وضع داكن
29-03-2024
Logo
خطاب الله للمؤمنين - الدرس : 31 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

كلمة الذكر تدور مع الإنسان في كل شؤون حياته:

 

 أيها الأخوة الكرام، مع الدرس المتمم للثلاثين من دروس يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)﴾

( سورة الأحزاب )

 أول نقطة أن كلمة الذكر تدور مع الإنسان في كل شؤونه، وفي كل أحواله، وفي كل أزمانه، وفي كل وقائعه، مثلاً إذا قرأت القرآن الكريم فأنت ذاكر، وإذا قرأت حديث رسول الله فأنت ذاكر، وإذا أمرت بالمعروف فأنت ذاكر، وإذا نهيت عن المنكر فأنت ذاكر، وإذا دعوت إلى الله فأنت ذاكر، وإذا قرأت كتاب فقه تتعلم الأحكام الشرعية كي تطبقها فأنت ذاكر، وإذا استغفرت فأنت ذاكر، وإذا سبحت فأنت ذاكر، وإذا حمدت فأنت ذاكر، وإذا هللت فأنت ذاكر، وإذا وحدت فأنت ذاكر، وإذا ناجيت ربك فأنت ذاكر، وإذا تأملت في خلق السماوات والأرض فأنت ذاكر، وإذا تفكرت في خلق السماوات والأرض فأنت ذاكر.

 

على المؤمن أن يُكثر من ذكر الله عز وجل لأن المنافق يذكر الله و لكن بشكل قليل:

 

 لذلك:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾

( سورة الأحزاب)

 النقطة الثانية أن الآية تتجه لا إلى الذكر لأن المنافق يذكر الله، قال تعالى يصف المنافقين:

 

﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) ﴾

 

( سورة النساء)

 معنى ذلك الأمر لا ينصب على الذكر فحسب بل ينصب على الذكر الكثير، القليل يفعله المنافق لذلك:

 

(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق ))

 

[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]

المؤمن يذكر الله في كل أحواله ؛ في الشدة و الرخاء و الصحة و المرض:

 الآية الكريمة:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42) ﴾

( سورة الأحزاب )

 صباحاً ومساءً، المؤمن يذكر الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، هناك حالة رابعة ؟ إما أنك مضجع أو جالس أو واقع، أي يذكرون الله في كل أحوالهم، في الشدة يذكر الله، في الرخاء يذكر الله، في الصحة يذكر الله، في المرض يذكر الله:

 

(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ))

 

[ مسلم عَنْ صُهَيْبٍ]

 عاهدنا رسول الله على السمع والطاعة في المنشط والمكره.

 

ابتلاء المؤمن على قدر إيمانه:

 

 ممكن إنسان إيمانه ضعيف إذا الدنيا أقبلت عليه فهو من رواد المساجد، فإذا انزاحت عنه أو زويت عنه ترك المسجد، لذلك لابدّ من أن تمتحن.
قيل للشافعي: " يا إمام، أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال: لن تمكن قبل أن تبتلى ".
أنت فحصت المركبة بالطريق النازل ممتازة، لو ما فيها محرك تنزل، بالنزلة ما في مشكلة أبداً، الامتحان بالصعود، حميت السيارة، فإذا امتحنك الله بالرخاء فنجحت أنا أرى لابدّ من أن تمتحن بالشدة لأن:

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾

( سورة العنكبوت )

 وطن نفسك أنه في امتحانات، وأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المؤمن على قدر إيمانه.

 

الله تعالى يسوق لكل مؤمن بعض الامتحانات ليمتحن إيمانه و صدقه:

 

 

 تظن الجنة التي عرضها السماوات والأرض:

(( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة]

 إلى أبد الآبدين تنالها بركعتين وإنفاق ليرتين، هذا من سابع المستحيلات، لذلك لابدّ من أن نمتحن الآية الكريمة:

 

﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾

 

( سورة آل عمران )

 بمعامل الاسمنت هناك طريقة لامتحان كل طبخة، من هذه الطبخة تصنع مكعبات، وهناك جهاز بسيط جداً يمسك المكعب من أعلاه ويربط في أسفله كفة توضع فيها أوزان على أي وزن ينكسر هذا المكعب هذه مقاومته، فكل مؤمن له مقاومة، لا آكل قرشاً حراماً، ألف ليرة لا تأكلها، إذا مليون تفكر، فساد عام يقول لك وأنا عندي أولاد والله يتوب علينا، الله عز وجل يسمح لك أن تتكلم ما تشاء لكنه متكفل أن يحجمك، يسمح لك أن تقول عن نفسك ما تشاء لكن الله عز وجل هذا الذي قلته سوف يسوق لك بعض الامتحانات الدقيقة جداً إما أن تنجح أو أن تكفر، الآية:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾

 

( سورة الأحزاب)

(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى ))

[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]

الحق لا يتعدد لأن الله معه:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ (43) ﴾

( سورة الأحزاب )

 دقق:

 

﴿ مِنْ الظُّلُمَاتِ (43)﴾

 

( سورة الأحزاب )

 جمع:

 

﴿ إِلَى النُّورِ (43)﴾

 

( سورة الأحزاب )

 مفرد، الحق لا يتعدد، أنا أستنبط من هذه الحقيقة أن المعركة بين حقين لا تكون مستحيل أن يتصارع حقان، الحق خط مستقيم يمر بين نقطتين، حاول تمرر خطاً آخر يأتي فوقه تماماً، الثالث، الرابع، الخامس، المليون، أبداً الحق لا يتغير، أما حاول أن ترسم خطاً منحنياً بين نقطتين، ممكن أن ترسم مليون خط، ممكن ترسم مليون خط منكسر أما خط مستقيم، فالحرب بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول، لأن الله مع الحق، وبين باطلين لا تنتهي.

 

أنواع النصر:

 

 لذلك قالوا هناك نصر استحقاقي كما انتصر الصحابة الكرام قال تعالى:

﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 123 )

 و نصر تفضلي كما انتصر الروم على الفرس قال تعالى:

 

﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ ﴾

 

( سورة الروم )

 الروم أهل كتاب هم في القرآن الكريم مشركون، ومع ذلك انتصروا سمى العلماء هذا النصر نصر تفضلي، وهناك نصر كوني، الفريقان شاردان عن الله الأقوى ينتصر، الذي عنده سلاح مداه المجدي أبعد ينتصر، الذي عنده سلاح دقة الإصابة أكبر ينتصر، الذي عنده أقمار، إذا انعدم الإيمان بين الطرفين النصر للأقوى هذا نصر كوني، هناك نصر استحقاقي، نصر تفضلي، نصر كوني، وهناك نصر مبدئي هذا النصر عزاء لكل من مات في سبيل الله جاءه صاروخ أذهب بحياته لكنه مات مؤمن مات موحداً إلى الجنة هو انتصر في الآخرة، هذا نصر مبدئي فنحن بين النصر الاستحقاقي والنصر التفضلي والنصر الكوني والنصر المبدئي، المعركة بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول لأن الله مع الحق وبين باطلين لا تنتهي.

 

استيعاب الباطل مستحيل لتعدده وكثرته:

 

 

 لذلك:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ (43) ﴾

( سورة الأحزاب )

 دقق:

 

﴿ مِنْ الظُّلُمَاتِ (43)﴾

 

( سورة الأحزاب )

 جمع، الباطل متعدد:

 

﴿ إِلَى النُّورِ (43)﴾

 

( سورة الأحزاب )

 مفرد، الحق واحد يستنبط من هذا، أعمارنا جميعاً مجتمعة، نفرض أننا مئة شخص كل واحد عاش ستين سنة، ستة آلاف سنة ما يكفوا أن يستوعب الباطل لأنه متعدد، أما الستين سنة كافية لاستيعاب الحق، فاستيعاب الباطل مستحيل لتعدده وكثرته، يقول لك أنا درّست الفرقة الفلانية ثماني عشرة سنة لم أصل لنتيجة، هناك مليون فرقة ثانية.

 

الحكمة من جمع الباطل و إفراد الحق:

 

 

 استيعاب الباطل مستحيل لكن هذا العمر المحدود كاف لاستيعاب الحق، إذا استوعبت الحق صار الحق مقياساً وانتهى الأمر، هناك آية تؤكد هذا المعنى:

﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾

( سورة الأنعام: 153 )

 السبل جمع، يعني حكمة جمع الباطل وإفراد الحق بالغة جداً، جمع الباطل وأفرد في موضعين:

 

﴿ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 257 )

 ما قال من الظلمات إلى الأنوار، وما قال من الظلمة إلى النور قال تعالى:

 

﴿ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 257 )

 وقال تعالى:

 

﴿ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ﴾

 

( سورة الأنعام: 153 )

 مستقيم واحد.

 

الحكمة من المنع و العطاء:

 

 

 الآن لو تتبعنا كلمة كثيراً ما دامت كثيراً هي المعنية في هذه الآية:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾

( سورة الأحزاب)

 قال تعالى:

 

﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ﴾

 

( سورة النساء)

 بحسب ما سافرت البلاد التي فيها رفاه يفوق حدّ الخيال هذه الدنيا الناعمة العريضة، دخل فلكي، مركبات لا تعد ولا تحصى كلها 2008، أي أموال لا تأكلها النيران، هذه الحياة العريضة في بعض البلاد حجاب بينهم وبين الله، هناك بلاد تعاني ما تعاني هذه المعاناة أكبر دافع لهم إلى الله، من هنا قال بن عطاء الله السكندري: ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ".
والله سافرت إلى ثلاث بلاد في رمضان رأيت إقبال الناس على العلم يفوق حدّ الخيال، محبتهم للعلماء لا يمكن أن توصف، والله قال لي إنسان أنا طيار عندي رحلة إلى أمستردام لغيتها من أجل أن أحضر درسك لا أعرفه سابقاً، وجدت كل البلاد التي تعاني ما تعاني الله جعل هذه المعاناة أكبر دافع إلى بابه الكريم، وهناك بلاد أخرى بحسب ما يتوهمون ليسوا بحاجة إلى الله، معهم أموال لا تأكلها النيران، يعيشون برفاه يفوق حدّ الخيال، ومع الرفاه بعد شديد عن الله عز وجل، " ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ".

 

الأحداث التي تجري في العالم نقلت الدين من الإهمال والتعتيم إلى بؤرة الاهتمام:

 

 

 في مثل هذه البلاد الغارقة في النعيم يأتون بعلماء من أطراف الدنيا، يلتقي سبعة أشخاص مدفوع لهم تكاليف باهظة، طيران، ودرجة أولى، وفنادق، سبعة أشخاص تأتي إلى الشام أو إلى هذه البلاد التي تعاني ما تعاني تجد ما في محل بالمساجد، والله الأسبوع الماضي كنت في ليبيا ما دخلت إلى مسجد في محل فارغ، كله مليء، إقبال الناس على العلم عجيب، في الجزائر، في ليبيا، في اليمن، شيء عجيب جداً، " ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء ".

﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ﴾

( سورة النساء)

 الحادي عشر من أيلول نكرهها جميعاً والله إذا أمدّ الله من أعمارنا لقلتم بركات الحادي عشر من أيلول، والله جمعتنا وقربتنا من الدين، وكشفت لنا حقيقة الغرب، ونقلت الدين من الإهمال والتعتيم إلى بؤرة الاهتمام، ونقلت الدين من ورقة خاسرة بيد الأقوياء إلى ورقة رابحة، والواضح جداً أن هناك آثار إيجابية لا يعلمها إلا الله من هذا الذي كرهناه، وعقب هذا الحدث الجلل قامت حرب عالمية ثالثة معلنة على المسلمين في شتى بقاع الأرض، والإسلام ينمو الآن يفوق حدّ الخيال، في عام ألفان وعشرون الدين الأول في فرنسا هو الإسلام، كنت في فرنسا  قبل فترة يدخل في الإسلام يومياً خمسون فرنسياً من أصل فرنسي يومياً، يوجد 2700 مسجد، حضرت مؤتمراً حضره 120 ألفاً من أنحاء فرنسا، فيا أيها الأخوة:

 

﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ﴾

 

( سورة النساء)

من هاجر في سبيل الله من أجل إرضاء الله نصره الله عز وجل:

 

﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100) ﴾

( سورة النساء )

 يعني إذا إنسان هاجر في سبيل الله كان في بلد غني جداً، حاجاته مؤمنة إلى أقصى الحدود، لكن خاف على أولاده، وعلى ذريته من بعده، فترك هذه البلاد الناعمة المريحة إلى بلد فيه متاعب، عانى من هذه المتاعب، هذا الذي هاجر في سبيل الله من أجل إرضاء الله قال تعالى:

 

﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100) ﴾

 

( سورة النساء )

 مراغماً يرغم أعداءه، أي تفوق يحمل أعداءه على أن يرغموا ويسكتوا.

 

التنافس و الصراع بين الأقوياء من رحمة الله بالضعفاء:

 

 

﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾

( سورة طه )

 سيدنا موسى، قال تعالى:

 

﴿ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) ﴾

 

( سورة طه)

 قال تعالى:

 

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) ﴾

 

( سورة الشعراء)

 قال تعالى:

 

﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) ﴾

 

( سورة الحج)

 يعني هناك نعمة كبيرة جداً ما كنا نعرف قيمتها، يوم كانت توازن القوى معسكران كبيران كل معسكر يتربص بالآخر، هذا التنافس وهذا الصراع بين المعسكرين كان رحمة بالضعفاء، فكان الضعيف أمامه جزرة وعصاه الآن عصاه فقط ما عاد في جزرة.

 

التركيز على الذكر الكثير في آيات القرآن الكريم:

 

 

﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا (40) ﴾

( سورة الحج)

 الشاهد يذكر فيها اسم الله كثيراً، لاحظتم أكثر الآيات التي فيها ذكر يأتي بعد الذكر وصف كثير، التركيز على الذكر الكثير:

 

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) ﴾

 

( سورة الأحزاب)

﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

( سورة الأنعام )

العاقل من لم يعبأ بحظوظه الدنيوية بل وظّف نفسه في خدمة الحق و هداية الناس:

 قال شخص سأل شيخ قال له كم الزكاة يا سيدي ؟ قال له عندنا أم عندكم ؟ قال: سبحان الله ! ما عندنا وما عندكم ؟ قال: عجيب كم دين في ؟ قال له: عندنا فالعبد وماله لسيده، عندكم اثنين ونصف بالمئة يؤكده هذا المعنى:

﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

( سورة الأنعام )

 وهذا معنى قوله تعالى:

 

﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) ﴾

 

( سورة طه)

 أحياناً إنسان معظم حظوظه الدنيوية لا يعبأ بها، يعبأ أن يكون في خدمة الخلق، يعبأ أن يكون هادياً للناس:

 

﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ (35) ﴾

 

( سورة الأحزاب)

الذكر أوسع عبادة على الإطلاق:

 

 أرأيتم كيف أنني تتبعت آيات الذكر في القرآن الكريم، الذكر يوصف بأنه كثير:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) ﴾

(سورة الجمعة)

 إذاً هذا الأمر منصب على الكثرة:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾

 

( سورة الأحزاب)

(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق ))

[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]

 والذكر أوسع عبادة على الإطلاق، وأنت تركب مركبتك لك أن تذكر الله يا رب وفقني، يا رب سلم، يا رب يسر لي عملاً صالحاً، دعاء والدعاء ذكر، الاستغفار، التوبة ذكر، التوحيد، ذكر الله لا إله إلا الله، التكبير ذكر، التسبيح ذكر، سبحان الله وبحمده، الآن قراءة القرآن ذكر، الصلاة ذكر، قراءة كتاب فقه ذكر، أن تجلس مع أهلك تحدثهم عن خطبة الجمعة ذكر، كيفما تحركت هذه العبادة التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام:

 

(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى ))

 

[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور