وضع داكن
20-04-2024
Logo
المنارات - قطر : 2 - أصل الدين محبة الله واسم الله العزيز.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

أصل الدين معرفة الله و محبته :

 أيها الأخوة الأحباب؛ أصل الدين معرفة الله، إنك إذا عرفته أحببته، وإذا أحببته أطعته، لذلك قال ابن القيم: "من أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، ومن أعجب العجب أيضاً أن تحبه ثم لا تطيعه"، فلذلك الصحابة الكرام عرفوه وأطاعوه وأحبوه، لذلك تألقوا، والمؤمن يمكن أن يصل إلى أعلى درجات التألق حينما يحب الله عز وجل.
 يا أيها الأخوة الكرام؛ الأصل في الدين الحب، قال تعالى:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة : 256 ]

 أي الله عز وجل خلقنا، حياتنا بيده، موتنا بيده، صحتنا بيده، المرض بيده، التوفيق بيده، كل شيء بيده، ومع كل ذلك ما أراد أن نعبده إكراهاً، قال تعالى:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة : 256 ]

 بل أراد أن تكون المحبوبية أفضل علاقة بيننا وبينه، قال تعالى:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[ سورة المائدة : 54 ]

 فلذلك الإنسان يحب، يحب من؟ يحب العظيم، يحب الرحيم، يحب القوي، كل أسباب الحب لله موجودة، أصل الدين معرفة الله أولاً، ومحبته ثانياً، من أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، ومن أعجب العجب أن تحبه ثم لا تطيعه، فلذلك المؤمن يخلط قلبه بمحبة الله، هو يحب أشياء كثيرة لكن أصل الحب هو الحب في الله.

 

شروط الحب في الله :

 إلا أن الحب في الله له شروط، من محبته بنا يحب أولياءه، يحب رسله، يحب سيد الأنبياء والمرسلين، يحب أهل الحق، يحب كتاب الله، يحب المؤمنين، يحب العمل الصالح، الحب في الله أصل، ويتفرع من حب الله مئات الفروع كلها حب في الله، لذلك هناك حب في الله، وهناك حب مع الله، الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك، أن تحب جهة محبتها تتناقض مع محبة الله، قال تعالى:

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾

[ سورة القيامة: 14-15 ]

 مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تحب الله ثم لا تجد مكافأة لك على محبتك له، يلقي في روعك أنه يحبك، وإذا أحبك الله ملكت كل شيء:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

 لذلك الحقيقة الأولى: من أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، ومن أعجب العجب أيضاً أن تحبه ثم لا تطيعه.

 

الله عز وجل ذات كاملة :

 الآن الله عز وجل ذات كاملة، ذات وجودها ذاتي، وجود الله لا يتعلق بشيء آخر، أما نحن فوجودنا متعلق بالتنفس، متعلق بتناول الطعام، هناك مئات الأسباب تدعم وجودنا، أما الله عز وجل فقد قال في القرآن الكريم:

﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾

[سورة الإخلاص: 1-2]

 فهو ذات واحدة، ذات كاملة، أدق تعريف جامع مانع، فلذلك الإنسان فطر وجبل على محبة الجمال، والحقيقة الإنسان إذا ذاق طعم القرب من الله ذاق كل شيء:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

أجمل ما في الدين محبة الله عز وجل :

 أيها الأخوة الكرام؛ في الإسلام صلاة، وضوء صلاة وقوف ركوع سجود إلى آخره، في الإسلام صيام، حج، زكاة، فيه معاملات، كل هذه العبادات والمعاملات روحها أن تحب الله، الحب جانب ثابت في حياة المؤمن، قال تعالى:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة : 256 ]

 وقال تعالى:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[ سورة المائدة : 54 ]

﴿ وَالَّذينَ آمَنوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾

[سورة البقرة: ١٦٥]

 فلذلك الإنسان بحاجة من حين لآخر أن يفحص نفسه، هل يحب الله عز وجل؟ هل يؤثره على ما سواه؟ أنت لا تشعر قد تعرض لك رغبة في شيء لا ترضي الله، هذه الرغبة لا ترضي الله فإن وقفت مع هذه الرغبة إشارة ناقصة في محبة الله، آثرت شهوة على طاعة الله، وإن وضعت رغبتك تحت قدمك، ووقفت مع الله نجحت في الامتحان، قال تعالى:

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنون: 30]

 ممتحن بما أعطاك، ممتحن بما زوى عنك، ودعاء النبي الرائع:

(( اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب، وما زويت عنا ما نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب ))

[ورد في الأثر]

 فالمؤمن راض عن الله، راض عن الله إن أعطاه، وراض عنه إن زوى عنه، لأنه يعلم علم اليقين أن الله حكيم، حكمته مطلقة، عطاؤه حكمة، ومنعه حكمة، أي التألق في الدنيا حكمة، وإن كنت معتماً عليك أيضاً حكمة، فإذا عرفت الله رضيت عن الله، لذلك قال تعالى:

﴿ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾

[سورة المائدة : 119]

 أيها الأخوة الأحباب؛ الله عز وجل أسماؤه حسنى وصفاته فضلى، أنت جبلت على حبّ الكمال، وعلى حبّ النوال، وعلى حبّ الجمال، أي إنسان من السبعة مليارات والمئتي مليون فطر على حب الكمال، وحب النوال، وحب الجمال، والأشياء الثلاثة التي جبلت عليها في معرفة الله، جمال وكمال ونوال، الله عز وجل إذا أعطى أدهش.

فَلَيتَكَ تَحلو و الحَيـــــاةُ مَريـــــــــرَةٌ  وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضـابُ
إذا صحّ منك الوصل فالكل هين  وكل الـذي فوق التراب تراب
***

 أي يوجد وضوء، وصلاة، وحج، وغض بصر، وضبط لسان، إلى آخره، لكن أجمل ما في هذا الدين محبة الله، أن يمتلئ قلبك محبة لله، هذا الحب تسعد به ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقده ولو ملكت كل شيء، من أسماء الله الحسنى العزيز.

 

ضرورة الإيمان بوجود الله و وحدانيته :

 أيها الأخوة؛ العزيز هذا الاسم يرد كثيراً في القرآن الكريم، يرد مئات المرات، قال تعالى:

﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

[ سورة الجاثية: 37]

 العزيز يجب أن تؤمن بوجود الله أولاً، وأن تؤمن بوحدانيته ثانياً، إلا أن وحدانيته وحدانية في ذاته، وفي صفاته، وفي أفعاله، وأن تؤمن بكماله الكمال المطلق، وهذا الكمال كما قلت في صفاته وأفعاله، وهذا الكمال مطلق أي لا يمكن أن يكون عند الذات الإلهية شيء غير كامل كمالاً مطلقاً، لكن أحياناً حينما يمتلئ قلب الأب محبة لابنه، ورآه مقصراً لا بد من خبرة مؤلمة يسوقها له كي يردعه عن المعصية، فجميع المصائب التي نراها ونعيشها أحياناً تنضوي تحت هذا المعنى، محبة الله لنا تعني أن يؤدبنا قبل الموت، أن يدفعنا إلى بابه، أن يدفعنا إلى طاعته.

(( عجب ربنا من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل ))

[البخاري وأبو داود عن أبي هريرة]

 البطولة والذكاء والتفوق والنجاح والفلاح أن تأتيه طائعاً، أن تأتيه محباً، أن تأتيه خاضعاً، أن تأتيه بمبادرة منك، ولكن أحياناً الإنسان تملكه شهوته، يسوق الله له بعض الشدائد ليدفعه إلى بابه، وسميت المصيبة مصيبة لأنها تصيب الهدف، أب عنده ولد قصر في دراسته، والتقصير في الدراسة ينتهي إلى العطالة، إلى أن يكون عبئاً على غيره، فمن محبة الأب لابنه يسوق له بعض الشدة كي يدفعه إلى الدراسة، حينما تفهم جميع المصائب التي تصيب المؤمن من هذا النوع فقهت ورب الكعبة، البطولة لا أن تشعر بالمصيبة، البطولة أن تعرف حكمتها، فإذا عرفت الحكمة انقلب المنع عين العطاء، إذا كشف الله لك حكمة المنع انقلب المنع عين العطاء، ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف الله لك حكمة المنع عاد المنع عين العطاء، إذاً المؤمن يوحد الله في ذاته، في وحدانيته، في أفعاله، بوحدانيته بصفاته، والاسم الذي أريد أن أعالجه اسم العزيز.

 

من عرف الله و عرف أنه عزيز تفانى في طاعته :

 أيها الأخوة؛ الحقيقة أنك إذا عرفت الله وعرفت أنه عزيز تفانيت في طاعته، وأسماء الله كلها حسنى وصفاته فضلى، فلذلك بالمحصلة الحتمية لمعرفة الله أن يمتلئ القلب محبة، لك عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، غذاء القلب الحب الذي يجعله في طاعة الله، في خدمة خلقه، أن تؤثره على هواك، أن تؤثره على متاع الدنيا، فلذلك المؤمن ينطلق من مبادئ، وينطلق من قيم، وغير المؤمن ينطلق من شهواته، فذلك هناك فرق نوعي بين المؤمن وبين غير المؤمن، فالذهب مثلاً عندنا عيار أربعة وعشرين، وواحد وعشرين، وثمانية عشر، وأحد عشر، لكن كله ذهباً، هناك ذهب معدن نفيس ومعدن خسيس تنك، لا بد من التفرقة بين المعدن النفيس الذي ينطوي عليه المؤمن، المؤمن مخلوق عرف الله، إنك إن عرفته أحببته، إن عرفته سعدت بقربه، والله لا أبالغ إن لم تقل ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني عندك مشكلة، لأنك إن عرفته أحببته، وإن أحببته رضيت عنه، ماذا قال تعالى؟

﴿ رضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾

[ سورة المائدة: 119]

 كما أنك ينبغي أن ترضى عن الله، هو يرضى عنك وينبغي أن ترضى عنه، كيف؟ بالإيمان بالقضاء والقدر، من هنا قيل: من لم تحدث المصيبة فيه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر.

 

الفرق بين العد و الإحصاء :

 الآن الحديث الشهير الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة]

 ما الفرق بين التعداد والإحصاء؟ ممكن أن تعد ما في البيت أما الإحصاء فأن تقيّم كل شيء، وأن تضع كل شيء في مكانه الصحيح، الإحصاء أبلغ بكثير من العدد، يوجد آية أحصاهم وعدهم عداً، العد: في الصف خمسة وثلاثون طالباً، هذا العد، أما الإحصاء وفق بيانات تفوقهم، قدراتهم الخاصة، انضباطهم الأخلاقي، تفوقهم، علاماتهم، فالإحصاء كلمة واسعة جداً:

﴿ لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴾

[ سورة مريم :94]

(( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة]

 معنى أحصاها أي عرفها بتفاصيلها، عرفها بمداخلاتها، عرفها بفروعها، بأحوالها.

 

من عرف الله عرف كل شيء :

 لذلك قالوا: أصل الدين معرفة الله، إنك إن عرفته ثم عرفت أمره تفانيت في طاعته، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفه تفننت في معصيته، وكأنني وضعت يدي على مشكلة المسلمين اليوم، الأمر معروف، الفرائض معروفة، والأخلاق معروفة؛ الصبر، والسماحة، والعفة، والورع إلى آخره، لكن إن لم نعرفه تفننا في معصيته، إن عرفناه تفانينا في طاعته، لذلك ماذا فعل النبي وأصحابه في عشر سنوات في مكة؟ افتحوا القرآن واقرؤوا ما فيه كلها تعريف بالله، يجب أن تعرف الآمر أولاً، فإذا عرفت الآمر أولاً ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الله، الصحابة الكرام أمضوا سنوات في مكة المكرمة يتعرفون إلى الله، فإذا اطلعت على الآيات المكية اطلاعاً سريعاً يأخذك العجب العجاب، كلها تتعلق بالذات الإلهية، والإيمان بالله وبالدار الاخرة، لذلك نحن إذا ألغينا من حياتنا المرحلة المكية وقعنا في خطأ كبير، ألسنا نحن تحت قبضة الله جميعاً؟ لماذا نعصيه؟ إنك إن عرفته تفانيت في طاعته، وإن لم تعرفه تفننت في معصيته، يقول لك: هناك تنوع جذري، و تعددية، و أقوال متعددة، دائماً الإنسان يحب أن يبرر لنفسه الخطأ، أما إن عرف الله عرف كل شيء:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

بطولة الإنسان أن يعرف الله و يعتمد عليه و يطيعه :

 أيها الأخوة الكرام؛ آيات عديدة قال تعالى:

﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

[ سورة المائدة: 118]

 أي إنسان غفر لإنسان قد يسأل لماذا عفوت عنه؟ أما الله عز وجل فذاته كاملة إذا عفا عنك ليس في الكون جهة تسأله، إنه عزيز، إذا غفر لك رحيم لا يوجد مساءلة، لذلك كل بطولتك أن تعرف الله، أن تعتمد عليه، أن تسأله، أن تطيعه، أن تقبل عليه.
 مرة ثانية:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

 الآية الثانية:

﴿ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾

[ سورة الجاثية: 37]

 الآية الثالثة:

﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة المنافقون: 8]

 أيها الأخوة الكرام؛ والهْ لا ابالغ لا يوجد مؤمن إلا وهو عزيز، عزته سرّ قوته، عزته سرّ سعادته، لا يخضع إلا للحق، من أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، هذا هو الشرك الخفي:

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية. ... ))

[ أحمد عن شداد بن أوس ]

الشرك الجلي و الخفي :

 بالمناسبة أخواننا الكرام؛ الشرك الجلي غير موجود، أن تعبد صنماً هذا شرك جلي، أصحاب الديانات الأرضية، فالشرك الخفي:

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً، ولكن شهوة خفية، وأعمال لغير الله ))

[ورد في الأثر]

 حينما يؤثر الإنسان شهوته على طاعة الله وقع في شرك خفي، حينما يؤثر طاعة زوجته في معصية الله إرضاءً لها على طاعة الله وقع في الشرك الخفي، حينما تؤثر طاعة من فوقك على حساب طاعة الله وقعت في الشرك الخفي:

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً، ولكن شهوة خفية، وأعمال لغير الله ))

[ورد في الأثر]

 أيها الأخوة الكرام؛ شيء طيب جداً من حين لآخر أن يعرف الإنسان مستوى طاعته لله، مستوى توحيده، مستوى استقامته، دائماً وأبداً لو فرضنا أنت أمامك توب قماش مكتوب عليه رقم ثلاثة وعشرين يارداً، أو ثمانية وعشرين، أو خمسة عشر، كيف تعرف الطول الحقيقي؟ ما الحل الوحيد؟ أن تشتري يارداً وتقيس، هذا المقياس تكشف به حقاً، لا بد من مقياس تقيس به الأشياء وهذا شيء أساس في الحياة: " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا ".
 لذلك في نهاية هذا اللقاء الطيب إنسان أعطاك نصيحة ما دليلك؟ لا تقبل شيئاً إلا بالدليل، ولا ترفض شيئاً إلا بالدليل، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، عود نفسك أن تأخذ الدليل، قال لك إنسان شيئاً، ما الدليل؟ يوجد آية؟ حديث؟ أما أن تأخذ هذا القول أو ذاك على أنه من الإسلام فهذا يحتاج إلى دليل.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، واستقرار بلادكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور