- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (006)سورة الأنعام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الواحد والعشرين من دروس سورة الأنعام .
الكون كله مسيّر إلا الإنس والجن :
ومع الآية الواحدة والستين، وهي قوله تعالى :
﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ(61)﴾
أي أن أمره نافذ .
﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(21) ﴾
(( ما شَاءَ الله كَانَ، وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكْن ))
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(123)﴾
لكن قد يسأل سائل: إذا كان أمر الله عز وجل هو النافذ في ملكوت السماوات والأرض، فلماذا في الأرض كفارٌ يعصونه؟ ولماذا في الأرض كفارٌ يتحدونه؟ الإجابة عن هذا السؤال بسيطة، وهي: إن الكون كله مسيّر، إلا الإنس والجن، مخلوقات، لما عُرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال أبين أن يحملنها، فاستسلموا لله عز وجل، ورضوا أن يكونوا طائعين من دون تكليف، ومن دون مسؤولية، ومن دون حساب، ومن دون جنة أو نار، فرُكِّب الملك من عقل بلا شهوة، ورُكِّب الحيوان من شهوة بلا عقل، ورُكِّب الإنسان من كليهما .
الإنسان فيه قبضة من تراب الأرض وفيه نفخة من روح الله :
حينما قال الله عز وجل :
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا(72) ﴾
الإنسان قَبِل حمل الأمانة، قبل أن يكون فيه شيء من المَلَك وشيء من المخلوقات الدنيا من حيث الشهوات، فيه قبضة من تراب الأرض وفيه نفخة من روح الله، عنده قيم، ومبادئ، وفي كيانه شهوات، ونزوات، الإنسان مخلوق متميز، بإمكانه أن يصل إلى ما فوق الملائكة، وبإمكانه أن يسقط إلى ما دون الحيوان .
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ(7) ﴾
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ(6) ﴾
الله عز وجل جعل الإنسان مخيراً بين طريقين :
الله عز وجل قاهر ﴿فَوْقَ عِبَادِهِ﴾
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
أيها الإخوة، هذا سؤال دقيق، الذي يعصي، يعصي لأنه اختار المعصية، لكن الله يُمدّه بقوة كي يعصي الله بها، الذي يذهب إلى الملاهي يتحرك بقوة الله، لكن هُويّة الإنسان أساسها أنه مخير، أوضح لكم ذلك :
إنسان عنده صيدلية، أراد أن يعين موظفاً ليعينه بعد الظهر على إدارة هذه الصيدلية، أراد أن يختبره، وضع له على الطاولة مجموعة من الأدوية، بعضها فيتامينات، بعضها مضادات حيوية، بعضها مقويات، بعضها مضادات للسموم، وبيّن له أماكن الأدوية في الصيدلية، وقال له: ضع كل دواء في مكانه، الآن هذا الموظف في طَور الامتحان، فلو أمسك دواء السموم، واتجه إلى خزانة الفيتامينات هل يمنعه؟ إذا منعه ألغى امتحانه، نحن في الدنيا نحن مُخيرون.
﴿ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍۢ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِى ٱلْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا(29) ﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3) ﴾
﴿ وَلِكُلٍّۢ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَٰتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ(148) ﴾
فالذي يعصي لا يعصي لأن الله ليس قاهراً على عباده، يعصي لأن الله منحه حرية الاختيار، وهذه الحرية سوف يدفع ثمنها باهظاً يوم القيامة.
الاختيار أبرز خصائص الإنسان :
أيها الإخوة، قضية دقيقة جداً، أنت حينما تختار أن تصلي، وتنبعث إلى الصلاة يمدك الله بقوة كي تصلي، وحينما تختار أن تذهب إلى مكان لا يرضي الله يمدك بقوة كي تصل إلى هذا المكان، لأن الاختيار هو أبرز خصائص الإنسان.
لكن الإنسان وهو مخير، وهذا أدق ما سأقوله، الإنسان وهو مخير، والإنسان يتحرك بخلاف أمر الله لا يمكن أن تكون هذه الحرية على حساب الآخرين، الله عز وجل يُنسّق:
﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(129) ﴾
الظالم سوط الله ينتقم به ثم ينتقم منه، لك الحرية أن تضرب، ولكن ليست لك الحرية أن تضرب من تشاء، هذا الذي أراد أن يضرب يسوقه الله إلى من يكون الضرب في حقه حكمةً، إما ليمتحنه، أو ليُؤدّبه، أو ليُحجّمه، أو ليُذكّره، أو ليرقى به أحياناً .
إذاً: الله عز وجل ينسق، قال تعالى :
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا(49) ﴾
الذي يجري في العالم اليوم، كل إنسان قوي يأخذ أبعاده، لكن لا على حساب الآخرين، كلام دقيق، وأتمنى أن يكون واضحاً عندكم.
(( يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ؛ ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي، إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا. ))
على الإنسان ألا يخاف إلا من ذنبه :
على الشبكية هناك أقوياء، وهناك طغاة، وهناك مجرمون، وهناك كائنات تُوقِع الأذى في الآخرين، ولكن ليس إلا الله .
﴿ مِن دُونِهِۦ ۖ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ(55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(56) ﴾
هذا الذي يلقي الأمن في قلب المؤمن .
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ(62) ﴾
﴿فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾
لذلك في الحديث الجامع المانع الموجز المحكم وهو للإمام علي رضي الله عنه:
لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه
الجهات القوية في الأرض لا تعد ولا تحصى، والجهات المجرمة لا تعد ولا تحصى، والجهات المؤذية لا تعد ولا تحصى، ولكن ينبغي ألا تخاف من كل هذه الجهات، ينبغي أن تخاف من ذنبك فقط، فإن أذنبت وصلت إليك، وسُلّطت عليك، وإن كنت طاهراً مستقيماً أبعدها الله عنك .
﴿ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَنَجَّيْنَٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُۨجِى ٱلْمُؤْمِنِينَ(88) ﴾
الأشياء لا يقع تأثيرها إلا عند إرادة الله :
لا يتناقض قول الله عز وجل ﴿وهو الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾
صحابي جليل سُرِق بعض ماله ، قال: " يا رب، إن كان هذا الذي أخذ المال عن حاجة فبارك له فيه، وإن كان قد أخذه بطراً فاجعله آخر ذنوبه" الصحابي امتُحن، ونجح في الامتحان . فيجب أن تعلم أن الله عز وجل حينما قال في آية الكرسي :
﴿ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍۢ مِّنْ عِلْمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ(255) ﴾
لا معبود بحق إلا هو، لا خالق إلا هو، لا مُسير إلا هو، لا مانع إلا هو، لا معطي إلا هو، لا رافع إلا هو، لا خافض إلا هو، لا معز إلا هو، لا مذل إلا هو.
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ﴾
الآية التالية من أوسع الآيات في القرآن الكريم أي لا يقع شيء إلا بإذن الله :
دققوا الآن :
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾
العباد نوعان ؛ عبد يجمع على عباد وعبد يجمع على عبيد :
إذاً: ﴿وهو الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾
(( أنا الله، لا إله إلا أنا، مالك الملوك، وملك الملوك، قلوب الملوك بيدي، وإن العباد إذا أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة، وإن العباد إذا عصوني حولت قلوبهم عليهم بالسخط والنقمة، فساموهم سوء العذاب، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك، ولكن اشغلوا أنفسكم بالذكر والتضرع، أكفكم ملوككم ))
أيها الإخوة، الموضوع دقيق جداً، الله عز وجل ﴿الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي ))
عبد القهر و عبد الشكر :
الإنسان قد ينام فلا يستيقظ، وقد يخرج من بيته فلا يعود، وقد يدخل البيت فلا يخرج منه على قدمين، بل في نعش، وقد يسافر ويأتي كبضاعة في نعش، لها أوراق، وتخليص، وضرائب ورسوم، وينتظر توقيع المعاملات، كان يركب على مقعد الطائرة، فإذا هو مع حقائب الركاب، فالعبد الذي جمعه عبيد هو عبد القهر، أما العبد الذي جمعه عباد هو عبد الشكر، هذا العبد الذي عرف الله فأطاعه طواعية، وأقبل عليه محبة، وأعطى عباده تقرباً، هذا عبد الشكر جمعه عباد.
﴿ وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمًا(63) ﴾
﴿ مَّنْ عَمِلَ صَٰلِحًا فَلِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٍۢ لِّلْعَبِيدِ(46) ﴾
أما: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾
يوم القيامة يُنشر كتاب الإنسان فكل أعماله وحركاته وسكناته وأفعاله وانحرافه مسجل :
إذاً: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾
﴿وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾
﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18) ﴾
هيأ الله ملكَين ، ملكاً يكتب الحسنات، وملكاً آخر يكتب السيئات، وجعل ملك الحسنات أميراً على ملك السيئات، وأنت حينما تسلّم في صلاتك تقول: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، ويوم القيامة يُنشر كتاب الإنسان، كل أعماله، وكل حركاته، وكل سكناته، وكل أفعاله، وكل انحرافه مُسجَّل، إن أردنا العبارة الحديثة مسجل صورةً وصوتاً وبالألوان .
﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14) ﴾
الآن من أحدث طرق التحقيق في الدول المتقدمة أن هذا الإنسان يُصوَّر؛ مثلاً تُصوَّر مركبته وهي تخالف، يُبلَّغ المخالفة، فإذا قال: أنا لم أكن في هذا الطريق في هذا التاريخ، يدخل إلى مكان المحفوظات يُرى صورته ومركبته في أثناء المخالفة، وعندئذٍ يدفع المخالفة مضاعفة لأنه لم يصدق، أن تُريه مخالفته هذا شيء مُسكت ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً﴾
أفضل إيمان الرجل أن يعلم أن الله معه وهذه المعية من أرقى مستويات الإيمان :
بالمناسبة أيها الإخوة، أسماء الله الحسنى كلها مُحققة في الدنيا، إلا اسم العدل هذا مُحقق جزئياً في الدنيا وليس كلياً، فالله عز وجل يكافئ بعض المحسنين لتكون هذه المكافئة تشجيعاً لباقي المحسنين، ويعاقب بعض المسيئين ليكون هذا العقاب ردعاً لبقية المسيئين، ولكن عدله التام يتحقق يوم القيامة.
﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلْأَعْلَىٰ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ(27) ﴾
﴿ إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى(15) ﴾
نحن في دار ابتلاء، وقد تجد إنساناً وهو في أعلى درجات الطاعة وهو في أدنى درجات السلم الاجتماعي، وقد تجد إنساناً يعصي الله جِهاراً ونهاراً وهو في أعلى درجات السلم الاجتماعي.
﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ(1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ(3) ﴾
الذي كان لا يُؤبَه له أشعث أغبر ذي طمرين تراه يوم القيامة في أعلى عليين، والذي كان في أعلى درجات العلو في الأرض قد تجده يوم القيامة في أسفل السافلين.
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً﴾
نحن في الدنيا محكوم علينا جميعاً بالموت مع وقف التنفيذ :
أيها الإخوة، نحن في الدنيا محكوم علينا بالموت جميعاً مع وقف التنفيذ، كل واحد له أجل، ولا يدري أحدنا متى الأجل، قد يكون بعد ساعة.
تُروَى القصة التالية لعلها رمزية: إن سيدنا سليمان كان عنده ملك الموت، وملك الموت صار يُحِدّ النظر إلى إنسان من جلسائه، هذا الإنسان سأل سيدنا سليمان: من هذا الذي يُحِدّ النظر فيّ؟ قال: هو ملك الموت، فانخلع قلبه خوفاً، فرجا سليمان الحكيم أن يأخذه إلى بلاد الهند، على بساط الريح -القصة رمزية- نقله إلى هناك، هناك مات، فالتقى بملك الموت، قال له: لماذا كنت تُحِدّ النظر فيه؟ قال: عجيب أنا معي أمرٌ بقبض روحه بالهند، ما الذي جاء به إلى هنا؟
فالإنسان قد تكون أكفانه نُسِجَت وهو لا يدري، يوجد إنسان قد مات إلا في حالات نادرة إلا وهو يأمل أن يعيش عشرين عام أُخر؟! خِطط، ومشاريع، ونوى أن يعمر بيتاً، ويبني معملاً، يأتي الموت بغتةً، لذلك قال بعض العلماء: الموت سهم متجه إلى كل واحد منا، ساعة منيته وقت وصول السهم إليه.
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾
﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(11) ﴾
المرض والصحة لا علاقة لهما بالأجل لأن الأجل محدود :
أيها الإخوة :
﴿ قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(8) ﴾
إذا كان الإنسان هارباً من جهة قوية وراءه، المفاجئة الصاعقة أن يراها أمامه، وهذا يحدث في الموت.
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ﴾
﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(102) ﴾
الموت بأيدينا حتى لا نموت إلا ونحن مسلمون، قال علماء التفسير: لا، معنى الآية الموت ليس بأيديكم، ولكن احرصوا ألّا يأتينّكم الموت إلا وأنتم على طاعةٍ لله عز وجل.
والله أيها الإخوة، ليس على وجه الأرض من إنسان أعقل وأذكى ممن يُعدّ لساعة الموت التي لا بد منها، وأنا ذكرت لكم، وأذكر كثيراً هذا المثل: الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، أنّ المؤمن يتعامل مع النص، وأن غير المؤمن يتعامل مع الواقع، هؤلاء الناس الشاردون عن الله عز وجل عايش، يأكل، ويشرب، ويستمتع، وينام، ويسهر، ويتسامر، ويتنزه، ويستعلي، ويستكبر، ويعصي، ويغفل، ولا يصلي، في الواقع ليس هناك شيء مقلق، صحته جيدة، ماله وفير، زوجته أمامه، أولاده أمامه، مركبته جاهزة، يقوم بنزهات في فصل الصيف، ويكون في أماكن شتوية في فصل الشتاء، هذا يعيش الواقع، هذا يُصعَق بالموت، يصعق لأنه لم يحسب له حساباً، لأنه لم يدخله في برنامجه اليومي، المؤمن يتعامل مع النص، يقرأ القرآن :
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ(9) ﴾
غير المؤمن يتعامل بالواقع والمؤمن يتعامل بالنص :
غير المؤمن يتعامل بالواقع، والمؤمن يتعامل بالنص، تماماً كالمثل الشهير، إنسان أراد أن يسافر إلى حمص في أيام الشتاء القارصة، رأى لوحة خارج دمشق كتب عليها: " الطريق إلى حمص مغلقة بسبب تراكم الثلوج في النبك " أما الطريق في ظاهر دمشق جاف، والشمس ساطعة، إن تعاملت مع الواقع تابعت السير، وإن تعاملت مع النص رجعت من ظاهر دمشق، الآن: العاقل قرأ اللوحة يرجع، هدفه حمص والطريق مغلق، أما الدابة فتمشي، لا تقف إلا عند الثلج، فالذي يتعامل مع الواقع دابة، أما الذي يتعامل مع النص إنسان.
أيها الإخوة، دائماً وأبداً العاقل لا يندم لأنه توقع ما سيكون، حالة المؤمن حينما يأتيه ملك الموت وهو على طاعة الله، وقد أنفق ماله في سبيل الله، وقد ربّى أولاده تربية صحيحة، وقد عامل زوجته معاملة راقية، وقد أمر أهله بالحجاب، وقد أقام الإسلام في نفسه، وفي بيته، وفي عمله، وقد بذل الغالي والرخيص في سبيل ربه، هذا الإنسان حينما يأتيه ملك الموت يُنادى :
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ(26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ(27) ﴾
والثاني الذي غفل عن الله، إذا جاءه ملك الموت يصيح صيحةً لو سمعها أهل الأرض لصُعقوا من شدة الندم .
﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ(62) ﴾
هو المولى، هو الذي يُولّيك، هو الذي يربّيك، هو الذي يرعاك، هو الذي يهديك، كنت عنده، جاء بك إلى الدنيا .
هناك موتان وإحياءان :
﴿ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍۢ مِّن سَبِيلٍۢ(11) ﴾
الموت الأول موت العدم .
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً(1) ﴾
والموت الثاني الموت في نهاية الحياة الدنيا، والإحياء الأول إحياء الإنسان في الدنيا، والإحياء الثاني إحياء الإنسان يوم القيامة.
﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ﴾
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) ﴾
لم يرَ أحد هذا الذي ذكره الله عز وجل، لكن الله أراد منا أن نتلقّى إخباره وكأننا رأيناه.
﴿ أَتَىٰٓ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ(1) ﴾
معنى ذلك أنه لم يأتِ، لكن لأن الله وعد به كأنه أتى .
إذا كان الله مولاك فهذه من نعم الله العظمى عليك :
﴿ وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ(116) ﴾
﴿قَالَ﴾
﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ﴾
﴿ ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِ ۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ(257) ﴾
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ(11) ﴾
إذا كان الله مولاك فهذه من نعم الله العظمى عليك، ومعنى مولاك يربيك، ومعنى مولاك يؤدبك، ومعنى مولاك يحاسبك، ومعنى مولاك يعجل لك العقوبة في الدنيا أحياناً.
ربنا عز وجل هو أسرع الحاسبين :
يعني إذا رأى الإنسان أن الله يعالجه، ويؤدبه، ويعاتبه، ويسوق له بعض الشدائد على أخطائه، وينتظر منه أن يتوب إليه، فهذه نعمةٌ لا تعدلها نعمة، لكن المُصاب الكبير أن يعطي الله الإنسان سُؤله وهو في معصيته .
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ(44) ﴾
﴿أَلَا لَهُ الْحُكْمُ﴾
يعني الآن دول، وقوى، وحروب، وخطط، ومؤامرات، وكل إنسان يدّعي أنه يعمل لصالح الأمة، وكل إنسان يدّعي أنه يعمل لصالح البشرية، لكن الله سبحانه وتعالى يفصل بينهم يوم القيامة والحكم له وحده.
﴿أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾
﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ ﴾
﴿ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14) ﴾
وأسرع الحاسبين، فحساب الله عز وجل يكاد يختفي الزمن منه، أنت الآن أمام حاسوب، بمستوى رفيع جداً، حديث جداً، تعطي الأمر ترى على الشاشة النتيجة فوراً، يكاد الزمن يختفي، سرعته عالية جداً، المعالج قوي جداً، فإذا كان خالق الأكوان يقول:
﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ(82) ﴾
قال علماء التفسير: حتى (كُن فَيَكُونُ)
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين