وضع داكن
19-04-2024
Logo
خطاب الله للمؤمنين - الدرس : 03 - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما:

 أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا وآية اليوم:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ(254) ﴾

( سورة البقرة)

 لابدّ من مقدمة، هؤلاء البشر الستة آلاف مليون، أو هؤلاء البشر من آدم إلى يوم القيامة مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات، لكنهم جميعاً عند الله صنفان لا ثالث لهما، صنف عرف الله فانضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة، وصنف غفل عن الله وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة، ولن تجد صنفاً ثالثاً، قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى:

 

﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) ﴾

 

( سورة الليل )

1 ـ صنف عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة:

 متنوع مليون اتجاه لكنهم جميعاً يصبون في خانتين، دقق:

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

( سورة الليل )

 بنى حياته على العطاء، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء، يعيش ليعطي من كل شيء، من علمه، من ماله، من جاهه، من وقته، من خبرته، من عضلاته:

 

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾

 

( سورة الليل )

 واتقى أن يعصي الله، يعني استقامة وعمل صالح:

﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

( سورة الليل )

 

من بنى حياته على العطاء ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة:

 الترتيب يبدو معكوساً هو صدق بالحسنى، صدق أنه مخلوق للجنة، وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة، الاستقامة سلبية والعمل الصالح إيجابي، الاستقامة ما غششت، ما أكلت مالاً حراماً، ما اغتبت، ما أسأت، ما كذبت، سلبية، أعطى من وقته، من ماله، من علمه، من خبرته،  من جاهه:

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) ﴾

( سورة الليل )

 هذا أول صنف، هذا الصنف في جميع البلاد موجود، أعطى واتقى وصدق بالحسنى، أي صدق بالحسنى فاتقى أن يعصي الله، فبنى حياته على العطاء، يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى، اتقى لأنه صدق بالحسنى، الرد الإلهي لكل واحد منا:

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) ﴾

( سورة الليل )

 سوف يسوق له ربنا كل شيء لصالحه، لصالح سعادته، لصالح سلامته، لصالح فوزه، لصالح دخوله الجنة:

 

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) ﴾

 

( سورة الليل )

2ـ صنف غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فشقي وهلك في الدنيا والآخرة:

 الصنف الثاني:

 

﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9)﴾

 

( سورة الليل )

 آمن بالدنيا، الجنة والنار في الدنيا، الغني في جنة والفقير في جنة،

﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9)﴾

فاستغنى أن يطيع الله، لا يوجد حاجة يطيعه، وبنى حياته على الأخذ، صدقوا لن تجد على سطح الأرض في الستة آلاف مليون صنفاً ثالثاً:

﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى(1)وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى(2)وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى(3)إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى(4)فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7)وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى(8)وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى(9)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى(10) ﴾

( سورة الليل )

من أراد الدنيا و سعى لها كذب بالحسنى و النار مثوى له:

 هو لماذا كذب بالحسنى ؟ لأنه أراد الدنيا، ما هو الشيء الذي هو مادة الشهوات تشتري سيارة وبيتاً وتتزوج أجمل امرأة وتسكن بأحلى قصر ؟ المال، اسمع الآية:

﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى(11)﴾

( سورة الليل )

 في القبر، ترك إنسان مئات الملايين صديق المتوفى رأى ابن المتوفى قال إلى أين أنت ذاهب ؟ قال له ذاهب لأشرب الخمر على روح أبي.
 ترك مالاً والابن جاهل:

﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى(11)﴾

( سورة الليل )

 في القبر، بيته الفخم، أمواله الطائلة، الأموال المنقولة وغير المنقولة، مركبته الفارهة، مقتنياته الثمينة، التحف النفيسة، خصوصياته، يؤخذ منه كله.

 

كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك:

 

 لذلك جاءت الآية الكريمة:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (254) ﴾

( سورة البقرة)

 يا من آمنتم بالآخرة، يا من آمنتم بجنة عرضها السماوات والأرض، يا من آمنتم أنكم مخلوقون للجنة:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا َ(254) ﴾

 

( سورة البقرة)

 وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، نحن من خطأنا الفادح نتوهم أن الدين صلاة وصوم وحج وزكاة انتهى الأمر، والله و أبالغ الدين خمسمئة ألف بند، منهج تفصيلي يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية، في بيتك، في طعامك، في شرابك، في نومك، في  مزاحك، في غضبك، في رضاك، في أن تأخذ حقك ممن اعتدى عليك:

 

﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ (40) ﴾

 

( سورة الشورى)

 يقول لك سأكيل له الصاع عشرة أصواع بخلاف القرآن، فيا أيها الأخوة، كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب، طبعاً عند علماء الأصول ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك.

 

الأمر في القرآن الكريم إما أمر ندب أو أمر إباحة أو أمر تهديد:

 

 إذا الله عز وجل قال:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (29) ﴾

( سورة الكهف)

 هذه لام الأمر، هل يعقل أن يأمرنا الله أن نكفر ؟ هذا اسمه أمر تهديد، إذا قال تعالى:

 

﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) ﴾

 

(سورة الأعراف)

 كلوا واشربوا، لست جائعاً هذا أمر إباحة، إذا قال تعالى:

 

﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ (32) ﴾

 

( سورة النور)

 ما معه يتزوج هذا أمر ندب، هناك أمر ندب، أمر إباحة، أمر تهديد.

 

على كل إنسان أن يبني حياته على العطاء لا على الأخذ:

 

 أما كل أمر إن فقد القرينة التي تدل على عكس الأمر فهو أمر يقتضي الوجوب:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ َ(254) ﴾

( سورة البقرة)

 مطلقة، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، أنت متفوق بالرياضيات لك ابن أخ ضعيف بالرياضيات أنفق من اختصاصك لخدمة ابن أخيك هذا إنفاق، فلان صديقك وعنده إنسان مظلوم ولك مكانة عنده اذهب إليه، أنا أنفق من جاهي من صداقتي لهذا الإنسان:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا َ(254) ﴾

 

( سورة البقرة)

 ابن حياتك على العطاء.

 

الأقوياء قمم أهل الدنيا و الأنبياء قمم أهل الآخرة:

 الآن أقول هذا الهرم البشري الستة آلاف مليون يقع على رأسهم زمرتان، أقوياء وأنبياء، قمم أهل الدنيا الأقوياء، وقمم أهل الآخرة الأنبياء، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، ماذا ترك النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال يا رب:

(( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ))

[ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان عَنْ أَنَسٍ]

 كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته، صغيرة جداً، أعطى ولم يأخذ، والأقوياء الفراعنة أخذوا من الناس كل شيء، أخذوا جهدهم، أخذوا وقتهم، هذه الأهرامات مبنية بعرق شعب بائس مسحوق فقير مضطهد، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، والأنبياء ملكوا القلوب، اذهب إلى المدينة المنورة قف أمام المقام الشريف كم إنسان يبكي أمامه ؟ ما التقوا معه، ما أخذوا منه شيئاً، ملكوا القلوب بكمالهم، سيدنا الصديق له جارة يقدم لها بعض الخدمات يحلب لها الشياه، فلما أصبح خليفة المسلمين دخل الألم على هذه الجارة لأن هذه الخدمة في ظنها توقفت، في صبيحة يوم استلام الخلافة طرق باب الجارة صاحبة البيت قالت لابنتها: افتحي الباب يا بنيتي، ثم سألتها من الطارق ؟ قالت جاء حالب الشاة يا أماه، قالت إنه أمير المؤمنين.
 هكذا ربى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه، اشتهى اللحم سيدنا عمر قال قرقر أيها البطن أو لا تقرقر والله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين، ربى أصحابه ليكونوا أعلاماً في الأرض هذا الدين يا أخوان، الدين تواضع، الدين عطاء، الدين خدمة، فلذلك: الأنبياء ملكوا القلوب، والأقوياء ملكوا الرقاب، الأنبياء عاشوا للناس، حياتهم لخدمة البشر، والأقوياء عاش الناس لهم.

 

ثمن الآخرة العمل الصالح والإنفاق على رأس العمل الصالح:

 

 أيها الأخوة، يا من آمنتم بالآخرة، يا من آمنتم أن الدنيا من أجل الآخرة، يا من آمنتم أن الدنيا فرصة ذهبية أتيت إليها كي تدفع ثمن الآخرة، ثمن الآخرة العمل الصالح، يقع على رأس العمل الصالح الإنفاق، بصراحة يقول بعض الأخوة الكرام لا نحس بشيء في الصلاة، صح، لأنك مستقيم فقط لا تحس بشيء، مالك حلال، عملك صحيح، أديت الأمانات كلها، أنت مرتاح، أنت في سلامة، أما السعادة لا تحتاج إلى امتناع عن المعاصي تحتاج إلى بذل، إلى عطاء، تحتاج إلى تقديم شيء، أنت ماذا تركت في المجتمع ؟ تركت أثراً ؟ هل زدت على الحياة شيئاً ؟ إن لم تزد على الحياة شيئاً فأنت زائد عليها، مليارات أتوا إلى الدنيا ولدوا، وتعلموا، وكبروا، وتزوجوا، وأنجبوا، وزوجوا بناتهم وأولادهم، وماتوا، مليارات، لا أحد يذكرهم، هذا الرقم السهل، أنت ماذا أضفت إلى الدنيا ؟ يا أخوان سؤال خطير، اسأل نفسك أنا إذا وقفت بين يدي الله يوم القيامة ماذا فعلت ؟ قال لي أخ والله كلامك مؤثر لكن ماذا نفعل ؟ قلت له كل نشاطاتنا ومعظم الناس وقد أكون أنا منهم تنصب في مصلحتنا، تسافر، تأخذ وكالة، تبيع، تشتري، طبعاً هذا بالنهاية أرباح لك، هل قدمت لله عملاً ليس لك منه نصيب إطلاقاً ؟ هذا الذي يريده الله منك عمل صالح

الدنيا ممر و ليست مقراً أعظم ما فيها العمل الصالح:

 تحضرني قصة أخ حاجب في مدرسة، يعني أقل مرتبة في وظائف الدولة أن تكون مستخدماً لتنظيف الغرف، عنده ثمانية أولاد، معاشه أربعة آلاف، ساكن في بيت أجرة غرفة واحدة، يعني بظرف استثنائي ورث أرضاً قيمتها أربعة ملايين عرضها للبيع، جاء من يشتريها ليجعلها مسجداً، فاتفق على ثلاثة ونصف مليون، جاء المحسن الكبير أعجبته الأرض وقع شيكاً باثنين مليون قال له متى التتمة ؟ قال عند التنازل، قال أي تنازل ؟ قال تذهب إلى الأوقاف وتقدم تنازلاً عن هذه الأرض كي تصبح مسجداً، قال له أنا أبيع أرضاً لتصبح مسجداً، قال: نعم، قال: والله أستحي من الله أنا أولى منك أن أقدمها لله، يقول هذا المحسن الكبير بحياتي ما صغرت أمام إنسان كما صغرت أمام هذا الإنسان.
 لك عمل صالح، لك خدمات، حليت مشكلة، أطعمت فقيراً، دللت إنساناً تائهاً، رعيت يتيماً، ربيت أولادك، أنفقت مالك، ساهمت بمسجد، خدمت بمسجد، لك عمل ترقى به عند الله ؟

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (254) ﴾

( سورة البقرة)

 يا من آمنتم بالدار الآخرة، يا من آمنتم أن هذه الدنيا ممر وليست مقراً، يا من آمنتم أن هذه الدنيا أعظم ما فيها العمل الصالح:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا (254) ﴾

 

( سورة البقرة)

ما دمت في الدنيا كل شيء يحل بالتوبة:

 إياك أن تقول أنا فقير، أنا دخلي محدود لا يكفي مصروفي، الإنفاق هنا واسع قال تعالى:

﴿ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ (254) ﴾

( سورة البقرة)

 الله رزقك علماً، حضرت درساً تأثرت به في يوم الجمعة اكتب بعض النقاط، دعتك أختك إلى طعام الإفطار، أثناء الطعام تتكلم لهم عنه، هذا إنفاق، لك جار التقيت معه تكلمت معه كم نقطة، لك شريك بالعمل التجاري تكلمت كم نقطة، أنفقت من علمك، أنفقت من وقتك، أنفقت  من خبرتك، أنفقت من جاهك، أنفقت من مالك، أنفق:

 

﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ (254) ﴾

 

( سورة البقرة)

 ما دمت في الدنيا كل شيء يحل بالتوبة، تحل جميع المشكلات جاء رمضان:

 

(( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

 

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

(( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

على كل إنسان أن يعمل عملاً لا يبتغي به سمعة ولا شهرة بل يبتغي به وجه الله تعالى:

 لكن إذا ما قدمت شيئاً يقول لك لا أحس بشيء في الصلاة معك حق، لا أحس بشيء وأنا أقرأ القرآن معك حق ليس لك عمل صالح، أنت مجند صغير غر التحقت بالخدمة الإلزامية، التحقت بفرقة ثلاثة ألوية على رأسها لواء أركان حرب لا أدري كم نجمة، هل تستطيع أن تقابله رأساً ؟ هل تستطيع أن تدخل إلى عنده من دون إذن ؟ بكل جيوش العالم هذه ممنوعة، عندك تسلسل من عريف أو عريف أول، مساعد أو مساعد أول، ملازم أو ملازم أول، ثم نجمة وتاج، ثلاث نجمات وتاج، تاج وسيفين، أما إذا رأيت ابن هذا اللواء أركان حرب يسبح وكان على وشك  الغرق فأنقذته تدخل إلى مكتبه من دون استئذان، يرحب بك أشد الترحيب، يدعوك إلى أن تجلس إلى جانبه يقدم لك الضيافة وهو لواء أركان حرب وأنت جندي غر:

﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ﴾

( سورة الكهف )

 اعمل عملاً لله لا تبتغي به سمعة، ولا شهرة، ولا جاهاً، ولا علواً في الأرض:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ (254) ﴾

 

( سورة البقرة)

العاقل من قدّم شيئاً لله قبل أن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ:

 أنت قارئ قرآن علّم القرآن، إن تتقن الحديث الشريف علّم الحديث الشريف، تتقن شراء الحاجيات لك قريب على وشك الزواج ما عنده خبرة بالشراء إطلاقاً اذهب معه إلى السوق، خذ له غرفة نوم جيدة، خذ له حاجات أساسية بسعر معقول، قدم شيئاً، اخدم الأمة:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ َ(254) ﴾

( سورة البقرة)

 لحقوا حالكم، البدوي الذي كان ساكناً بجدة، عندما توسعت جدة، واقتربت من أرضه، والأرض أصبح سعرها مرتفعاً جداً، نزل وباع الأرض لمكتب عقاري خبيث جداً سارق بمبلغ أقلّ من ثمنها بأربعة أمثاله، فالمكتب اشترى الأرض، وعمّرها بناية من اثني عشر طابقاً، وهم ثلاثة شركاء، أول شريك سقط من أعلى طابق فنزل ميتاً، والثاني دهسته سيارة، انتبه الثالث، بحث عن صاحب الأرض ستة أشهر حتى عثر عليه، ونقده ثلاثة أمثال حصته لينجو مما جرى لشريكيه، قال له البدوي: ترى أنت لحقت حالك.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ (254) ﴾

( سورة البقرة)

الظالمون هم الكافرون بالإنفاق وبالعمل الصالح:

 دقق:

﴿ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ(254) ﴾

( سورة البقرة)

 هنا الكفر له معنى متعلق بالآية، والكافر الذي كفر بهذا الأمر لم يعبأ به، الكفر أن تنكر أمراً معيناً هذا كفر دون كفر، والكافرون بالإنفاق، بالعمل الصالح، بتقديم خدمات للناس، هم الظالمون.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور