وضع داكن
28-03-2024
Logo
رمضان 1426 - الفوائد - الدرس : 22 - أصل الخير والشر من قبل التفكر
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين

الفكرة أصل الخير و الشر

 أيها الإخوة الكرام، الإنسان تأتيه خاطرة، فإن لم يعالجها معالجة صحيحة انقلبت إلى فكرة، فإن لم يتفحص هذه الفكرة انقلبت إلى شهوة، فإن لم يقيّم هذه الشهوة انقلبت إلى إرادة، فإن لم يقف في وجه إرادة لا تليق به انقلبت إلى عمل، فإن لم يتب أصبحت عادة، ومن أصعب الأشياء أن يدع الإنسان عاداته، إذاً الخير يبدأ من فكرة، والشر يبدأ من فكرة.
 جاء زعيم غطفان ليحارب النبي العدنان عليه الصلاة والسلام، وهو في خيمته قُبيل اشتباك المسلمين في معركة الخندق، جرى جوار بينه وبين ذاته، اسمه نعيم بن مسعود، وهذا قبل أن يسلم، هذا الحوار حوار ذاتي، قال نعيم يخاطب نفسه: يا نعيم، ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ ماذا فعل  هذا الرجل حتى تقاتله ؟ هل أسفك دماً ؟ هل أنتهك عرضاً ؟ هل سلب مالاً ؟ أين عقلك يا نعيم ؟ هؤلاء الذين معه أناس صالحون، فلماذا أتيت لتحاربهم ؟ ـ فكرة ـ فانتفض من إضجاعه، وتوجه إلى معسكر النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل على النبي، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: نعيم ؟! قال: نعيم، قال: ما الذي جاء بك ؟ قال: جئت مسلماً، قائد جيش غطفان جاء ليحارب النبي العدنان، فكر تفكيرًا سليمًا لحظة فانقلب إلى مؤمن، وهل تصدقون أنه فعل شيئاً كان أحد أكبر أسباب النصر في معركة الخندق، أجرى الله على يديه نصر المسلمين، والمسلون قبيل هذه المعركة كان وجودهم قضية ساعات.

 

﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً﴾

 

( سورة الأحزاب )

 إنسان يرقى إلى مراتب العظماء لفكرة أجراها، وحوار صادق تبعه.
أيها الإخوة، الحكمة اليوم لابن القيم رحمه الله تعالى، وهي في أنواع الفكر، يمكن أن تستخدم هذا الفكر في مئة مليون مجال ومجال، لكن المجالات التي تنفعك في دنياك وآخرتك محدودة، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
" أصل الخير والشر من قِبل التفكر ".
 الآن أكبر جريمة تبدأ بفكرة، وأكبر بطولة تبدأ بفكرة، فكرة تنتهي بك إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وفكرة تنتهي بصاحبها إلى نار جهنم، وبئس المصير، لذلك أخطر شيء في الإنسان فكره، وما من عمل يقوم به الإنسان في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة إلا ويسبقه تصور، فإن صح تصورك صح عملك، وإن انحرف تصورك انحرف عملك.

 

الفكر في مصالح المِعاد

 إذاً الخير الكبير يبدأ بفكرة، والشر المستطير يبدأ بفكرة، فأصل الخير والشر من قبل التفكر، فإن الفكرة مبدأ الإرادة، وأنفع الفكر ـ الآن دققوا ـ الفكر في مصالح المعاد لأن الآخرة أبدية سرمدية، لأن الخسارة العظمى خسارة الآخرة.

 

 

﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾

 

( سورة الزمر الآية: 15 )


 أنفع الفكر التفكر في مصالح المعاد، وفي طرق اجتلابها، كيف أصل إلى الجنة ؟ وكيف أعرف أسباب الوصول إلى الجنة، وفي دفع مفاسد المعاد، وفي طرق اجتنابها، أربعة مجالات للتفكير، كيف أفوز بالجنة ؟ وما طرق الوصول إليها ؟ وكيف أجتنب النار ؟ وما هي طرق الابتعاد عنها ؟ أربع مجالات هي الأولى في عالم التفكير.

 

أحياناً لعلكم شاهدتم من يحلق ويمسك المقص، ويضرب عشرات الضربات بالهواء، وضربة واحدة على الشعر.
فالإنسان أحياناً معظم تفكيره فارغ، بلا معنى، مضيعة وقت، هذا إن لم يكن التفكير سبب شقائه، ومعصيته، وانحرافه،

الفكر في مصالح الدنيا

 فهذه أربعة مجالات، من أجلّ المجالات، كيف أصل إلى الجنة ؟ وما الطرق الموصلة إليها ؟ وكيف أجتنب النار ؟ وما الأسباب التي بها أجتنبها ؟ أربعة مجالات، ويليها أربعة:
 أفكر في مصالح الدنيا، وفي طرق تحصيلها، كيف أبحث عن عمل شريف دخله يعينني على زواج، وشراء بيت، وتربية أولاد، مقبول ؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

 

(( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا التي فيها معاشنا ))

 

[سنن الترمذي]

 إذا أحرزت النفس قوتها اطمأنت، إذاً كيف ابحث عن عمل شريف يرضي الله ، وكيف أكتسب منه رزقاً يعينني على تحقيق مصالحي في الدنيا المشروعة ؟ فكر في مصالح الدنيا وطرق تحصيلها، وفكر في مفاسد الدنيا وطرق الاحتراز منها، كيف أتجنب الزوجة السيئة ؟ كيف أتجنب الولد العاق ؟ كيف أتجنب الأمراض ؟ كيف أتجنب العار ؟ هناك مرض وبيل سببه ضعف الوعي الصحي، سببه إهمال القوانين التي جعلها الله قوام الصحة، وكيف أتجنب الأولاد السيئين لا بد من تربيتهم في وقت مبكر ؟

 

الإنسان الناجح الذي يجعل فكره في ثمانية مجالات

 إذاً ثمانية مجالات، من هو السعيد ؟ من هو الناجي ؟ من هو الفالح ؟ من هو الناجح ؟ من هو المتفوق ؟ الذي جعل فكره ونشاطه العقلي، وخواطره في ثمانية مجالات، الجنة وطرق الوصول إليها، اجتناب النار وطرق الابتعاد عنها، مصالح الدنيا وطرق تحصيلها، مفاسد الدنيا وطرق اجتنابها، وعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء، تفكر بعملك مسموح، تفكر بتطوير عملك مسموح، تفكر في نمو دخلك مسموح، تفكر بالزواج مسموح، تفكر بشراء مأوى مسموح، تفكر بمعرفة الله ضروري، تفكر بحضور مجلس علم تعرف فيه سر وجودك، وغاية وجودك، ومنهج ربك ضروري، كيف تجتنب مزالق أهل الدنيا، كيف تجتنب مزالق المعصية، ثمانية مجالات ينبغي أن تشغل عقلك بها، وينبغي أن تشغل فكرك بها، وينبغي أن تشغل خواطرك بها، فعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء، ورأس القسم الأول التفكر في خلق السماوات والأرض، من أجل أن تعرفه، والتفكر في نعمه من أجل أن تحبه، والتفكر في بلائه من أجل أن تخاف منه، والتفكر في أمره ونهيه من أجل أن تطيعه، والتفكر في طرق العلم به من أجل أن تصل إليه، والتفكر بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى من كتابه وسنة نبيه، وما والاهما، وهذا الفكر يسبغ لصاحبه المحبة والمعروف، فإذا فكر الإنسان في الآخرة وشرفها، ودوامها، وفي الدنيا وخستها، وفنائها أثمر له ذلك في الرغبة في الآخرة، والزهد في الدنيا، وكلما فكر الإنسان في قصر الأمد، وضيق الوقت أورثه ذلك الجد والاجتهاد، وبذل الوسع في اغتنام الوقت.

 

 

الفكر الضائع أو المحرم

 يمكن أن تفكر، ولا أبالغ بمليون موضوع، كلها لا تنفعك لا في الدنيا ولا في الآخرة، بل هي مضيعة وقت، ادخل إلى مكتبة قد تجد فيها مئة ألف كتاب، هناك كتاب واحد كتاب مقرر تمتحن فيه بعد أسبوع، العقل كل العقل أن تدع كل هذه الكتب، وأن تقرأ هذا الكتاب الذي سوف تمتحن به بعد أسبوع، ويبنى على هذا الامتحان نجاحك، وعلى هذا النجاح تعيينك في الوظيفة، وعلى هذا التعيين دخل، وعلى هذا الدخل زواج وشراء بيت.
 إذاً لا بد من أن تصطفي، هذه الأفكار الثمانية الآخرة وطرق تحصيلها، والنار وطرق اجتنابها، والمصالح في الدنيا وطرق تحصيلها، والمفاسد وطرق اجتنابها، هذه الأفكار الثمانية تعلي همة المرء، وتحي نفسه بعد موتها، وتجعله في واد، والناس جميعاً في واد آخر، أنت في واد والناس في واد، وبإزاء هذه الأفكار الرديئة التي تجول في أفكار أكثر الخلق كالتفكر.
 الآن دققوا، نبدأ بموضوعات ليست مجدية إطلاقاً، مضيعة وقت، ولا يبنى عليها حكم شرعي، كالتفكر فيما لم تكلف به، ولم تحط به فيما لم تكلف به، ولم تحط به، من فضول العلم الذي لا ينفع، يمكن أن نجري مناظرة تبقى سنوات، يا ترى آدم كان طوله كطولنا ؟ 60 مترًا ؟ ما الذي يجدي من هذا الموضوع ؟ والله هناك آلاف الموضوعات التي تمزق المسلمين، وتضعف قدراتهم، وتجعل بأسهم بينهم، وهي لا تقدم ولا تؤخر، أحياناً الله عز وجل ذكر قصة في القرآن، ما سكت القرآن عنه نبحث فيه، امرأة العزيز بعد أن تابت إلى الله، هل تزوجها يوسف ؟ والله لا أعرف، ولا كنت وقتها، والقرآن سكت عنه، وينبغي أن نسكت عنه نحن، هذا اسمه فضول الفكر، نخوض، ونأتي بالأدلة، الآن من حين لآخر تطالعنا بعض الجماعات الدينية بفكر جديد، أن آدم ليس أبا البشر، هناك آدم قبله، وتنشأ في بلد إسلامي صراعات ومماحكات، وحوارات.
 احفظ هذه القاعدة: أي موضوع لا يبنى عليه حكم شرعي لا جدوى من البحث فيه
مرة زارني طبيب، والله أنا أحترمه وأجلّه، قال لي: ألفت كتاباً عن مرض النبي الذي مات فيه، قلت: اسمح لي أن أقول لك: هذا الموضوع لا فائدة منه إطلاقاً، لأن النبي مات، ألف مكانه كتاباً حول وصايا النبي الصحية كي ننتفع بها.
 عود نفسك أي موضوع لا ينقلب إلى حكم شرعي تنتفع به دعه، الآن نحن مشكلتنا من وقت وعيت على الدنيا إلى الآن عندنا في رمضان مشكلة كبيرة، صحة صومنا ، واختلاف المطالع، والبلد الفلاني أثبت أول رمضان يوم كذا، وإلى متى هذا الخلاف ؟ النبي قال:

 

 

(( صومكم يوم تصومون ))

 

[ أخرجه البيهقي في السنن عن أبي هريرة ]

 أنت في بلد إسلامي، وفيه قاض شرعي هو المسؤول، وكان صيامك 29 يومًا، الحد الأدنى، انتهى، بعد أسبوعين من رمضان:" يا ترى صح صيامنا ؟ والله كأن هذا القمر بدر، هناك خطأ في صيامنا، وإلى متى نمضي حيتنا في هذا الخلاف ؟ أو في خلاف آخر، التراويح كم ركعة، إلى متى ؟ نحن نتمزق، ونستهلك بموضوعات لا تقدم ولا تؤخر.
مرة سُئلت على الهواء في إذاعة عن ركعات التراويح، قلت صلِ 8، و12 و20، وببيتك، وبالمسجد، ولا تفعل مشكلة.
كفى مشاكل، اختر موضوعات مجدية، اختار موضوعًا يبنى عليه حكم شرعي.

 

الفكر في ذات الله

 الآن التفكر في ذات الرب، ممنوع، خطوط حمراء، العقل البشري ليس له أن يصل إلى هذه الحقيقة، لأن النبي قال:

 

 

(( تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله فتهلكوا ))

 

[أبو الشيخ <ابن حبان> عن ابن عباس ]

 والله هناك كتب ومؤلفات في البحث في ذات الله عز وجل، كيف يعلم، وكيف لا يعلم، أنت معك منهج، وكلفك الله أن تطيعه، ولم يكلفك أن تبحث في ذات الله عز وجل، وهذا الموضوع في حوله خطوط حمراء، لأن عين العلم بالله عين الجهل به، وعين الجهل به عين العلم به.
أنت واقف أمام بحر، سألت واحدًا: كم لترًا هذا البحر ؟ البحر الأبيض المتوسط كم لتر ؟ إن قال لك: لا أعلم فهو عالم، وإن قال لك: ثلاث مليارات و776 يكون جاهلا، وأيّ رقم يدلي به فهو جاهل، لأن معرفة كم لترًا هذا البحر هذا فوق طاقة البشر.
إن عين العلم به عين الجهل به، وعين الجهل به عين العلم به، عود نفسك تقول: لا أعلم، الإمام أحمد ابن حنبل من كبار الأئمة جاءه وفد من الأندلس، معه 37 سؤالا، فأجاب عن 17، قيل له: والباقية ؟ قال: لا أعلم، قالوا: أنت لا تعلم ؟! قال: قولوا لهم: الإمام أحمد لا يعلم.
عود نفسك إذا كان الموضوع فوق طاقة البشر أن تقول: لا أعلم، هناك ألف سؤال الآن، أنا لا أملك عنه جوابًا، لكني واثق أن الله حكيم، ورحيم، وعادل، أنا أثق بكمال الله، ولا أعلم الحكمة المحددة من هذا الذي يحدث الآن، لكن بعد حين تكشف، بعد حين تكشف هذه الحكمة.
الآن الفكر في ذات الإله وصفاته مما لا سبيل للعقل أن يصل إليه، هذا الموضوع ممنوع البحث فيه،

 

الفكر في الصناعات الدقيقة التي لا تنفع ولا تضر

 متفوق في الشطرنج، خير إن شاء الله، متفوق في الموسيقا، في أشكال التصوير، في تحنيط الطيور، في مليون حرفة ومصلحة، أولاً هي غير مشروعة، وإن كانت مباحة فلا جدوى منها، ومنها الفكر في موضوعات، ولو أنها صحيحة فلا حظّ للنفس منها، لا بخير ولا بشر، هناك  موضوعات لو بلغ الإنسان غاياتها لا تزكو نفسه بها، لذلك النبي الكريم أشار لهذا الموضوع قال:

 

 

(( اللهم إن أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن عين لا تدمع، ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع، ومن أذن لا تسمع ))

 

[ورد في الأثر]

الفكر في الشهوات

 الفكر في الشهوات، واللذات وطرق تحصيلها.
 مرة كنت في الخليج أحضر مؤتمر الأسرة، أجرت بعض الجهات مقابلة مع عالم ثلاث ساعات في العلاقات الحميمة بين الزوج وزوجته، والله شيء يندى له الجبين، تفاصيل ! كان له أن يقول: اجتنب الحيضة والدبر، والباقي كله مباح، دخل في المباح وفي تفاصيل لا يستطيع الإنسان سماعها فعالم ولا متابعتها فعالم ولو كان وحده، ثلاث ساعات في علم لا ينفع، في شيئين محرمين، والباقي مباح، أما الدخول في التفاصيل فليس بمفيد، طبعاً هذه الندوة يشاهدها الصغار والكبار فعالم والشباب والشابات، فهناك علم لا ينفع، وإن كان للنفس فيها لذة، لكن لا عاقبة لها فيه.

 

﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾

 

( سورة يوسف )

 في مجال من مجالات التفكير توسم عند الله بأنك جاهل،

 

الفكر فيما لم يكن لو كان كيف كان يكون

 الآن الفكر فيما لم يكن لو كان كيف كان يكون، العالم العربي من دون بترول ما مصيره ؟ الآن بالبترول ما لنا مخلصين، اترك من دون بترول مثلاً، لو أن إنسان أصبح ملكاً ماذا يفعل، مت تصبح قل لنا.
سألني مرةً أحدهم سؤالا: ما حكم اقتناء القنبلة النووية ؟ قلت له: قبل أن تسأل ما الحكم اقتنِ هذه القنبلة أولاً، بعد هذا أجيبك.
هناك مجالات لا تقدم ولا تؤخر،

 

 

الفكر جزئيات أحوال الناس

 الآن الفكر في جزئيات أحوال الناس ومداخلهم ومخارجهم، وما إلى ذلك.

 

 

(( منْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ ))

 

[ رواه الترمذي وابن ماجه، عن أبي هريرة ]

(( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))

[ أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس ]

الفكر في دقائق الحيل والمكر

 تجد الرجل يسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، والحديث عن زيد، لماذا طلق زوجته ؟ يا ترى خانته ؟ عنده رغبة جامحة في أن يتبع عورات الناس في بيوتهم، الفكر في دقائق الحيل والمكر، أساليب لا تقدم ولا تؤخر.
قال أحدهم لأبيه: أنا قرأت كتابًا عن تزوير العملة، فن تزوير العملة، هل تستطيع أن تعمل هذا العمل ؟ أو كتاب عن سرقة البنوك، أو عن ملفات الأمن الجنائي في بلد أصبحت مكشوفة من خمسين سنة، قرأ كتابًا ممتعًا، هناك موضوعات ممتعة، لكنها غير مجدية.

 

أنواع الشعر وصروفه وأفانينه

 أنواع الشعر وصروفه وأفانينه في المدح والهجاء، تجد المديح لا يقدم ولا يؤخر، أحد الشعراء وهو البحتري مدح ثلاثين خليفة وحاكما وأميرا، ثم هجرهم، قبل أن يأتي يمدحه، ثم يذهب فيهجيه، هناك غزل، هناك هجاء، هناك موضوعات لا تقدم ولا تؤخر، مثلاً الشاعر الفلاني شاعر الغزل الإباحي تجد له مكانة كبيرة، ويتحدث عنه، وله أسبوع معين، لو أنني قيمت نشاطاتنا الفكرية تقييما شرعيا تسعة أعشارها باطلة، ولا جدوى منها إطلاقاً، ومنها الفكر في تصورات ذهنية غير موجودة بالأصل، حتى هذه موجودة في الفقه، أحياناً أحكام حالات لا تقع بالمليون سنة مرة، بها أحكام معينة، ولها تفاصيل.

 

 

الخلاصة

 إخواننا الكرام، أن الحقيقة الحديث عن الجوانب الغير مجدية بالفكر لا تعد ولا تحصَى، فالبطولة أن تفكر في ثمان في الآخرة، وطرق تحصيلها، في النار وطرق اجتنابها، في مصالح الدنيا وطرق جلبها، في مفاسد الدنيا وطرق الوقاية منها، هذا شيء ينفعك في دينك ودنياك، والدعاء الشهير:

 

 

(( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إلينا مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ))

 

الدعاء:

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارضَ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور