وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 178 - الصِفَة قيد - كيف؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

صفات الإنسان قبل أن يعرف الله :

 أيها الأخوة الكرام؛ عند المناطقة- المناطقة علماء المنطق- أن الصفة قيد، قلت: كيف؟ تقول: إنسان، هذه الكلمة تغطي سبعة مليارات ومئتي مليون، أحد إحصاء لبني البشر، أضف كلمة مسلم، الدائرة تقلصت إلى مليار وسبعمئة مليون، قل: عربي مسلم، أربعمئة مليون، قل: مثقف، مئتا مليون، قل: يحمل دكتوراه بقي عشرة آلاف، قل: اختصاصه قلب، مئة، قل: جراح بقي ثلاثة، قل: عمان بقي واحد، كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة، هذا التمهيد لهذه الآية قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

 هلوع شديد الخوف، والتفسير جاء بعدها، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴾

[ سورة المعارج :19-20]

 أي لا سمح الله ولا قدر نسأل الله أن يحفظكم جميعاً من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾

[ سورة المعارج :19-21]

 بالشر جزوع، بالخير منوع، قال تعالى:

﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج :22]

 فالمصلون مستثنون من هذا الحديث، إن الإنسان أي إنسان كائناً من كان وقد نوهت قبل درسين فيما أذكر أن كلمة الإنسان في القرآن تعني الإنسان قبل أن يعرف الواحد الديان، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 2 ]

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾

[سورة النساء: 28]

 والإنسان خلق عجولاً، ضعيفاً، هلوعاً، هذه كلها صفات الإنسان قبل أن يعرف الله، لكن إذا عرف الله صار هناك فرق بالطبيعة، أريد أن أدقق على هذه النقطة تقول: ذهب، يوجد من الذهب عيار أربعة وعشرين، وعيار واحد وعشرين، وهناك ثمانية عشر، وأحد عشر، كله ذهب لكن الفرق بين هذه الأنواع فرق بالدرجة، لكن هناك ذهباً كمعدن ثمين وهناك تنك، الفرق بين أنواع الذهب فرق بالدرجة، والفرق بين الذهب والتنك فرق بالطبيعة، الفرق بين المؤمن وبين غير المؤمن فرق بالطبيعة، المؤمن إنسان آخر، صبور، شكور، بالشدائد صبور، في الرخاء شكور، يوجد بقلبه رحمة، هذه الآية أنا أعدها مفصلية، يخاطب الله النبي الكريم قال تعالى:

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾

[ سورة آل عمران : 159 ]

 هذه الباء باء السبب، معنى ذلك هذا الإنسان خلق هلوعاً، وجزوعاً، وخلق من ضعف، لو أن الإنسان خلق قوياً لاستغنى بقوته، فشقي باستغنائه، خلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره، فالإنسان عندما يكون ضعيفاً، لو فرضنا مئة شخص ضعيف في الأعم الأغلب تسعون منهم يصطلح مع الله، لكن مئة شخص قوي في الأعم الأغلب الذين يصطلحون مع الله عشرة بالمئة، بين تسعين وبين عشرة، لذلك:

(( يا محمد إن الله يخيرك بين أن تكون نبياً عبداً أو نبياً ملكاً ؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير، فأومأ إليه : أن تواضع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل نبياً عبداً ))

[الطبراني عن عبد الله بن عباس ]

 أجوع يوماً فأذكره، وأشبع يوماً فأشكره، فأي إنسان قبل أن يعرف الواحد الديان خلق هلوعاً، شديد الخوف، مثلاً وجد كتلة في مكان ما في جسمه ذهب إلى الطبيب، قال له الطبيب: نريد خزعة، أخذنا خزعة أرسلناها إلى المخبر فإذا به ورم خبيث، ينهار هذا الشخص، قال طبيب لمريض: أنت معك ورم تعيش أربعة أشهر سوِّ أمورك، اعمل وصية، وزع اموالك، في اليوم الثاني مات لم يتحمل.

 

قانون الالتفاف و الانفضاض :

 قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا *إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج :19-22]

 المصلي مستثنى من هذا الحكم، المصلي إنسان وضعيف وحادث، لكن اتصل بالقوي استمد القوة منه، اتصل بالرحيم استمد الرحمة منه، لذلك الله عز وجل خاطب النبي صلى الله عليه وسلم قال له:

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران : 159 ]

 أي بسبب رحمة استقرت في قلبك يا محمد من خلال اتصالك بنا كنت ليناً معهم، فلما كنت متصلاً بالله، وامتلأ قلبك رحمة، انعكست الرحمة ليناً مع من حولك، هذا اللين جعلهم يلتفون حولك، هذه الآية يحتاجها الأب، والأم، ورئيس الدائرة، وهكذا إلى أعلى منصب، في القلب رحمة تنعكس الرحمة ليناً بالمعاملة، هذا اللين يجعل من حولك يلتفون حولك، أنا سميت الآية: قانون الالتفاف والانفضاض، أي ولو كنت منقطعاً عن الله، يمتلئ القلب قسوة، وهذه القسوة تنعكس على الناس غلظة وفظاظة، عندئذ ينفض الناس من حولك، أي يا محمد أنت سيد الخلق، وحبيب الحق، وسيد ولد آدم، وأنت النبي، وأنت الرسول، وأنت المعصوم، وأنت الرحيم، اذكر كل صفات النبي صلى الله عليه وسلم، ومع كل هذه الصفات أنت أنت بالذات قال تعالى:

﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾

[ سورة آل عمران: 159 ]

 فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو من علو فكيف بإنسان ليس نبياً ولا رسولاً ولا ولا ومعه غلظة؟ لذلك الله أمر نبياً من أولي العزم سيدنا موسى، قال تعالى:

﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾

[ سورة طه : 43 -44 ]

 إذا كان الله قد أمر نبياً معصوماً ونبياً من أولي العزم أن يتعامل مع فرعون بالرقة، بالقول اللين، فما بال هؤلاء الذين يستخدمون الغلظة والتعنيف؟ هذا مسلم أمامك.

 

العنف لا يلد إلا العنف :

 أنا سأقول كلمة: يوجد أخلاق في السلم، وأخلاق في الحرب، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة التوبة:73]

 هذه أين؟ في الحرب، أما في السلم فقد قال تعالى:

﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾

[ سورة فصلتٍ: 34]

 هذه أخلاق السلم، وتلك الآية أخلاق الحرب، إذاً كأن الله عز وجل يقول لمحمد: أنت أنت على كل هذه الصفات والخصائص لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، قرأت كلمة أعجبتني قال أحدهم لشيخ: ما حكم تارك الصلاة؟ هو بالحديث الشريف:

(( ...، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ))

[ الترمذي، أحمد، النسائي عَنْ بُرَيْدَةَ ]

 من تركها عمداً وجحوداً وإنكاراً لفضلها فقد كفر، قال أحدهم لشيخ: ما حكم تارك الصلاة؟ قال: أن تأخذه معك إلى المسجد. نحن نريد حباً، الآن عصر العنف، الطريق مسدود، والعنف لا يلد إلا العنف، هذا الكلام للأب، للأم، لرئيس الدائرة، لأي منصب قيادي، العنف لا يلد إلا العنف، وكل إنسان يتوهم أنه بالعنف وحده يحقق الهدف فهو أحمق، الطرف الثاني تجعله يصبح عنيفاً معك، درسنا كتاباً في التعليم الأساسي أن أحد كبار العلماء في فرنسا اسمه فرانز فانون، ألّف كتاب: معذبو الأرض، ملخص هذا الكتاب أن العنف لا يلد إلا العنف.

 

الإنسانيّة و العنصريّة :

 ما دام أهل الأرض - أنا أقول كلمة دقيقة - أنت حينما تنطلق عقدياً أو أيديولوجياً من أن لك ما ليس لغيرك، وأن على غيرك ما ليس عليك، فأنت عنصري، تماماً كإنسان يمضي سهرة بأكملها يسخر من أم زوجته، فإن تكلمت زوجته كلمة واحدة عن أمه أقام عليها الدنيا، هذا الإنسان عنصري لأنه استخدم مقياسين، عندما تحدث عن أمها بالغ بالسخرية، وعندما تحدثت عن أمه كلمة واحدة أقام عليها الدنيا، لمجرد أن تستخدم مقياسين فأنت عنصري، حينما تؤمن أن لغيرك ما هو لك، وأن عليك ما على غيرك فأنت إنساني، وحينما تؤمن أن لك ما ليس لغيرك، وأن على غيرك ما ليس عليك فأنت عنصري، خمس دول في العالم يكون هناك مذبحة في بلد، حرب أهلية، وهناك قرار في مجلس الأمن عادل يردع الطغاة، يُفعّل حق الفيتو يتعطل القرار، تعطل خمس سنوات، خمس دول في العالم تملك حق الفيتو، تقول الصين: لا، يلغى القرار، هذا الحق حق عنصري، الدول التي ربحت الحرب العالمية الثانية أعطت نفسها هذا الحق، الدول الخمس العظمى، هذه الدول إن قالت: لا، صار هناك فيتو، أي القرار رفض، ومادام هناك فيتو، ما دام هناك عنصرية في الأرض فالحروب لن تقف، أما الإنسان عندما يرى له ما لغيره، أو يرى ما لغيره ما له، وعليه ما على غيره، صار في وضع إنساني، الآن الحياة تستمر.

الهلع ضعف في أصل خلق الإنسان :

 الآن هذا التمهيد لهذه الآية:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

 هذا ضعف في أصل خلقه، هذا يشبه الفيوز، يكون في الجهاز الغالي جداً، يوجد أجهزة ثمنها يقدر بخمسين مليوناً، يوجد أجهزة تحليل دم آلياً، تضع نقطة دم بثانية يظهر لك اثنا عشر تحليلاً، هذا الجهاز غال جداً بالملايين، وقلّما تجده في بلد، هذا الجهاز له تعليمات، الدولة التي باعت هذا الجهاز إن لم ترسل التعليمات لن يعد للجهاز قيمة، إن استخدمته من دون تعليمات أعطبته، وإن خفت عليه جمدت ثمنه، التعليمات أليست أهم من هذا الجهاز؟ لذلك الإنسان عندما يتحرك وفق منهج الله يمشي بتعليمات الصانع، الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي تملك الخبرة قال تعالى:

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر : 14 ]

 الآن، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

 كلمة هلوع هذا ضعف في أصل خلقه، هذا الفيوز يوضع في الآلة الغالية جداً، ما هو هذا الفيوز؟ وصلة ضعيفة، إذا جاء التيار قوياً ساحت هذه الوصلة فقطعت الشريط، فكل جهاز غال جداً فيه قطعة – وصلة - اسمها الفيوز، فإذا جاء التيار قوياً ساحت هذه الوصلة، الضعف هو الفيوز للإنسان، تأتيه شدة يفتقر إلى الله، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾

[ سورة المعارج : 19]

 ومعنى هلوعاً، قال تعالى:

﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾

[ سورة المعارج :20-21]

 إلا المصلي، المصلي مستثنى من هذا الضعف، هنا الشاهد، تقديم لهذه الآية: أنا أتصور مادام المسلمون مليار وسبعمئة مصل، قل يوجد مليار إنسان يصلي، هذا المليار قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

[أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس]

مشكلة المسلمين اليوم نكون أو لا نكون :

 إذا كنا ملياراً وسبعمئة مليون مسلم، وليست كلمتنا هي العليا، وليس أمرنا بيدنا، وللطرف الآخر علينا ألف سبيل وسبيل، إذاً عندنا خلل، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا *إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

[ سورة المعارج :19-22]

 سوف نضيف صفة، قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾

[ سورة المعارج :23]

 ضاقت الدائرة، قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ* وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ* وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ* وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ* إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ﴾

[ سورة المعارج :23-35]

 كل صفة تضيق الدائرة، إنسان سبعة مليارات ومئتا مليون، أضف كلمة مسلم، الدائرة تقلصت إلى مليار وسبعمئة مليون، قل: عربي مسلم، أربعمئة مليون، قل: مثقف، مئتا مليون، طبيب مثلاً مليون أو خمسمئة ألف، طبيب جراح، مئة، يقيم في الشرق الأوسط، خمسون، مقيم في الأردن، ثمانية، بعمان، اثنان، كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة، هذه الحقيقة المرة، نحن نصلي والحمد لله، لكن وعود الله غير محققة، قال تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 نحن لسنا مستخلفين، قال تعالى:

﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾

[ سورة النور: 55 ]

 نحن ديننا يواجه حرباً عالمية ثالثة، كانت تحت الطاولة الآن فوق الطاولة، جهاراً نهاراً، تصريح لأحد أعضاء الكونغرس: بما أن الغرب مهيمناً على الشرق لن نسمح بقيام حكم إسلامي، من الأخير، والانتخابات الحرة النزيهة أفرزت إسلاميين في الجزائر - القصة قديمة- فألغيت، والانتخابات في فلسطين أفرزت مسلمين فألغيت، وفي بلد آخر أفرزت إنساناً حافظاً لكتاب الله فألغيت، أبداً، بما أن الغرب مهيمن على الشرق لن نسمح بقيام حكم إسلامي، لذلك الإسلام يواجه حرباً عالمية ثالثة، كانت غير معلنة تحت الطاولة، الآن فوق الطاولة، جهاراً نهاراً، فلذلك مشكلتنا الآن ليست مشكلة ميزات نأخذها أو لا نأخذها، مشكلة نكون أو لا نكون، نسأل الله أن يلهمنا الصواب، ويحفظ بلادنا، يحفظ أولادنا وذريتنا، ويحفظ لكم إيمانكم، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، وأنا أضيف: واستقرار بلادكم، هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور