وضع داكن
19-04-2024
Logo
خطاب الله للمؤمنين - الدرس : 26 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

التنازع بين الرجل و زوجته أنها تثبطه عن عمل تراه مضيعة للمال ويراه هو قربة لله:

أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) ﴾

( سورة التغابن )

لأن هذا الموضوع استحق أن تغطيه آية، معنا موضوع متكرر، موضوع قديم، موضوع حديث، يعني ما في زوج إلا وقد يشكو من زوجته أنها تثبطه عن عمل تراه مضيعة للمال، ويراه هو قربة لله، هذه الحقيقة، لكن دقة القرآن الكريم: 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ (14) ﴾ 

( سورة التغابن )

من للتبعيض، يعني بعض نسائكم، تريد أن تجدد أثاث البيت، فيأتي الزوج يعين إنساناً على الزواج، يعطيه مبلغاً من المال تقيم عليه النكير، يريد أن يهاجر الصحابي إلى النبي، هي مستقرة بمكة ببيت، وأمورها ميسرة مالها وللهجرة ؟ أي لا يوجد زوج إلا ويعاني من مشادة بينه وبين زوجته، حينما يريد عملاً صالحاً يبتغي به مرضاة الله، وحينما تريد هي أن يبقى هذا المال لها ولأولادها، أحياناً لو أن الزوج عاون أمه الزوجة تغضب تريد زوجها لها، والأم ترى أن ابنها بضعة منها.

المرأة والرجل ليسا متشابهين لكنهما متكاملان فلابد من أن تنشأ بينهما بعض المنازعات:

أيها الأخوة، الموقف قديم حديث، والموقف ينبع من أن المرأة والرجل ليسا متشابهين لكنهما متكاملان، حينما قال الله عز وجل:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾

( سورة الروم الآية: 21 )

تسكن إليها، أي الرجل يكمل نقصه بامرأته، عنده نقص عاطفي انفعالي يكمله بامرأته، وعندها نقص قيادي تكمله بزوجها، فهما متكاملان وليسا متشابهين وحينما قال الله عز وجل:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ﴾

( سورة آل عمران الآية: 36 )

هناك خصائص للمرأة، خصائص فكرية، ونفسية، واجتماعية، وجسمية، هي كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، وللرجل خصائص فكرية، ونفسية، واجتماعية، وجسمية، هي كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها فهما متكاملان وليس متشابهين، ولأنهما ليسا متشابهين لابد من أن تنشأ من حين إلى آخر بعض المنازعات، بعض الاعتراضات، بعض اللوم، بعض الجفاء، بسبب تصرف الزوج قانع به مئة بالمئة، والزوجة ليست قانعة به، هذا معنى من المعاني.

العداوة بين المرأة و الرجل عداوة مآل لا عداوة حال:

مناسبة الآية أن الصحابة الكرام حينما أرادوا أن يهاجروا مع النبي عليه الصلاة والسلام بعض منهم زوجاتهم غضبوا وعنفوا ورفضوا، فالصحابي أخذ موقفاً عنيفاً جداً فجاءت الآية لتقول له:

﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) ﴾

( سورة التغابن )

هذا شأن المرأة تغار، مرة طبق من الطعام النفيس جاءت به صفية زوجة النبي عليه الصلاة والسلام فلما رأته السيدة عائشة كسرته فالنبي الكريم قال: غضبت أمكم، غضبت أمكم.
المرأة تغار والغيرة جزء من ميزتها، وأنت لا تحبها إذا لم تغر عليك، أما في غيرة مرضية، هناك غيرة طبيعية، تغار عليك، أما هناك غيرة تفوق الحد المعقول، أنا أسميها الغيرة المرضية، على كل النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق هناك مشكلات بينه وبين زوجاته، لأنه أسوة وقدوة لذلك: 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (14) ﴾ 

( سورة التغابن )

بعضهم قال عداوة مآل، هناك عداوة حال وهناك عداوة مآل، يعني إذا ضغطت الزوجة على زوجها ليجدد أثاث البيت وهو دخله محدود، من شدة الضغط أكل المال الحرام، يوم القيامة حينما يحاسب على هذا المال الحرام حساباً عسيراً يرى أن امرأته هي السبب، ينشأ في المستقبل عداوة سماها العلماء عداوة مآل ليست عداوة حال، هذا معنى آخر.

الإنسان أمام شيئين إما العفو و الصفح أو الإصرار على الموقف:

أنت أما شيئين أمام تصرف أنت قانع به يرضي الله عز وجل إلا أنه الزوجة لم ترضى به، بل غضبت، بل عنفت، بل تجافت، فينبغي أن تصبر، وأن تعفو، وأن تصفح، وأن تصمم على موقفك، لأن مرة سيدنا سعد بن أبي وقاص قالت له أمه إما أن تكفر بمحمد وإما أن أدع الطعام حتى أموت، فقال يا أمي لو أن لك مئة نفس فخرجت واحدة واحدة ما كفرت بمحمد فكلي إن شئت أو لا تأكلي .
بعض الأخوة الكرام يحرجونني بسؤال أن أبي أمرني أن أطلق زوجتي، أقول له كيف زوجتك ؟ يقول جيدة جداً، صاحبة دين، ومحجبة، ووفية جداً، لكن أبي لا يحبها، أقول له: لا، عليك ألا تطلقها، يقول لي أبي له رضا وغضب، أقول له: لا، في هذا الموضوع ليس له رضا ولا غضب، قال سيدنا عمر أمر ابنه أن يطلق زوجته، قلت له إذا أبوك عمر طلقها، أبوك ليس عمر، سيدنا عمر لا يأمر ابنه بتطليق زوجته إلا لسبب ديني خطير، فلذلك أنت حينما تعاني ما تعاني من معارضة الزوجة، طبعاً العنف سهل جداً قد يضربها، البطولة أن تنفذ أمرك من دون عنف

من أطاع عصاك فقد عصاك، بطولة الأب إذا أعرض عن ابنه، الابن لا يحتمل، بطولة الزوج المحسن إذا أعرض عن زوجته لا تحتمل، أما حينما تتطاول عليه وحينما يقصر بواجبه اتجاهها لا تعبأ به، أنا أعرف أناساً كثيرين بعدما الأولاد تزوجوا تغيب عن البيت شهر عند ابنتها وزوجها لوحده في البيت، ضاق خلقي، زوجها لم يعد له قيمة، أما الزوج البطل الذي يعامل زوجته معاملة لا تحتمل أن يعرض عنها، لا تكن قاسياً فتكسر ولا ليناً فتعصر، وهناك صحابي له زوجة تطالبه بمطالب لا يحتملها، فلما ألحت عليه كثيراً قال لها ما يلي: اعلمي أيتها المرأة أن في الجنة من الحور العين ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلك أهون من أضحي بهن من أجلك.
أنا لا أطلب منك أن تكون عنيفاً، لكن إذا العمل جيد جداً، ويرضي الله، وتبتغي به وجه الله، لا تعبأ، لكن إذا ممكن (هذا الكلام همس أقوله لكم مع أنه في تكبير صوت لا يصير همساً) إذا ممكن ألا تعلم لا يوجد مانع، يأتي الزوج يساعد والدته بمبلغ ضخم يقول لها، هي لا تحاسبك على دخلك، ساعد أمك من دون أن تبلغ زوجتك، يعني إذا تقدر، أحياناً الأم لا تحتمل أن تمدح زوجتك كثيراً كيف صحتك يا بني ؟ نصيب ماشي الحال، ترتاح، أما تمدحها مدحاً غير طبيعي تقول: لعبت له بعقله، إذا تقدر ما تمدح ولا تذم خليك أكمل، على كل في معاناة النبي عليه الصلاة والسلام عانى لأنه أسوة لنا.

من استجاب لزوجته و لم يعبأ بأمر الله و نهيه يراها يوم القيامة عدوة له:

أيها الأخوة:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ (14) ﴾

( سورة التغابن )

ليس جميع النساء معاذ الله التعميم من العمى، لا يعمم إلا أعمى، إن من، يعني أعرف أخاً حدثني بهذه القصة زكاة ماله أحد عشر ألفاً ومئة وخمسين ليرة، من شدة ما ضغطت عليه زوجته ليجدد أثاث البيت استجاب لها وألغى دفع الزكاة وأرضاها، معه سيارة أصابها حادث يقسم لي بالله كلفة التصليح والقطع والطلاء أحد عشر ألفاً ومئة وخمسين ليرة، الله لقنه درساً فإذا كان عملاً طيباً فيه إنقاذ لإنسان، فيه عمل صالح، وأنت أهلك كافيهم، تعطيهم ما يحتاجون، افعل هذا العمل ولا تعبأ، الله عز وجل هو القصد، لا يوجد داعٍ لأن تبالغ بأعمالك الصالحة أمام زوجتك حتى ما تستفزها، خفف من الاستفزاز، أما إذا استجبت لها ولم تعبأ بأمر الله عز وجل ونهيه يوم القيامة تراها عدوة لك.

من أطاع زوجته في معصية الله سببت لك عقاباً وحساباً عسيراً يوم القيامة:

شريكان يعملان ببضاعة نظامية اقترح أحدهما أن يعملا ببضاعة مهربة فاستجاب له الثاني، ضبطت هذه البضاعة وزجا معاً في السجن، فكلما ألقى نظرة على شريكه يقول له أنت السبب، صار عدوه، سبب له هذه المتاعب، لذلك انتبهوا:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (14) ﴾

( سورة التغابن )

عداوة مآل إذا أطعتها في معصية الله سوف تغدو لك عدوة لأنها سببت لك عقاباً وحساباً عسيراً يوم القيامة.

﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) ﴾

( سورة التغابن )

يعني هذه المرأة ليست مثلك، أنت قنعت بهذا الدين، قنعت بالآخرة، وأنت أخذتها على هذا الوضع لم تقنع بعد فاصبر عليها:

﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14) ﴾

( سورة التغابن )

من حمل أولاده على معصية الله من أجل مستقبلهم كان هذا الابن فتنة له:

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15) ﴾

( سورة التغابن )

في بعض الأحاديث، الولد مجبنة مبخلة، الذي عنده أولاد يصبح إنفاقه ضعيفاً، مواقفه تصبح لينة، يجامل كثيراً خوفاً على أولاده، مبخلة مجبنة:

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15) ﴾

( سورة التغابن )

يعني من أجل أن يكون لك ابن متفوق ضحيت بدينه، أرسلته إلى بلد من دون ضوابط، اذهب، شاب في أول حياته جلس في مجتمع الفاحشة تُرتكب بأتفه الأثمان، ضاع دينه فأنت حينما تكسب المال الحرام من أجل أولادك، أو حينما تحمل أولادك على معصية الله من أجل مستقبلهم، كان هذا الابن فتنة لك، فتنت ولم تنجح: 

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15) ﴾ 

( سورة التغابن )

حدثني أخ ابنه حريص حرصاً بالغاً على أن يذهب إلى أمريكا للدراسة قال لي: زَوَجْته، التقيت مع الابن قال الله يجزيه الخير والدي، لما ذهبت مع زوجتي لا يوجد ولا مشكلة أبداً، الزوجة حصن، أنا مع العلم ؛ مع أن تدرس دراسة عالية جداً، مع تذهب إلى بلاد بعيدة لتأتي بشهادة تنفع بها أمتك، أنا مع هذا لكن لابد من ضوابط، لابد من تحصين، وإلا في مشكلة كبيرة:

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15) ﴾

( سورة التغابن )

كل شيء موقوف وصفه نعمة أم نقمة على طريق استعماله:

هناك نقطة دقيقة تتمة الآية تبين سبب العداوة:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا (16) ﴾

( سورة التغابن )

معنى المشكلة من أجل الإنفاق:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16)﴾

( سورة التغابن )

معنى ذلك أنت إذا لم تستحِ فاصنع ما تشاء، هذا الحديث له معنى دقيق، إذا لم تستحِ من الله بهذا العمل فامض به ولا تعبأ بأحد:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) ﴾

( سورة التغابن )

يا ترى المال نعمة ؟ الجواب لا، نقمة ؟ لا، ما هو ؟ المال موقوف وصفه نعمة أم نقمة على طريق كسبه وإنفاقه، يا ترى هذا المذياع نعمة ؟ إن سمعت به القرآن والأخبار نعمة، إن سمعت به الأغاني فقط نقمة، هذا المذياع موقوف على طريق استخدامه، والمال كذلك.

كل شيء آتاك الله إياه أنت ممتحن به وكل شيء زواه عنك أنت ممتحن به:

لذلك الله عز وجل عندما قال:

﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) ﴾

( سورة الفجر)

هو يقول: 

﴿ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) ﴾ 

( سورة الفجر)

كلا جاء الردع الإلهي كلا ليس عطائي إكراماً ولا منعي حرماناً، عطائي ابتلاء وحرماني دواء، أنت ممتحن بالمال، ممتحن بالغنى، ممتحن بالفقر، ممتحن بالصحة، ممتحن بالمرض، ممتحن بالفراغ، ممتحن بالشغل، ممتحن بالوسامة، ممتحن بالدمامة، ممتحن بالذكاء، ممتحن بالمحدودية، أنت ممتحن، امتحاناتك نوعان كل شيء آتاك الله إياه أنت ممتحن به، وكل شيء زواه عنك أنت ممتحن به، لذلك الدعاء النبوي الشريف:

((اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ ))

[ الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ]

التهاون في التربية الدينية مصيبة كبيرة:

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15) ﴾

( سورة التغابن )

يعني هذا العربي في الجاهلية حينما كان يحفر في الرمل ويضع ابنته ويهيل عليها الرمل هل هناك من جريمة أبشع من هذه الجريمة ؟ أنا رأيي في قوله تعالى: 

﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ 

( سورة البقرة الآية: 191 )

إذا إنسان أنجب بنتاً، وتركها على راحتها تفتن الشباب، ترتدي أحدث الأزياء الثياب الفاضحة، كل خطوط جسمها ظاهرة، هذا الذي يطلق لابنته العنان ولا يعبأ بطريقة لباسها، بل يبارك لها هذه الصرعات التي ترتديها وهي أحدث ما في الأزياء، ويعجب بها ويتباهى بجمالها هذا فتنها عن دينها والله عز وجل يقول:

﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 191 )

يعني بربكم هذه البنت الذي دفنت في الرمل مصيرها إلى الجنة لأنها كما قال الله عز وجل:

﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾

( سورة التكوير

أما حينما تكبر هذه البنت، ويطلقها أبوها على سجيتها من دون ضابط، من دون رادع، من دون مبادئ، من دون قيم، فتفسد وتفسد من هو السبب ؟ لذلك ورد في بعض الآثار: البنت يوم القيامة تقف أمام رب العزة، تقول: يا رب، لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي، لأنه سبب شقائي في الدنيا.

﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ (16) ﴾ 

( سورة التغابن )

 

على الإنسان أن يبذل جهده لطاعة الله عز وجل:

هناك نقطة أحياناً النبرة تحدد المعنى:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) ﴾

( سورة التغابن )

يعني ابذلوا بعض الجهد، وهناك نبرة:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) ﴾

( سورة التغابن )

أي ابذلوا كل الجهد، أنا أتصور الآية بالطريقة الثانية:

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (16) ﴾

( سورة التغابن )

كل إنسان ممتحن بالزوجة وممتحن بالولد وممتحن بالمال:

هناك مرض خبيث اسمه السرطان هذا يصيب الجسم، وصدقوا ولا أبالغ هناك مرض خبيث آخر يصيب النفس اسمه الشح:

﴿ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (16) ﴾

( سورة التغابن )

لذلك أنت ممتحن بالزوجة، ممتحن بالولد، ممتحن بالمال:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(14)إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(16) ﴾

( سورة التغابن )

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور