وضع داكن
20-04-2024
Logo
الخطبة : 1043 - كيف نحب الله ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى
 الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

القلب الذي يُحب ويحَب

 أيها الإخوة الكرام، الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، العقل غذاؤه العلم، والقلب غذاؤه الحب، والجسم غذاؤه الطعام والشراب، وما لم تلبَّ حاجات العقل وحاجات القلب وحاجات لجسم معاً يكن التطرف، فإذا لبيت معاً يكون التفوق، في هذا الموضوع موضوع هذه الخطبة نتحدث عن القلب، القلب يحب، وأيّ قلب لا يشعر بحاجة إلى أن يُحِب أو إلى أن يُحَب فليس من بني البشر، من شأن البشر أن يُحِب، وأن يُحَب، فالذي لا يشعر بحاجة أن يُحِب ولا إلى أن يُحَب فليس من بني البشر.

 

الحب في الإسلام

 إن الله عز وجل جعل الحب شطر هذا الدين العظيم، قال تعالى:

 

 

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

( سورة المائدة)

 في هذه الآية يؤكد الله عز وجل أن الله يحب عباده، وينبغي لعباده أن يحبوه، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾

( سورة آل عمران )

 ولن يقبل الله عز وجل دعوى محبته إلا بالدليل، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾

( سورة آل عمران )

 علامة محبتك لله اتباعك لمنهج رسول الله، هذه علامة ومؤشر.

 

وكل يدعي وصلاً بليلى
***

 ما من إنسان إلا ويدعي أنه يحب الله.

 

 

وليلى لا تقر لهم بذاكا
***

 رضوا بالأمان وابتلوا بحظوظهم، وخاضوا بحار الهوى دعوى وما ابتلوا، كأس ماء يصيب ثوبك بالبلل تدعي أنك تخوض بحر الحب ولم تبتل، هذا شيء مستحيل.

 

 

تعصي الإله وأنت تظهر حب ه ذاك لعمــري في المقام شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعـته  إن المــحب لمن يـحب يطيع
***

 شيء آخر، دين يقتصر على الأفكار والنصوص والأدلة والبراهين، وقلب صاحب هذا الجسم متصحر، خال من الحب، ليس هذا هو الدين، الدين أن تملك النص الصحيح والعقيدة السليمة والبرهان القوي والتحليل العميق، وأن تملك قلباً يحب الله.

 

 

العلم بخلق الله والعلم بالله

 لذلك أيها الإخوة، يمكن أن تتوصل إلى علم بخلق الله، جامعات الأرض تدرِّس علوم المخلوقات ؛ الفيزياء والكيمياء والرياضيات، والفلك والطب والهندسة، وعلم النفس وعلم النفس التربوي، وعلم الاجتماع، وعلم التربية، واللغات والآداب والعلوم، علم خلق الله أصل في صلاح الدنيا أولاً، وثانياً: يمكن أن يكون هذا العلم أداة لمعرفة الله، من باب قوله تعالى:

 

 

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

( سورة آل عمران )

 هذا علم بخلق الله من اختصاص جامعات الأرض، وهناك علم بأمر الله من اختصاص كليات الشريعة في العالم الإسلامي، الأمر والنهي، والفرض والواجب والمستحب، والسنة غير المؤكدة والسنة المؤكدة، والمباح، والمكروه تنزيهاً والمكروه تحريماً، والحرام، وأحكام الطلاق والزواج، والحوالة، والكفالة، والإحالة، كتب الفقه ممتلئة بالحكام الشرعية، وهناك علم بالله، العلم بأمر الله، وبخلق الله يقتضيان المدارسة، معنى مدارسة، معلم، كتاب، طالب، قاعة تدريس، إلقاء محاضرة، كتابة ملخص، مراجعة، أداء، امتحان، نيل شهادة، مجموع، هذه النشاطات اسمها علم المدارسة، فالعلم بخلق الله يحتاج إلى مدارسة، والعلم بأمر الله يحتاج إلى مدارسة.

 

العلم يحتاج إلى مجاهدة بكل أنواعها

 ولكن العلم بالله يحتاج إلى مجاهدة، قال تعالى:

 

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

( سورة العنكبوت)

1 – جهاد النفس والهوى:

 وهذا الأصل في الجهاد، جهاد النفس والهوى، والمهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة، حينما تحمل أعضاءك وجوارحك، وسمعك وبصرك، ويدك ورجلك على طاعة الله تكون قد جاهدت نفسك وهواك، قال تعالى:

 

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾

( سورة آل عمران )

 هذا الجهاد الفردي جهاد النفس والهوى.

 

2 – جهاد الدعوة:

 هناك جهاد دعوي، فعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

 

(( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ))

 

[ البخاري ]

 هذا جهاد، قال تعالى:

 

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾

( سورة الفرقان )

 أي بالقرآن.

 

3 – الجهاد البنائي:

 وهناك جهاد بنائي، وهذا الذي قصر فيه المسلمون، ومن أجل أن تقوى الأمة، وأن تقف أمام أعدائها، وأن تلقنهم درساً لا ينسى، وأن تكيل لهم الصاع صاعاً، وأن يرهبوها، وأن يقفوا أمامها بحذر يجب أن تكون قوية، والدليل:

 

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

( سورة الأنفال )

 يمكن أن نسمي هذا الجهاد، الجهاد البنائي.

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ (60) ﴾

 

[ سورة الأنفال ]

 لفظ ( قوة )، جاءت نكرة، هذا تنكير شمول لتشمل كل أنواع القوى الإعلام، الوصول إلى الفضاء قوة، والأقمار الصناعية قوة تكشف أدق التفاصيل في الأرض من مركبة قريبة من القمر، بعض البلاد يكتبون: ممنوع التصوير، وأية دقيقة على سطح الأرض ترى بالأقمار الصناعية، فالأقمار الصناعية قوة، والتفوق في العلوم المادية قوة، والإعداد قوة، واستخراج الثروات قوة، وإنشاء السدود قوة، والكفاية الذاتية قوة، والصناعة قوة، ويل لأمة تأكل ما لا تزرع، ويل لأمة تلبس ما لا تنسج، ويل لأمة تقتني أجهزة لا تصنعها، ويل لأمة تشتري السلاح، لأنه عندئذ أمرها ليس بيدها، بل لمن يبيعها السلاح، لذلك أول جهاد الجهاد النفسي، هذا جهاد فردي، والجهاد الثاني جهاد دعوي، هذا جهاد علمي، قال تعالى:

 

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾

( سورة الفرقان )

 والجهاد الثالث جهاد بنائي، ولأن المسلمين قصروا في هذا الجهاد غزوا في عقر دارهم، خمس دول إسلامية محتلة، أمرها ليس بيدها، مع أنها تعوم على ثروات لا نهاية لها.

 

لن نحترم ما دُمنا متخلّفين

 أيها الإخوة الكرام، أنا لا أصدق أن نُحترَم من قِبل العالم وعندنا تخلف شديد، عندنا بطالة، عندنا عنوسة، عندنا شباب حائرون، يحتاجون إلى فرص عمل، يحتاجون إلى بيوت، يحتاجون إلى زواج، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

 

(( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ ))

 

[ الترمذي ]

 صدقوا أيها الإخوة، لا يكتمل ديننا إلا إذا حللنا مشكلاتنا، كيف نحترم والبطالة في بعض البلاد الإسلامية فوق الستين بالمئة، وقد تسقط الحكومات في الغرب إذا تجاوزت البطالة ستة بالمئة، وفي بعض البلاد الإسلامية البطالة ستون بالمئة، وفي بعض البلاد الإسلامية بطالة مقنعة، إذ نعطي الإنسان ما لا يكفيه أياماً ثلاثة، هذا معطل عن العمل بشكل مقنع فيضطر إلى أن يضع العصي في العجلات أمام المواطنين ليبتز أموالهم، وليكفي نفسه، وبعد ذلك يتجاوز كفاية نفسه إلى ثروة طائلة.
 أيها الإخوة الكرام، لا يحترم المجتمع الإسلامي إذا كانت نسب البطالة فيه عالية جداً، ولا يحترم المجتمع الإسلامي إذا كانت أعلى نسب التدخين في العالم في البلاد الإسلامية، شركة دخان واحدة أرباحها من بيع الدخان المنقوع في الخمر للعالم الإسلامي مئة واثنا عشر مليون دولار يومياً لإسرائيل من أرباح بيع الدخان للعالم الإسلامي لشركة دخان واحدة، كيف نحترم ؟ كيف نحترم ونحن نقتتل فيما بيننا ؟ كيف نحترم ويربطون تخلفنا مع ديننا، والدين منا براء.

 

قصة وعبرة

 أيها الإخوة الكرام، ذكرت قصة مئات المرات، ويجدر أن أقولها الآن، لأنها تمثل المسلم المعاصر:
 شاب درس في أمريكا، وأعجبته فتاة إعجاباً لا حدود له، فاستأذن والده أن يتزوج منها، أقام عليه الدنيا، وهدده أن يتبرأ منه لو تزوجها، لأنها ليست مسلمة، فخطرت في بال هذا الشاب أن يستأذن والده لو أنها أسلمت، أتسمح لي بالزواج منها ؟ فقال له: أسمح لك، فاختل توازنه من الفرح، اشترى لها عشرين كتاباً باللغة الإنكليزية، وهي ذكية جداً، قالت له: أنا لا أقرأ هذه الكتب وأنت معي، لئلا تضغط علي، طلبت إجازة أربعة أشهر كي تقرأ هذه الكتب، إما أن تسلم، وإما ألا تسلم، وعدّ هذا الوقت بالثواني، ولما انتهت هذه المدة واتصل بها، قالت: لقد أسلمت، فاختل توازنه من الفرح، ولكنها قالت له بعد ذلك: ولكني لن أتزوجك، لأنك لست مسلماً بحسب ما قرأت.

 

 

ليس فينا من الإسلام إلا اسمُه

 أمه مسلمة وأبوه مسلم، وُلِد ببلد إسلامي يصلي، ويؤدي العبادات الشعائرية، لكن دخله فيه شبهة، إنفاقه فيه حرمة، لقاءاته، علاقاته، حفلاته، سفره، إقامته، أفراحه، أتراحه كلها غير إسلامية، لذلك هذا الكمّ الكبير مليار وخمسمئة مليون لا وزن لهم عند الله، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

 

(( خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ ))

 

[ أبو داود ]

 ( لن ) لتأبيد النفي، والمسلمون مليارا وخمسمئة مليون، ولا وزن لهم، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل، مع أن الله عز وجل يقول:

 

﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾

( سورة النساء )

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

( سورة النور )

من شروط النصر

 بالتعبير الاقتصادي: إذا أخلّ الفريق الثاني بما عليه، وهي العبادة، فالفريق الأول وهو الله عز وجل في حِلٍّ من وعوده الثلاثة:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

 نحن لسنا مستخلفين

 

 

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾

 نحن لسنا ممكَّنين

 

 

﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾

 نحن لسنا آمنين، قال تعالى:

 

 

﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾

( سورة الصافات )

 نحن لسنا كذلك، قال تعالى:

 

﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾

( سورة النساء )

 لهم علينا ألف سبيل وسبيل، تارة نهدد بالحصار، وتارة بقطع المعونات، وتارة بالهجوم والعدوان، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.

 

لا تعتبوا على أحد

 يا أيها الإخوة الكرام، لا تعتبوا على أحد، هذا شأن الأعداء، شأن الأعداء أن يعتدوا علينا، شأن الأعداء أن ينهبوا ثرواتنا، شأن الأعداء أن يبيدونا، شأنهم هذا، و لنعتب على أنفسنا، و الكرة في ملعبنا و أمرنا بيدنا.
أيها الإخوة، جاء وفد من علية القوم إلى الإمام الحسن البصري، فلما دخلوا عليه قالوا: يا إمام، جئنا كي تخبرنا عن الحَجّاج، فقال: تعرفون رأيي في الحجاج، قالوا: ولهذا أتينا، قال: أنا لا أقصد الحجاج أبداً إطلاقاً، أقصد الطغاة في العالم الغربي الذين يخططون لإفقارنا ولإضلالنا، ولإفسادنا ولإذلالنا ولإبادتنا.
 قُتل مصور، إنه يصور، لم يفعل شيئاً، كم هو رخيص دم المسلم، يقتلون بالألوف، مليون إنسان مقتول بالعراق، وأربعة ملايين مهجر، ومليون ونصف معاق، ولا أحد يتكلم كلمة، ولا أحد يعترض، وإذا أُسر جندي تقوم الدنيا ولا تقعد، هان أمر الله علينا فهنا على الله.
 قال: إن الطغاة نقمة الله.
 سئل تيمور لنك: من أنت ؟ بهذا الجواب كان فقيهاً، قال: أنا غضب الرب، هؤلاء الذين يتسلقون، يحتلون، ينهبون الثروات، يُؤخذ النفط بلا عدادات، ولن يخرجوا، ( تصريح قبل أسبوعين )، أكبر احتياطي نفط في العالم، أربعمئة و خمسين مليار برميل، استخراجه بثمانين سنتاً، لن يخرجوا ، إن الطغاة نقمة الله على العباد.
 أنا ملك الملوك، ومالك الملوك قلوب الملوك بيدي، فإن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك، وادعوا لهم بالصلاح، فإن صلاحهم بصلاحكم.

 

 

نقمة الطغاة تُردّ بالتوبة إلى الله والإعداد

 إن الطغاة نقمة الله عز وجل، ونقمة الله لا ترد بالسيوف وحدها، بل ترد بالتوبة و الإنابة، ثم بالإعداد، نبدأ بالتوبة والإنابة، نبدأ بالصلح مع الله، نبدأ بتطبيق منهج الله في أنفسنا وفي بيوتنا وفي أعمالنا، إن نقمة الله لا ترد بالسيوف وحدها، بل ترد بالتوبة والإنابة، ثم بالإعداد، أنا لا ألغي الإعداد، لا بد منه، ولكن أن نكتفي به، ونحن غارقون في المعاصي والآثام فلن نصل إلى ما نهدف إليه، ولو أننا اكتفينا بالسيوف لكان هناك طغاة لا يعدون ولا يحصون.
 لذلك أيها الإخوة، هذا درس بليغ، أنا أرى ومعي الدليل من الكتاب والسنة أنه لا يمكن أن تحل مشكلات العالم الإسلامي، ولا يمكن أن يستحقوا نصر الله، ولا يمكن أن ينالوا ما عنده من وعوده التي في القرآن الكريم إلا أن يطبقوا منهجه، ويصطلحوا معه، ويرجعوا إلى دينهم، وقد أعزهم الله بالإسلام، ومهما ابتغوا العزة بغير الإسلام أذلهم الله.

 

 

حلاوة الإيمان

 أيها الإخوة الكرام، ورد في بعض الأحاديث الشريفة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

 

(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا... ))

 

[ متفق عليه ]

1 – بين حلاوة الإيمان وحقائق الإيمان:

 هناك حلاوة الإيمان، وهناك حقائق الإيمان، حقائق الإيمان يمكن أن يدركها أي إنسان، ولو كان غير مسلم، ففي بعض الجامعات في فرنسا فيها كلية الشريعة الإسلامية، والذي يمنح الدكتوراه في الشريعة قد يكون يهودياً، حقائق الإيمان تدرك بالفكر، تحتاج إلى فكر متقد، وذاكرة قوية، وقدرة على البحث والتحليل، لكن الصحابة الكرام كانوا يتمتعون بحلاوة الإيمان، وفرق من الأرض إلى السماء بين حلاوة الإيمان و حقائق الإيمان، حقائق الإيمان نصوص وأفكار نقرأها، نستوعبها، نؤديها في الامتحان، والنفس هي هيَ، أما حلاوة الإيمان فشيء آخر.
 للتقريب: بين أن تمتلك خارطة لقصر، ولا تملك ثمن كوخ، أما القصر ففيه الأبهاء والغرف الواسعة، والشرفات والإطلالات، خارطة على الورق كله، والحدائق والمرافق العامة، والأجهزة الكاملة الحديثة جداً، هذا كله على الورق، لكن صاحب هذا الورق لا يملك كوخاً يسكن فيه، هو معه حقائق القصر، الحقائق: المساحة، المرافق، مساحة الغرف غرفةً غُرفةً، الطوابق، مساحة الحديقة، لكن لا يملك ثمن كوخ، كم هو الفرق بين أن تملك خارطة قصر وأن تملك القصر وتسكنه، وبين أن تملك صورة سيارة غالية جداً حديثة جداً، وبين أن تملكها، وتركبها، مسافة كبيرة لذلك:

(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ـ أولاً دققوا ـ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا... ))

2 – أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا:

 كيف ؟ لو سألت مليارًا وخمسمئة مليون مسلم الآن بطريقة أو بأخرى: أليس الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ؟ ما تردد مسلم واحد على وجه الأرض بأن يقول: نعم، هكذا، ليس هذا هو المعنى إطلاقاً، أن يكون الله في قرآنه، والنبي في سنته أحب إليك مما سواهما، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا ﴾

 

( سورة التوبة)

 الطريق إلى الله غير سالك، قال تعالى:

 

﴿ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾

( سورة التوبة)

3 – كيف يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب إليك من سواهما ؟

 كيف يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب إليك من سواهما ؟
 دققوا فيما أقول: عند التعارض، حينما تتعارض مصلحتك مع النص القرآني، وتضع مصلحتك الموهومة تحت قدمك، وتنفذ أمر الله فأنت الآن دفعت ثمن حلاوة الإيمان،

(( وما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه ))

[ الجامع الصغير عن ابن عمر ]

 أنت حينما يأتيك دخل وفير لكنه مشبوه، وهناك حديث شريف صحيح يبين أن هذا الدخل مشبوه، وتركله بقدمك، وتكتفي بدخل قليل تعبيراً عن محبتك لله، الآن دفعت ثمن حلاوة الإيمان، قال تعالى:

 

﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾

( سورة العنكبوت)

 سُئل الإمام الشافعي: أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ فقال: " لن تمكّن قبل أن تبتلى ".
 قال تعالى:

 

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

( سورة المؤمنون)

 حينما يكون الله في كتابه والنبي في سنته أحب إليك من مصلحة براقة لمّاعة بين يديك، لكنها تتعارض مع النص الشرعي القرآن والسنة، وتضع مصلحتك تحت قدمك، وتقول: معاذ الله، إني أخاف الله رب العالمين، عندئذ تملك حلاوة الإيمان التي إن وصلت إليها وصلت إلى كل شيء، وصلت إلى السكينة التي إن أدركتها سعدت بها، ولو فقدت كل شيء، وإن فاتتك شقيت بفقدها ولو ملكت كل شيء، هذه حلاوة الإيمان.

 

4 – الولاء والبراء: وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ

 

(( أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ))

 هذا الولاء والبراء، فالمؤمن يوالي المؤمنين، ولو كانوا متخلفين، ولو كانوا ضعافاً، ولو كانوا فقراء، هم أهله، هم أهل الله، ويتبرأ من الكفار والمشركين، ولو كانوا أقوياء، ولو كانوا أغنياء، ولو كانت مصالحه كلها مرتبطة بها، هذا الإيمان، بالولاء والبراء، أنت مع المؤمنين، يؤلمك ما يؤلمهم، يقلقك ما يقلقهم، تحب لهم ما تحب لنفسك، تؤلمك مآسيهم، تبكي حينما تسمع الأخبار المؤلمة، هم أهلك، أما هذا الذي يذهب إلى بلاد الغرب، ويعود يحتقر أمته، ويحتقر وطنه، ويحتقر دينه، ويقول: هم متخلفون، وهؤلاء البشر الراقون الحضاريون، هذا نقَضَ عروة الدين،

(( أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ))

5 – وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ

 لا يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على رأسه، خسر الدنيا والآخرة.
 أيها الإخوة الكرام، قضية الحب:

 

كل يدعي وصلاً بليلى  وليلى لا تقر لهم بذاكا
***

 وفي الخطبة القادمة إن شاء الله سيكون الحديث عن آيات وأحاديث صحيحة تبين طريق الحب إلى الله، الله من يحب، ومن يكره، ومن يبغض ؟
 أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.

 

 

 

 

* * *

الخطبة الثانية
 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أثر التلوث على الإنسان والبيئة

1 – التلوث يضعِف الذكاء:

 أيها الإخوة الكرام، قرأت موضوعاً قصيراً في موقع معلوماتي مقلق جداً، والقلق طريق السلامة، قال خبير من كبار علماء بريطانية: إن مستوى ذكاء ملايين الأشخاص يتعرض للأذى نتيجة التلوث، وبعض المخاطر البيئية بسبب المواد السامة الموجودة في الهواء كالرصاص.
إن مئة ألف مركبة في مدينة صغيرة تنفث الرصاص، وإذا تشبع الهواء بالرصاص فهذا يسهم في خفض مستوى الذكاء، والحقيقة أن الذين يعملون في الدعوة تأتيهم مشكلات أنا لا أصدق أن تكون، منتهى الحمق والغباء والقسوة، وإنسان يهدم بيته بيده، يهدم أولاده بيده، هذا ضعف في الذكاء، وبعدٌ عن الواحد الديان، أما أن يكون هذا متعلقا بالتلوث، وينخفض مستوى الذكاء فهذا أمرٌ خطير.

 

2 – التلوث يفقر المحاصيل الزراعية من عنصر الحديد:

 أيضاً التلوث يسهم في جعل المحاصيل الزراعية تفتقر إلى مادة الحديد، وإذا افتقرت هذه المحاصيل إلى عنصر الحديد فلا تكون كافية لتأمين حاجات الإنسان.

 

 

3 – التلوث يفسِد كلأَ الحيوان:

 إن التلوث لا يصيب الإنسان وحده، بل يصيب النبات والحيوان، والحيوان الذي يرعى في منطقة ملوثة طعم لحمه ليس مستساغاً.
 التلوث يفسد كل شيء، لذلك الله عز وجل وصف الإنسان المتأله بأنه يغير خلق الله.
 أيها الإخوة، لما تسرَّب الإشعاعات في المفاعل النووي ( تشارنوبل ) في أوكرانيا عام ستة وثمانين وتسعمئة، دققوا، فإنّ خمسة وتسعين بالمئة من أطفال القرى التي تحيط بهذا المفاعل النووي يعانون من تخلف عقلي نتيجة إشعاعات تسربت من منجم قريب لليورانيوم.

 

 

4 – التلوث يسبب الأمراض:

 إن الإشعاع النووي يسبب تخلف عقلي، بل الإشعاع النووي يسبب مرض المنغوليا، طفل منغولي أبله معتوه، وهناك يولد الطفل معتوهاً، فكم هي آثار البيئة الضارة في نسلنا وفي آبائنا طفل وفي حياتنا طفل وفي النباتات طفل وفي الحيوانات.

 

 

المحافظة على البيئة جزءٌ من الدين

 أيها الإخوة الكرام، قضية الحفاظ على نظافة البيئة جزء من الدين، الدين هو الحياة، النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة جداً نهى عن أن يبول في الماء الراكد، هذا الوضع الذي كان معاصرا لرسول الله، أما الآن فترى المياه سوداء كالفحم من مجاري المياه الآسنة، ثم نسقي بها مزروعاتنا، والمزروعات التي تسقى بالمياه السوداء ضارة جداً، حتى إن الفقهاء نهوا عن أكل الدجاجة الجلالة التي تأكل الأذى، ومخلفات الإنسان، هذه لا تؤكل، يجب أن يحجر عليها أسبوعين حتى يطهر لحمها الذي تأكله، فإذا كان اللحوم ملوثة، والنباتات ملوثة، والمياه ملوثة، والجو ملوث، والأخلاق ملوثة، فماذا تنتظر ؟
 أيها الإخوة الكرام، تعاني المجتمعات الإسلامية من انتماء على الذات لا إلى المجموع ، النبي عليه الصلاة والسلام توضأ من قعب فضلة ردها في النهر، قال: ينفع الله بها قوماً آخرين.
 أنا أرى أن ترشيد استهلاك الماء مثلاً قد يقلل من قطع المياه، ويمكن أن نفتح الصنبور خمس دقائق حتى يأتي الماء باردا، هذا إسراف غير مبرر، يمكن أن نغسل المركبة بدلوٍِ، هذا إنفاق للمال غير معقول، فما لم نرشد استهلاك المياه والكهرباء نخسر.
 اطلعت على بعض الإعلانات، لو أن كل إنسان رشد استهلاك الكهرباء ما انقطعت عن البيوت ثانية، لو رشد استهلاك الماء، الملبوسات بعدد غير معقول يشتريها الإنسان، قد ترتدي المرأة الثياب مرة واحدة، وقد تكلف هذه الثياب سبعين إلى ثمانين ألفا في ليلة واحدة، انتهى الأمر، فما لم نرشد الاستهلاك فأمامنا أزمات وأزمات في استهلاك المياه والكهرباء، وتلويث البيئة، والمشكلة الكبيرة في بلاد المسلمين أن الانتماء للمجموع منعدم، إنه انتماء للفرد، ترى البيت كل ما عنده من أشياء بالية في الشرفة يراها الناس، وفي داخل البيت أنيق جداً، هذا انتماء للذات لا للمجموع، فما لم نجمل بلادنا، ما لم نرشد استهلاك المياه، استهلاك الكهرباء، استهلاك المواد، استهلاك الأقمشة، فنحن أمام أزمات وأزمات، وكل إنسان يتصور أن المستقبل كالماضي فهو خاطئ، هكذا الحديث، ما من يوم إلا بعده أشر حتى تقوم الساعة، الأمور ليست نحو الرخاء، بل نحو الشدة، فلذلك يجب أن نصحو من غفلتنا، أن نعتني بأولادنا، هم الورقة الرابحة في أيدينا، أن نعتني ببيوتنا، أن نعتني ببيئتنا، تذهب إلى بلاد الغرب فترى الحدائق قطعة من الجمال، أما أي حديقة عندنا إن ارتادها المتنزهون بعد انتهاء اليوم تغدو كمجمع القمامة، أين الأخلاق الإسلامية ؟
 أيها الإخوة، نحتاج إلى تدريبات كثيرة حتى نكون أمة محترمة، ولذلك لا بد من العودة إلى الدين.

 

 

الدعاء

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك.
اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، خذ بيد ولاة المسلمين لما تحب وترضى يا رب العالمين، إنك على ما تشاء قدير.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، لا تأخذنا بالسنين، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، دمر أعداءك أعداء الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين، انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

 

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور