- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (006)سورة الأنعام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الثالث والخمسين من دروس سورة الأنعام، ومع الآية الثامنة والعشرين بعد المئة، وهي قوله تعالى :
﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ(128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(129) ﴾
يوم الحشر
أيها الإخوة الكرام، هناك حدث سيكون يوم القيامة تشير إليه كلمة:
﴿وَيَوْمَ﴾
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ﴾
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ(42) ﴾
﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ(196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197) ﴾
سيدنا عمر بن عبد العزيز كلما دخل إلى مكان عمله يتلو هذه الآية :
﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ(205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ(206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ(207)﴾
هذا الذي أمر بهدم سبعين ألف بيت بغزة، في ثانية واحدة انتهى، كان في قبضة الله في ثانية واحدة، فلذلك: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا﴾
﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26) ﴾
هل تريد أن أنبّئك من هو المنتصر الحقيقي؟ وقد يكون بمقاييس البشر منهزماً، هو الذي يموت موحداً، ويموت طائعاً لله عز وجل، ولو قُتل مظلوماً .
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185) ﴾
وأفضل ألف مرة أن تكون في العناية المشددة، شدّةٌ، وضيقٌ، وحرجٌ، من أن تُهمَل في الدنيا، ثم تُحاسَب في الآخرة، الله عز وجل يعجب من هؤلاء الذين يقترفون الكبائر ويقول الله عنهم :
﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ ۚ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
كيف يصبرون؟
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا﴾
﴿ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ
في الدنيا هناك تجمعات، دولة عظمى تعتدي، والدول العظمى الأخرى تخاف منها فتناصرها، ولا تعبأ بالحق إطلاقاً، هناك تجمعات في الدنيا، أما في الآخرة :
﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
﴿مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ﴾.
يا معشر الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يا معشر الْجِنِّ﴾
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) ﴾
يعني أراد إغواء البشر، وقال :
﴿ قًالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
فلذلك هذا الشيطان الرجيم إبليس اللعين يريد أعواناً من الإنس ليكونوا أدواته في إضلال البشر، لذلك قال الله عز وجل في معرِض الحديث عن الشياطين:
﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ
ولماذا قدّم شياطين الإنس؟ لأن أذاهم أكبر، هو منك، من بني جنسك، إنسان يحدثك، تحدثه، يقنعك، تقنعه، شيطان الإنس أخطر من شيطان الجن، فالشيطان يحتاج إلى معاونين من الإنس، وكلما كثر المعاونون ازدادت قوة الشيطان وهيمنته .
لكن بالمناسبة أيها الإخوة، لا بد من التوضيح؛ لو أن عمل الشيطان سلبيٌّ قطعاً لمَا سمح الله له، لكن الشيطان دون أن يريد، ودون أن يشعر يوظف الله شره للخير المطلق.
أوضح مثلٍ: يلقي الشيطان في روع الإنسان أن الله من خلقه؟ فهذا الشاب المؤمن يأتيه هذا الوسواس ينخلع قلبه، يتألم أشد الألم، يذهب إلى العلماء، يلتزم بمجالس العلم، يطلب العلم إلى أن يصبح مؤمناً قوياً، من الذي كان سبب قوته؟ الشيطان، من دون أن يشعر، ومن دون أن يريد، تماماً كهذه الصور التي رُسمت، ماذا فعلت؟ نبّهتنا إلى محبّتنا لهذا النبي الكريم، أيقظت فينا محبته، أيقظت فينا الانتماء إليه، رجعنا إلى السيرة، والله الذي لا إله إلا هو ولا أبالغ، سوف يدخل في دين الله مئات الألوف بل الملايين في المستقبل بسبب هذه الصور.
دائماً وأبداً كل شيء وقع أراده الله، بمعنى سمح به، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق، ولكل واقع حكمة، وقد يكون المُوقِع مجرماً، لكن ما دام الذي وقع قد وقع فهناك حكمة لا يعلمها إلا الله .
فالشيطان يريد أن يُضِلّ الإنسان، لكن في أحيان كثيرة يريد أن يضلّه فيهتدي، يريد أن يضلّه فيُلجِئه إلى مجالس العلم، يريد أن يضله فيحمله على التوبة، من دون أن يشعر ومن دون أن يريد، لذلك:
﴿يا معشر الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾
﴿يا معشر الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾
(( وعَنْ عبْدِاللَّه بنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وهُوَ يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ(1)
الذي هو لك وانتفعت به ثلثه الذي يبقى يوم القيامة، وما سوى ذلك فهو من المستهلَكات، أما الكسب يعني حجمك المالي، رصيدك، أموالك المنقولة وغير المنقولة، هذه تُحاسَب عليها حساباً شديداً من أين اكتسبتها؟ مع أنك لم تنتفع بها لذلك: خذ من الدنيا ما شئت، وخذ بقدرَيْها هَمّا
(( ومن أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر ))
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
سمعت عن شخص عاش في بلد الحرمين 35 سنة ما صلّى فرض صلاة، ولا حجّ ولا اعتمر، وهو في اكتمال الرجولة في الـ55، في بلد جميل جداً في أوربا يمضي إجازته احتشى قلبه، فمات في غرفته في الفندق، وترك أكثر من أربع مليارات ليرة، في ثانية، فالإنسان يكون في قبضة الله في ثانية، قد يكون قويًّا، في ثانية، قد يكون غنيًّا، في ثانية، فالذي يقول: أنا ،لا يعرف الله ﴿قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ﴾
بالمناسبة اعتقدوا اعتقاداً جازماً أن أحداً لا يمكن أن يُضلّ أحداً، لكن المُضل يستطيع أن يُضل الضال، أيْ يرغب في الضلالة، فيأتي هذا الشيطان فيقنعه بفساد معين فيفعله، الكلام سيأتي بعد قليل :
وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ
﴿وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ﴾
﴿وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ﴾
أيها الإخوة الكرام، حتى الإنس، أصل التدين أن تشعر بحاجة إلى قوي يحميك، هذا أصل التدين، حتى الديانات الأرضية الوثنية تحقق هذا الهدف، الإنسان خُلق ضعيفاً، وخُلق عجولاً .
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً(19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً(20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً(21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22) ﴾
فالإنسان عنده ضعف في أصل خلقه، هذا الضعف لصالحه، لو أن الله خلقه قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه، خلقه ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره.
إذاً: الإنسان يحتاج إلى جهة قوية يعتمد عليها، يلجأ لها، يتوكل عليها، يستمد منها، هذه حاجة فطرية، وهذه الحاجة هي أصل التديّن، والحاجة إلى الدين كحاجتك إلى الهواء، لكن بين المسلم وبين غير المسلم أن المسلم وصل إلى الإله الحقيقي، إلى الخالق الحقيقي، إلى المُسيّر، إلى الرب، إلى القدير، إلى العليم، إلى الغني، إلى الرحيم، إلى العدل، بينما غير المسلم توهّم الألوهية في شمس، أو في قمر، أو في حجر، أو في مدر، أو في بقرة، أو في أشياء لا تعد ولا تحصى، قدّسها، وأسبغ عليها القدسية، والتجأ إليها واحتمى بها متوهماً .
فلذلك أيها الإخوة، حتى الإنسي حينما يستعين بالجن يشعر بأنه مع قوي، لأن الجني عنده إمكانات لا يملكها الإنسان، حينما قال الله عز وجل :
﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا
لماذا بدأ الله بالجن؟ لأنه أقدر على قطع المسافات الشاسعة من الإنس، إذاً الجن عندهم قدرات واسعة جداً، الإنس استعانوا بهم، فاستعانوا بهم، فشعروا أنهم مع الأقوياء، وحققوا شهواتهم في إطار ديني، أكثر الذين يتعاملون مع الشياطين لا يصلون إطلاقاً، يحققون شهواتهم بأقذر طريقة، هم استمتعوا، الإنس استمتع، والجن استعلى، الجن حقق هدفه واستعلى، والإنس استمتع ﴿اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ﴾
أيها الإخوة، لا تعجب من هؤلاء الذين يعتنقون ديانات وثنية، هم يحققون حاجة فطرية بشرية.
والله كنت مرة في لوس أنجلوس، وقد أخذني صديق إلى معبد لديانة في شرق آسيا، البناء يزيد عن عشرة ملايين دولار في كلفته، الأصنام هناك من البرونز الخالص، وصدر الصنم من أغلى أنواع الماس، البرلنت، ورأيت أناساً يسجدون أمام الأصنام منبطحين على بطونهم، ويحملون أعلى الشهادات، الإنسان ضعيف.
لكن أيها الإخوة، حينما يقع الإنسان في ضيق شديد ينسى الشياطين، ويذكر الله عز وجل:
﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(12) ﴾
يعني هؤلاء الذين يعبدون من دون الله آلهة عند الشدة الشديدة ينسون هذه الآلهة، ويلجؤون إلى الله، وصدقوا أن طائرة كانت تُقلّ خبراء من بلد ملحد، قديماً، تهاوى من الداخل، دخلت الطائرة في سحابة مكهربة، وكانت على وشك السقوط، فما كان من هؤلاء الخبراء الملحدين إلا أن قالوا: يا الله .
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ
الإنسان في الدنيا يكذب على نفسه، يتوهم شيئاً غير صحيح، لذلك :
﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً(48) ﴾
يعني أن هناك علاقة سبب بنتيجة، أنك إذا أشركت لا سمح الله ولا قدر هذا الشرك يحملك على إثم كبير، الآية :
﴿وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ﴾
﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ
وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا
﴿وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا﴾
إن طالبًا بمدرسة في صف فيه خمسون طالبًا، لا يستطيع هذا الطالب الفاسد إلا إفساد طالب يريد الفساد، لكن الذي لا يريد الفساد ممتنع عنه .
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا
حينما يعصي الإنسان الله يضعف مركزه عند الله، فيستزله الشيطان ﴿قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا﴾
معنى : خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
أما ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(107) ﴾
لذلك قال العلماء: وعيد الله يقع أو لا يقع، أيْ أنّ الله عز وجل يضع إنسان في النار ملايين السنين، ثم لحكمة بالغةٍ بالغة يُخرجِه منها، ورد في بعض الأحاديث أن الإنسان يخرج من النار إذا كان في قلبه مثقال ذرة من خير:
(( يخرج من النارِ من في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من إيمانٍ ، وفي بعضِها مثقالُ ذرَّةٍ من خيرٍ ))
ولا يخلد في النار إلا من شرد عن الله شرود البعير.
أما القسم الثاني :
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) ﴾
وبآيات كثيرة :
﴿ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ
فماذا تعني هذه الآية؟ مع أهل النار القضية سهلة، وعيد الله يُحقَّق، أو يعفو، ولحكمة بالغة، لكن الجنة هذا وعد غير الوعيد، الوعد مُحقّق قطعاً، فكيف لا يُحقق؟ هذا الكلام فيه إشارة إلى طلاقة الإرادة الإلهية، كيف ؟
وجدت بيتًا أعجبك البيت، وثمنه خمسة ملايين، والثمن غالٍ، وصاحب البيت قبض الثمن بالتمام والكمال عدّاً ونقداً، ووقّع لك العقد، هل له فضل عليك؟ أبداً، أخذ حقه كاملاً، وما باع البيت إلا بعد أن أيقن أن ثمنه خير منه، هذا عندنا قانون في البيع والشراء، ما مِن إنسان يبيع حاجة إلا وعنده شعور أن ثمنها أغلى منها، وما مِن إنسان يشتري حاجة إلا بإحساس أنها أثمن من ثمنها.
أهل الجنة في الجنة، لو أنّ إنسانًا وهبك بيتاً بخمسين مليونًا، وقال لك: لكن لا بد من أن تشتري مفتاحه، ومفتاحه ثمنه عشر ليرات، فإذا دفعت ثمن مفتاح البيت هل تشعر أن صاحب البيت الذي وهبك البيت تفضل عليك؟ أنت حينما اشتريت البيت بقيمته بالتمام والكمال عداً ونقداً لا تشعر لثانية أن الذي باعك البيت له فضل عليك، قبض ثمنه بالتمام والكمال، أما حينما يهبك الله الجنة بأعمال محدودة أعانك الله عليها في الدنيا، والجنة إلى أبد الآبدين، أنت لم تدفع ثمن الجنة، لكن دفعت ثمن سببها، السبب هو المفتاح، يعني البيت بخمسين مليونًا، ودفعت عشر ليرات، صنعت مفتاحًا له، ودخلته، وأصبح ملكك، لذلك كلمة :
﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَا أَنَا ، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ ))
فالجنة محض فضل، والنار محض عدل، وحينما يقول الله عز وجل :
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾
﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(22) ﴾
الشيطان كفر حينما يدّعي من أضلهم أنه أضلهم .
يعني أوضحُ مثلٍ ذكرته عشرات المرات: إنسان يرتدي ثيابًا جميلة جداً، غالية جداً، فاقعة، فاتحة في الصيف، ونزل في حفرة فيها مياه سوداء آسنة، مياه المجاري، وانطلق إلى المخفر ليشتكي على إنسان، سأله المحقق: هل هو دفعك إلى هذه الحفرة ؟ قال له: لا والله، حرام ، قال له: هل أجبرك على أن تنزل بها؟ قال: لا ، قال له: هل شهَرَ عليك مسدسًا، وأمرك أن تنزل بها ؟ قال: لا، فقال له: لماذا تشتكي عليه إذاً ؟ قال: هو قال لي : انزل ، فنزلت !!!
﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾
﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(16) ﴾
﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يا معشر الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾
وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون
في النهاية: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
﴿ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً
المسلم بين إغواء شيطان الإنس وشيطان الجن
والسارق لا يسرق إلا ممن يستحق أن يُسرق منه ماله، هذه حقيقة .
﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
إذاً في الحياة المادية ليس هناك ظلم، الظلم في النفوس فقط، يعني خطة الله تستوعب خطة الكفار، والكافر يتوهم أنه مطلق، وقوي، ويقتل، ويبطش، ويهدم، ويستعلي، لكن خطة الله استوعبت خطته، فهو لا يفعل إلا ما يريد الله عز وجل، ولا يمكن للكافر أن يسبق الله، بمعنى أن يفعل شيئاً ما أراده الله، أو أن يتفلت من عقاب الله .
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ
ونحن في أمسّ الحاجة إلى التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، والآن نحن بحاجة إلى التوحيد كي نرتاح، الأمر بيد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
﴿ مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) ﴾
للتوضيح مرة ثانية: لو أن ظالماً أصاب بظلمه إنسانًا فلا ينبغي أن نقول: هو يستحق، لا، قل: تسليط هذا الظالم على هذا الإنسان لحكمة بالغة، لحكمة أوسع من يستحق لحكمة بالغة، قد يكون استحقاقاً، وقد يكون رفع درجات، وقد يكون ابتلاء، لكن فيه حكمة، يعني قال الله عز وجل :
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ
عنده في ملكه، معنى الآية دقيق جداً، لا يمكن لشيء في الكون أن يمس شيئاً في الكون إلا بإذن الله، وأوسع آية: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ﴾
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾
أيها الإخوة الكرام، الجن موجودون، وشياطين الإنس والجن يرتعون ويمرحون.
أضربُ مثلاً أوضح مثل لفعل الشيطان، أنه يكرّه الزوج بزوجته، ويحبب الزوج بامرأة أخرى لا تحل له، زوجة صديقه، هذا هو الفساد، يقول لك أين الشيطان؟ الشيطان يجري في عروق بالناس .
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً(83) ﴾
إنّ الخيانات الزوجة، الشقاء الأسري، كراهية الزوجة، الملل من الزوجة، هذا من آثار فعل الشيطان، الشيطان له أكبر دور أن يزهّدك بزوجتك، وأن يحبّبك بأية امرأة قد تكون من حيث المستوى الجمالي 1% من زوجتك، والشيطان يحبّب لك تلك المرأة، ويزهّدك بالتي تحل لك.
أقول لكم كلامًا دقيقًا: علامة أنك على منهج الله ينبغي أن تحب زوجتك، هي حلالك، والله يرضى عنكما إذا كان هناك ود ومحبة، أما إذا كان هناك كراهية للزوجة، وملل وسقم وتجهم، وكلام قاس، وكل نعومة الزوج، ولطفه، ومرحه، وحديثه العذب مع امرأة لا تحل له، فهذا من فعل الشيطان، طبعاً هذا واحد من أفعاله .
﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
هذه الآية، الشيطان موجود يا إخوان، والإنسان أحياناً لا يشعر فيكون كلامه شيطانيًا، ففي جلسة يتكلم الإنسان بالحق، بالقرآن بالسنة، أحد الجالسين لا يحلو له إلا أن يطعن في المتكلم، لأنه شعر بتأثير، هو عن غير وعي، وبعقله الباطن لأنه شعر بتأثير يأتي بشبهة ما أنزل الله بها من سلطان، الشيطان ينطق، الشيطان يتحرك، فلذلك الشيطان موجود، وله أثر كبير.
هناك طرفة، لكن لها مغزى كبير، أن الشيطان التقى بطاغية، فقال له الطاغية: ماذا أفعل؟ أعطاه الشيطان حلّاً للقضاء على خصومه، قال له: هذا فعلته، أعطاه حلّاً ثانيًا، فقال له: فعلته، حلَّاً ثالثًا، قال له: فعلته، رابعًا، خامسًا، سادسًا، سابعًا، ثامنًا، تاسعًا، عاشرًا، قال له: كلها فعلتها، قال له: انتهى ما عندي، بعدما سكت هذا الشيطان قال له: أنت ماذا تريد أن تفعل؟ قال له كذا وكذا، قال له أعوذ بالله خَفِ الله يا رجل .
لذلك قدم الله شياطين الإنس على شياطين الجن .
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46) ﴾
الإله يصف مكر الكافرين بأن الجبال تزول منه، الله عز وجل وصف كيد الكفار فقال: ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾ لكن:
﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(47) ﴾
﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12) ﴾
﴿ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا
الكرة في ملعبنا .
﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ
﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ
والحمد لله رب العالمين