وضع داكن
29-03-2024
Logo
الرد الجميل - الندوة : 3 - الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ راضي :
بسم الله الرحمن الرحيم ، أخوتي أخواتي في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وأهلاً ومرحباً بكم معنا في حلقة جديدة من برنامج الرد الجميل .
أيها الأخوة والأخوات ، كان الأنبياء السابقون هداة لأقوامهم ، وكانت معجزاتهم حسية ، والمعجزة الحسية كتألق عود الثقاب تشتعل ثم تنطفئ فتصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه ، ولكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبعثته صلى الله عليه وسلم لكل الأمم أجمعين ، وأن كتابه الخالد خاتم الكتب ، إذاً يجب أن تكون معجزته مستمرة ولا تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية ، ومن هنا كان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة .
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هذا هو موضوعنا ، وتلك حلقتنا من برنامج الرد الجميل ، يسعدنا أخوتي وأخواتي أن نستضيف العالم الجليل الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي المعروف ، مرحباً بكم دكتور .
الدكتور راتب :
بكم أستاذ راضي جزاكم الله خيراً .
الأستاذ راضي :
أستاذنا الكريم بداية نود أن نتعرف إلى مفهوم المعجزة ، وهل هناك فرق بين الإعجاز والمعجزة ؟

 

مفهوم المعجزة :

كمال الخلق يدل على كمال التصرف

 

الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
الحقيقة الأولى أن كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، فهذا الكون معجزة ، فيه حكمة ما بعدها حكمة ، فيه علم ما بعده علم ، فيه قدرة ، فيه غنى ، بل إن بعض كبار العلماء قال : كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوة هي أقوى ما تكون ، عليمة هي أعلم ما تكون ، رحيمة هي أرحم ما تكون ، حكيمة هي أحكم ما تكون ، هو إنسان حي ولكنه ميت .
لذلك هذا الكون ينطق بكل تفاصيله بوجود الله ووحدانيته وكماله ، وكمال الخلق يدل على كمال التصرف ، ومن كمال أفعال الله أنه أرسل الأنبياء والمرسلين ، بعثهم هداة للبشر ، ولكن حينما يأتي إنسان ويقول للناس : أنا رسول الله ، هناك من يكذبه ، لأن الإنسان يألف أن يتحرك وفق شهواته ومصالحه ، فإذا جاء منهج يقيم حركته بكلمة افعل ولا تفعل ، في شيء حلال ، في شيء حرام ، هذا المنهج الذي يحد من حركته يشعره بالنفور ، لذلك هناك من يكذب النبي :

 

﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾

( سورة الرعد الآية : 43 )

المعجزات التي أنزلت على نبينا محمد معجزات علمية أما بقية الرسل فمعجزاتهم حسية :

السؤال الآن كيف السبيل إلى أن يشهد الله أن هذا الإنسان رسوله ؟ فلا بد أن يشهد له بطريقة أو بأخرى ، الطريقة التي شهد الله لأنبيائه السابقين أنهم أنبياؤه المعجزات الحسية ، سيدنا موسى :

﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)﴾

( سورة الأعراف )

الآيات الكونية في القرآن تزيد عن ثلاثمائة
سيدنا موسى ضرب البحر بعصاه فإذا هو طريق يابس ، هذه المعجزات الحسية كتألق عود الثقاب ـ كما تفضلت ـ تتألق ثم تنطفئ ، تصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه ، وشيء طبيعي جداً لأن كل نبي لقومه ، أما النبي عليه الصلاة والسلام لكل الأمم أجمعين ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وكتابه خاتم الكتب ، إذاً ينبغي أن تكون المعجزة ـ وهي شهادة الله لعباده أن هذا الإنسان رسوله ـ أن تكون علمية ، ولا تكون علمية إلا إذا كانت ضمن القرآن الكريم ، فالقرآن فيه ما يزيد عن ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ، والشيء الذي يلفت النظر أن النبي عليه الصلاة والسلام في أي موضوع تعبدي له مئات الأحاديث ، هذه الآيات الكونية لم يرد في شرحها حديث واحد ــ وكأن هذا توجيه من الله عز وجل ، لأنه لو شرح هذه الآيات الكونية شرحاً مبسطاً يفهمه أصحابه لأنكرنا عليه نحن الآن ، بل لو شرحه شرحاً مفصلاً بحسب ما أراه الله من آياته الكبرى لأنكر عليه أصحابه ، لذلك أنا أتصور إما بتوجيه من الله أو باجتهاد منه لم يتطرق النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذه الآيات ، بل ترك كل آية لعصرها ، فإذا تقدم العلم كشف عن بعض هذه الآيات ، هذه الآيات الكونية التي فيها إشارات علمية إلى بعض الحقائق هي في الحقيقة شهادة الله لعباده أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن الكريم ، يعني الإنسان حينما يرى كتاباً فيه حقائق اكتشفت الآن وقد أشار إليها النبي عليه الصلاة والسلام قبل ألف وأربعمئة عام هذا دليل قاطع مفحم على أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم .

 

ظواهر اُكتشفت الآن أشار القرآن إليها قبل ألف وأربعمئة عام :

وردة كالدهان
حينما صعد الإنسان إلى القمر ، والمركبة انطلقت من الأرض وقطعت خمسة وستين ألف كيلو متر هي طبقة الهواء ، فإذا رائد الفضاء يصيح بأعلى صوته لقد أصبحنا عمياناً ، لماذا ؟ لأن في الأرض ظاهرة اسمها أشعة انتثار الضوء ، لأن أشعة الشمس حينما تسلط على الهواء ذرات الهواء تعكس بعض الأشعة على ذرات أخرى ، لم تصبها أشعة الشمس ، في الأرض شيء اسمه ضياء ، وشيء اسمه أشعة ، هذه الظاهرة اسمها انتثار الضوء ، هذه لا تكون إلا في طبقة الهواء ، فلما تجاوز رائد الفضاء هذه الطبقة انقطعت هذه الظاهرة الفيزيائية ، فنحن أمام جو مظلم هالك ، لقد أصبحنا عمياناً لا نرى شيئاً ، هذه في أول مركبة أرسلت إلى الفضاء ، نفتح كتاب الله يقول الله عز وجل :

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾

( سورة الحجر)

هذه الآية تشير إلى ظاهرة لم تعرف إلا بعد أن ارتاد الإنسان الفضاء الخارجي ، فآية تأتي قبل ألف وأربعمئة عام تشير إلى حقيقة اكتشفت قبل ثلاثين عام هي انتثار الضوء ، هذه واحدة أنت تركب أحدث طائرة في العالم ، وبالدرجة الأولى ، وصنعها حديث جداً ، والمقعد وثير ، تفتح القرآن الكريم ، يقول الله عز وجل :

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً (8)﴾

( سورة النحل)

لو أن الآية انتهت هنا ليس هذا الكلام كلام الله عز وجل ، في قوله تعالى :

﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)﴾

( سورة النحل)

هذه تغطي الطائرة ، والقطار ، والحوامة ، هذا كلام خالق الأكوان ، لذلك :

﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله:

التفكر في خلق السموات والأرض أقصر طريق إلى الله
أستاذ راضي جزاكم الله خيراً ، الإنسان حينما يتأمل في ملكوت السماوات والأرض يرى عظمة الله عز وجل وجهاً لوجه ، بل إن التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله وأوسع باب ندخل منه على الله ، لأن الإنسان إذا تفكر في خلق السماوات والأرض يرى وجهاً لوجه عظمة الله عز وجل ، فلذلك الإنسان إذا عرف الآمر عن طريق التفكر في آياته ، عن طريق التفكر في آياته الكونية وآياته التكوينية وآياته القرآنية ، آيات الله عز وجل هي الدلائل على عظمته ، هناك آيات كونية خلقه ، وهناك آيات تكوينية أفعاله ، وهناك آيات قرآنية كلامه ، التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله وأوسع باب ندخل منه على الله .
بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب إليها أربع سنوات ضوئية فقط ، الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثين ألف كم ، كم يقطع في الدقيقة ؟ ضرب ستين ، في الساعة ضرب ستين ، في اليوم ضرب أربع وعشرين ، بالسنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ، أربع سنوات ضرب أربعة ، بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب أربع سنوات ضوئية ، الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثين ألف كم .
فلا أقسم بمواقع النجوم
هذا الرقم ابنك الصغير يحصل عليه خلال دقائق بآلة حاسبة ، لو تصورنا طريقاً لهذا النجم ، راكبين مركبة إلى هذا النجم سرعتها مئة ، كم ساعة تستغرق هذه الرحلة ؟ وإذا قسمنا الرقم على أربعة وعشرين كم يوم ؟ على ثلاثمئة وخمسة وستين كم سنة ؟ هل تصدق أن رحلتنا تحتاج إلى أن نصل إلى أقرب نجم ملتهب خمسين مليون عام ، ما معنى أربع سنوات ضوئية ؟ لو أن هناك مركبة ولهذا النجم طريق سالك ، وركبنا هذه المركبة ، لاحتجنا إلى خمسين مليون عام ، السؤال متى نصل إلى نجم القطب الذي يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية ؟ ومتى نصل إلى مجرة المرأة المسلسلة التي تبعد عنا مليوني سنة ضوئية ؟ ومتى نصل إلى نجم أكتشف حديثاً ، بعده عنا أربعة وعشرون ألف مليون سنة ضوئية ؟ مع أن النجم الأقرب إلينا بعده عنا أربع سنوات ضوئية يستغرق الوصول إليه خمسين مليون عام ، الآن نفتح القرآن الكريم :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77)﴾

( سورة الواقعة )

أدلة أخرى عن أشياء ورد ذكرها في القرآن الكريم تمّ اكتشافها حديثاً :

إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم :

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

( سورة فاطر الآية : 28 )

قلب العقرب
النقطة الدقيقة جداً بين الأرض والشمس مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر ، يقطعها الضوء في ثماني دقائق ، الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، والمسافة بينهما مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر ، قال الله عز وجل :

﴿ وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾

( سورة البروج )

في برج العقرب نجم صغير متألق أحمر اللون اسمه قلب العقرب ، يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، أهذا الإله العظيم يُعصى ؟ ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري فـــي المقال شنيع
لو كان حـبك صادقاً لأطعته إن الــــمحب لمن يحب يطيع
* * *

الآن قال تعالى :

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)﴾

( سورة الحج )

قد لا يصدق المستمع أن النظرية العملاقة ـ النظرية النسبية التي جاء بها اينشتاين ـ هذه النظرية مدرجة في عدة كلمات في القرآن الكريم ، هذا الموضوع عرض في مؤتمر للإعجاز العلمي الخامس في موسكو ، وأصله مئة صفحة أنا أشرحه شرحاً مبسطاً .

 

نظرية أينشتاين النسبية التي قلبت مفاهيم الفيزياء وردت في القرآن الكريم في بضع كلمات :

القمر أستاذ راضي ، القمر يدور حول الأرض دورة كل شهر ، نأخذ مركز الأرض ومركز القمر نصل بينهما بخط ، هذا الخط هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، ونعرف هذا الطول من نصف قطر الأرض مع نصف قطر القمر مع المسافة بينهما ، إذا وصلنا بين مركز الأرض ومركز القمر بخط ، هذا الخط هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، هذه الدائرة يقطعها القمر كل شهر ، ضرب اثني عشر شهر بالسنة ، ضرب ألف ، ألف سنة ، الآية الكريمة :

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)﴾

( سورة الحج )

لو قسمنا هذه المسافة التي يقطعها القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام ، نصف قطر الدائرة ـ مأخوذ من نصف قطر الأرض مع نصف قطر القمر مع المسافة بينهما ـ ضرب اثنين تساوي القطر ، ضرب 3,14 هو المحيط ، ضرب 12 في السنة ، ضرب ألف بألف سنة ، في رقم يعني عدد الكيلو مترات التي يقطعها القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام ، لو قسمنا هذا الرقم على ثوان اليوم لكانت سرعة الضوء الدقيقة هي (299752)، لو قسمنا ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام على ثوان اليوم لكانت سرعة الضوء الدقيقة يعني (299752)، الآية الكريمة :

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)﴾

( سورة الحج )

أي المسافة التي يقطعها القمر حول الأرض في ألف عام يقطعه الضوء في يوم واحد ، هذه نظرية أينشتاين النسبية التي قلبت مفاهيم الفيزياء ، والتي جعلت حركة الضوء هي الحركة المطلقة في الكون ، وأن الشيء إذا سار مع الضوء توقف الزمن ، فإذا سبقه تراجع الزمن ، فإذا قصر عنه تراخى الزمن ، هذه النظرية العملاقة وردت في القرآن الكريم في بضع كلمات :

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)﴾

( سورة الحج )

الأستاذ راضي :
قال تعالى :

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53)﴾

( سورة فصلت )

أستاذنا الكريم جزاكم الله خيراً ، نخلص من كلام فضيلتك أن القرآن الكريم معجزة عقلية لها الخلود لدوام تأثيرها في العقل على مر العصور ولا ترتبط بعصر النزول ، كما تفضلت فضيلتك ، نعود إلى تساؤل هل هناك فرق بين المعجزة والإعجاز ؟

 

الفرق بين المعجزة والإعجاز :

الدكتور راتب :
فرق كبير جداً ، المعجزة خرق لنواميس الكون ، يعني البحر أصبح طريقاً يبساً هذه معجزة ، سيدنا إبراهيم ألقي في النار فلم يحترق :

﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

( سورة الأنبياء )

الله عز وجل ألغى خصائص النار ، بل بعض العلماء يقول : لو أن الله عز وجل قال

﴿ كُونِي بَرْداً ﴾

لو لم يقل

﴿ وَسَلَاماً ﴾

لمات من البرد ، ولو لم يقل

﴿ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

لألغي مفعول النار إلى أبد الآبدين ،

﴿ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

فالمعجزة خرق لنواميس الكون :

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ﴾

( سورة الإسراء الآية : 1 )

الإسراء والمعراج خرق لنواميس الكون ، إحياء الموتى لسيدنا عيسى خرق لنواميس الكون ، أن تظهر ناقة من الجبل خرق لنواميس الكون ، الأنبياء معهم المعجزات الحسية ، وهذه أمروا أن يتحدوا بها من حولهم ، ملموسة ويراها الناس ، هذه المعجزات الحسية ، كما قلت ظهرت وانتهت أصبحت خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه ، فهذه خرق لنواميس الكون ، أما الإعجاز شيء آخر ، الإعجاز العلمي سبق علمي ، يعني حقيقة وفق نواميس الكون لكنها كشفت الآن ، في أمثلة كثيرة جداً ولنختار مثال من السنة ، النبي صلى الله عليه وسلم له توجيه في ذبح الدابة ينبغي أن نذبح الدابة من أوداجها فقط دون أن نقطع رأسها ، ولا يمكن أن يوجد في الأرض مركز علمي قادر أن يعلل هذا التوجيه ، بالمناسبة كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس من خبرته ولا من معطيات عصره ، إن كلام النبي صلى الله عليه وسلم وحي يوحى ، النبي نهى أن يقطع رأس الدابة أثناء ذبحها بل تقطع أوداجها فقط .
الأستاذ راضي :
العلة ؟

 

الحكمة من ذبح الدابة من أوداجها :

الدكتور راتب :
شرح دقيق جداً ، اكتشف علماء الطب أن القلب ينبض ثمانين نبضة بأمر ذاتي ، لأنه جهاز خطير جداً تتوقف عليه الحياة ، يتلقى أمراً بالنبض من ذاته ، ليس له علاقة بالشبكة الكهربائية العامة ، عنده مولد كهربائي خاص ، هناك مركز ثاني لو تعطل الأول لعمل الثاني ، هناك مركز ثالث لو تعطل الثاني لعمل الثالث ، والآن هذا المركز قد يتعطل في بطارية للإنسان ، أحياناً الإنسان يصعد درج ، يهرب من عدو ، يحتاج إلى مئة وثمانين ضربة ، كيف يرتفع النبض ؟ هنا المشكلة .
سوف أوضحها بمثل ، تمشي في بستان ، رأيت ثعباناً ، ما الذي يحصل ؟ الذي يحصل أن صورة الثعبان تنطبع على شبكية العين ، الصورة بالشبكية لا تقرأ ، لا يوجد ملفات للثعبان حتى تقرأ من خلالها ، تنتقل الصورة إلى الدماغ ، إلى مركز الرؤية ، في مركز الرؤية تقرأ الصورة في ضوء ملفات الثعبان ، من أين جاءت هذه الملفات ؟ من الدراسة ، من قصص سمعتها ، من مشاهدات شاهدتها ، مجموع المشاهدات والمعلومات والخواطر تمثلت بملف الثعبان ، هذا الملف يقرأ الصورة ، والدماغ يدرك الخطر ، الدماغ ملك الجهاز العصبي ، يلتمس من ملكة عنده اسمها الغدة النخامية ، ملكة الجهاز الهرموني ، يلتمس الدماغ وهو ملك الجهاز العصبي من الغدة النخامية وهي ملكة الجهاز الهرموني أن تواجه هذه الملكة الخطر ، هذه الملكة عندها وزير داخلية اسمه الكظر يقبع فوق الكليتين ، تأمره أن يواجه الخطر ، الكظر يرسل أمراً إلى القلب يرتفع النبض إلى مئة و ثمانين نبضة ، ورسالة ثانية إلى الرئتين يرتفع وجيبهما ، ويصدر أمراً ثالثاً إلى الأوعية الدموية المحيطة بالجلد تضيق لمعتها ، ليتوافر الدم إلى العضلات ، رسالة رابعة إلى الكبد يطلق كمية سكر إضافية ، فلو فحصنا دم الخائف لكان السكر ثلاثمئة مليمتر ، وأمر خامس إلى الكبد يفرز هرمون التجلط ، فالإنسان إذا خاف بلمح البصر ، الخائف يزداد نبض قلبه ، ووجيبه رئتيه ، ويصفر لونه ، ويزداد السكر في دمه ، ويصبح دمه لزجاً ، هذا موقف الإنسان حينما يواجه الخطر .
الدابة لو قطعنا رأسها لانقطع الأمر الاستثنائي في نبض القلب ، بقي الأمر النظامي ثمانين نبضة ، ثمانين نبضة تُخرج ربع الدم فقط ، أما إذا بقي الرأس موصولاً يعمل الأمر الاستثنائي فيخرج كل دمها ، لأن القلب صار نبضه مئة وثمانين نبضة ، هذه الحقيقة العلمية الدقيقة كشفت قبل عشرين سنة تقريباً ، والنبي وجهنا إليها قبل ألف وأربعمئة سنة ، هذا يؤكد أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم فيه دلائل نبوته ، نحن نقول في القرآن الكريم إعجاز علمي وفي السنة دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم . هناك آيات واضحة جداً في نصوص الكتاب والسنة .
الأستاذ راضي :
بارك الله فيكم ، دكتور بعد هذا العطاء الطيب ننتقل إلى الأنفس :

﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4)حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)﴾

( سورة القمر)

نأتي إلى قول الله تعالى :

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾

( سورة الذاريات)

موضوع هذه الآية يدعونا إلى النظر في أنفسنا لنرى ونلمس آيات الله على عباده، ما الآيات ؟ نود أن نذكر السادة المشاهدين بهذه الآيات في النفس .

 

آيات وردت في القرآن الكريم في النفس:

الدكتور راتب :
أستاذ راضي جزاكم الله خيراً ، الله عز وجل يقول :

﴿ الرَّحْمَنُ (1)عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾

( سورة الرحمن )

في العين مادة مضادة للتجمد
الله عز وجل يقول :

﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)﴾

( سورة الذاريات)

الله عز وجل يقول :

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾

( سورة التين)

بعض الأمثلة ؛ الإنسان إذا سافر إلى بلاد الشمال ، إلى فلندة مثلاً ، الحرارة تسعة وستين تحت الصفر ، طبعاً يضع قبعة على رأسه ، وقفازات في يده ، ويرتدي ثياباً صوفية ، العين هل بإمكانه أن يغطيها ؟ العين فيها ماء ، والماء يلامس جو حرارته سبعين تحت الصفر ، أي إنسان يسكن في هذه البلاد يجب أن يفقد بصره ، ما الحل ؟ أودع الله في ماء العين مادة مضادة للتجمد ، يد من ؟ قدرة من ؟ حكمة من ؟ أهذا الإله يعصى ! أودع في ماء العين مادة مضادة للتجمد .

 

الإنسان ينطوي على معجزات مذهلة :

شبكية العين
أعلى آلة تصوير احترافية رقمية في كل ميليمتر مربع عشرة آلاف مستقبل ضوئي ، لكن في العين في الميليمتر المربع من الشبكية مئة مليون مستقبل ضوئي ، من أجل أن نفرق بين ثمانية ملايين لون ، ولو درج اللون إلى ثمانمئة ألف درجة لأدركت العين البشرية الفرق بين درجتين :

﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴾

( سورة البلد )

هذه من آيات الله الدالة على عظمته . والله أستاذ راضي لو فكر الإنسان بجسمه لخشع قلبه ، الإنسان ينطوي على معجزات مذهلة ، العين معجزة :

﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴾

( سورة البلد )

العصب الشمي
ترى الصورة بحجمها الحقيقي وبألوانها الدقيقة ، العين البشرية تفرق بين ثمانية ملايين لون ، وفيها مادة مضادة للتجمد ، في الميليمتر المربع من الشبكية مئة مليون مستقبل ضوئي ، بينما أعلى آلة تصوير احترافية رقمية في كل ميليمتر مربع عشرة آلاف مستقبل ضوئي ، فالعين من آيات الله الدالة على عظمته .
الإنسان أحياناً يأكل طعام ، يقول : يوجد في الطعام المادة الفلانية ، في منكهات أحياناً ، في مواد حريفة ، يقول لك : في كمون ، في نعنع في الشاي ، فما الذي يحصل ؟ العصب الشمي مؤلف من عشرين مليون عصب ، كل عصب ينتهي بسبعة أهداب ، كل هدب مغمس بمادة ، تتفاعل هذه الأهداب مع الرائحة ، ينتج من هذا التفاعل شكل هندسي هو رمز هذه الرائحة ، هذا الشكل ينتقل إلى الدماغ إلى مركز الشم وهناك الذاكرة الشمية ، يعرض هذا الرمز على الذاكرة الشمية ، فإذا توافق الشكلان تكتشف أن في الطعام نعناع ، تقول : يوجد في الأكل كمون ، المادة الفلانية ، هذه الدقة :

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

( سورة التين )

الإنسان يتبدل كل خمس سنوات إلا الدماغ والقلب لا يتبدلان لحكمة بالغة :

القلب المضخة التي لا تكل
الحقيقة في أشياء في الجسم عجيبة جداً ، هذا القلب يضخُّ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعَّبة ، بل إن قلب إنسان عاش ستين عاماً يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم ، تعمل بلا كلل وبلا ملل ، والله الذي لا إله إلا هو لو نظر الإنسان إلى جسمه ، هذا الشعر ، لكل شعرة وريد ، وشريان ، وعصب ، وعضلة ، وغدة دهنية ، وغدة صبغية ، لكن لا يوجد عصب حسي ، لو كان هناك عصب حسي لاضطر الإنسان إلى دخول المستشفى لإجراء عملية حلاقة . أما سبحان الله الأظافر والشعر ما فيها أعصاب حسية ، موضوع توزع الأعصاب الحسية شيء مذهل ، القلب يضخُّ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعَّبة ، يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم ، العظام ، الحركة ، بل الآن في كشف جديد أن الإنسان يتبدل كل خمس سنوات ، تبدل كلي كل خمس سنوات ، أقصر خلية عمرها ثلاث ساعات خلايا الجلد ، وفي خلية عمرها يومين خلايا الأمعاء ، والعظم أطول خلية عمرها خمس سنوات ، فالإنسان يتبدل كلياً كل خمس سنوات ، شيء عجيب ، أنت قبل خمس سنوات جسم آخر بكل معاني هذه الكلمة الدماغ لحكمة بالغة لا تتبدل خلاياه
إلا أن الدماغ والقلب لا يتبدلان لحكمة بالغة بَالغة ، لو تبدل الدماغ لنسي الإنسان اختصاصه ، يقول لك : كنت طبيباً ، لنسي خبراته ، قدراته ، معارفه ، ذاكرته ، لكن الدماغ لا يتبدل فهذا شيء ثابت قديماً ، لكن مع الدماغ الذي لا يتبدل هو القلب ، شيء محير ، أنا منذ ثلاثين سنة أقول القلب الذي ذكره الله في القرآن الكريم :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

( سورة الحج الآية : 179 )

هو قلب النفس ، أما هذا القلب مضخة ، الشيء المذهل أنه بعد أن تمت زراعة القلب ، الذي زرع قلبه لإنسان آخر ينتقل للآخر مشاعره ، أحاسيسه ، أذواقه ، في قصص ، تم زراعة ثلاثمئة عملية قلب .
الأستاذ راضي :
الميل القلبي .

 

القلب مركز الإيمان:

الدكتور راتب :
حتى الإيمان ، حتى الكفر ، حتى المعارف ، حتى الأذواق ، حتى الأحاسيس ، حتى المشاعر ، شيء مذهل بحث طويل إن شاء الله في لقاء آخر أشرحه ، تبين أن العقل بالقلب هذا الصنوبري :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

( سورة الحج الآية : 179 )

القلب الآن فيه خمسين ألف خلية عصبية تأمر الدماغ ، الدماغ يأتمر بالقلب ، الآن طبعاً هذا الموضوع معالج معالجة مستفيضة في أبحاث علمية دقيقة ، أنا عرضته بشكل مفصل ، الآن العلم اقترب من أن يرى أن القلب فيه خلايا عصبية قدرتها خمسة آلاف ضعف عن خلايا الدماغ ، وهي توجه خلايا الدماغ ، الآن يوجد في القرآن مئة وأربعة وخمسين آية عن القلب ، كل هذه الآيات نفهمها فهماً آخر بعد هذا الكشف :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

( سورة الحج الآية : 179 )

القلب مكان العقل ، ومكان الفهم ، ومكان الإدراك ، ومكان الذوق ، ومكان الإيمان ، ومكان الكفر ، بل إن هناك أبحاث تؤكد أن الإنسان إذا زرع له قلب صناعي ينسى كل معارفه ، ينسى أولاده ، ينسى أحفاده ، ينسى إيمانه ، فلذلك القلب مركز الإيمان ، بالقلب يؤمن ، وبالقلب يكفر ، وبالقلب يحس ، بالقلب يتذوق الأحاسيس والمشاعر والأذواق مع خلايا عصبية توجه بكم أستاذ راضي جزاكم الله خيراً ، أنا لا أثني على الدين أبداً إذا وافق العلم ، أنا أثني على العلم إذا وافق الدين .
الأستاذ راضي :
الموضوع ذا سعة ونحن في شوق عارم لنستزيد من العلم . كان سابقاً يفهم أن القلب مجرد مضخة ليس إلا ، الآن اكتشف أنه مركز الإدراك والعلم والإيمان والفهم وهذا يتوافق مع قوله تعالى :

﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾

( سورة الحج الآية : 179 )

نسمع أيضاً في الفترة الماضية عن ما يسمى بالغشاء العاقل ، فماذا عن هذا الغشاء وأين موضعه من القلب ؟

 

الغشاء العاقل يقوم بأعمال تعجز عنها العقلاء :

الدكتور راتب :
أستاذ راضي جزاكم الله خيراً ، المرأة الحامل عقب الولادة ينزل مع الجنين قرص لحمي ، اسمه المشيمة ، في هذه المشيمة يوجد غشاء عاقل ، سماه الأطباء غشاءً عاقلاً لأنه يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء . المشيمة تجتمع فيها دورة دم الأم مع دورة دم الجنين ، ودم الجنين زمرة ، ودم الأم زمرة ، ولا يختلطان ، ومن بديهيات الطب أن الإنسان إذا أعطي دماً من زمرة غير زمرته لمات فوراً بانحلال الدم ، الشيء العجيب أن دم الأم والجنين يجتمعان وبينهما الغشاء العاقل لا يختلطان ، يقوم هذا الغشاء بأعمال يعجز عنها العقلاء ، هي يد الله عز وجل ، ماذا يفعل هذا الغشاء ؟ يأخذ من دم الأم الأوكسجين يضعه في دم الجنين ، يأخذ من دم الأم السكر يضعه في دم الجنين ، يأخذ من دم الأم الأنسولين يضعه في دم الجنين، صار في دم الجنين سكر ، أوكسجين ، أنسولين ، يحترق السكر بالأوكسجين عن طريق الأنسولين فيولد طاقة ، الطفل حرارته في بطن أمه سبعة وثلاثين ، من أين جاءت هذه الحرارة ؟ من العملية المعقدة . الغشاء العاقل يأخذ عوامل المناعة من الأم يضعها في دم الجنين ، فجميع الأمراض التي أصيبت بها الأم الجنين محصن أن يصاب بها .
الغشاء العاقل يقوم بأعمال تعجز عنها العقلاء
الغشاء العاقل يعلم بالضبط ما يحتاجه من المواد ، البروتين ، والمواد الدسمة ، والسكريات ، والنشويات ، والمعادن ، وأشباه المعادن ، بالآلاف ، هذا الغشاء العاقل ينفذ حاجة الجنين من الغذاء ، قبل قليل قلت : لما أخذ الغشاء العاقل الأوكسجين والسكر والأنسولين وضعها في دم الجنين صار في احتراق ، نواتج الاحتراق ثاني أكسيد الكربون غاز الفحم ، يأخذه الغشاء العاقل من دم الجنين يضعه في دم الأم ، نفس الأم جزء منه نفس جنينها .
الآن لما انتقل إلى دم الجنين كل المواد الغذائية وتم الاستقلاب في ناتج آخر هو حمض البول ، يأتي الغشاء العاقل يأخذ حمض البول من دم الجنين يضعه في دم الأم فيخرج مع بولها ، يقوم هذا الغشاء بشيء معجز ، أحياناً الجنين تنقصه مادة معينة فكيف يخبر أمه ؟ ما تشتهيه الأم في أثناء الحمل متعلقة بحاجة الجنين ، لو في نقص بوتاس ، الأم تشتهي طعام فيه بوتاس ، شهوة الأم للطعام أثناء الحمل تعبير عن حاجة الجنين لهذه المادة ، فهذا الغشاء العاقل سماه العلماء الغشاء العاقل لأنه يقوم بأعمال تعجز عنها العقلاء وهي الحقيقة الدقيقة ، إنها يد الله تعمل في الخفاء :

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)﴾

( سورة التين)

عناية الله عز وجل بالإنسان :

ثقب بوتال من يغلقه
قال : لو تركت وظائف الغشاء العاقل إلى مجموعة أطباء في قمة التفوق لمات الجنين في ساعة واحدة . هي عناية الله عز وجل ، هذا الغشاء العاقل يقع في المشيمة ، والمشيمة قرص لحمي تجتمع فيه دورة الأم مع دورة الجنين ، ولا يختلطان ، ويقوم بهذه الوظائف ، يقوم بوظائف الجهاز الهضمي ، جهاز تنفسي ، والبنكرياس ، كل الوظائف يقوم بها هذا الغشاء العاقل ، يعني في الجنين لا يوجد دورة دم صغرى لأنه لا يوجد هواء ، فالرئتان معطلتان في الجنين ، الله عز وجل يفتح ثقب بين الأذينين كشفه عالم فرنسي اسمه بوتال ، هذا الثقب ينقل الدم من أذين إلى أذين ، عند الولادة تأتي جلطة تغلق هذا الثقب ، فإن لم تغلق يصاب الطفل بمرض اسمه الزرق يموت بعد سنوات ، الأذينان فتح ثقب بينهما ، والطفل في رحم الأم الدم ينتقل ، وانتقل الدم من القلب إلى الرئتين ، يد من تتدخل لإغلاق هذا الثقب عند الولادة ؟ يد الله عز وجل .
وأنت نائم يتجمع اللعاب في فمك ، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ كثر اللعاب ، يأتي أمر من الدماغ إلى لسان المزمار يغلق ، تغلق القصبة الهوائية يفتح المري ، تدفع بلعابك إلى المعدة وأنت مستغرق في النوم ، شيء لا يصدق ، الآن في آلية معقدة جداً جِداً يملكها الطفل حينما يولد آلية المص ، منعكس المص هذا الشيء يضع شفتيه على حلمة ثدي أمه ويحكم الإغلاق ويسحب الحليب .
الأستاذ راضي :
كيف لعلمائنا استخدام الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مخاطبة الغرب ، ولم يتبقَ لنا إلا دقائق معدودة ؟

البعوضة أحقر مخلوق في حياة الإنسان وهي من آيات الله الدالة على عظمته :

الدكتور راتب :
سيدي هل تصدق أن الله عز وجل ذكر البعوضة وهي أحقر مخلوق في حياة الإنسان ، النبي صلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى قال :

(( لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ))

[ رواه الترمذي عن سهل بن سعد ]

البعوضة الحشرة المستحقرة ماذا تحوي من أجهزة؟
هذه البعوضة وردة في القرآن الكريم :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

( سورة البقرة الآية : 26 )

الآن بعد أن اكتشف المجهر الإلكتروني الذي يكبِّر الشيء مئات ألوف المرات تبين بعد وضعها تحت المجهر أن في رأسها مئة عين ، وفي فمها ثمانية وأربعون سناً ، ولها ثلاثة قلوب ، قلب مركزي وقلب لكل جناح ، وتملك البعوضة جهاز لا تملكه الطائرات جهاز استقبال حراري ، ترى الأشياء بحرارتها فقط ، وحساسية هذا الجهاز واحد على ألف من الدرجة المئوية ، مع البعوضة جهاز تحليل دم ما كل دم يناسبها ، معها جهاز تمييع ، جهاز تخدير ، وفي خرطومها ست سكاكين ، أربع سكاكين لإحداث جرح مربع وسكينان تلتئمان على شكل أنبوب ، وللبعوضة محاجم إذا وقفت على سطح أملس ومخالب إذا وقفت على سطح خشن ، الآن نقرأ الآية :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

( سورة البقرة الآية : 26 )

هذا هو الإعجاز العلمي ورد في البعوضة في القرآن الكريم ، فلما اكتشف الإنسان المجهر الإلكتروني الذي يكبر أربعمئة ألف مرة ، أصبح للبعوضة في رأسها مئة عين وفي فمها ثمانية وأربعون سناً ، ولها ثلاثة قلوب ، قلب مركزي ، وجهاز استقبال حراري ، وجهاز تمييع ، وجهاز تخدير ، وجهاز تحليل للدم شيء مذهل .

 

خاتمة وتوديع :

الأستاذ راضي :
أستاذنا لا يُمَل من الاستماع إليكم لكن وقت البرنامج للأسف هو الذي يداهمنا ، لا يسعنا في نهاية اللقاء باسمكم أخواتي إلا أن نقدم الشكر للعالم الجليل الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي المعروف في سوريا الشقيقة والعالم الإسلامي والعربي ، سائلين الله عز وجل أن يجزيك عنا وعن الإسلام خير الجزاء .
نشكركم على حسن المتابعة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور