاذ نزار جزاك الله خيراً .
الأستاذ نزار :
 دكتور ، في كل مناسبة في شهر رمضان نتحدث عن نزول القرآن في هذا الشهر المبارك ، وعن فرض الصيام أيضاً في هذا الشهر أيضاً ، هل من علاقة بين الأمرين ؟ أم أن الموضوع فقط كان من باب المصادفة ؟

 

كل أمر إلهي غابت عنا عبوديته وحكمته ارتفع مستوى التعبد فيه :

الدكتور راتب :
 العلاقة التي هي واضحة جداً ما جاء في القرآن الكريم .

﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾

( سورة البقرة الآية : 185 )

 ولكن نريد أن نؤكد كما تفضلت أن هذه العبادة فيها امتناع وفيها كف كأنها عبادة سلبية ، السبب : أحياناً الأب يأمر ابنه أن ينظف أسنانه ، الأمر واضح ، أن يدرس ، الأمر واضح ، أن ينام باكراً ، الأمر واضح ، قد يتلقى الابن مئات الأوامر من أبيه ، كلها أوامر واضحة ولمصلحته ، لكن لو أن الابن جائع جداً ، والطعام نفيس وقال الأب لابنه : لا تأكل ، فإذا قال : سمعاً وطاعة يا أبتِ معنى ذلك أن لهذا الابن ثقة بالأب بلا حدود ، تلقى أمراً غير معقول ، وغير مقبول ، لكنه نفذه بحذافيره .
 لذلك هذا معنى قول الله عز وجل في بعض الأحاديث القدسية :

(( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ))

[أخرجه البخاري وابن خزيمة عن أبي هريرة ]

 أي أن كل أمر إلهي كلما اتضحت حكمته ضعفت العبودية فيه ، وكلما غابت عنا العبودية ، وكلما غابت عنا حكمته ، ارتفع مستوى التعبد فيه .

 

الصيام يؤكد عبودية الإنسان للواحد الدّيان :

 أولاً : الصيام هو امتحان لعبودية الإنسان لرب الأرض والسماوات ، لأنه يمنعه أن يأكل ، يمنعه شيئاً مباحاً ، يمنعه شيئاً لا بد منه ، منع عن المباحات ، أو مُنع عن الضروريات ، منع عن اللقاء الزوجي ، المسلم في رمضان يمتنع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات تأكيداً لعبوديته الله عز وجل .
 فلذلك كل أمر تتضح حكمته تكون فيه العبادة عالية المستوى ، أما حينما لا تتضح حكمة الصيام أحياناً تدع الطعام والشراب ، والأيام حر ، والإنسان بحاجة إلى ماء بارد ، وإلى طعام نفيس ، يدع الطعام والشراب استجابة لأمر الله عز وجل .
 فأول جانب من جوانب الصيام أنه يؤكد عبودية الإنسان للواحد الديان ، هذه واحدة .

شهر رمضان شهر لتقوية الإرادة على طاعة الله عز وجل :

 الشيء الثاني أن الله سبحانه وتعالى أراد من هذا الشهر العظيم أن يقوي إرادتنا على طاعته ، بمعنى أنه منعك أن تأكل ، وأن تشرب ، منعك من المباحات ، منعك مما هو متاح لك دائماً ، فهل يعقل وأنت تمتنع عن المباحات أن تقترف المعاصي والآثام ؟ كأنه شهر لتقوية الإرادة ، فالإنسان تقوى إرادته في الصيام ، في ترك الطعام والشراب ، يكذب ؟ مستحيل ! يملأ عينه من امرأة لا تحل له ؟ مستحيل ! يترك الصلاة ؟ مستحيل ! ترك الطعام والشراب وكأن هذا الشهر أراد الله منه أن نقوي الإرادة على طاعته ، نسميها دورة خاصة ، دورة مكثفة لثلاثين يوماً .
 والحقيقة هذا الجوال الصغير "الهاتف" ، إن لم يشحن يسكت ، إن لم يشحن ينطفئ، فالإنسان لا بدّ من أن يشحن .
الأستاذ نزار :
 هذه الشحنة دكتور خلال ثلاثين يوماً ، ربما من اللذائذ في شهر رمضان لذة التأمل ، ولذة المتعة ، عندما وجدنا الناس جميعهم يسيرون وفق منهج واحد ، يفطرون في وقت واحد ، يصومون في وقت واحد ، يصلون في وقت واحد ، كلهم على منهج واحد في هذا الشهر .

الصيام عبادة الإخلاص :

الدكتور راتب :
 هذا جانب آخر سنأتي عليه ، لكن أنا أقول : الإنسان حينما يترك ما هو مباح له طواعية إرضاء لربه ، لا يعقل أن يقترف المعاصي والآثام ، معاصي اللسان لا تعد ولا تحصى ، هناك معاصي المال ، معاصي النساء ، المعاصي منوعة جداً ، ما دام قد ترك الطعام والشراب أيعقل أن يقترف المعاصي والآثام ؟ إذاً هو تقوية لإرادة المؤمن .
 شيء آخر : الإنسان فقير ، في أصل خلق الإنسان هناك نقاط ضعف كثيرة .

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾

( سورة المعارج )

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾

( سورة النساء )

 هذا الضعف في أصل خلقه قد يغيب عنه ، الطعام موجود ، والشراب موجود ، والمركبة موجودة ، والأهل موجودون ، لكن حينما يمنع عن الطعام والشراب في أيام الصيف يدخل إلى البيت ، يتوق إلى كأس ماء بارد ، والثلاجة أمامه ، والماء البارد أمامه ، لماذا يمتنع ؟ خوفاً من الله .
 بربك لو أن دولة أمرت بالصيام ، كم إنسان يصوم ؟ يدخل إلى الحمام ويشرب الماء ، من سابع المستحيلات أن تضبط إنساناً وهو في البيت وحده على درجة من العطش عالية جداً ، ودرجة من الحر عالية جداً ، والثلاجة أمامه ، والماء البارد أمامه .
 كأن الصيام عبادة الإخلاص ، أي أنا أراقب الله عز وجل ، لا أستطيع أن أضع قطرة ماء في فمي ، فهذه عبادة راقية جداً .

(( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به ))

[أخرجه البخاري وابن خزيمة عن أبي هريرة ]

الأستاذ نزار :
 برأيك دكتور كم من الناس يتنبهون لهذه المعاني ؟

 

الصيام ترتفع فيه نسبة العبودية لله عز وجل :

الدكتور راتب :
 هناك حكم كبيرة ، أولاً : أن الله يريد أن نعرف محبتنا له حينما نصوم ، كل شيء مباح لك ، الماء البارد موجود ، الطعام ، كل شيء موجود ، لأنك ترى أن الله معك ويراقبك ، وأعظم أنواع الإيمان أن ترى أن الله معك ، يراك ، اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
 أولاً : الصيام ترتفع فيه نسبة العبودية لله عز وجل ، لكن لو أن الله نهانا عن القتل شيء واضح جداً ، القاتل يقتل ، نهانا عن السرقة السارق يسجن ، نهانا عن شرب الخمر يضيع العقل مع الخمر ، فكل شيء نهانا الله عنه واضح ولمصلحتنا ، أما ترك الطعام والشراب بخلاف طبيعتنا ، وبخلاف جبلتنا ، وبخلاف فطرتنا ، فلذلك يرقى الإنسان .
الأستاذ نزار :
 مع بعد كثير من الناس عن جوهر الدين ، وعن كثير من الأمور المتعلقة فيها، نجد بعض الناس يتهاونون في أمور دينهم الكثيرة ، إلا موضوع الصيام نجد هناك رقابة داخلية كبيرة لدى كثير من الناس بأنهم لا يفطرون ، لا يمكنهم على الإطلاق أن يفطروا أي تميزنا في الصيام ، لماذا الصيام أشد وقعاً على النفس من باقي الفرائض ؟

أهداف الأمر الإلهي من الصيام لا تعد ولا تحصى :

الدكتور راتب :
 لأن ترك المباحات شيء صعب على النفس ، من المباحات الطعام والشراب ، حينما أراد الله أن يصف بشرية الأنبياء ماذا قال ؟ قال :

﴿ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾

( سورة الفرقان الآية : 20 )

 أي الإنسان مفتقر بوجوده لتناول الطعام .

﴿ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ﴾

( سورة الفرقان الآية : 20 )

 بل مفتقر إلى ثمن الطعام ، إلى أن يعمل ، فلولا هذه الحاجة إلى الطعام والشراب ما رأيت على وجه الأرض شيئاً .
 لذلك قضية الطعام والشراب حينما نمنع عنها في رمضان هذا يؤكد عبوديتنا ، يؤكد افتقارنا ، نعرف حجمنا الطبيعي ، هذه المعاني كلها مقتبسة من ترك الطعام والشراب ، لكن هناك شيء آخر ، كأن الأمر الإلهي من المستحيل أن يكون له أهداف محددة ، أهداف الأمر الإلهي لا تعد ولا تحصى ، ما قولك أن الصيام يعد دورة وقائية لأمراض كثيرة ودورة علاجية لبعض الأمراض ، هذا الجسم من خلقه ؟ الله عز وجل ، ترك الطعام والشراب يجدد هذه العضوية ، يكون صيانة لبعض الأجهزة ، يكون تجريفاً لبقايا الطعام من الأمعاء ، يكون استعداداً أو صيانة للأجهزة في الجسم ، فنحن عقب الصيام قد ينزل الوزن قليلاً ، وينشط نشاطاً عالياً .

 

الصيام يؤكد النموذج الاجتماعي :

 لكن هناك شيء آخر ، الآن تفضلت به قبل قليل ، أن الصيام حضارة ، أمة بأكملها تأكل بدقيقة واحدة ، وتمتنع عن الطعام بدقيقة واحدة ، وتتحرك بساعات محددة ، هذا الشيء يريك عظمة هذا الدين ، الدين جماعي ، والدين فردي ، في ترك الطعام والشراب علاقة فردية مع الله ، وفي ترك الناس الطعام في وقت واحد ، والتناول في وقت واحد ، أيضاً هذا يؤكد النظام في الأمر ، فكما أن العبادات التعاملية تؤكد العلاقات الاجتماعية ، كذلك هذا الصيام يؤكد النموذج الاجتماعي .
الأستاذ نزار :
 ولكن هذا النموذج الاجتماعي ، وهذه الوحدة الكبرى التي يشعرها المسلمون بينهم وبين إخوانهم ، ألا يعكر صفوها عادة أن تصوم أنت في يوم ، ويصوم جارك في البلد الآخر ، في البلد الشقيق في يوم آخر ؟ أو أن تعيد وأن تفطر قبله بيوم ، ويفطر هو بعدك بيوم ؟ هذه ألا تعكر صفو المسلمين ؟ ألم يجد المسلمون طريقة بعد لكي تتفق مواقفهم ، تتفق مناسباتهم في يوم محدد ؟.

اختلاف المسلمين في صيامهم وصمة عار بحقهم :

الدكتور راتب :
 هذا الدين لكل العصور ، يوم لم يكن هناك تواصل إعلامي ، كل بلد مكلف أن يرى الهلال ، فقد تختلف الرؤيا من بلد إلى آخر ، أما الآن هناك تواصل إعلامي مذهل ، والله اختلاف المسلمين في صيامهم أنا أراه وصمة عار بحقهم ، و هذا الشيء غير معقول ، يمكن لأي بلد إسلامي إذا رأى الهلال أن يعمم هذا على كل بلاد المسلمين ، نحن نريد أن نكون متحدين أمام الطرف الآخر ، أما هذه الفرقة في بدء العيد ، وبدء الصيام ، شيء يؤسف له كثيراً ، وأتمنى أن نتجاوز هذه المرحلة .
الأستاذ نزار :
 يشكل الصيام على أصحاب المهن مشقة كبيرة ، هل يوجب عليهم ذلك أحكام خاصة ؟

الإسلام يتماشى مع حاجات الإنسان :

الدكتور راتب :
 والله :

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾

( سورة البقرة الآية : 286 )

 الله عز وجل أباح الفطر للمسافر ، وللمريض ، وهناك بعض الأحكام الفقهية من كانت له حرفة شاقة جداً تتناقض مع الصيام له أن يفطر ، وأن يدفع عن كل يوم إطعام مسكين ، فالإسلام يسر ، والإسلام مرن ، والإسلام يتماشى مع حاجات الإنسان .
 ولكن نريد أن نؤكد ونحن في هذا الشهر أن النبي الكريم قال :

(( مَنْ صام رمضانَ إيماناً واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ))

[أخرجه البخاري وابن خزيمة عن أبي هريرة ]

 بربك لو كنت تاجراً ، عليك خمسون مليون ليرة ديون لا تستطيع سدادها ، وجاء من يقول لك : في ثلاثين يوماً اعمل ما يلي وتعفى من هذه الديون ، فرصة لا تقدر بثمن ، وكأن الله عز وجل حينما أمر النبي فقال :

(( مَنْ صام رمضانَ إيماناً واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ))

[أخرجه البخاري وابن خزيمة عن أبي هريرة ]

 كأنه صفحة مع الله جديدة ، كأن كل ما عليك في الماضي هذا الشهر الكريم يلغي المسؤولية عن الماضي ما لم يكن طبعاً أكل لحقوق الغير ، لأن الله قال :

﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾

( سورة نوح الآية : 4 )

 من للتبعيض .

 

أنواع الذنوب :

 بالمناسبة هناك ذنب مع الله ، هذا يغفر في رمضان ، وحقوق الله مبنية على المسامحة ، هناك ذنب مع الآخرين هذا لا يغفر إلا بالأداء أو المسامحة ولو صام رمضان ، إذا عليه دين الدين يجب أن يؤدى ، ما كان بينك وبين الخلق لا يغفر إلا بالأداء أو المسامحة، وأما ذنب الشرك فهذا لا يغفر ، أن تتجه لغير الله ، الإنسان حينما يتجه لغير الله ليس هناك شيء .
 أنت تسافر لحلب ، ولك مبلغ ضخم بحلب ، ركبت قطاراً ، هناك أخطاء في القطار كثيرة ، ركبت في العربة مع شباب طباعهم سيئة أزعجوك ، ركبت بعكس اتجاه القطار ، وأصبت بالدوار ، أنت جائع وهناك عربة مطعم لم تنتبه لها ، هناك أخطاء كثيرة ترتكب في القطار وهو في طريقه إلى حلب ، أما الخطأ الذي لا يغتفر أن تركب قطار درعا والمبلغ في حلب .
 إذاً هناك ذنب يغفر ، وذنب لا يترك ، وذنب لا يغفر .
الأستاذ نزار :
 ما تقدم من الذنب قد يكون حافزاً لبعض الناس على أن يتبع العكس ، بمعنى أنه غُفر له ذنب فبالتالي عليه أن يستأنف ربما مسيرته التي كان عليها .

من خطط لاقتراف الذنوب بعض رمضان استهزأ بالله عز وجل :

الدكتور راتب :
 هذه شبه مستحيلة ، كيف ؟ أنت حينما تقترف الذنب لا سمح الله ولا قدر من أجل ظن أن الله سيغفره لا يغفر عندئذٍ ، هذه المغفرة تكون لما مضى ، أما للمستقبل استهزاء بالله عز وجل ، إنسان غلبته نفسه وقع في ذنب ، يأتي رمضان فيغفر هذا الذنب ، أما أن يخطط ليقترف الذنوب و الآثام بعد رمضان ، يأتي رمضان آخر هذا استهزاء بالله عز وجل هذا مرفوض كلياً .
الأستاذ نزار :
 ما رأيك دكتور ، أي سمو بالشخصية ، أي سمو بالنفس ، يمكن للمسلم أن يقاسيه أو أن يكبت على نفسه ، حتى يحتفظ بهذه الصفات السامية من نفس الإنسانية أولاً ، ونفس الإنسان ثانياً ، في رمضان عندما تكون اللحظات حرجة ، عندما تكون المواقف حرجة ، تجد أناساً ربما لا يملكون الصبر في نهار الصيام ؟
الدكتور راتب :

رمضان رياضة روحية ومجموعة متكاملة من العبادات :

 أنت حينما تؤدي صلاة الفجر في المسجد لثلاثين يوماً .

(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله ))

[أحمد والبزار والطبراني في الأوسط عن ابن عمر]

 حينما تؤدي صلاة العشاء في المسجد في جماعة ، وبعدها التراويح .

(( من صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))

[أحمد]

 الإله العظيم ألزمك أن تصلي في جماعة في وقتين مهمين جداً ، الفجر والعشاء، فكأن هذه الصلاة أصبحت جزءاً من حياتك ، أمرك أن تقرأ القرآن ، الحقيقة رمضان منوع جداً ، في إنفاق المال ، كان النبي جواداً ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، أنت برمضان تنفق المال ، برمضان تقرأ القرآن ، برمضان تصلي الفجر في جماعة ، والعشاء في جماعة ، في رمضان تقوم الليل للتراويح ، برمضان تضبط اللسان ، تضبط العين.

(( أعنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان ))

 أنت برمضان هناك مئات الأخطاء التي تتوهم أنها صغيرة تمتنع عنها في رمضان ، وكأن هذا الامتناع يقودك إلى أن تبقى شيئاً ثابتاً في حياتك ، رمضان منوع جداً ، فيه صيام ، فيه قيام ، فيه تراويح ، فيه فجر ، فيه قرآن ، فيه إنفاق ، شيء دقيق جداً .
الأستاذ نزار :
 رياضة روحية ، ومجموعة متكاملة من العبادات التي يجب أن تكمل بعضها بعضاً .
الدكتور راتب :
 فيه ترك الطعام والشراب ، فيه ترك الغش ، والكذب ، والغيبة ، والنميمة ، وقول الزور والبهتان .
 الحقيقة الذي ألفه الناس ليس من الكبائر ، الكبائر مألوفة معروفة ، القتل ، والزنا، والسرقة ، أما الذي ألفه الناس ويتوهمونها صغائر ، هذه كلها في رمضان يتركها الإنسان ، وكأن الله دربه على أنه يرفع مستوى استقامته إلى مستوى ينخلع الحجاب بينه وبين الله عز وجل .
الأستاذ نزار :
 ماذا نقول للإنسان السريع الغضب والشديد الانفعال في رمضان بحجة صيامه ؟

 

من صام الصيام الذي أراده الله يأتيه الحلم والأناة والهدوء والرحمة والتبصر :

 

الدكتور راتب :
 والله أنا أتصور العكس ، الإنسان حينما يصوم ترق نفسه ، ويزداد حلماً ، ويزداد صبراً ، أما الذي يصوم صياماً تركاً للطعام والشراب فقط يزداد طبعه حدةً ، هناك فرق ، من صام الصيام الذي أراده الله يأتيه الحلم ، والأناة ، والهدوء ، والرحمة ، والتبصر ، أما الذي يصوم تركاً للطعام والشراب فقط ولم يصم الصيام الذي أراده الله ينعكس هذا ضيقاً في خلقه .

خاتمة و توديع :

الأستاذ نزار :
 نشكرك جزيل الشكر دكتور محمد راتب النابلسي على هذا اللقاء ، شكراً لك .
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم أستاذ نزار جزاكم الله خيراً .
الأستاذ نزار :
 شكراً للسادة المشاهدين ، نلقاكم في حلقات قادمة من ومضات فقهية على شاشة تلفزيون الدنيا ، شكراً للمتابعة ، إلى اللقاء .

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور