وضع داكن
20-04-2024
Logo
خطاب الله للمؤمنين - الدرس : 23 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات

من صحّ عمله سلم و سعد و من فسد عمله شقي و هلك:

 

 أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) ﴾

( سورة الحديد )

 أولاً إن صحّ العمل سلم الإنسان وسعد في الدنيا والآخرة، وإن فسد العمل شقي الإنسان وهلك في الدنيا والآخرة، العمل متى يصلح ومتى يفسد ؟ ما في حركة إلا قبلها في تصور، لا يوجد حركة إلا قبلها في رؤيا، ما في حركة إلا قبلها في فلسفة، ما في حركة إلا قبلها في عقيدة، الحركة قبلها في تصور، سيدنا يوسف حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال وهي سيدته، وهو غير متزوج، هو غريب، وشاب، والذي دعته إلى نفسها ليس من صالحها أن تفشي الخبر، عدّ العلماء عشرات الأسباب التي تدعوه إلى تلبية طلبها، ماذا رأى حتى قال معاذ الله ؟ بينما مليون مليون شاب يدعى إلى ما دعي إليه سيدنا يوسف يراها غنيمة ويقع في الفاحشة، هؤلاء ماذا رأوا ؟ الإنسان حينما يسرق ماذا رأى ؟ رأى رؤية خاطئة أن السارق يجمع مالاً بلا جهد وسوف يستمتع به طوال حياته، وغاب عنه أنه بعد يومين يلقى القبض عليه ويساق إلى السجن، مشكلتنا جميعاً الرؤيا إن صحت الرؤيا صح العمل وإن فسدت الرؤيا فسد العمل، يعني إنسان بأعلى درجات القوة ببلد عربي تزوج فنانة، ثم تركته فدفع مليوني دولار لقتلها وقتل، بأعلى مكانة في بلده، بأعلى ثروة، بأعلى قوة، بأعلى منصب الآن في السجن، ماذا رأى حينما أقدم على دفع مليوني دولار لقتلها وقتلت ؟

 

الأحمق إنسان لا يدخل الله عز وجل في حساباته:

 

 مشكلتنا جميعاً بالرؤيا إن صحت الرؤيا صحّ العمل، وكل مشكلات الإنسان من رؤيا خاطئة، من تصور فاسد، من إدراك غير صحيح، من معادلات غير صحيحة، أنا أقول لكم أي إنسان لا يدخل الله عز وجل في حساباته غبي، وأحمق، وأعمى، هذا الذي هدم سبعين ألف بيت في غزة، وكلما ازداد بطشاً يشعر بنشوة وبقوة ويصرح، هذه السنة الخامسة أعتقد لم يمت وأمدّ الله في عمره، صار وزنه 25 كيلو كان كالفيل، أي إنسان ما أدخل الله عز وجل أحمق، غبي، شقي، أعمى، البطولة أن تملك رؤيا صحيحة هذه الرؤيا تمنعك أن تأكل المال الحرام، إذاً ضمنت سلامة مالك، البطولة أن تملك رؤيا صحيحة لا تعتدي بها على أعراض الناس، عندئذ يسلم الله لك أسرتك، البطولة ألا توقع الأذى بإنسان، هذا الإنسان له رب سينتقم منك.

المؤمن من ائتمر بما أمر الله به و انتهى عما عنه نهى و زجر:

 

 لذلك آية اليوم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ (28) ﴾

( سورة الحديد )

 اجعلوا بينكم وبين غضبه، اجعلوا بينكم وبين سخطه، اجعلوا بينكم وبين عقابه، اجعلوا بينكم وبين تعسير أموركم، اجعلوا بينكم وبين النار وقاية، الوقاية أن تأتمر بما أمر، وأن تنتهي عما عنه نهى وزجر:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ (28) ﴾

 

( سورة الحديد )

 أي أطيعوا أمره، واجتنبوا نهيه، وآمنوا برسوله، آمن بهذه السنة التي هي شرح للقرآن لتبين للناس ما نزل إليهم، آمن بهذه السنة لأنها من المعصوم، آمن بهذه السنة التي هي منهج، اتقوا الله، إياكم أن تعصوه، وآمنوا بتوجيهات نبيه.

 

من آمن بالله و أطاعه نال رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة:

 

 

﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (28) ﴾

( سورة الحديد )

 والله لا أبالغ رحمة في الدنيا ورحمة في الآخرة، والرحمتان متصلتان، ومعظم المؤمنين تتصل في حياتهم نعم الدنيا بنعم الآخرة، من هذا الذي لا يتمنى أن يكون معافى في جسمه، بيته نظيف، أسرته متماسكة، دخله يغطي حاجاته، له سمعة طيبة، يموت للجنة، من لا يتمنى ذلك

 

﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (28) ﴾

 

( سورة الحديد )

 كفالة من الله في الدنيا وكفالة في الآخرة:

﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا ﴾

( سورة التوبة الآية: 15 )

عدم استواء المسلمين مع المجرمين:

﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾

( سورة السجدة )

 تكفي هذه الآية:

 

﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾

 

( سورة القلم )

 تكفي هذه الآية:

 

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ﴾

 

( سورة الجاثية الآية: 21 )

 تكفي هذه الآية:

 

﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (28) ﴾

 

( سورة الحديد )

 ضمانتان، بحبوحتان:

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) ﴾

 

( سورة فصلت )

ما من خروج عن منهج الله إلا بسبب خطأ في الرؤيا:

 

 أيها الأخوة الكرام، دققوا فيما سأقول، ما من مصيبة على وجه الأرض في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروج عن منهج الله، وبعض أجزاء هذا المنهج يعرف بالفطرة من دون تعليم:

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) ﴾

( سورة الشمس )

 وما من خروج عن منهج الله إلا بسبب خطأ في الرؤيا، الطغاة ماذا يرون ؟ يرون في إبادة الشعوب نصراً لهم، ويغفلون عن أن هذه الشعوب لها رب سوف ينتقم منهم.
 أيها الأخوة، بطولتك، ذكاؤك، تفوقك، نحاجك، فلاحك، أن تملك رؤيا صحيحة، المال الحرام يغري أما المؤمن يقول:

 

﴿ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾

 

( سورة يوسف الآية: 23 )

 الحرام بالنساء يغري، يعني مدير عام وعنده سكرتيرة تحت أمره وخاضعة له يرتكب معها الفاحشة، يظن أنه قوي الآن، ينسى أنه في إله سوف ينتقم منه.

 

من اتصل بالله عز وجل قذف الله في قلبه نوراً يرى به الحق حقاً و الباطل باطلاً:

 

 لذلك أيها الأخوة، ما من خطأ يرتكبه الإنسان إلا بسبب رؤيا خاطئة والرؤيا الخاطئة بسبب البعد عن الله، أنت حينما تتصل بالله يقذف الله في قلبك نوراً الدليل آية اليوم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) ﴾

( سورة الحديد )

 مثل واقعي تركب مركبة الطريق مظلم، هناك أكمات، هناك صخور، هناك حفر، هناك منعطفات حادة، على اليمين وادٍ سحيق، على اليسار وادٍ سحيق، لو أن لك مصابيح كشافة لا تقع في خطأ أبداً، هذه المصابيح تكشف له الأكمة تبتعد عنها، الحفرة تبتعد عنها، المنعطف الحاد تكشفه لك، أما إنسان يركب مركبة، والطريق كله انعطافات على اليمين وادٍ سحيق، على اليسار جبل كله صخور، والطريق ممتلئ بالحفر والأكمات والصخور، وانطفأ ضوء السيارة، الحادث حتمي أي إنسان انطفأ ضوءه أي انقطع عن ربه سوف يرتكب حماقات ولو كان أذكى الأذكياء.

 

من انقطع عن الله عز وجل عاش في ظلام مطبق:

 

 ترون ماذا يجري في العالم، ما يجري في العالم كله حماقات، حماقات لا تحتمل، يعني الآن هذه الدولة العظمى على وشك انهيار اقتصادي، أعرف شركة تسعون ملياراً لئلا تعلن إفلاسها كل أعمالها فيها حمق، لا يوجد تقوى لله عز وجل، لا يوجد استنارة بنور الله، الإنسان  حينما ينقطع عن الله في ظلام :

﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) ﴾

( سورة النور)

 

على الإنسان أن يبذل عمره في استيعاب الحق لأن كل العمر لا يكفي لاستيعاب الباطل:

 

﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ (28) ﴾

( سورة الحديد )

 هذا قرآن:

 

﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) ﴾

 

( سورة الحديد )

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 257 )

 الظلمات جمع، الباطل متعدد، يوجد مليون باطل، أما الحق واحد، الحق مفرد:

 

﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾

 

( سورة الأنعام الآية: 153 )

 أقول دائماً لو عمرت مئة عام لا يكفي هذا العمر ولا ألف ضعف من هذا العمر كي تستوعب الباطل، الباطل واسع جداً، كم فرقة ضالة في الأرض ؟ كم عقيدة فاسدة ؟ كم منطلق نظري خاطئ ؟ لا يعد ولا يحصى، لكن هذا العمر يكفي كي تستوعب الحق، فابذل عمرك في  استيعاب الحق لأن كل العمر لا يكفي لاستيعاب الباطل، استوعب الحق وليكن هذا الحق مقياساً لك:

 

﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 257 )

 غير المؤمن في ظلمات بعضها فوق بعض والمؤمن مستنير.

 

من طبق منهج الله عز وجل هداه الله سبل السلام:

 

 الآن الله عز وجل يقول:

﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾

( سورة المائدة الآية: 16 )

 أي إنسان يطبق منهج الله، يأتمر بما أمر، ينتهي عما عنه نهى وزجر، يهديه الله عز وجل سبل السلام، الطرق المفضية إلى السلام، سلام مع نفسه، أيها الأخوة الكرام، نحن نغفل كثيراً عن محاسبة النفس، لما إنسان يرتكب خطأ كبيراً يكون قوياً لا يوجد من يحاسبه، لكن يصبح معه انهيار ذاتي، شعور بالنقص، شعور بالذنب، شعور بالدناءة، والله الذي لا إله إلا هو لو كشف للناس ما يعانيه الطغاة الكبار هم أمام أنفسهم محتقرون، يرى أنه يبني مجده على أنقاض الشعوب، يعني لمرتين استمعت إلى اعتذار من الأستراليين لسكان أستراليا الأصليين، لقد سفكنا دماء شبابكم، فرقنا أسركم، نهبنا ثرواتكم، في أستراليا اعترفوا بالجرائم التي ارتكبت بحق السكان الأصليين، قبل أسبوعين أو ثلاثة، إيطاليا اعترفت بجرائمها أمام الشعب الليبي، الكافر مجرم وهذا الذي يجري في الأرض حماقات ما بعدها حماقات، جرائم ما بعدها جرائم، يعني مثلاً مليون قتيل في العراق، مليون معاق، خمسة ملايين مشرد، من أجل الحرية والديمقراطية، ومن أجل سلاح دمار شمولي، لا يوجد سلاح دمار شمولي ولا شيء، لكن هناك طمع بالبترول، طمع بالثروات:

 

﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ﴾

 

( سورة المائدة الآية: 16 )

من ابتعد عن المصدر التصوري والفلسفي والقيمي للدين فهو في ظلام:

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾

( سورة البقرة الآية: 257 )

 الحمد لله الذي أخرجنا بالإسلام من جور الحكام إلى عدل الإسلام، من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، من العذاب النفسي إلى السعادة النفسية، النور له مصدر واحد:

﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

( سورة النور الآية: 35 )

 له مصدر واحد:

 

(( يَا عِبَادِي كُلُّكُمْْ ضَالٌّ إِلاّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ))

 

[ مسلم عن أبي ذر]

﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) ﴾

( سورة النور)

 فإن لم يكن لك اتصال بالله ليس لك عودة إلى مرجعية الإسلام العظيم، لا تهتدي بهدي القرآن الكريم، لا تهتدي بهدي النبي العدنان، إذا ابتعدت عن المصدر التصوري والفلسفي والقيمي للدين فأنت في ظلام.

 

للإنسان طريقان لا ثالث لهما إما أن يكون على الحق أو على الباطل:

 

 لذلك:

﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لك فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ (50) ﴾

(سورة القصص)

 هناك طريقان لا ثالث لهما إما أن تكون على الحق أو أنت حتماً على الباطل، هل يستوي الأعمى والبصير ؟ هل تستوي الظلمات والنور ؟ هل يستوي الظل والحرور ؟ المؤمن بصير، والمؤمن في أنوار، والمؤمن في ظل ظليل، في سعادة نفسية، وبرؤية صحيحة، وبآفاق واسعة

 

من لم يعرف الله عز وجل فهو إنسان ميت:

 

 الآن قبل أن تعرف الله، قبل أن تهتدي بهديه، قبل أن تنيب إليه، أنت ميت:

﴿ أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ (122) ﴾

( سورة الأنعام)

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) ﴾

(سورة الأنفال)

 دعوة الله لكم بالحياة، حياة القلب، حياة المبادئ والقيم، حياة الصلة بالله عز وجل:

 

﴿ أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ (122) ﴾

 

( سورة الأنعام)

 مثلاً أنا إيماني بالله أنه:

 

(( ما ترك عبد شيئاً لله، إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه ))

 

[ الجامع الصغير عن ابن عمر ]

 والله سمعت من أخوتي الأكارم آلاف القصص ترك صفقة أرباحها فلكية لكن فيها شبهة، عوضه الله مكانها أضعافاً مضاعفة، فالمؤمن من رؤيته أن الحرام يركله بقدمه، من تمام رؤيته أن الحرام يركله بقدمه:

 

﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(122) ﴾

 

( سورة الأنعام)

الأحمق من أراد إلغاء الإسلام لأن الله عز وجل أنزله و سيحفظه:

 أيها الأخوة، الآن تصور أن الكافر أحياناً يتخذ قراراً بإلغاء الإسلام، بكل جهوده، لا في زي إسلامي، ولا في حرف عربي، حرف لاتيني قطع هذا الشعب عن الماضي كله، ألزم المرأة بعدم الحجاب، والمعركة الآن معركة حجاب، ما الذي حصل بالنهاية ؟ مرة سافرت إلى  استانبول والله شيء لا يصدق كل عشر سيارات ثمانية منهم النساء محجبات، لذلك:

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ (32) ﴾

( سورة التوبة)

 تصور إنساناً بكامل عقله يتوجه إلى الشمس الذي تبعد عنه مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر، ولسان اللهب طوله مليون كيلو متر، والحرارة عشرين مليون درجة، وحجم الشمس يكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة، تصور إنساناً بكل عزمه أن ينفخ عليها نفخة في الأرض  كي تنطفئ، الآن:

 

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ (32) ﴾

 

( سورة التوبة)

 والله الذي لا إله إلا هو الذي يتصور أنه يلغي الإسلام كمن يريد إطفاء الشمس بنفخة من فمه، أما هذا الذي شوه صورة النبي عليه الصلاة والسلام، هذا أراد أن يطفئها ببصقة من فهمه، الشمس في قبة السماء وضع وجهه موازياً لقبة السماء، فبكل عزمه أطلق هذه البصقة،  ارتفعت أربعين سنتمتراً وارتدت إلى وجهه هذا الذي حصل لذلك:

﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) ﴾

( سورة التوبة)

العاقل من كان في خندق المؤمنين لا في خندق الكفر و الباطل:

 هذا الدين من أراد إلغاءه، من يريد إطفاء النار بالزيت كلما أراد إطفاءها بالزيت ازداد اشتعالاً هذا شيء واقع، الآن هناك حرب عالمية معلنة على الإسلام، سلمان رشدي صور بيت النبي عليه الصلاة والسلام بيت دعارة، أربعون ألف بريطاني أسلموا بسبب كتاب سلمان رشدي، بحرب الخليج الثانية بكل حرب عشرون ألف إنسان أسلم، هذا الهجوم الشرس على الإسلام، هناك أناس عندهم حرية لم يقبلوا هذا الهجوم، بحثوا فأسلموا، فلذلك أيها الأخوة هنيئاً لمن كان في خندق المؤمنين، في خندق الحق، والويل ثم الويل لمن كان في الخندق الآخر:

﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4) ﴾

( سورة التحريم )

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور