وضع داكن
20-04-2024
Logo
رمضان 1426 - الفوائد - الدرس : 20 - علم النفس الإسلامي
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع حكمة من حكم ابن القيم رحمه الله تعالى، لكن هذه الحكمة متعلقة بشأن نفسي، إن صح التعبير، متعلقة بعلم النفس الإسلامي،

لمن هذا الحديث

 ولا بد قبل أن أشرح هذه الحكمة من أن أستبعد إنساناً خارج السلوك إلى الله، تماماً كما لو تحاور طالبان في الجامعة، وكل منهما بث همه لأخيه، الأول يشعر بكآبة أحياناً، لأنه يرى هذا الفرع على من إمكاناته، والثاني يشعر براحة، لأن هذا الفرع متناسب مع ميوله، هناك شخص ثالث أمي لا يقرأ ولا يكتب، متعته في لعب النرد، وصحبة الأراذل، وهو في قمة نشوته إذا انخرط في هذا الوسط المتدني، فهذا الثالث لا علاقة له بالموضوع إطلاقاً.

 

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله  وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***
 فالإنسان إن كان بعيداً عن طريق الإيمان لم يسلك طريق الإيمان، لم يبحث عن الحقيقة في الكون، لم يبحث عن أسباب سلامته وسعادته، لم يفكر في آخرته، هذا الإنسان لا علاقة له بالموضوع إطلاقاً، سروره هذا في سذاجة، وفي إغلاق، وفي بُعد عن أن يكون في عداد هؤلاء.

 

أحوال الناس

 الآن بشكل دقيق: ألا تشعر أحياناً أنك في قمة سعادتك ؟ وتشعر أحياناً أخرى أنك متضايق، وأنت في طريق الإيمان، ذلك أن بعض التابعين يقول: " التقيت مع أربعين صحابياً ما منهم واحداً إلا وهو يظن نفسه منافقاً "، من شدة خوفه من الله، ومن شدة حرصه على أن يكون من الناجين.
 وقال بعضهم: " المنافق يعيش في حال واحد أربعين عاماً، والمؤمن يتقلب في اليوم بأربعين حالاً "، حالة رضا، حالة قلق، حالة خوف، حالة سرور، حالة إقبال، حالة جفاء، حالة حجاب، لأنه صادق، ولأنه يبحث عن رضاء الله عز وجل، يعتوره أربعون حالاً، بينما المنافق لأن أهدافه مادية محضة، وقد تحققت، هدفه المتعة، هدفه المال، هدفه المتع الرخيصة، يقول لك: أنا أسعد الناس، كلامه صحيح ضمن أفقه، وضمن محدوديته، ومستواه المتدني، إذاً هذا الذي لم يسلك طرق الإيمان، ولم يبحث عن رضاء الله عز وجل ، ولم يفكر بالآخرة، ولم يبحث عن سلامة نفسه وسعادتها، هذا خارج الموضوع.
 الآن وأنت في طريق الإيمان، وأنت في رحلة معرفة الله، وأنت في رحلة العمل الصالح، ألا تشعر أحياناً أنك سعيد جداً، وقد تأتي أحيان أخرى قد تشعر بانقباض، ومعظم الإخوة الكرام يشكُون هذا الوضع، في البدايات كان في قمة سعادة التي لا تعدلها سعادة، يقول لي: أحدهم كدت أطير من شدة السعادة، ثم تخبو هذه الأحوال، فينكر قلبه، وفي داخل برنامجك اليوم أن تراقب قلبك، مقبل هو أم معرض، متألق أم خافت، في إقبال أم في إدبار، في نشاط وفي العبادة أم في ضعف في أداء العبادات، في تفاؤل أم في شيء من التشاؤم، هل دخلت في هذا الموضوع ؟ إن دخلت في هذا الموضوع فهذا الدرس يعنيك.
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:

 

الحال الأول: مَن فَقَد أُنسه بين الناس ووجد الأنس في الوحدة فهو صادق لكنه ضعيف

 يعني في بيته، في خلوته، وحده يشعر بسعادة، فإذا كان مع الناس فقَد هذه السعادة، وأحياناً يكون الإنسان في الحج أو العمرة، وما دام يطوف وحده، ويناجي ربه ويبكي، ويدعو فهو في قمة سعادته، لمجرد أن يلتقي بأخ في أثناء الطواف ويمشيان معاً فَقَد حاله، أنا أنصح إخوتنا في العمرة أو في الحج أن ينفردوا، هذا وقت شحن، وقت خلوة مع الله، لا وقت لقاء مع الناس، اللقاء مع الناس في بلدك، أما في الحج والعمرة فأنت بحاجة إلى خلوة مع الله عز وجل.
إذاً هناك إنسان وحده يشعر بالتألق، يشعر بحال، فإذا خالط الناس فقَد هذا الحال، هذه حالة.
هذا لا يستطيع مَن يقود مِن حوله، حاله أضعف من أن يؤثر فيمن حوله، لكنه إذا انفرد مع نفسه في خلوته يتألق، هذا أقرب إلى أن يكون عابداً، ليس عنده إمكان أن يؤثر في الآخرين، وما عنده حال قوي يغلب أحوالهم.
لكن المشكلة أنه لا له حال بالوحدة، ولا له حال مع الناس، هذا خارج موضوعنا، هذا خارج هذا الدرس.

 

 

الحال الثاني: ومن وجده بين الناس، وفقَده في الخلوة فهو معلول

 بين الناس له سمعة طيبة، وطليق اللسان، إذا جلس بين الناس تألق، لكن لا يستطيع أن يجد هذا التألق في خلوته، لا نقول: هو سيئ، لكن عنده مشكلة، هناك مخالفة تحجبه عن الله إذا خلا معه، هناك تقصير أبعده عن الله إذا خلا معه
إخواننا الكرام، الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس، لك أن تكون مع الناس، الأنبياء كانوا مع الناس، لكنهم إذا خلوا بأنفسهم كانوا في تألق.
النبي عليه الصلاة والسلام يؤم أصحابه، كان لا يثقل على أصحابه في الصلاة، كان أخف الناس صلاة في تمام، لكنه إذا خلا ليصلي أطال.
مرةً اقتدى به بابن مسعود والنبي لا يعلم، فقرأ صلى الله عليه و سلم سورة البقرة، فقال ابن مسعود: لعله يركع، ثم قرأ آل عمران، لعله يركع، ثم قرأ النساء، حدثنا ابن مسعود عن صلاته في خلوته شيئاً لا يصدق.
ألك حال مع الناس ؟ في مسجدك ؟ أم في خلوتك ؟ طبعاً إن لم تشعر بشيء لا هنا ولا هنا فهناك مشكلة كبيرة جداً.

 

 

الحال الثالث: ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود

 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾

( سورة المطففين )

 هذا الذي يفقد حاله مع الناس وفي خلوته ميت.

 

﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾

 

( سورة النحل الآية: 21 )

 لا يتأثر لا بقرآن، ولا بذكر، ولا باتصال، ولا لموعظة، ولم تنحدر من عينه دمعة، ولا يشعر بوجل، مع أن المؤمن إذا ذكر الله وجل قلبه.

 

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾

 

( سورة الأنفال )

الحال الرابع: من وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي

 تجلس بمجلس، تلفت النظر، يطغى حالك على حالهم، يطغى الحق على الباطل، يطغى القرب من الله على البعد عنه، لذلك ورد في بعض الآثار: " أولياء أمتي إذا رؤوا ذكر الله بهم ".
 كلما ارتقيت في سلم الإيمان إذا رآك إنسان يفكر في أن يتوب إلى الله، يفكر أن يصطلح معه، يفكر أن يتابع عمله الصالح، هذه أعلى مستوى، الذي يفقد أنسه بين الناس ويجده في الوحدة فهو صادق، لكنه ضعيف، والذي يجد أنسه مع الله وفي الناس وفي الوحدة وفي الخلوة فهو صادق قوي، لذلك هناك موضوعان، موضوع الاختلاط والعزلة، والمقياس أنك إذا جلست مع عدد من الناس، واستطعت أن تؤثر فيهم، وأن تغيّر مسار الحديث، وأن تغيّر مسار القيم في هذه الجلسة فكن مع الناس، وإن وجدت نفسك، وأنت مع الناس قد فقدتَ أحوالك، وفقدتَ منطقك الإيماني فابتعد عنه، إنها لعبة شد الحبل، إن استطعت أن تشدهم إليك فكن معهم، وإن خفت أن يشدوك إليهم فابتعد عنهم.
أيها الإخوة، إذاً معنا أربع حالات: من يفقد أنسه بين الناس، ويجده في الوحدة، فهو صادق ضعيف.
ومن يجده بين الناس، ويفقده في الخلوة فهو معلول، هذا عنده مشكلة، إما في عنده شبهة لم تحل، أو عنده صغيرة هو مصرّ عليها، وإذا أصر العبد على ذنب حجبه عن الله، وقد يكون صغيراً، وإذا كانت عنده شبهة فهذه الشبهة تحجبه عن الله عز وجل، أو عنده صدق، لكنه معلول، عنده مشكلة بصحته لا بد لها من معالجة، ومن فقد أنسه بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجد أنسه في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي.

أنواع الفتح

 الآن متابعة لهذا الموضوع:

 

ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيدُه إلا منها

 الفتح أيضاً كلمة لا يعرفها إلا من ذاقها، أحيانًا تقرأ القرآن فتشعر بانطلاق عجيب، تقرأ ساعة أو ساعتين، وتشعر أن لك صوتاً ندياً، أنت في الأصل لا تملك هذا الصوت، تشعر براحة وبانطلاق، وبنمو، هذا حال، إذاً: مَن كان فتحه، من كان تألقه، من كان حاله، من كان إقباله في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها، واللهُ عز وجل حكيم، أقامك مقاماً وأنت في الخلوة، هكذا أقامك الله عز وجل.

 

 

ومن كان فتحه بين الناس في نصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم

 إذا أراد أن يزداد فتحُه فيجب أن يبقى مع الناس، لأن الله أقامه في الدعوة، أقامه في التعليم، أقامه في خدمة الخلق، أقامه خادماً لهم، يتألق إذا خدمهم، مزيده من الأحوال والقرب، والتألق، بين الناس، إذاً ليكثر لقاءاته مع الناس.

 

 

ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه وفي أي شيء استعمله

 هذا مرتبة أعلى بكثير، لأن الله عز وجل أحياناً يلقي في قلبك السكينة وأنت وحدك، في نزهة، أنت منفرد مع الله عز وجل تتأمل آيات الله، تستمع إلى آيات القرآن، تشعر بقرب من الله عجيب، وهناك إنسان يحترم قرار الله عز وجل
سيدنا أبو هريرة كان أكثر أصحاب رسول الله رواية عن رسول الله، أقامه الله في رواية الحديث، سيدنا خالد لم يروِ حديثًا عن رسول الله، كان قائداً، فهو يخطط في المعركة في أعلى درجات القرب، لكن بغير بكاء، فكل واحد يقيمه الله عز وجل مقاماً يتناسب مع صدقه ومع إمكاناته، ومع رغبته واختياره، وهناك إنسان يستسلم لله حيث أقامه، فتح عليه مع الناس، يزداد، فتح عليه في الخلوة يزداد، فتح عليه بعمل صالح، فتح عليه بالتأليف، تجد الشخص قد فتح الله عليه بالتأليف، لا يستطيع أن ينطق كلمة في درس عالم، له 51 مؤلفًا، 100 مؤلف، وفي مصر عالم ما ترك كتابًا، ولكن كل أشرطته أصبحت كتباً، الله عز وجل فتح عليه في إلقاء الدروس، فكان حوله فريق كبير جداً أخذوا هذه الدروس، وفرغوها، وقلبوها إلى كتب، له مئة كتاب تقريباً، ما ألف واحدًا منها، إلا أنه ألقى الدروس، وهذه الدروس فرغت، ونقحت، وأصبحت كتباً.
هذه حالةُ إنسانٍ راضٍ عن الله، مستسلم له، فتح عليه في الخلوة، فهو يزداد في خلوته مع الله، فتح عليه في جلوته يزداد في جلوته مع الله، فأشرف الأحوال ألا تختار لنفسك حالة، اللهم خر لي، واختر لي، يا رب، أنا جندي للحق، استعملي كما تريد.
أحيانا ينجح الإنسان في بناء المساجد، يقول لك: بنيت عشرين مسجدًا، فتح الله عليه في بناء المساجد، وإنسان آخر فتح الله عليه في التأليف، وغيره فتح الله عليه في الدعوة، لذلك قالوا: إما أن تؤلّف القلوب، وإما أن تؤلف الكتب، تأليف الكتب أقلّ أثراً وأطول أمداً، تأليف القلوب أعمق أثراً وأقلّ أمداً.
 هناك علماء كان في درسهم أربعمئة عمامة، فلما انتقلوا إلى الرفيق الأعلى انتهى الدرس، لكن لهم كتب، هذه الكتب بعد ألف عام ينتفع الناس بها، فإما أن تؤلف الكتب، وإما القلوب، وإما أن تكون في خدمة المساجد، وإما أن تكون في إعمار المساجد، والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، لكن من هو الشقي ؟ الذي لم يستعمله الله عز وجل.

 

 

على ماذا يقلق المؤمن؟

 كنت أقول دائماً: لا تقلق على هذا الدين، إنه دين الله، ولكن اقلق ما إذا سمح الله أو لم يسمح أن تكون جندياً له، الله عز وجل قادر أن ينصر دينه بالرجل الفاجر، واللهُ قادر أن ينصر المسلمين بأعدائه، لكن هذا حرمان للمؤمنين.

 

 

﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾

 

( سورة محمد الآية: 4 )

 لذلك قل: يا رب، خر لي، واختر لي، تفتح علي وأنا بين الناس، أنا راضٍ، تفتح علي، وأنا في خلوتي، أنا راض، تفتح علي بعمل صالح، أنا راض يا رب، تفتح علي في الدعوة، أنا راض، تفتح علي في التأليف، لكن الشقي الذي ليس عنده عمل يتقرب به إلى الله، الشقي الذي يأتي يوم القيامة صفر اليدين، ماذا فعلت، أم ماذا كنتم تعملون ؟

 

المؤمن متميز

 

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

( سورة المدثر )

 إخوانا الكرام، لاحظوا الآن في الإعلام الدولي، الناس يخوضون مع هذا الإعلام، توضع مسلسلات فيتابعونها، وأخبار يتابعونها،

﴿ نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

 ، أيْ ما له رأي شخصي، وبالتعبير المصري بهذه الهيصة، هيصة منخرط فيها ،

﴿ نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾

﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾

( سورة المدثر )

 لكن المؤمن متميز، المؤمن لا يتأثر في بيئته، بل يؤثر في بيئته، المؤمن لا يكون همه الطعام والشراب، ولا المتعة الأخرى، ولكن همه طاعة الله عز وجل.

 

كيف يكون المؤمن مع الله

 قال:
كن مع مراده منك، ولا تكن مع مرادك منه.
" عبدي، أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد ".

 

 

ما هو الإيمان ؟

 

 أيها الإخوة، لا شك أن الإيمان عِلم، والإيمان عقيدة، والإيمان فهم، والإيمان حقيقة، ولا شك أن الإيمان حال مع الله، وأن الإيمان سعادة، وأن الإيمان تألق، وأن الإيمان قوة نفسية كبيرة جداً،

من هو المؤمن؟

 الآن المؤمن القوي إذا انهار الناس فهو متماسك، وإذا تشاءموا هو متفائل، وإذا يئسوا فهو راض عن الله، هناك فرق جوهري بين المؤمن وغير المؤمن، أحياناً يأتي على الناس حال إحباط، حالة خطيرة جداً، طبعاً الآن هناك إحباط شديد، وشعور أن الكافر متفوق جداً، وأمره نافذ، ويتسلى بالشعوب الضعيفة، ويتفنن في إذلالها، وأنت تنتمي لشعب مِن بلد نامٍ، فهناك حالة إحباط عامة، المؤمن أرجو الله أن يتجاوزها، أن يثق بالله عز وجل، أن يثق بنصره، أن يثق بأن الله لا يتخلَى عنا، فثمة شعور وإدراك عام، الله عز وجل كلفني أن أعبده، وأنا لست قوياً أستطيع أن  أغير مسار العالم، أنا ضعيف، أنا يكفيني أن أطيعه، وعلى الله الباقي، وأجمل آية في هذا الوقت:

 

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾

 

( سورة الزمر )

 تنتهي مهمتك أن تعبد الله، طبعاً أن تحمل هم المسلمين، أن تخفف عنهم، لكن قد لا تستطيع أن تعل شيئاً، اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك، ولا أملك، أحيانا أتألم، أحيانا أبكي، وأنا أشاهد ما يجري في العالم، أحيانا أدعو الله أن يخفف عن المسلمين، لكن هو أرحم مني، وله حكمة قد لا أعرفها، فأنا راض عن الله، ومستسلم له.
فيا أيها الإخوة، كما قال سيدنا عمر: " تعاهد قلبك "، لا حظ نفسك هل هناك راحة ؟ وإقبال ؟ وتألق ؟ لك حال مع الله ؟ أما الذي ليس به حال لا مع الناس، ولا في خلوته فهذه مشكلة كبيرة جداً.
أحياناً يشتبه على الطبيب الوفاة، يجس النبض، ليس هناك لا حركة، ولا رفة ، يقول: ائتوني بمرآة، فيضعها على أنف المشتبه به، ليس هناك بخار ماء، ولا نَفَس، ائتوني بمصباح، فيضعه في عينه، ما صغرت الحدقة، يقول لهم: عظّم الله أجركم، هذا ميت، لا نبض، ولا تنفس، ولا استجابة للضوء، فهو ميت، أحياناً يكون الإنسان ميتًا، لا خير فيه، دابة في الليل جيفة في النهار، في النهار حديثه نتن، ومزحه جنسي، وتعليقاته سخيفة، ونفس مستكبرة، مثل الجيفة، بالليل دابة، هذا خارج موضوعنا، أما إذا كان طالبان في الجامعة أحدهما عنده كآبة، والثاني عنده تألق يتحاوران.
نحن درسنا في الحالة الثانية.

 

الدعاء:

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارضَ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور