وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 115 - الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارض عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح :

 أيها الأخوة الكرام؛ عود نفسك أن تقبل الحقيقة المرة لأنها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، نحن دون أن نشعر نعيش بأوهام مريحة، يقول لك: أنا مؤمن الحمد لله، لكن لو قرأت آيات القرآن الكريم التي تبدأ بقوله تعالى:

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا ﴾

 هناك أمر وهناك نهي، هل أنت مطبق الأمر ومنته في النهي؟ فإن كان الأمر ليس كذلك فأنت في وهم مريح، الوهم المريح متى تكتشف الحقيقة؟ مثلاً طالب قال لزميله: الأستاذ الفلاني أستاذ الرياضيات ممكن أن نقدم له هدية قبل الامتحان بيومين فيعطينا الأسئلة، هذا وهم، فقضوا العام الدراسي بدون دراسة من سينما لسينما، من سهرة لسهرة، عاشا تسعة أشهر بهذا الوهم، قبل الامتحان بيومين طرق أحدهم باب المدرس وطلب منه أن يأخذ الأسئلة منه فصفعه صفعتين وطرده، الوهم الذي عاشه سنة بكاملها ولم يدرس اكتشف بعد فوات الأوان الحقيقة المرة.
 فيا أخوان؛ لا تقبل من الإنسان أن يدغدغ لك مشاعرك، هذه سهلة جداً جداً، نحن أمة مختارة، نحن خير أمة أخرجت للناس.

 

تبدل القيم :

 أخواننا الكرام؛ هذه الآية مكتوبة في الجامعة العربية على القاعة الكبرى بأجمل خط بشكل دائري:

﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾

[ سورة آل عمران: ١١٠]

 فهذه الأمة سبب خيريتها بتعبير آخر علة خيريتها أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، استمع إلى حديث رسول الله:

(( كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر - الصحابة كأنهم صعقوا – قالوا: أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف- صعقوا صعقة أشد – قالوا: أوكائن ذلكم يا رسول الله؟ قال: وأشد منه سيكون، قالوا: وما أشد منه؟ قال: كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً))

 هذه الحالة اسمها تبدل القيم، مثل بسيط سيدنا عمر أودع شاعراً السجن - هو الحطيئة - لأنه هجا الزبرقان قال له:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها  واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
***

 هذا عدته العرب أهجى بيت، صدق ولا أبالغ هذا شعار كل إنسان الآن، مادام دخلك كبيراً، بيتك ملكك، عندك زوجة تروق لك، أولادك أمامك، سيارتك فارهة، إنفاقك كبير، يقول لك: من بعدي الطوفان، فخار يكسر بعضه، لا تدقق، هذه الكلمات قالها أهل السنة في الشام لأربعين عاماً دفعوا الثمن، دفعوا الثمن مليوني ضعف، لا تدقق، ليس لنا دخل، فخار يكسر بعضه.
 فالحقيقة المرة دائماً أفضل ألف مرة من الوهم المريح، لا تقبل وهماً، واجه المشكلة، عندنا حالة نفسية اسمها القفز على المشكلة، هذا سلوك الجبناء، سلوك الضعفاء، واجه الحقيقة، أي أنت ضعيف بهذه المادة كطالب لا تقل: آخذ الأسئلة من الأستاذ، لا تقل: أفتح بشكل عشوائي والله سيوفقني، ادرس، ادفع الثمن، الثمن هو الأخذ بالأسباب، البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.

 

الإيمان مرتبة أخلاقيّة و علميّة و جماليّة :

 أيها الأخوة الكرام؛ الدين النصيحة، وأنا والله أنصح نفسي قبلكم، لا تقبل وهماً مريحاً ابحث عن الحقيقة المرة التي هي أفضل ألف مرة من الوهم المريح، لا تقبل وهماً مريحاً، إذا معك شيك بألف دينار ومزور، أن تكتشف الحقيقة قبل فوات الأوان أفضل أم أن تقدمه إلى المصرف فتؤخذ إلى السجن؟ ابحث عن الحقيقة المرة، لا تفرح لمن يمدحك، ولا لمن يدغدغ مشاعرك، حتى بالدروس يوجد دعاة يدغدغون مشاعر الناس، نحن أمة مختارة والحمد لله، اسمع الآية:

﴿وَقالَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى نَحنُ أَبناءُ اللَّهِ وَأَحِبّاؤُهُ ﴾

[ سورة المائدة: ١٨]

 الله عز وجل لم يقبل دعواهم إلا بالدليل، الرد الإلهي:

﴿ قُل فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنوبِكُم ﴾

[ سورة المائدة: ١٨]

 و إذا كنا نحن أمة مختارة عندنا مشكلات، عندنا مصائب لا تعد ولا تحصى، أي أمة تملك نصف ثروات الأرض وهي أفقر أمة في الأرض، نصف ثروات الأرض تملكها الأمة العربية، ونحن أضعف الأمم وأفقرها، هذه حقيقة مرة، فلذلك على المستوى الفردي لا تقل: أنا مؤمن، ما هو الإيمان؟ أنت أحياناً فقط للتقريب تطبع بطاقة معايدة تكتب جانب اسمك حرف الدال، ما معنى ذلك؟ أي معك ابتدائي و متوسط و توجيهي و لسانس إن كان بالآداب معك بكالوريوس، إن كان بالعلوم معك دبلوم عام، معك دبلوم خاص، و ماجستير، و دكتوراه، اثنتا عشرة شهادة وثلاثون سنة دراسة لتضع حرف الدال جانب اسمك، وتريد أن تكون مؤمناً؟! أعلى مرتبة في الحياة الإيمان، الإيمان مرتبة أخلاقية، والإيمان مرتبة علمية، والإيمان مرتبة جمالية، وإذا لم تقل: أنا أسعد إنسان في الأرض إلا أن يكون أحد أتقى مني عندك مشكلة بإيمانك.

 

من لم يعبد الله لن يُمكن في الأرض :

 من السهل جداً أن ندغدغ مشاعر بعضنا، لكن عندنا وعود من الله عز وجل بالنصر، ونحن لسنا بمنتصرين، قال تعالى:

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ ﴾

[ سورة النور: ٥٥]

 هل نحن مستخلفون؟

﴿ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ ﴾

[ سورة النور: ٥٥]

 ديننا ممكن في الأرض أم يواجه حرباً عالمية ثالثة؟

﴿ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا ﴾

[ سورة النور: ٥٥]

 كل الوعود غير مطبقة ما السبب؟ قال:

﴿ يَعبُدونَني ﴾

[ سورة النور: ٥٥]

 فنحن إذا لم نعبد الله كما أراد الله لن ننتصر.

 

العاقل من يبدأ من النهاية :

 الذي أتمناه في هذا اللقاء الطيب أن يكون واضحاً لا تقبل وهماً مريحاً، الأمة الإسلامية معذبة، ومضطهدة، وثرواتها ليست لها، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل، اسمع الآية:

﴿ وَلَن يَجعَلَ اللَّهُ لِلكافِرينَ ﴾

[ سورة النساء: ١٤١]

 لن أداة نفي للمستقبل،

﴿ عَلَى المُؤمِنينَ سَبيلًا﴾

 وإذا كان لهم علينا ألف سبيل فالآية لم تحقق، أين الخلل؟ عندنا خلل كبير في حياتنا، ألا ترى أن هناك مساجد، وكل بيت فيه آية الكرسي، وكل سيارة فيها مصحف، هذه الأشياء لا تقدم ولا تؤخر، الذي يقدم ويؤخر هل أنت مطبق لهذا الدين؟ هل أنت مطبق لتعاليمه؟ هل أنت عند الأمر والنهي، أحد العلماء يقول: ليست الولاية أن تطير في الهواء، ولا أن تمشي على وجه الماء، ولكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام، أن يراك حيث أمرك، وأن يفتقدك حيث نهاك، فأنت بينك وبين نفسك نحن كلنا سوف نموت، من بيت، عندك زوجة، عنك بنات، عندك أولاد، عندك سيارتان، عندك دخل فلكي، هذا الشيء لا يدوم، في لحظة سوف نغادر الدنيا، الحقيقة موضوع الموت موضوع خطير عندما أرى جنازة أقول: هذا الشخص إلى أين ذاهب؟ ماذا ترك؟ ترك بيتاً قد يكون أربعمئة و خمسين متراً، ترك زوجة، ترك بنات، ترك أولاد، ترك وظيفة، مكتبه فخم جداً، عنده برنامج للصيف، عنده برنامج مدروس تماماً، وبعد ذلك؟ يوجد قبر، القبر، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت، سمعت في قراءاتي عن رجل صالح حفر قبراً في بيته وكان يضطجع كل خميس في هذا القبر ويتلو قوله تعالى:

﴿ رَبِّ ارجِعونِ*لَعَلّي أَعمَلُ صالِحًا ﴾

[ سورة المؤمنون: ٩٩-١٠٠]

 فيخاطب نفسه ويقول لها: قومي لقد أرجعناك، فأنت دائماً فكر بالنهاية، عندنا وسائل معاصرة لرفع القدرات، اسم هذه الوسيلة البرمجة العصبية اللغوية، أعجبني فيها كلمة واحدة: ابدأ من النهاية، ماذا يوجد بالنهاية؟ يوجد قبر، يوجد رحمة الله تعالى.

 

مشكلة المسلمين الأولى ليست بالصلاة إنما بالاستقامة :

 مرة كنت في المغرب دعيت إلى مؤتمر، يوجد بالبرنامج صلاة بجامع الرباط، جامع تراثي لكن صدق أن الطريق له عرض إنسان واحد، وهناك دكان صغيرة مكتوب على البلور لوحة: صلِّ قبل أن يصلى عليك، أنت تدخل إلى الجامع قائماً لمدة عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة فقط هناك مرة تدخل هكذا بشكل أفقي، أين بطولتك؟ أن تعد لهذا الدخول الأخير، آخر دخول إلى الجامع ليصلى عليك، فصلِّ قبل أن يصلى عليك، دقق بدخلك هل يوجد مال حرام؟ هل هناك مادة محرمة؟ هل هناك بيعة فيها شبهة؟ استيراد لا يرضي الله عز وجل؟ يقول لك: هذه المادة عليها طلب، وهي محرمة.
 فالمشكلة ليست مشكلة صلوات، دائماً وأبداً الناس يتوهمون الدين في الجامع، لا الدين ليس بالجامع، الدين بمكتبك التجاري، الدين بدكانك، ممكن أن تأتي امرأة متفلتة كل مفاتنها ظاهرة، تدير معها حديثاً ممتعاً، أنت بائع أقمشة هذا اللون يليق بك مثلاً، أنت تدير حديثاً مع امرأة لا تحل لك، وتذكرها بمواطن جمالها، بعد ذلك أذن الظهر ذهبت إلى الجامع، الله أكبر، أن تدير حديثاً مع هذه المرأة التي لا تحل لك، ثم تقبل على الله بهذه الصلاة لا يجوز.
 إذاً لا يوجد استقامة، لا يوجد صلة بالله عز وجل، تستطيع أن تتوضأ وتقف وتقرأ سورة الفاتحة وتركع وتسجد، هذه صلاة حركات، سكنات، وتمتمات، وقراءات، تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، لكن الصلاة اتصال بالله، لن تستطيع أن تتصل بالله إذا كنت على معصية ثابتة، نصيحة لوجه الله تعالى وأنا أنصح نفسي بها: دقق بحياتك، بلقاءاتك، بسهراتك، بسفرك، بإقامتك، بدخلك، بتجارتك، هذا النشاط الكبير الاجتماعي والاقتصادي عندما تجعله أنت وفق ما يرضي الله ترى أنه يوجد خط ساخن مع الله، إذا عندك أفخر هاتف، هناك هواتف غالية جداً لكن لا يوجد خط ما قيمة هذا الهاتف؟ وعندك هاتف من عام ثمانية و اربعين، هذا الهاتف إذا فيه خط أفضل من أرقى هاتف لا يوجد به خط، فالبطولة أن يكون لك مع الله خط ساخن، إذا وقفت في الليل تقول: يا رب اهدنا فيمن هديت، عافنا فيمن عافيت، لا تحس بشيء لأن هناك عقبة، حاجز، فأنا أدعو إلى الله فاستقم كما أمرت، حاول أن تدقق في دخلك، في إنفاقك، في لقاءاتك، في حفلاتك، مثلاً يقول لك: لا نريد أن نفرق العائلة، أنت جالس مع ثلاث أخوات لزوجتك، والله هذه أجمل، لماذا لم أختارها وأخذت هذه؟ هذا بالعقل الباطن، بالكلام كله مضبوط فإذا كان هناك لقاءات لا ترضي الله، حفلات، أشياء ليست من الدين في شيء، هذه يجب أن نبتعد عنها، حتى يكون لك خط ساخن مع الله تقول له: يا رب، وتدمع عينك، تقول له: يارب، ويقول لك: يا عبدي قبلت، ياربي تبت إليك، تشعر بأعماق أعماقك أن الله يقول لك: عبدي وأنا قد قبلت، أي نريد علاقة مع الله حميمة، صلة بالله قوية، إذا قرأت القرآن أن تتأثر.
 قال الحسن البصري: إذا صليت فلم تشعر بشيء، وذكرت الله فلم تشعر بشيء، وقرأت القرآن فلم تشعر بشيء، فاعلم أنه لا قلب لك، نسأل الله أن يلهمنا الصواب، ويلهمنا أن نكون مع الله كما يريد، لذلك عود نفسك أن تقبل الحقيقة المرة، لا تقبل وهماً مريحاً، واجه المشكلة لا تقفز عليها واجهها.

حاجة المؤمن إلى حاضنة إيمانية :

 أذكر أنه كان هناك تاجر من حلب- القصة تأثرت بها كثيراً- يبدو أنه كان مدمن خمر، ذهب إلى بيت الله الحرام، وتاب توبة نصوحة، رجع بقي جالساً مع رفاقه القدامى لأنه يحبهم، قالوا له: اشرب، قال: لا، أنا تبت، قالوا: لا، اشرب، قال له شخص: كم دفعت من أجل الحجة؟ قال له: دفعت خمسين ألفاً، قال له: هذه خمسون ألفاً و اشرب، شرب بعد اثني عشر يوم توفاه الله شارب خمر فدائماً وأبداً لا تصاحب من لا ينهض بك إلى الله حاله، ولا يدلك على الله مقاله، لابد من أن تبحث عن مؤمنين تعيش معهم، مادام حولك حاضنة اجتماعية غير ملتزمة من الصعب أن تلتزم قال تعالى:

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾

[ سورة التوبة: ١١٩]

 تحتاج إلى حاضنة إيمانية، تحتاج إلى بيئة إيمانية، تحتاج إلى أخ مؤمن يدلك على الطاعة، أخ مؤمن يشجعك على العمل الصالح، لا تريد أخاً يثبطك.

 

إيثار طاعة الله و رضوانه على كل شيء :

 أرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعاً كما أراد الله، القضية قضية شقاء أو سعادة، قضية توفيق أو تعسير، قضية حياة أو موت، فالإنسان إذا توفاه الله وكان ملتزماً فهنيئاً له، وإذا كان هناك تقصير وشبهات و دخل حرام لم يتحلل منه إذاً عنده مشكلة مع الله كبيرة جداً، لذلك الآن الآية الأولى إن شاء الله غداً نشرحها، قال تعال:

﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ ﴾

[ سورة التوبة: ٢٤]

 أي من طاعة الله في قرآنه، وطاعة الرسول في سنته، والجهاد في سبيله:

﴿ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾

[ سورة التوبة: ٢٤]

 هذه الآية أنا أسميها: قاصمة الظهر، وهذه تحتاج إلى محاسبة ذاتية، يا ترى هل هناك شيء أحب ليّ من الله؟ هل من الممكن أن أؤثر لقاء مختلطاً على طاعة الله؟ هل من الممكن أن أؤثر صفقة لمادة محرمة لأن فيها أرباحاً كبيرة على طاعة الله؟ الدين في الدكان، الدين في المكتب التجاري، الدين في الوظيفة، ممكن أن أخلق لمواطن مشكلة حتى يتلافاها يدفع مبلغاً كبيراً، يوجد مليون عمل أنت تمسك زمام الأمور ممكن لا توافق إلا بمبلغ، هذه في العالم كله الآن، موضوع الرشوة، فإذا أنت تريد الله ورسوله، وتريد الجنة يجب أن تستقيم، متى الإنسان يعالج ضغط الدم المرتفع؟ بحالة واحدة أن يعلم أن ضغطه مرتفع، عندما يشتري جهاز ضغط ويقيس ضغطه 20/10 الطبيعي 12/8 عنده مشكلة كبيرة بالضغط، والضغط هذا القاتل الصامت، أنا بالمناسبة أتمنى أن يكون في كل بيت جهاز ضغط، هذا القاتل الصامت الضغط المرتفع ليس له أي علامة، لكن الضغط المرتفع يجعل خثرة في الدماغ فجأة، والخثرة شلل، فالإنسان يجب أن ينتبه إلى ضغطه حتى يضمن أسباب الصحة.
 فنحن بالدين أخطر بكثير، تملك وسائل النجاة من الله عز وجل أي هناك نشاط إسلامي جيد جداً لكن لا يكفي، يحتاج إلى متابعة، فهنا الآية:

﴿قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ ﴾

[ سورة التوبة: ٢٤]

 أي من الله في قرآنه، ورسوله في سنته، والجهاد في سبيله،

﴿ فَتَرَبَّصوا ﴾

  أي الطريق غير سالك،

﴿ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّهُ بِأَمرِهِ وَاللَّهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ﴾

  فنسأل الله أن يلهمنا الصواب جميعاً، ويلهمنا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور