وضع داكن
16-04-2024
Logo
الخطبة : 1010 - الرياضة من منظور إسلامي - ازدهار صناعة الجنس خلال المونديال
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الخطبة الأولى
 الحمد لله نحمده، ونستعين به، و نسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

حض الإسلام على بناء الفرد على أساس القوة:

 أيها الإخوة الكرام، إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والقيام بمهمة الخلافة في الأرض تحتاج إلى جهد وطاقات جسدية، حتى يتم أداؤها على الوجه الأكمل، لذلك حضت التربية النبوية الكريمة على بناء الفرد المسلم على أساس من القوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلَا تَعْجَزْ ))

[ مسلم ]

 ومن أجل بناء أمة قوية امتدح الله عز وجل الملك صاحب الجسد القوي القادر على تحمل الشدائد، وجعل موهبته من العلم والقوة سبباً لترشيحه للمُلك، قال تعالى:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ﴾

 

[ سورة البقرة: 247 ]

 كما وصف الله عز وجل أنبياءه الكرام بأنهم أولو العزم من الرسل، وابنة شعيب النبي الكريم مدحت مظاهر القوة عند سيدنا موسى عليه السلام فقالت لأبيها:

 

﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

 

[ سورة القصص: 26]

 لذلك نلحظ في القرآن والسنة ربطاً محكماً بين قوة الإيمان وقوة الأبدان، والغاية من القوة أن تكون الأمة المحمدية مرهوبة الجانب منيعة محمية عزيزة كريمة، وهذا أمر الله عز وجل لقادة الأمة الإسلامية في قوله تعالى:

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

 

[ سورة الأنفال: 60]

 لازلنا في القرآن والسنة، والقرآن والسنة يمدحان القوة في المؤمن، أما القوة في غير المؤمن فهي قوة ظالمة، قوة غاشمة، قوة مدمرة، قوة تهلك الحرث والنسل، لكن المؤمن ألجمه إيمانه عن أن يفتك، فقال عليه الصلاة والسلام:

(( الإيمان قيد الفتك، ولا يفتك مؤمن ))

[ أحمد]

 فكأن القوة لا تمدح إلا في المؤمن، لأنه منضبط، لذلك العالم الآن يموج ويهيج من أجل الرياضة.
 أردت في هذه الخطبة أن أتحدث عن الرياضة من منظور إسلامي محض.

 

الرياضة من منظور إسلامي محض:

 الرياضة في الإسلام موجهة نحو غاية نبيلة، لأنها تهدف إلى القوة، وهي في نظر الشارع الكريم وسيلة لتحقيق الصحة والقوة البدنية لأفراد الأمة، هي مرهوبة بحق عندما تؤدي إلى هذه النتائج، أما أن تصبح الرياضة ديناً مكان دين الله، أو أن يكون الولاء لعلم من أعلام دول أهل الأرض، أو أن يكون هذا النشاط نهاية مطاف الإنسان فهذا مرض خطير لم يسبق له مثيل.
 النبي عليه الصلاة والسلام دعا إلى ممارسة الرياضة كالرمي والسباحة، وركوب الخيل، لأنها تهدف جميعها إلى تحقيق الهدف الذي أشرنا إليه.

في الإسلام عبادات أساسها الحركة:

 لقد تبنى الإسلام في صلب عباداته عبادات أساسها الحركة كالصلاة والحج.

1 – الصلاة:

 إذا تمعنا في حركات الصلاة نجد أنها تضمنت تحريك جميع عضلات الجسم ومفاصله، وهي حركات تعد من أنسب الرياضات للصغار والكبار، والنساء والرجال، لدرجة أنه لا يستطيع أي خبير من خبراء التدريب الرياضي أن يضع لنا تمريناً واحداً يناسب جميع الأفراد والأجناس والأعمار، ويحرك كل أعضاء الجسم في فترة قصيرة كما تفعل الصلاة، وأكدت الدراسات الطبية أن حركات الصلاة من أنفع ما يفيد الذين أجريت لهم عمليات انضغاط الفقرات، وتجعلهم يعودون سريعاً إلى أعمالهم.

 

2 – الحج:

 ونرى في أعمال الحج رياضة بدنية عظيمة خلاف ما تحمله من رياضة روحية، أعمال الحج تتوافق مع ما يحتويه نظام الكشافة بحذافيره، ففي رحلة الحج مشي وهرولة، وطواف وسعي، وسكنى خيام، وتحلل من اللباس الضاغط إلى لباس الإحرام مما، يجعل الحج رحلة رياضية بحق.

 

في الإسلام سبق إلى الطب الرياضي:

 أيها الإخوة الكرام، لذلك نجد في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وفي تربيته لأصحابه، بل في صميم التشريع الإسلامي سبق واضح إلى التربية البدنية الحديثة، والتي أصبحت اليوم تمارس في جميع الدول، وعند كل الشعوب، كجزء من حياة البشر، كما دخلت فروع الطب، وغدت تمارس وقاية وعلاجاً تحت اسم الطب الرياضي، والطب الرياضي أحد التخصصات الحديثة جداً، على الرغم من أن الطب الرياضي لم يكن معروفاً قبل الإسلام، فإن اختصاصي العلاج الطبيعي يعدون أن النبي عليه الصلاة والسلام وضع اللبنة الأولى لبناء هذا العلم عندما شكا إليه قوم التعب من المشي، فأوصاهم بمزاولة النسلان، وهو الجري الخفيف، هذه وصية النبي عليه الصلاة والسلام، فتحسنت صحتهم، وكفاءتهم الحركية، واستطاعوا المشي لمسافات طويلة من دون تعب.
 أيها الإخوة الكرام، الإسلام منهج الله منهج كامل يرعى الجسم، ويرعى النفس، يرعى الدنيا، ويرعى الآخرة، يرعى الحاجات، ويرعى القيم، لأنه دين الفطرة، فالإسلام لا يمكن أن يمنع تقوية الجسم بمثل هذه الرياضات، فهو يريد أن يكون أبناؤه أقوياء في أجسامهم، وفي عقولهم، وفي أخلاقهم، وأرواحهم، لأن الإسلام يمجد القوة، فهي وصف كمال الله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ﴾

[ سورة الذاريات]

 و الحديث الشريف نعيده ثانية:

 

(( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ))

 والجسم القوي أقدر على أداء التكاليف الدينية والدنيوية، والإسلام لا يشرع ما فيه إضعاف للمسلم إضعافاً يعجزه عن أداء هذا التكليف.
 ثمة قصة سمعتموها مني كثيراً، لكن الآن أرددها من زاوية صغيرة، حينما أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يعد صحابته لمعركة بدر كان أصحابه ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا، والرواحل قليلة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:

 

 

(( كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَقَالَا: نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنْ الْأَجْرِ مِنْكُمَا ))

 

[ أحمد ]

 قائد الجيش، نبي الأمة، زعيم الأمة، قمة الأمة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، ركب الناقة في نوبته، فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً، فقال قولة والله لا أمل من ترديدها:

 

(( مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنْ الْأَجْرِ مِنْكُمَا ))

 كان عليه الصلاة والسلام قوي البنية:

 

 

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾

 

[ سورة الأحزاب]

من تخفيفات الإسلام لحفظ الصحة:

 أيها الإخوة الكرام، لكن الصحة في الإسلام لها شأن خطير، فلذلك لا يمكن لهذا الدين العظيم أن يشرع ما فيه إضعاف للجسم إضعافاً يعجزه عن أداء التكاليف، بل خفف عنه في بعض التشريعات إبقاء على صحة الجسم، فأجاز أداء الصلاة قاعدًا لمن عجز عن القيام، وأباح الفطر لغير القادرين على الصيام، ووضع الحج والجهاد وغيرهما عن غير المستطيع،
 وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب عبد الله بن عمرو بن العاص، و قد أرهق نفسه بالعبادة صياماً وقياماً، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:

(( أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ، لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الْقَنِي بِهِ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، فَقَالَ: كَيْفَ تَصُومُ ؟ قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَيْفَ تَخْتِمُ ؟ قَالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، وَاقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْجُمُعَةِ، قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ، وَصُمْ يَوْمًا، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً، فَلَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ، وَضَعُفْتُ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنْ الْقُرْآنِ بِالنَّهَارِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ مِنْ النَّهَارِ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى أَفْطَرَ أَيَّامًا، وَأَحْصَى، وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيْئًا فَارَقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ))

[ متفق عليه ]

 أيها الإخوة الكرام، لا يمكن أن يكون تشريع خالق الأكوان مقصراً في تقوية الأبدان، هذا جزء من الدين.

 

من فوائد الرياضة:

 أيها الإخوة الكرام، ابن القيم العالم الجليل ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر في كتابه زاد المعاد عند الكلام عن الرياضة فقال: " إن الحركة هي عماد الرياضة، وهي تخلص الجسم من رواسب وفضلات الطعام بشكل طبيعي، وتعود البدن الخفة والنشاط، وتجعله قابلاً للغذاء، وتصلب به المفاصل، وتُقوى الأوتار والرباطات، ويؤمن من جميع الأمراض المادية، وأكثر الأمراض المزاجية إذا استعمل القدر المعتدل منها في دقة، وكان التدبير يأتي صواباً ".
 وقال ابن القيم: " كل عضو له رياضة خاصة يقوى بها، أما ركوب الخيل، و رمي القداح، والصراع، والمسابقة على الأقدام فرياضة للبدن كله، وهي قالعة لأمراض مزمنة ".
 هذا كلام ابن القيم.
 أيها الإخوة الكرام، ولكن الإسلام العظيم أقرّ الرياضة، وشجع عليها، ولهذا نعرف مدى مرونة الإسلام، وشمول هدايته لكل مظاهر الحضارة الحديثة، وفي الإطار العادل الذي وضعه للمصلحة، ويلاحظ أن التربية الرياضية لا تثمر ثمرتها المرجوة إلا إذا صحبتها رياضة روحية نفسية أخلاقية، هذا شأن المسلم.

أي الرياضة يرضاها الإسلام:

 أيها الإخوة الكرام، ولكن الإسلام لا يرضى الانحراف عن هذه الآداب في ممارسة الرياضة، وفي إقامة المباريات، لا يرضى أن يلهو الشباب بها إلى حد نسيان الواجبات الدينية، والواجبات الأخرى، ولا يرضى الإسلام أن ننصرف إليها، وأن نعطيها اهتماماً كبيراً يغطي على كل ما هو أعظم منها، مصيبة المصائب أن الرياضة أصبحت ديناً، وأن الولاء والبراء في الإسلام، و هما من أركان هذا الدين بدل أن يكون الولاء لله تعالى ولكتابه ولسنة نبيه، ولمنهجه أصبح الولاء لهذا الفريق، وولاء الطرف الآخر لهذا الفريق، وأصبحت البيوتات ممزقة، وقد بدا فيها شرخ كبير.
 أيها الأخوة الكرام، لا يرضى الإسلام أن نمارس الرياضة بشكل يؤذي الغير، كما يمارس البعض لعب الكرة في الأماكن الخاصة بالمرور، أو حاجات الناس، وفي أوقات ينبغي أن توفر فيها الراحة للمحتاجين إليها، والإسلام نهى عن الضرر والإضرار.
 لا يرضى الإسلام التحزب الممقوت الذي فرق بين الأحبة، وباعد بين الإخوة، وجعل في الأمة أحزاباً و شيعاً، والإسلام يدعو إلى الاتحاد، ويمقت النزاع و الخلاف.
 في بعض البلاد العربية في إفريقيا أحد خطباء المساجد افتقد رواد المسجد يوم الجمعة، فسأل: ما الأمر ؟ فأُخبر أن هناك لاعب كرة اسمه زيزو، هذه آخر مباراة له، و بعدها سيعتزل اللعب، فزحفت حشود القاهرة لمشاهدة هذه المباراة، وتركت صلاة الجمعة، فقال من هو زيزو ؟ وجاء بأهداف الأمة شبه المستحيلة، هل حرر فلسطين حتى زحفت القاهرة إليه ؟ قالوا: لا، قال: هل وحد الأمة العربية ؟ وبدأ يذكر أهداف الأمة واحداً واحداً، ثم علم أنه لاعب كرة اعتزل اللعب، فزحفت القاهرة من أجله، عندئذ دعا، وقال: اللهم اجعلنا في بركات زيزو، اللهم احشرنا مع زيزو، اللهم ارحمنا بفضل زيزو، وكانت هذه خطبته، أما أن تغدو الرياضة ديناً ولاء و براء، و ننسى الفرائض الدينية، والواجبات الأسرية فلا ؟
 أيها الإخوة الكرام، لا يرضى الإسلام أن توجه كلمات نابية من فريق إلى آخر، و لا يرضى الإسلام بالتصرفات الشاذة التي لا تليق بإنسان له كرامته، ولا يرضى الإسلام أن يكون التشجيع عمل فيه إساءة للآخرين، لا يرضى الإسلام عن الألعاب الجماعية التي يشترك فيها الجنسان، ويحدث فيها كشف للعورات، أو يحدث فيها أمور ينهى عنها الدين، لا يرضى عن الألعاب التي تثير الشهوة، وتحدث الفتنة كرياضة الرقص من النساء حين تعرض على الجماهير، لا يرضى لجنس أن يزاول ألعاب الجنس الآخر، ولا تتناسب مع غيره في تكوينه، وفي مهمته، وفي رسالته في الحياة.

حُكمُ الرياضة في الإسلام:

 أيها الإخوة الكرام، حكم الرياضة في الإسلام عموماً الجواز والاستحباب، لِما كان منها بريئاً هادفاً إلى ما فيه قوة المسلمين، وتنشيط الأبدان، وتقوية الأرواح، وهذا أرجح أقوال العلماء.

الضوابط الشرعية للرياضة:

 أما الضوابط الشرعية للرياضة فهي كما يلي:

1 – أن لا تلهي عن واجب:

 ألا تلهي الرياضة عن واجب شرعي، كإقامتها في وقت الصلاة المكتوبة، أو ما يقارب وقتها، فإن ذلك لا يجوز بحال، وهو من المنكرات الواجب إنكارها، وحكمه في ذلك حكم ما يلهي عن ذكر الله وعن الصلاة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾

[ سورة المنافقون]

2 – مراعاة المقاصد الحسنة الشرعية عند مزاولة الرياضة:

 مراعاة المقاصد الحسنة الشرعية عند مزاولة الرياضة، لحديث:

 

(( إنما الأعمال بالنيات ))

 

[ البخاري عن عمر ]

 ما نيتك ؟ أن تقوي جسمك، أنت سفير المسلمين، المسلمون أقوياء، وليسوا ضعفاء، فإذا كانت الوسيلة أن تمارس الرياضة بهذا القصد النبيل فأنعِمْ بها من رياضة.
 أيها الإخوة الكرام، يمكن أن تكون هدفاً، أو وسيلة لتقوية الأبدان، والاستجمام المباح، لتعين المسلم على القيام بالواجبات المنوطة به في الحياة، فينبغي مراعاة القصد الحسن عند مزاولة الرياضة حتى يؤجر المرء فيه، فإنه قد تقرر عند الفقهاء ـ رحمهم الله تعالى ـ أن الأمور بمقاصدها، استدلالاً بقوله صلى الله عليه و سلم:

 

(( إنما الأعمال بالنيات ))

 وهذه قاعدة عظيمة تدخل فيها كل تصرفات المسلم.
 قال أحد العلماء: " وسائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو، وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق شرعي فهو حرام ".

 

 

3 – وجوب ستر العورات و البعد عن مواطن إثارة الغرائز:

 وجوب ستر العورات و البعد عن مواطن إثارة الغرائز، ستر العورة واجب عند أداء الرياضة، و بعض الرياضات يكثر فيها كشف العورات على وجه مثير للفتنة، وهذا لا يجوز.

 

 

4 – عدم اشتمال الرياضة على الضرر والإضرار:

 أيها الإخوة الكرام، لا يجوز ممارسة هذه الرياضات المشتملة على هذه المحرمات، أما الرياضة التي يمكن أن ينتج عنها خطر حقيقي فهي محرمة، كالمصارعة الحرة، لقوله تعالى:

 

 

﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾

 

[ سورة البقرة: 195]

﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء: 29]

 عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى

 

(( أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ))

 فإن كانت الرياضة خطرة، أو يغلب على الظن وجود الخطر فيها، سواء أكان الأذى، والضرر يلحق باللاعب، أو يلحِقه بغيره، فإنها ممنوعة، لأن مفهوم الرياضة يقوم على أساس التمرين دون إيذاء أو ضرر.

 

 

5 – البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة:

 

 البعد عن المكاسب المحرمة في الرياضة مثل القمار، وأخذ العوض المحرم في الرياضيات التي لا يجوز أخذ العوض في مسابقاتها.

6 – ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة:

 ألا يترتب على إقامة المسابقات الرياضية موالاة أو معاداة بسبب هذه المسابقات، فإن الموالاة و المعاداة إنما تكون من أجل الدين، قال تعالى:

 

﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾

 

[سورة التوبة: 71]

 قال القرطبي: " أي قلوبهم متحدة في التوادد والتحابب والتعاضد ".
 أيها الإخوة الكرام، لابد من أن نذكر أن الرياضة لها ضوابطها، وقد ذكرت ضوابطها، ولها مشروعيتها، و قد ذكرت مشروعيتها، ولها أهدافها النبيلة، فإن لم تكن بهذه الأهداف، و تلك الضوابط، إذاً هي نشاط محرم، لأنه يفضي إلى تتبع العورات، وإلى الخصومات، وإلى الولاء والبراء من غير مسوغ يقبله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.

 

ضوابط الرياضة عند المرأة:

 شيء آخر أحب أن ألفت النظر إليه أن المرأة مشمولة بهذه الأحكام، لكن يزيد عليها بعض التحفظات.

1 – الأصل عموم الأحكام الشرعية للرجال و النساء:

 فالأصل عموم الأحكام الشرعية للرجال والنساء، وقد سبق أن الأصل في الرياضة الجواز، ومما يدل على هذا الأصل ممارسة الرياضة للنساء ما ورد في سنن أبي داود ومسند أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ قَالَتْ:

 

(( فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ ))

 أصبحنا متعادلين.
 حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفعمة بالمحبة، مفعمة بالمرح، مفعمة بالواقعية، هذا الذي جعل الدين قاسياً، دائماً عبوس قمطرير، كل شيء حرام دون استثناء، ليس هذا هو الدين، سابق زوجته في سفر، فسبقته، فلما سابقها ثانية سبقها، فقال:

 

 

(( هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ ))

 إذاً: المرأة يمكن أن تمارس الرياضة بضوابط أكثر من الرجل، لأن جسمها عورة، لذلك لابد من أن يكون المكان خالياً من كل الرجال، ومن كل آلات التصوير، ويمكن أن تمارس الرياضة مع زميلاتها، والمرأة بحاجة ماسة إلى الرياضة.
 أيها الإخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

 

 

* * *

 الخطبة الثانية
 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ازدهار تجارة الجنس خلال المونديال:

 أيها الإخوة الكرام، الوجه الأسود لهذا الموسم الرياضي الذي يعقد في ألمانيا في موقع معلوماتي ذكر ازدهار صناعة الجنس خلال المونديال هذا.
 ألمانيا في عام ألفين وثلاثة سمحت بالدعارة بشكل نظامي، نحن دائماً نعترف أن الدعارة في كل مكان، ومن قديم الزمن، أما أن ترعاها الدولة، أما أن تنظمها الدولة، نحن لماذا نحمل حملة شعواء على الإرهاب الدولي، أو على الجريمة المنظمة، لأن الإرهاب يجب ألا يكون من الدولة، والجريمة ينبغي ألا تكون منظمة، خطأ من أفراد، أما أن تكون منظمة فلا.
 الآن استمعوا إلى ما يدهش، من قام على إدارة هذا الموسم الرياضي المونديال توقع أن يأتي إلى ألمانيا مليون زائر، هؤلاء الزوار لهم حاجات جنسية، فلابد من توفير هذه الحاجات، لذلك أنشئت دار للدعارة ملاصقة للمونديال، كلفت سبعة ملايين دولار، و يوجد أربعمئة ألف امرأة تمارس الدعارة، معها هوية، ومعها ترخيص، وهناك تفاصيل لتنظيم هذه الدعارة تفوق حد الخيال، مِن رسم للدخول، ورسم للشخص، ورسم للمرأة، ونسبة للدولة، وأربعمئة ألف، وتركيا قدمت لهم أربعين ألف امرأة أيضاً من أجل أن يكون الحاجات متوفرة، هذه الرياضة الحديثة، رياضة المعاصي والآثام، صور تلك النسوة الداعرات مبثوثة في كاتالوكات في كل فنادق ألمانيا، تختار على الهاتف، وعلى الصورة، وأجر هذا العمل هو عند الأديان كلها جريمة، أقلّ من أجر الدخول إلى الملعب الرياضي.

أقوياء لكنهم منحطُّون:

 أيها الإخوة الكرام، تفاصيل لا يمكن أن تلقى من على منبر رسول الله، ولكن هذا الذي يجري في هذا المونديال، هذا الذي يجري في هذا الموسم، هؤلاء الغربيون لو أنهم أقوياء ينبغي ألا نعظمهم، ينبغي ألا نقدسهم، الإسلام قدس الأسرة، الإسلام قدس اللبنة الأولى في المجتمع، الإسلام أقام أنظف علاقة بين الرجل والمرأة، علاقة زواج، لهذا الزواج ثمار، والثمار أولاد، أما هذه المرأة التي تتاجر بجسدها ما مصيرها بعد أن يجني جمالها ؟ إنسانة خلقت مكرمة عند الله عز وجل، امتهنت، وأصبحت سلعة رخيصة، تقضي بهذه الميزات التي وهبها الله إياها عملية دنيئة قذرة.
 أيها الإخوة الكرام، لا ينبغي أن نصغر أمام أنفسنا، هم أقوياء، لكنهم منحطون و الله، هم أقوياء و لكن ليس عندهم قيم إطلاقاً، أربعمئة ألف، واستوردوا أربعين ألفًا من أجل تلبية حاجات مليون زائر بنظام دقيق جداً، وفحوص دقيقة، وهويات، وترخيص، وشيء لا يصدق، هذا المونديال الذي يتقاتل الناس على مشاهدة حفلاته، هذا المونديال الذي ترى أن الطرق اختفى منها المارة وقت المباراة، هذا الذي دعا بعض الناس إلى إطلاق الرصاص فرحاً بانتصار إيطاليا التي قتلت عمر المختار، هذا المجاهد العظيم.

يا أيها المسلمون انتبهوا واحذروا !!!

 أيها الإخوة الكرام، إلى أين نحن سائرون ؟ لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، أخطر ما في حياة المسلمين أن تغدو الرياضة ديناً، وأن يغدو الولاء والبراء لا إلى الله ورسوله، ولكن إلى فريق دون فريق هذا خطر كبير، وهذا يندرج تحت سياسة إلهاء الشعوب، إلهاء الشعوب عن مصيرها، وعن ثرواتها، وعن الأخطار المحدقة بها، هذا الذي يسعى إلى شهوته بلا ضابط، وبلا قيد، ولا شرط سهل جداً السيطرة عليه، أما المؤمن الحر فهذا يقول لا، بملء فمه.

هم أضَلَّ من حمار أهليهم !!!

 أيها الإخوة الكرام، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، الله عز وجل شرع الزواج، شرع إنجاب الأولاد، شرع نظام الأسرة، لكن العالم الغربي يشرع شيئاً آخر، أيعقل لدولة عظمى هي قطب العالم يقام لسفيرها في بلد أوربي حفل تكريم قبل أن يغادر بلده، ومعه أوراق الاعتماد، يقام له حفل، طبعاً كل الحاضرين معهم زوجاتهم، إلا هذا السفير فمعه شريكه الجنسي، هذه دولة عظمى، مدينة في هذه الدولة خمسة وسبعون بالمئة من سكانها شاذون.
 امرأة كادت تكون ملكة على بريطانيا قبل أن تموت بحادث، قالت في مؤتمر صحفي بثته عشر محطات فضائية: إنها زنت عشر مرات، وكل مرة بأي مكان، ومع من ملك.
 وزير إيطالي يقول: أنا شاذ.
 وزير الصحة البريطاني يقول: أنا شاذ.
 هذه أوربا التي نعجب بها تتمنى أن تكون على نظامهم، وعلى قيمهم هؤلاء، هؤلاء والله كالبهائم، قال تعالى:

﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾

[ سورة الفرقان ]

 متقدمون جداً، دفعوا ثمن نجاحهم في الدنيا ثمناً باهظاً، يعدون القوة مئتي عام، فلما ملكوها أمْلَوا إرادتهم، و أمْلَوا ثقافتهم، و أمْلَوا إباحيتهم على شعوب الأرض، ينبغي ألا نحس بالإحباط.
 أيها الإخوة الكرام، نحن مسلمون، نحن مع منهج الله، نحن مع وحي السماء، نحن عندنا قيم، والله في هذه الأسر الضعيفة الفقيرة قيم لو وزعت على العالم الغربي لكفتهم، أب بطل يبيع بيته في دمشق ليشتري به ثلاثة بيوت في الريف ليزوج أولاده، ليحصنهم.
 لي صديق ذهب إلى باريس رأى شابًا تائهاً على ضفاف السين، سأله: ما الذي تتمنى ؟ قال: أتمنى أن أقتل أبي، قال له: ولمَ ؟ قال: أحبَّ فتاةً فأخذها مني.
 هذا الأب هناك، والآباء عندنا أبطال، لا ننسى قيمنا، لا ننسى انتماءنا لهذا الدين، هم كل يوم يصغرون العالم الإسلامي، ويصفونهم بأنهم متخلفون، فقراء، إرهابيون، هذا كلام إعلامهم، نحن لسنا كذلك، نحن عندنا أسر منضبطة، عندنا أبوة صادقة، عندنا أمومة، عندنا عطف، عندنا رحمة، عندنا انضباط.
 والله كنت في أستراليا، ويوم غادرت هذا البلد ذكرت هذا مرات كثيرة رئيس الجالية الإسلامية، فبكى حينما ودعني، قال: أبلغ إخوتنا في الشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، قلت له: ولمَ ؟ قال: يكفي أنكم في الشام ابنك مسلم مثلك، وأنت مغمض العينين أما نحن بأعلى درجات اليقظة احتمال أن يأتي الابن بعد حين في أذنه اليمنى قرط له معنى سيئ جداً، وفي أذنه اليسرى قرط، وله معنى أسوأ، وأحياناً في الأذنين، في كل واحدة منهما قرط، والمعنى أسوأ و أسوأ، واحتمال أن يأتي الابن ملحداً يفاجأ أباه احتمال قائم.
 أيها الإخوة الكرام، في الحديث:

 

(( رأيت عمود الإسلام قد سلّ من تحت وسادتي، فأتبعته بصري فإذا هو بالشام، فعليكم بالشام في آخر الزمان ))

 

[ أحمد]

 هناك معاناة كثيرة يعاني منها كل الشعوب في الدول النامية، ونحن منهم، لكن هناك فضائل وميزات لا يعلمها إلا الله.

 

الدعاء

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور