وضع داكن
28-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 100 - الاستعداد لشهر رمضان.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم، وزد وبارك على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة لكم جميعا مستمعينا الكرام على الهواء مباشرة في إذاعة حياة fm في مجلس العلم والإيمان، في لقائنا ودرسنا الأسبوعي مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا وأستاذنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم.
المذيع:
 يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ ﴾

[سورة البقرة: ١٨٥]

 ويقول عليه الصلاة والسلام:

(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ))

[أخرجه البخاري ومسلم]

 شيخنا الدكتور الكريم هي أيام معدودة تفصل بيننا وبين شهر رمضان، فلقد انتهينا من النصف الأول من شعبان، بارك الله لنا به، وبلغنا وإياكم رمضان، نتحدث في هذه الحلقة عن التحضير والاستعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل، نبدأ معكم بما يجول بخاطركم عن هذا الشهر الفضيل دكتور محمد.

الصّيام عبادة الإخلاص لله عز وجل :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 الحقيقة أن بين أيدينا أداة يستعملها معظمنا، هذا الهاتف الخلوي، هذا الهاتف لابد من شحنه من حين لآخر، فإن لم يشحن أصبح قطعة من البلاستيك لا معنى لها إطلاقاً، الإنسان المؤمن يحتاج إلى شحن، يشحن كل يوم خمس مرات بالصلاة، وكل أسبوع في صلاة الجمعة شحنة عيار أثقل، وعنده شحنة سنوية برمضان، شحنة يومية بالصلوات الخمس، وشحنة أسبوعية بخطبة الجمعة، ويوجد شحنة سنوية هي رمضان، ويوجد شحنة بالعمر كله الحج، عبادات هدفها الكبير عقد الصلة مع الله.
 أصل هذه العبادات أن يذوق المؤمن حلاوة القرب من الله، فمرة أمره أن يدع الطعام والشراب، مرة أمره أن ينتقل من بلده إلى بلد بعيد، أي العبادات منوعة، لكن كلها تصب في خانة واحدة أن يحكم المؤمن من هذه العبادة الصلة بالله عز وجل، الله صاحب الكمال والجمال.
 لو أخذنا الجمال، كل ما في الكون من جمال نفحة من جمال الله، كل ما في الكون جمال طبيعي، جبال خضراء، سهول، بحار، طفل جميل وجهه كالقمر، نباتات لا تعد ولا تحصى، حقول، كل ما في الكون من جمال مسحة من جمال الله تعالى.
 أنت في هذا الشهر تتصل مع أصل الجمال، فإن لم يكن هذا الشهر أسعد أيام العمر هناك مشكلة كبيرة أن الإنسان لم يفهم حكمة الصوم، أراد الله عز وجل أن يجعلك في ظرف تحكم الاتصال به ثلاثين يوماً، طعام في النهار لا يوجد، فأنت أمرك أن تدع أشدّ الأشياء قرباً منك الطعام، حتى تناول الطعام مباح، ما نهاك عن معصية نهاك عن مباح، إمعاناً في الامتحان.
 مثلاً أب أعطى ابنه، هيأ له أرقى مدرسة، هيأ له حاجاته كلها، هيأ له مبلغاً يعطيه إياه كل يوم، مرة يوجد طعام على المائدة من صنع أمه، قال الأب للابن: لا تأكل يا بني، ألا ينبغي بعد كل هذا الخير من أبيه، كل هذا الكمال، كل هذا العطاء، كل هذه الحكمة، ألا تسمح لهذا الأب أن يعطيك أمراً لم تفهم حكمته؟
 الله عز وجل أراد أن يمتحن عبوديتنا إليه، نهاك عن شيء حلال، عن طعام وشراب، فالصيام عبادة الإخلاص، الإنسان يمكنه أن يصوم أمام الناس، يدخل إلى بيته لا يوجد جهة تراقبه يتناول كأس ماء بارد، أقول كلمة دقيقة: حينما تصوم معنى ذلك أنت مؤمن إيماناً عملياً أن الله معك، أنت لوحدك لا يوجد أحد، والثلاجة فيها ماء بارد، وأنت عطش جداً، لا يوجد جهة في الأرض تضبطك عن هذه المعصية، فحينما لا تشرب معنى ذلك أنت مؤمن أن الله معك، حتى العلماء أسموا هذه الطاعة عبادة الإخلاص لله عز وجل.
المذيع:
 حسنا دكتور أعود لأصل الفكرة ربنا الله سبحانه وتعالى لا يحتاج منا عبادة، ولا امتناع عن طعام أو شراب، لماذا كانت عبادة الصوم؟

الحكمة من الصيام :

الدكتور راتب :
 أرادنا الله أن يعيننا على أن نتصل به، نذوق طعم القرب منه، حملنا على أن نعقد اتصالاً معه من خلال عمل يمس حاجاتنا، دع الطعام والشراب، فهو أعطاك أمراً يتناقض مع حاجاتك اليومية من أجل أن تشعر أنك أطعت الله، وقدمت شيئاً ثميناً له من أجل أن تذوق طعم القرب.
 وأنا أقول كلمة لإخواننا المستمعين: أنت إن لم تقل في شهر الصيام ليس أحد أسعد مني عندك مشكلة، تارك طعامك وشرابك لوجه الله، لوجه خالق السموات والأرض، لوجه ملك الملوك، لوجه قيوم السموات والأرض، لوجه الذي سوف تقف يوم القيامة بين يديه، هذا الصيام، عبادة من مستوى عال جداً.
المذيع:
 لماذا لرمضان هذه البركة العظيمة جداً، رمضان من أوله لآخره بليله ونهاره مبارك ما سبب بركة رمضان دكتور؟

أكبر عطاء إلهي في الصيام شعور الصائم أنه أطاع الله :

الدكتور راتب :
 في الحقيقة سؤال دقيق جداً، الله عز وجل يتجلى على عباده بتعبير آخر تتنزل السكينة على قلب المؤمن، العمل الصالح يصعد إلى الله يرجع للعبد سكينة، استقراراً، سعادة، توازناً، يرجع سكينة، فأنا أقول: أكبر عطاء إلهي في الصيام أن هذا الصائم يشعر بأنه أطاع الله، وركل شهوته بقدميه، والجو حار، والماء بارد، ترك كل هذه الأشياء التي تريح جسده ابتغاء مرضاة الله، يشعر أنه قام بعمل كبير مع الله، هذا العمل وإن كان سلبياً فسلبيته إيجابية، يشعر ان الله يحبه، هذا الشعور يؤكده الاتصال بالله عز وجل.
المذيع:
 حسناً، شيخنا الفاضل القرآن الكريم مربوط بشهر رمضان ودائماً نقول: إن رمضان هو شهر القرآن ما الحكمة أن يرتبط القرآن بشهر رمضان؟

الحكمة من ربط القرآن بشهر رمضان :

الدكتور راتب :
 يوجد أشهر مقدسة عند الله عز وجل، وشهر رمضان مقدس عند الله عز وجل، وهذا الكتاب الأول للبشرية في شهر رمضان، أي جمع بين شيئين كبيرين بين كونه كتاب الله وبين نزوله في شهر رمضان مبارك.
المذيع:
 هل فيها رسالة دكتور للمسلم بأن يكثر تحديداً من عبادة قراءة القرآن في رمضان أكثر من العبادات الأخرى؟
الدكتور راتب :
 ممكن، لكن الأصل أنك قمت بدورة تدريبية سنوية بتعبير معاصر دورة مكثفة، أنت عندك مدرس لكل مادة من المواد، لكن مادة الرياضيات مادة معقدة، يجرى للطلاب دورة مكثفة للرياضيات بأسبوعين، كل يوم محاضرتان، تسمى دورة مكثفة، فرمضان دورة مكثفة للمؤمن، أي شهر عبادة، شهر قرآن، شهر إنفاق الزكاة، شهر صلة الرحم.
المذيع:
 دكتور أنت شبهت رمضان بالدورة الإيمانية التدريبية أي دورة تدريبية يقيس المشارك نجاحه بها إذا تحلى بمهارات إضافية، كمسلم ما الذي يجب أن يتحلى به بهذا الشهر؟

العمل الصالح يرفع المؤمن :

الدكتور راتب :
 يجب أن يشعر إذا اتصل بالله أنه أسعد الناس، هنا توجد الصلة بالله، على أثر ترك المباح، دفع ثمن هذه الصلة، قلت لك: العمل الصالح يرفع المؤمن.
 إنسان طرق بابك وهو بحاجة للمال، وعندك مبلغ لا تملك غيره، فلما ألح عليك وتأكدت أنه فقير أعطيت كل ما تملك لهذا الفقير، الآن أنت إذا أردت أن تصلي المغرب، فعلت شيئاً مهماً، معك مبلغ أنت بحاجة له لكن آثرت طاعة الله على حاجتك، فلك عمل صالح تقدمه بين يدي الله عز وجل، لذلك الآية:

﴿ وَالعَمَلُ الصّالِحُ يَرفَعُهُ ﴾

[سورة فاطر: ١٠]

 الاستقامة سلبية، أنا ما كذبت، ما غششت، كلها فيها ما، العمل الصالح عطاء أنفقت من علمي، من مالي، من قوتي، من جاهي.
المذيع:
 دكتور في الحديث القدسي الذي يقول فيه الله سبحانه وتعالى:

(( كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، إلا الصيامُ فإنه لي وأنا أجْزِي به))

[أخرجه البخاري ومسلم]

 للحديث معنى عميق وخطير، ما الذي يخص هذا الحديث؟

 

الصيام لله و هو يجزي به :

الدكتور راتب :
 أنت حينما تؤمن بغض البصر فالنهاية لم تشوش نفسك بامرأة لا تحل لك، أنت حينما أنفقت زكاة مالك جاءك رزق أضعافاً مضاعفة، أي عمل تفعله هناك ما يقابله في الدنيا، أما الصوم فهذا لله فقط، تركت الطعام والشراب من أجل الله عز وجل، أحياناً يأتي غني ينفق ماله، عندما ينفقه يرجع له أضعافاً مضاعفة، فالإنفاق مربح مثلاً ينفق وهو يتمنى الربح، يأتي إنسان آخر يستقيم في بيعه وشرائه، الغلة تزداد ويثق الناس به، كل الأعمال التي يفعلها الإنسان لها أثر إيجابي آني، فالإنسان بعد حين يفعلها طمعاً بأثرها الإيجابي، إلا الصوم لا يوجد أثر إيجابي، الأثر الإيجابي عبادة، الطعام موجود لم تأكل، الشراب موجود لم تشرب، إلا الصوم إنه من أجلي وحدي، لا يوجد عمل تفعله أمام الناس إلا وقد يتسرب الرياء، حتى لو شخص صام نفلاً ولم يتكلم أنا صائم، صام لوجه الله.
المذيع:
 دكتور بنفس هذا الحديث يوجد تتمة:

(( والذي نفسُ محمد بيده لَخَلُوفُ فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك))

[أخرجه البخاري ومسلم]

 المعروف أن الخلوف الرائحة البشرية المزعجة لماذا جاءت الكلمات:

(( أطيبُ عند الله من ريح المسك))

رائحة خلوف فم الصائم هي رائحة الطاعة و القرب من الله :

الدكتور راتب :
 إذا تطيب شخص بأطيب أنواع العطور، وإذا كان يقدم عملاً صالحاً بجهد عضلي، وعرق عرقاً شديداً، والعرق مالح، أية رائحة أطيب؟ رائحة العطر الفرنسي ضمن المعصية أما رائحة العرق المالح ضمن الطاعة؟ هذا المعنى، هو عندما ترك الطعام له رائحة لفمه، لكن هذا رائحة الطعام الذي تركه، هذه رائحة الطاعة، رائحة القرب. معظم الناس بعد العصر يوجد رائحة غير محمودة من فمهم.
المذيع:
 دكتور في الجزء الثاني للحديث

(( وللصائم فرحتان يفرحهما ، إذا أفطر فرح بفطره ، وإذ لقي ربَّه فرح بصومه))

[أخرجه البخاري ومسلم]

 لماذا للصائم فرحتان دكتور؟

 

للصائم فرحتان فرحة إذا أفطر و فرحة إذا لقي ربه بصومه :

الدكتور راتب :
 سيدي، إذا شخص لم يصم رمضان، وشعر ببعد عن الله كبير، شعر ببعد ورأى نفسه عاصياً، يأتي العيد يفطر يأكل مع الناس، هو كان يأكل طوال رمضان، لكن الذي صام لن يفطر مثله، أي الامتحان مؤقت، الفرحة الأولى أن الامتحان انتهى ونجحت، أول يوم العيد يوجد إفطار، أنت تشعر أنك صمت رمضان إيماناً واحتساباً، وخضعت لمنهج الله، وهذه المشقة للصيام انتهت، فرحة الطعام برمضان كله ممنوع، أول يوم بالإفطار يمكنه أن يشرب كأس شاي الساعة العاشرة مثلاً، يمكنه أن يأكل كل شيء، يأكل فاكهة متى شاء، أما الصوم فليس هكذا، هذه فرحة، أيام فيها منع الله، أيام فيها فتح، انظر مشقة الصيام انتهت بقيت الجائزة. والذي فطر في رمضان فرحة الإفطار انتهت بقي الإثم.
 الفكرة دقيقة، شخصان شخص صام والثاني لم يصم، الذي صام مشقة الصيام والعطش والحرمان الشديد واليوم الطويل بأيام الصيف، أتى العيد فطر، انتهى أصبح مثله مثل غيره، بقي الأجر، والذي أكل مفطراً متعمداً وتمتع بالأكل في رمضان فاللذة انتهت بقي الإثم.
 الطاعة كلها يوم القيامة تنتهي متاعبها ومشاقها وتبقى الجنة، والذي استمتع بالزنا والخمر والقمار طوال حياته تنتهي هذه المسرات بقيت النار أمامه.
 أنا أضرب مثلاً دقيقاً؛ شخص راكب دراجة على طريق مستقيم، واجه طريقين طريق نازل وطريق صاعد، الطريق النازل معبد، وفيه أزهار وأشجار وهو راكب دراجة، وهذا أريح لراكب الدراجة من الطريق الهابط، هذا لا يجهده أبداً، والثاني صعود، وفيه غبار وأحجار وحفر وحر شديد، أي منها يختار بحواسه الخمس؟ النازل، معلقة لوحة: هذا الطريق النازل ينتهي بحفرة مالها من قرار، فيها وحوش كاسرة لم تأكل شيئاً من شهر، فقط لوحة وبعدها بجانب اللوحة منظار، وفي الطرف الآخر قصر منيف لمن وصل إليه وهناك شيء آخر ويوجد منظار، يمكنك أن تقرأ اللوحة يوجد قصر منيف لمن اختار هذا الصعود ويوجد منظار، عندما ترى اللوحة والمنظار هنا ألا يختلف قرارك؟ كنت ستنزل الآن سوف تصعد واضحة تماماً.
 لذلك الدين فيه متاعب، إن عمل الدنيا سهل بسهوة، سها عن عواقب هذه المعاصي، سهل بسهوة، لا يصلي، يأكل كما يشتهي، ينظر إلى الفتيات مثلاً، وإن عمل الجنة حزن بربوة:

(( أَلا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ ،...إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ))

[ أحمد عن ابن عبَّاس ]

المذيع:
 هل يمكن أن يفهم من هذا الحديث دكتور أن الله يجعل مكافأة نفسية للصائمين أي دائماً الناس الصائمون يقولون: لذة كأس الماء عند الإفطار لا تقدر بثمن رغم أن الماء لا طعم له.

لذة الطعام عند الإفطار لا تقدر بثمن :

الدكتور راتب :
 نعم، لكن له قوانين، أي ممكن أن تأكل وأنت لست جائعاً فيكون الطعام له طعم، لكن عندما أنت تكون جائعاً جداً تتذوق الطعام تذوقاً مذهلاً.
 لذلك في ألمانيا يوجد أكبر مستشفى، بأكبر خط بالألماني مكتوب: نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع، محمد بن عبد الله، فوضع هذا الحديث أصلاً في الطب الوقائي، هذا الطب الوقائي: نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع.
المذيع:
 دكتور في حلقتنا على استعداد لاستقبال رمضان، كيف يستعد الإنسان بعدما تعرفنا على عظمة رمضان ومكانته وأجره، كيف يستعد الإنسان لرمضان وبيننا وبينه تقريباً عشرة أيام؟

كيفية استعداد الإنسان لرمضان :

الدكتور راتب :
 أحياناً يمكن أن تمثل الأمور الفكرية بأشياء مادية، فالشخص يمشي بحياته العادية، سوف نمثل حياته العادية بمستوى رمضان، هو في مستوى عال، يوجد قيام الليل، وقراءة قرآن، وغض بصر محكم، لكن الذي دينه خفيف قليلاً وتكون عبادته في رمضان جيدة، لا يوجد غناء، لا يوجد أشياء لا ترضي الله على الشاشة، أي ضبط الحواس وما إلى ذلك، فإذا كان رمضان بمستوى أعلى من حيث الضبط والعطاء عندك سلبي وإيجابي، وقبل رمضان بمستوى أدنى، لا يستطيع الإنسان أن يخرج قفزة واحدة من الأدنى للأعلى، فالمستوي العالي يحتاج إلى مستوى مائل قبله.
المذيع:
 دكتور نعتذر عن المقاطعة ولكن لتوضيح الفكرة رمضان كأنه قمة مرتفعة والإنسان لا يستطيع القفز.
الدكتور راتب :
 الشخص بين يوم وليلة لا يستطيع أن يقفز، لكن إذا بدأ من منتصف شعبان يغض بصره، يقرأ القرآن كل يوم، هذه الأعمال التي يعملها في رمضان ألفها قبل أن يأتي رمضان، فيتقنها برمضان.
المذيع:
 لا تبدأ في رمضان لكن يبدأها قبل رمضان حتى يعتاد عليها وفي رمضان الإتقان.
الدكتور راتب :
 بكل المشاريع الضخمة يوجد مرحلة تمهيد، فالتمهيد لا بد منه.
المذيع:
 لعل الإنسان الذي لا يبدأ التغيير قبل رمضان، ويظن أن رمضان الحبة السحرية التي تغيره قد لا يستطيع.
 حسناً دكتور، بعض الناس تبدأ رمضان وتكون الهمة ليست كما ينبغي، ينتهي رمضان ولم ينته بشيء، ما الخلل؟

 

من تقرب إلى الله بامتناعه عن الطعام و الشراب يرزق سكينة تغمر قلبه :

الدكتور راتب:
 يوجد عالم أجاب عن هذا السؤال لكن إجابته قاسية، هل تسمح لي أن أقولها لك؟ قال: إذا إنسان صلى فلم يشعر بشيء، صام فلم يشعر بشيء، ذكر الله فلم يشعر بشيء، فليعلم أنه لا قلب له، خالق الأكوان تدع الطعام لأجله وأنت جائع، وقد يكون الشهر بالصيف إكراماً لهذا الإله العظيم، وتقرباً إليه، خضوعاً لطاعته، ولا تحس بشيء؟ من سابع المستحيلات أن تتودد إلى الله بشيء ثم لا ترى مودة أكبر من مودتك له، ينزل على قلبك السكينة، تحس بسعادة لا توصف، ما السكينة؟ تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، يعطيك السكينة أو التوفيق، ترى نفسك موفقاً بعملك، كلامك سديد، نظرك ثاقب، قرارك حكيم، في بيتك سعيد، بالعمل سعيد، هذه السكينة.
 وأنا أقول كلمة: إن لم تقل أيها المؤمن وأنا لا أبالغ والله ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني يوجد عندك مشكلة كبيرة جداً، لأنك مع من بيده كل شيء.
المذيع:
 إذاً الأصل دكتور أنني حينما أتقرب من الله بالامتناع عن الطعام والشراب أن يرزقني سكينة تغمر قلبي، ماذا لو لم أعش بهذه المشاعر دكتور؟

الصيام هو ترك الغيبة و النميمة و ليس الطعام و الشراب فقط :

الدكتور راتب:
 كما قال النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم:

(( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش))

[أخرجه الحاكم في مستدركه وابن خزيمة في صحيحه]

 أي عندما نفهم الصيام ترك الطعام والشراب ليس غير، أكبر خطأ في الصيام ترك الطعام والشراب، هذا الشيء ملموس، أما الواجب فترك الغيبة، والنميمة، وإطلاق البصر، وسماع الغناء، والجلسات التي لا ترضي الله، والطرف التي لا ترضي الله، والصديق الذي لا يرضي الله، بعيد عن الدين، ومتفلت.
المذيع:
 في بعض الدول يكون التركيز على بعض الجماليات كالزينة والأثواب والعزائم لرمضان، هل ترى دكتور أنها تزيد من روحانية الإنسان؟

 

رمضان شهر عبادة فعلى الإنسان أن يتجاوز فيه جميع القضايا :

الدكتور راتب:
 إذا كان رمضان كله عزائم ومسلسلات هذا لم يعد رمضان إطلاقاً، ألغي كشهر عبادة والله لا أبالغ، لأن عنده كل يوم عزيمة، كل يوم طعام طيب، بعدها سهرة على المسلسلات، وكلها برامج، ويوجد بعض البرامج الساقطة، صممت خصيصاً لشهر رمضان المبارك، تناقض بحياتنا عجيب، المعصية صممت لشهر رمضان المبارك، انظر للأفلام يوجد خيانات، أحياناً يوجد معصية وآثام، ويوجد تفلت.
المذيع:
 من تجاوز هذه القضايا المحرمة وذهب للجماليات كزينة رمضان هل تراها جميلة؟
الدكتور راتب:
 يوجد هناك عادات وتقاليد إن لم تتصادم مع الشرع لا يوجد مشكلة.
المذيع:
 هل تراها نقطة تصادم؟
الدكتور راتب:
 لا، هي تدل على الفرح، لكن عندما نكتفي بها انتهى رمضان، أحياناً طالب يلبس بذلة أنيقة ويتعطر لكنه لا يدرس التغت مهمته كلها.
المذيع:
 حسناً شيخنا الفاضل، جزء من العادات والتقاليد قضية العزائم بكثرة، وهي موجودة عندنا بالأردن بكثرة هل بداية يؤجر الإنسان عليها؟
الدكتور راتب:
 والله أنا أتمنى من إخواننا الكرام المستمعين يا أخي قوموا بتأجيلها لبعد رمضان، ماذا يحدث؟ أكلنا وصلينا المغرب وبعده العشاء، لم تجلس مع أحبابك، أو ألغيت التراويح، ألغيت رمضان، أما إذا أخرت الولائم لبعد رمضان فما المانع؟ إذا كان هناك ولائم اجعلها بعد رمضان، دع رمضان شهر للعبادة فقط.
المذيع:
 حسناً شيخنا لو كان في رمضان ولائم ولكنها محدودة ليست بشكل يومي؟
الدكتور راتب:
 حسناً ليست مشكلة، مثلاً أب دعا ابنه، أو بنت دعت والدها، ليس هناك مشكلة، أما الأصل فألا يكون هناك دعوات، المقربون جداً منك دعوك برمضان وأنت قمت للمغرب ثم قمت للتراويح لم يعاتبوك إلى أين أنت ذاهب.
المذيع:
 دكتور هل تنصح بجدول العبادات في رمضان أي أن يكتب الإنسان؟

قراءة القرآن في رمضان قراءة تعبد و تدبر :

الدكتور راتب:
 إذا قرأ كل يوم جزءاً لكن قراءة متقنة، وقراءة مع التمحيص، آية الأمر، آية النهي، آية كونية، أي يقوم بنفسه بكتابة دراسة للآيات، كل يوم جزء، يوجد عندنا قراءتان؛ قراءة تعبد، وقراءة تدبر،
 التعبد كل يوم اقرأ جزءاً، أما التدبر فابقَ يومين على آية بأبعادها، بمؤدياتها، وتطبيقاتها العملية، القرآن عميق جداً، فأنت قم بالقراءتين، اقرأ قراءة صباحاً تعبدية – جزء- والعصر قراءة تدبر، أفتح مثلاً أول جزء أرى أين هناك آية عميقة جداً فاصلة بحياتي، أقف عندها، وأتمعن بأبعادها، بمؤدياتها، بتطبيقاتها العملية، ماذا قال عنها المفسرون.
اتصال:
 ممكن أنا أسأل الشيخ سؤالاً كيف المرأة التي عندها أولاد ويجب أن تهتم بهم ولا يوجد عندها وقت للتعبد وقراءة القرآن، وقتها محدود بين أطفالها.

 

العناية بالأولاد جزء من عبادة المرأة :

الدكتور راتب:
 سؤالك فيه مشكلة، بكل وقت رعاية الأولاد لا يوجد عندها ولا خمس دقائق؟ مستحيل.
اتصال:
 والله يا شيخ أنا عندي توأم، عمرهما سنتان ونصف، وبنت عمرها سنة ونصف.
الدكتور راتب:
 إذاً أنت بعبادة، الاعتناء بالأولاد عبادة، أنا أقول كلاماً دقيقاً.
المذيع:
 ما الحد الأدنى والأعلى لها دكتور هذا من الممكن أن يمس الكثير من الأمهات في مجتمعنا؟
الدكتور راتب:
 امرأة مهما كان عندها مسؤولية عندها زوج وأولاد وأطفال رضع لا يمكنها أن تجد ربع ساعة بالأربع و العشرين ساعة؟ ألا ينام الأولاد بالليل كلهم؟
المذيع:
 أي هي تحاول أن تنظم وقتها؟
الدكتور راتب:
 نعم، تنظيم الوقت حضارة، هذه اسمها: إدراة الوقت.
المذيع:
 دكتور لو تعارضت مسؤوليات البيت مع العبادة؟

 

تقديم المرأة مسؤولياتها في البيت على عبادتها :

الدكتور راتب:
 المسؤولية أولاً، ابنها يبكي، النبي الكريم يقرأ بالفجر صفحة مثلاً سمع طفلاً يبكي فقرأ أقصر آية، فلما سئل قال: سمعت صبياً يبكي ينادي أمه ببكائه فرحمته.
المذيع:
 إذاً لو تعارضت العبادة دكتور مع المسؤوليات المنزل فالأولوية لهذه المسؤولية.
الدكتور راتب:
 طبعاً.
المذيع:
 مثلاً دكتور كانت العبادة فريضة مثلاً صلاة المغرب، وبيتها وأولادها يحتاجونها، تعرف دكتور وقت المغرب ضيق ومحدد.
الدكتور راتب:
 ينتظرون إلى حين تنتهي من الصلاة، الصلاة لها اعتبار آخر.
المذيع:
 دكتور لو رتبنا الفريضة الفريضة ثم المسؤولية ثانياً وما زاد من العبادات ومنها التراويح ثالثاً؟
الدكتور راتب:
 نعم.
المذيع:
 دكتور أكثر النصائح التي تنصح الناس بها لاستعدادهم لاستقبال رمضان في هذه الأيام أيبدأ بقراءة القرآن أم تهذيب النفس أم مجالس العلم؟

 

نصائح لاستقبال رمضان :

الدكتور راتب:
 قرآن الفجر، إن قرآن الفجر كان مشهوداً، أي أنسب وقت لقراءة القرآن بعد صلاة الفجر، ويوجد ذكر إن أمكن، ويوجد عبادات تعاملية أي إطعام الفقراء، رمضان شهر الخير، شهر الإنفاق، شهر أداء الزكاة، البحث عن المساكين والمحتاجين وإعطائهم المواد أساسية والأموال بحسب الحاجة، هذا جزء من رمضان، فرمضان شهر القرآن والإنفاق.
المذيع:
 دكتور هل رمضان مربوط بعبادات أخرى وخاصة الصلاة أي تجد أحياناً في رمضان بعض الذين لم يصلوا للآن ويصومون رمضان؟

الصلاة عماد الدين و جميع العبادات الأخرى من أجلها :

الدكتور راتب:
 الجواب الصيام من أجل الصلاة، من أجل أن تنعقد لك مع الله صلة، والحج من أجل الصلاة، من أجل أن تنعقد لك مع الله صلة، والزكاة من أجل الصلاة، والشهادة من أجل الصلاة. الصلاة هي عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، كل العبادات الأخرى غير الصلاة من أجل الصلاة.
المذيع:
 حتى لو لم يكن يصلي دكتور يصوم لعل الله يرفع همته للصلاة؟
الدكتور راتب:
 والله يا أخي هذا سؤال صعب جداً عليّ، لا يمكنني استيعابه. أنت تعبد الله، تترك العبادة الأساسية وتريد العبادة الثانوية؟ الصلاة عماد الدين، الحج من أجل الصلاة، والصيام للصلاة، والاستقامة للصلاة، والعمل الصالح للصلاة، أي ترك الصلاة شيء كبير، لا أتمنى أن أقول هذا الشيء على الإذاعة لكن بين الإنسان والكفر ترك الصلاة، لكن تركها يكون جحوداً بفرضيتها فهو كفر بواح، أو تقصيراً فهو في معصية.
المذيع:
 لو كان الشخص من هذه الفئة المتكاسلة وجاء رمضان وصام تنصحه أن يصوم لعل الله يرشده للصلاة؟
الدكتور راتب:
 نفتح مع الله في رمضان صفحة جديدة، والإسلام يجب ما قبله، إذا رجع العبد إلى الله نادى مناد في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله، رمضان صلح مع الله، من واحد رمضان الإسلام يجب ما قبله حتى لو لم يكن يصلي يبدأ الصلاة من واحد رمضان، إذا صلى صلاة متقنة لا يتركها.
اتصال:
 السلام عليكم أنا أريد أن أسألك دكتور: أنا ممرض وعندي مناوبات مسائية تقريباً ثلثي رمضان، المناوبة تبدأ من الساعة الحادية عشرة ولا يمكنني أن أصلي التراويح في المسجد.

ضرورة صلاة التراويح في المسجد أو في البيت :

الدكتور راتب:
 حسناً عندما ترجع إلى المنزل هل يمكنك أن تصلي فقط ثماني ركعات تراويح؟ أنت عندما تتفقد المرضى برمضان بساعة متأخرة هذه عبادة أيضاً أنت تقوم بواجبك.
المذيع:
 حسناً دكتور كيف يمكنه أن يكسب الأجرين أن يبقى في عناية المرضى وصلاة التراويح؟
الدكتور راتب:
 أن يصلي التراويح في منزله، تصلى التراويح عشرين ركعة وتصلى ثماني ركعات، تصلى في البيت أو في المسجد، انظر لهذه الخيارات، اليوم الذي لا يوجد فيه عمل يذهب إلى المسجد أما اليوم الذي فيه عمل فيصلي في منزله.
المذيع:
 هل يستطيع أن يصلي في مكان عمله دكتور؟
الدكتور راتب:
 إذا كان لا يوجد مانع فليصلِّ في غرفة خاصة لا يوجد مانع.
المذيع:
 دكتور لنفترض أنا ممرض وكنت في عملي وانتهى وقت عملي، وحان وقت الاستراحة هل أصليها كلها؟
الدكتور راتب:
 ليس شرطاً كلها، صلِّ أربع، وممكن أن ترى مريضاً ثم تكملها.
اتصال:
 لو سمحت نحن كل سنة نسمع أن شهر رمضان أوله رحمة، أوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، يا شيخ هذا الكلام صحيح أك أن الشهر كله رحمة؟

 

رمضان كله رحمة :

الدكتور راتب:
 هو كله رحمة، وكله عتق من النار، الذي قلته كله صحيح، أي الحديث صحيح، والإنسان عندما صام صياماً دقيقاً النهاية عتق من النار، أي أنت فتحت مع الله صفحة جديدة ونجحت.
المذيع:
 دكتور ليس المقصود منها أن أول عشرة أيام رحمة والعشرة الوسطى مغفرة و هكذا؟
الدكتور راتب:
 المعنى العام يؤخذ، أول قسم وثاني قسم وثالث قسم، ولكنها ليست بالساعات.
المذيع:
 دكتور في نهاية حلقتنا ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك ماذا تنصح من هو مقصر في حق الله عز وجل مثلاً عاق لوالديه أو ظالم؟

نصيحة للمقصرين في حق الله عز وجل :

الدكتور راتب:
 إذا رجع العبد إلى الله نادى مناد في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله، إن اصطلحت مع الله في رمضان غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، أما المعاصي التي يبنى عليها حقوق العباد فهذه لا تغفر إلا بالمسامحة والأداء، أي ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد، هذا الذنب يغفر بإحدى حالتين: إما بالأداء، عليك دين أديته، غفر لك، أو المسامحة سامحك، أما الذي لا يغفر فهو الشرك، ذنب لا يغفر هو الشرك، و ذنب يغفر ما كان بينك وبين الله، و ذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد.
المذيع:
 دكتور لمن يريد أن يقترب من الله سبحانه وتعالى شب لم يصلِّ، يريد أن يبدأ الصلاة، أخت لم تتحجب تريد الاحتشام، لكن الهمة متدنية، ماذا تقول لهم دكتور لرفع الهمم على أبواب رمضان؟

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب:
 تحتاج إلى حاضنة إيمانية، يحتاج هذا الشاب إلى صديق مؤمن يحضه على الصيام والصلاة، تحتاج هذه البنت إلى صديقة مؤمنة محجبة تحضها على الحجاب والصلاة، تحتاج إلى حاضنة إيمانية عبر الله عنها بهذه الآية:

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾

[سورة التوبة: ١١٩]

 تحتاج إلى جماعة مؤمنة، مستحيل أن يكون الشخص ملتزماً وحوله أناس متفلتين لن يبقى ملتزماً، تحتاج إلى حاضنة إيمانية، والدليل القرآني:

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ﴾

المذيع:
 ربنا اجعلنا منهم، ونختم حلقتنا بالدعاء.

 

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور