- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (006)سورة الأنعام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس الواحد والأربعين من دروس سورة الأنعام .
الآية التالية موجهة للنبي عليه الصلاة والسلام :
ومع الآية السادسة بعد المئة ، وهي قوله تعالى :
﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
كأن الآية متوجهة إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ(106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(107) ﴾
هاتان الآيتان مررنا عليهما سريعاً في الدرس الماضي، ولا بد من وقفة متأنّية عند مضمون هاتين الآيتين.
أولاً: إذا قلت لمن هو في أعلى درجات الاجتهاد: اجتهد، فهذا الأمر يعني داوم على اجتهادك، واثبت على اجتهادك، وتابع اجتهادك .
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ
إذا جاء الأمر للمأمور وهو مُطبِّق له فيتّجه الأمر إلى الاستمرار عليه، ومتابعته، والثبات عليه ، إذاً:
ما يُطرح في هذه الأيام يتناقض مع نص القرآن الكريم ومع أصل الدين :
أولاً: الرب ربٌ، والعبد عبدٌ، الذات الكاملة، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، واحد أحد، فرد صمد.
﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ(4) ﴾
علِم ما كان، وعلِم ما يكون، وعلِم ما سيكون، وعلِم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون؟ هذا الإله العظيم إذا أعطى توجيهات فهي التوجيهات التي لا ريب فيها، لا مأخذ عليها، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، لأن الله مطلق، وكلامه مطلق، وكمال كلامه مطلق، وصوابُ توجيهاتِه مطلقٌ، إذاً:
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ
وكأن الله سبحانه وتعالى أنبأنا عن أنه سوف يأتي زمان كل إنسان يقدّم بين يدي الله، وفي هذه الأيام أيها الإخوة تُطرَح موضوعات تناقض القرآن الكريم، يُنادى بتعديل قانون الأحوال الشخصية، يُنادى بمساواة المرأة مع الرجل حتى في الميراث، يُنادى برفع كل تحفُّظ عن حقوق الطفل، شيء طويل، لكن كل هذا الذي يُطرح يتناقض مع نص القرآن الكريم، مع أصل الدين، هناك جرأة في نقض وحي السماء، وما جاء به سيد الأنبياء .
إذاً هنا الآية:
مجرد أن تفكر في بديل لحكم شرعي فأنت لا تعرف الله :
لذلك أيها الإخوة ، لمجرد أن تفكر في بديل لحكم شرعي فأنت لا تعرف الله، والدليل :
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ
لاحظ نفسك مع خبير، مع عالم شهير يعطيك توجيهاً، وليكن طبيباً، لا تفكر أن تناقشه، لماذا؟ لأنك واثق من علمه، فكيف بكلامٍ من عند الله؟ فكيف بوحي السماء ؟ لذلك:
﴿ لَّا يَأْتِيهِ ٱلْبَٰطِلُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ
أريد أن أوضح الفكرة بمثل: ذهب إنسان إلى شخص لإصلاح مركبته، وفي المكابح قطعة يجب أن تُغيَّر، فلما غيّرها بقطعة جديدة، وثمة قطعة تستند إليها هذه القطعة رماها في الطريق ، قال : هذه لا فائدة منها، فقال له صاحب المركبة: أرجعها، قال له: لمَ؟ قال له: لأن الشركة فيها خمسة آلاف مهندس، وعُمرها مئة عام، ولا يمكن أن تكون أنت أشد فهماً منهم أبداً، أرجعها، وما تمكن صاحب المركبة أن يحاوره، لأن عنده مسلّمات أن شركة عريقة تصنع السيارات من مئة عام، وخبراتها كلها متراكمة، وعندها خمسة آلاف مهندس، وهذا إنسان يعمل في الميكانيك في دمشق لا يمكن أن يكون أشد فهماً من هؤلاء مجتمعين .
الآن لو لم تتمكن أن تأتي بدليل على ما في القرآن فيكفي أن هذا كلام الله، وأن الذي أنزله هو الخبير، هو العليم، هو الحكيم، هو المطلق، هو الخالق، هو الرب، هو الرحيم، هو الذي خلق الإنسان، هو الذي يعلم ما يسعده وما يشقيه ، ما يجعله سليماً من كل مصيبة وما يجعله هالكاً .
قيمة الأمر من قيمة الآمر :
إذاً:
لذلك:
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ
بالمناسبة أيها الإخوة، أي قرار من إنسان لأنه إنسان، ولأنه مثيلك في الإنسانية تستطيع أن تحتال على هذا القرار، واضع القرار إنسان، والذي يُطبق عليه القرار إنسان مثله، وبإمكان الإنسان الأذكى أن يحتال على الأقل ذكاء، لذلك أيّ قانون يصدره الإنسان في الأرض يسهل التحايل عليه، يصدر قانون بتحديد السرعة في الطرقات في بلد غربي، ويوجد على الطرقات محطات تكشف السرعات الزائدة، جيد، الإنسان الذي سيطبق عليه القانون قد يكون أذكى من واضع القانون، يخترع جهازاً يوضع في السيارة قبل عدة كيلومترات من وجود الكاشف ينبهه .
أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان :
مرة كنت راكباً سيارة في هذه البلاد، فإذا بالسائق يخفض سرعته من مئة وثمانين إلى مئة، ما الذي حصل؟ قال لي: هناك جهازُ كشفِ السرعة بعد قليل، والجهاز الذي عندي أنبأني بذلك، معنى ذلك أن القرار قد انتهى مفعوله، وهذا القانون الذي وُضع لسلامة الركاب في السفر قد أُلغي، لأن المطبِّق أذكى من الواضع .
فأيّ قانون وضعي من السهل جداً التحايل عليه، أوضح مثل الصيام، تصور أن الصيام فُرِض على المواطنين بقانون، وليس في الإسلام صيام، لكن الدولة رأت أن الصيام مفيد جداً للمواطنين، فأصدرت قانوناً بترك الطعام والشراب من الفجر وحتى الغروب، كم تستطيع الدولة أن تطبق هذا القانون؟ لا تستطيع مع أي أحد، فإذا دخل إلى بيت الخلاء يشرب، أما المسلم فيدخل إلى الحمام في أيام الصيف، ويكاد يموت عطشاً، والصنبور فيه ماء عذب، بارد، زلال، ولا يستطيع أن يضع في فمه نقطة ماء أبداً.
أرأيت إلى القانون الذي أنزله الله عز وجل؟ فلا يمكن أن تصلح البشرية إلا بوحي السماء، لأن الذي أصدر القانون معك دائماً، وبيده كل شيء، أما في الساعة الثالثة ليلاً الإشارة حمراء، والكل يتجاوزها، السبب؟ ليس هناك شرطي، لأن واضع القانون يطولك علمه عن طريق الشرطي، فإذا كنت في الساعة الثالثة ليلاً فلا يوجد شرطي، إذاً تتجاوز الإشارة، أما القانون الإلهي فهو معك دائماً، لا تخفى عليه خافية، لا تخفى عليه خواطرك .
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
هو معك، وكل شيء بيده، لذلك إيمانك أن الذي خلقك معك، وأفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان .
فلذلك أنا أرى أنه لا يصلح قانون أرضي، لكن الآن هناك وسائل ضبط عالية جداً وبالتعبير المعاصر(سوبر ماركت) يعني فيها بضائع من دون مبالغة بمئات المليارات، عند مخرج هذا السوق يدفع الإنسان ثمن البضاعة، لو أنه لم يدفع ثمنها فعلى كل بضاعة لصاقة فيها مادة، إن لم يُدفع ثمن هذه البضاعة تصدِر إشارة، فينطلق صوت مخيف، وتُغلق الأبواب بشكل آلي، فقلّمَا تحدث سرقة، هناك ضبط إلكتروني، يا ترى هؤلاء الذين في السوق من هو الأمين، ومن هو غير الأمين؟ لا نعرف، لأن ثمة ضبطاً إلكترونيّاً، كأن الأمانة قد ألغِيتْ، وليس هناك مخالفات، أما يوم قطعت الكهرباء في بلدة، سكانها ثمانية عشر مليوناً بأمريكا تمت مئتا ألف سرقة في ليلة واحدة، حجم السرقات ثلاث مليارات، لم يعد هناك ضبط إلكتروني، هذه الاستقامة الإلكترونية لا قيمة لها عند الله أبداً .
جوهر الدين :
أما راعي غنم في شعث الجبال يلتقي بإنسان يقول له: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها، يقول له الراعي: ليست لي، يقول له: خذ ثمنها، يقول: والله إنني في أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟ أرأيت إلى هذا الراعي ؟ لقد وضع يده على جوهر الدين .
فإذا قلت : أين الله ؟ فأنت مؤمن ورب الكعبة، أنت مؤمن، وإذا خفت من الله في خلوتك .
إذاً:
لأنه لا إله إلا هو فينبغي أن تتبع ما أوحي إليك من ربك :
الآن في هذه الأزمات، وهذه الفتن، وهذه الاجتياحات ، وهذه الحروب ، وهذا التطاول من بعض البشر على بعضهم الآخر، وهذا الإملاء ، المؤمن الصادق لا يرَى إلا الله، لا يرَى مع الله أحداً .
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ
(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ ))
أيها الإخوة الكرام ﴿اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ لأنه لا إله إلا هو فينبغي أن تتبع ما أوحي إليك من ربك.
يعني كمثل من واقعنا: أنت بحاجة إلى تأشيرة خروج، وذهبت إلى دائرة الهجرة والجوازات، وهي مِن أربع طوابق، قال لك أحدهم: هذه التأشيرة لا يستطيع واحد في هذا البناء كله أن يوافق عليها إلا المدير العام، هل تبذل ماء وجهك أمام شرطي؟ أمام كاتب ديوان؟ أمام موظف؟ هذه التأشيرة من صلاحية المدير العام وحده، لذلك لا تسال أحداً، ولا تبذل ماء وجهك أمام أحد، ولا ترجو أحداً.
الآن المثل سنكبره: كل قضاياك متعلقة بالله، فحينما تتضعضع أمام غني، وتبذل ماء وجهك فقد سقطت من عين الله، لأن الله خلقك وليس بينك وبينه حجاب، اسأله، يُعاب من يشكو الرحيم إلى من لا يرحم .
ملك الملوك إذا وهب قم فسألن عن السبب
الله يعطي مـن يشاء فقف على حدّ الأدب
* * *
المشركون لا تعبأ بهم لأنهم لا يعرفون الله دينهم الدرهم والدينار :
الآن :
سمعت أن عالماً كبيراً من علماء المسلمين له تفسير قيّم، زار بلاداً بعيدة في الغرب، وجلس في حديقة، كان إلى جانبه شخص من تلك البلاد، وهذا العالم لونه يميل إلى السمرة، فسأله: من أنت؟ وماذا تعمل ؟ فلما علم هذا الغربي أنه عالم إسلامي قال له: تحب أن أشرح لك الإسلام ؟ قال له: لا مانع، قال له: كم معي من الوقت؟ قال له: ساعة ، فهذا العالم شرح له أساسيات العقيدة ، وأساسيات الأحكام ، في خمسين دقيقة ، وترك عشر دقائق للحوار، فلما انتهى هذا الذي يحاوره ذلك العالم أخرج من جيبه مئة دولار وقال له: أنا هذا الإله الذي أعبده من دون الله، انتهى الأمر.
لذلك حينما يعبد الناس شهواتهم ، وحينما يحققون مصالحهم لا مبادئهم ، وحينما يحتكمون إلى أهوائهم لا إلى عقولهم ، وحينما يعامل الإنسان بحسب قوته، فإذا كان ضعيفاً سحقوه، ولا سيما في هذا العصر عصر العولمة، عصر المادة، عصر القهر، عصر الظلم، عصر النهب والسلب، عصر الكذب، عصر الدجل، في مثل هذا العصر قال تعالى :
﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ ولا تعبأ بهم، هم أحقر من أن تلتفت إليهم ، لماذا أتوا إلى بلاد مجاورة؟ لأن فيها أسلحة كيمائية ، هم استخدموها ، لماذا تأتي إلى بلد بحجة أنه يملك أسلحة كيماوية ، وأنت لما أردت أن تقاوم من يقاومك استخدمت الأسلحة الكيماوية ؟! هؤلاء لا تصغي إليهم ، هؤلاء يقول الله عنهم :
﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) ﴾
هم أقلّ من أن تخاطبهم ، لأنهم لا يملكون الحجة ، يكيلون بألف مكيال ومكيال .
الكون كله مسير إلا الإنس والجن فهما مخيران :
﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) ﴾
معنى
﴿ وَأُمْلِى لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ
المتانة مقاومة قوى الشّد، والقساوة مقاومة قوى الضغط، يعني كأن هذا الإنسان مربوط بحبل متين، مهما قوي، مهما تغطرس ، في أية لحظة هو في قبضة الله .
سمعتم عن الغرب كيف تغطرس، وتألّه، والله مرة سمعت في ندوة جندياً في دولة معتدية، يقول : أنا الرب، أنا الإله، كيف ؟ قال له: أنا أقرر إبقاء هذا الإنسان حياً أو أقتله، معي صلاحية، عدّ نفسه إلهاً.
لكن لما وقف سعيد بن جبير أمام الحجاج، وقال له الحجاج: إنني سأقتلك، قال له : والله لو آمنت أن قتلي بيدك لعبدتك من دون الله، ولكن الذي ينهي حياتي هو الله، وقد يكون هذا الإنهاء على يديك ، لكن الذي ينهي حياتي هو الله .
الكافر لا يمكن أن يفعل شيئاً ما أراده الله فهو في قبضة الله :
أنت حينما تؤمن تكون شجاعاً، حينما تؤمن لا تنافق، لا تنهار، الذي منحك الحياة هو وحده يأخذها منك .
﴿ هُوَ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ
يعطي ويمنع ويرزق ، لذلك :
كنت أضرب مثلاً: تفاحة في هذه الشجرة هي لك، حينما خُلقت هي لك، أما أنت مخير، يمكن أن تشتريها بمالك، ويمكن أن تسرقها لا سمح الله، ويمكن أن تأكلها ضيافة، ويمكن أن تأكلها هدية، ويمكن أن تتسولها، تسول، هدية، شراء، سرقة ، بإمكانك، هي لك ، لكن وصولها إليك باختيارك ،
﴿ قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ ۖ لَهُۥ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِۦ وَأَسْمِعْ ۚ
﴿ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ
﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22) ﴾
النبي مبلِّغ فقط والإنسان معه ملك ومعه شيطان :
النبي مبلِّغ فقط، والإنسان معه ملك ومعه شيطان، معه ملك يلهمه الخير، ومعه شيطان يوسوس له الشر، والشيطان والملك لا يستطيعان إجباره على شيء ما أبداً والدليل :
﴿
لا الملك له عليك سلطان، ولا الشيطان له عليك سلطان، ولا النبي له عليك سلطان، ولا الداعية له عليك سلطان، أنت حر، افعلوا ما شئتم ، افعلوا ما شئتم هذا تهديد ، كل شيء له ثمن، افعل ما شئت ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾
﴿ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ(23) ﴾
أنت تبلغهم والله يحاسبهم، والإنسان مخير وليس مسيراً، مخير فيما كُلّف، ومسيّر فيما لم يُكلَّف، والذي سُيِّر به فيما لم يُكلَّف لصالحه .
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين