وضع داكن
18-04-2024
Logo
الدرس : 175 - ورد في الأثر القدسي ما رواه النبي عن ربه يقول الله عز وجل - ((إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويُعبد غيري........... ))
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

الفرق بين القرآن و الحديث :

 أيها الأخوة الكرام؛ مما ورد في الأحاديث القدسية هذا الحديث:

(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليّ صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إليّ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد، والسيئة بمثلها وأعفو، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))

[ البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]

 هذا من الآثار القدسية، بالمناسبة الحديث الشريف، قال تعالى:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[ سورة النجم: 3-4 ]

 فالمعنى من الله، والصياغة من رسول الله، القرآن المعنى من الله والصياغة من الله، هذا القرآن، السنة المعنى وحي يوحى، قال تعالى:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

[ سورة النجم: 3-4 ]

 لكن الصياغة من رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما الحديث القدسي فالمعنى من الله، والصياغة من رسول الله، لكن ليس في مستوى القرآن:

(( إني والإنس والجن ... ))

تسخير كل شيء للإنسان لأنه قبِل حمل الأمانة :

 بالمناسبة الله عز وجل في عالم الأزل عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال، قال تعالى:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 والإنسان عندما قبِل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، قال: أنا لها يا رب، فلما قبِل حمل الأمانة، قال تعالى:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ﴾

[ سورة الجاثية : 13 ]

 وقفة عند كلمة لكم، أحياناً الإنسان يكون عنده وليمة على شرف فلان، أحد الوجهاء أحب أن يكرمه بوليمة، فدعى هذا الوجيه وبعضاً ممن حوله في أثناء الطعام طرق الباب، دخل زائر قال له: تفضل، هذا الزائر أكل من هذا الطعام، لكن الطعام في الأصل أي المأدبة كانت تكريماً لفلان، والثاني أكل عرضاً، جمعت كلمة لكم في القرآن، أعتقد أنها جاءت ثماني عشرة مرة، وسخرها لكم، أي خصيصاً، قال تعالى:

﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ﴾

[ سورة النحل: 5 ]

 هذه البقرة تقدم لك في اليوم ستين كيلو من الحليب، والوليد يحتاج إلى كيليين فقط، إذاً هي لمن؟ لنا، حينما تشعر أن كل هذا الذي في الكون لك أي النعم التي تكرم الله بها علينا لا تعد ولا تحصى، كل شيء مسخر للإنسان، لأنك المخلوق الأول، لأنك قبلت حمل الأمانة، فسخر الله لك خصيصاً ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه.
 بالمناسبة أيهما أكرم عند الله المسخر له أم المسخر؟ المسخر له، فالإنسان هو المخلوق الأول، يجب أن نعلم جميعاً بأننا فقط من بني البشر، نحن عند الله من الأوائل، فإذا إنسان جاء إلى الدنيا، وعصى الله، يكون قد عمل عملاً خطيراً، هذا العمل الخطير الإنسان الذي قبِل حمل الأمانة وأكرمه الله في الدنيا هو سفه هذا التكريم، فلذلك رُكِّب الملَك من عقلٍ بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما ـ
 أعطاه الله عقلاً، وأودع فيه شهوة ـ فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، يقيناً أي إنسان مؤمن صدق ما عاهد الله عليه هو فوق الملائكة، والذي لم يف بوعده أصبح دون الحيوان، فالإنسان بين أن يكون خير خلق الله جميعاً، والدليل قال تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة : 7 ]

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾

[ سورة البينة : 6 ]

 فأنت كإنسان إما أن تكون فوق الملائكة، أو أن تكون دون الحيوان.

 

الإنسان هو المخلوق الأول المكرم و المكلف :

 لذلك أيها الأخوة؛ أنت مكرم، ومخلوق أول، ومكلف، التكليف في الدنيا فقط، أما في الآخرة فالدنيا قائمة على الكدح وبذل الجهد، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾

[ سورة الانفطار : 6]

 قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ ﴾

[ سورة الانشقاق : 6]

 الدنيا بنيت على بذل الجهد والتعب، حتى الإنسان يتزوج أعتقد أنه يتعب كثيراً حتى يحصّل مبالغ ضخمة، ويشتري البيت، ويدفع المهر، ويؤسس البيت، ثم يأتيه أولاد، ويربيهم، مشوار الحياة معروف، لكن الدنيا قائمة على الكدح، والأخذ بالأسباب، الآخرة نوع آخر، قال تعالى:

﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾

[ سورة ق : 35]

 أي شيء يخطر في بالك تراه أمامك، قال تعالى:

﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾

[ سورة الحاقة:23]

سعي الغرب لتقديم صورة سيئة عن الإسلام :

 يا ترى هناك سؤال محرج هذا: الذي لا يعمل للآخرة هو بالحقيقة كافر بها، وأنا أرى وهذا اجتهاد مني أن الكفر المعلن صعب جداً، هناك كفر مبطن، أنا أرى أن الكفر المبطن أخطر من الكفر المعلن، من يتجرأ في العالم الإسلامي أن يقول: لا يوجد آخرة؟ لكن هذا الذي يأكل الربا لا يصدق الله عز وجل، قال تعالى:

﴿ فَإِن ْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾

[ سورة البقرة : 279 ]

 لا يصدق، لا تصدق إنساناً يعصي الله وهو مصدق بالعقاب، فالقضية لا يوجد بها هذه الدقة البالغة، يقول لك: أريد أن أعيش يومي، كلام ليس له معنى، هل الله حرمك شيئاً في الدنيا؟ حرمك المرأة تزوج، حرمك العمل اشتغل، أريد أن أعيش شبابي، هذه كلها كلمات العوام، يقول لك: يجب أن تعيش شبابك، الإنسان المؤمن يخضع لمنهج الله، يخضع لقيم الإسلام، ما الذي يحدث؟ الأعمال الفنية تطرح قيماً مناقضة للدين، مثلاً ترى في الفيلم إنساناً غنياً كبيراً، زوجته متفلتة، تستقبل أصدقاءه بغيابه، عنده سيارتان أو ثلاث، أنت ترى بعينك ثلاث ساعات رفاهاً يفوق حدّ الخيال، مكانته، وأناقته، ورشاقته، وبذخه، وترفه، ثم ترى في الفيلم نفسه شيخ الحارة، بيته قديم، زوجته صحتها سيئة جداً، أولاده في الطريق دائماً، هم ما هاجموا الدين، لكن عملوا عملاً خطيراً جداً، الآن الغرب ذكي جداً، الغرب لا يحارب شيئاً مستحيل أن يلغى، لكن يصطنع أناساً يرفعون راية الإسلام، يغرقون خمسة تحت الماء حتى يموتوا، خمسة أشخاص بقفص تحت الماء بعدما ماتوا رفعوا القفص، كلهم كانوا قد ماتوا، أو يحرقون الشخص، أو يضعون متفجراً في رأسه، هذا هو الإسلام، محاولة خطيرة جداً، يصنعون فئة تعمل عملاً تخرج من جلدك، هذا هو الدين بزعمهم، لا، ليس هذا هو الدين، الدين أرقى من هذا بمليار مرة، رفع الشعار سهل وتعمل أعمالاً لا يتحملها الإنسان، يتفننون بالقتل، مرة يحرقون، مرة قفص كبير فيه خمسة أشخاص نزل بالماء، حتى ماتوا، أو يضعون برأس كل واحد متفجرات، هذا الدين، تريدون الدين؟ هذا الدين، يقدمون أسوأ صورة، خطة ماكرة جداً، فالإنسان يجب أن يكشف مكر الغرب، قال تعالى:

﴿ َقَدْ مَكَرُوا مَكْرُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

الحرب العالمية المعلنة على الإسلام :

 أنا أقول: لنفهم الأمور فهماً عميقاً هناك حرب عالمية ثالثة معلنة على الإسلام، كانت تحت الطاولة قبل حين، اليوم فوق الطاولة، جهاراً نهاراً، ونحن قضية نكون أو لا نكون، الموضوع مصيري، لا يوجد عندنا حلّ إلا أن نتعاون، نتماسك، من يصدق أن المسلمين يملكون نصف ثروات الأرض؟ من يصدق أن المسلمين أفقر شعوب الأرض؟ يملكون نصف ثروات الأرض وهم أفقر شعوب الأرض، من يصدق أنه لا يوجد أمة في الأرض تتمتع بعوامل وحدة كالمسلمين، آلام وآمال ولغة وقرآن واحد ونبي واحد، عوامل الوحدة لا تملكها أمة في الأرض، الشيء الغريب ترى أعداء الأمة يتعاونون وبينهم خمسة بالمئة قواسم مشتركة، دخلت إلى أوربا من إسبانيا وتنقلت من إسبانيا لفرنسا لهولندا لألمانيا لسويسرا لإيطاليا كأنك تنتقل من عمان إلى معان، مرة تنتقل من سويسرا إلى إيطاليا، يا أخي أين الحدود؟ لا يوجد لوحة، وعندما أصررت قال: انظر في الأرض، يوجد طريق بالزفت خط من الأحجار السوداء، هذا الحد بين إيطاليا وسويسرا، نحن بين دولتين عربيتين إسلاميتين تحتاج إلى ساعتين، موافقه وبطاقة أمنية، هنا مزقونا، قال تعالى:

﴿ َقَدْ مَكَرُوا مَكْرُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 46 ]

 أيها الأخوة الكرام؛ الوضع ليس مشكلة موضوع مصير، والعبارة المشهورة بهذا الموضوع: نكون أو لا نكون، نحن يجب أن نتعاون، والله الذي لا إله إلا هو الذي يطرح قضية خلافية يكون بحق الأمة مجرماً، حتى أقول كلاماً دقيقاً: القواسم المشتركة بين المسلمين خمسة وتسعون بالمئة ويتقاتلون، والدماء تجري أنهاراً كما تسمعون كل يوم بالعراق، باليمين، بمصر، بليبيا، شيء مخيف، الموضوع مصيري وخطير، أقل شيء أن تكون إيجابياً، تكون منضبطاً، ما هي نقاط الخلاف؟ تحت أقدامنا، والذي يجمعنا مليون ضعف عما يفرقنا، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصواب، تقول: أنا ماذا أفعل؟ أنت أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك، تروى طرفة سيدنا إبراهيم ألقي في النار، يوجد حيوان اسمه أبو بريص، صار ينفخ حتى يقوي النار، والضفدع تملأ فمها لتطفئ النار، لا الضفدع أطفأت النار ولا أبو بريص قواها، كل واحد بين أصله، الإنسان ولو ما فعل شيئاً لأن ابنه صلى قام قيامته لا تصلي، هكذا يوجد آباء المشكلة من آباء المسلمين، لا يريد البنت تتحجب.

 

الورقة الطائفية هي الورقة الوحيدة الرابحة بيد الطغاة :

 يا أيها الأخوة الكرام؛ في العصور المتخلفة يوجد تراكمات خطيرة جداً، الآن ندفع ثمنها، الآن أمة أهدافها واحدة، إله واحد، نبي واحد، قرآن واحد، ونحن نتقاتل يومياً، والدماء تسيل، والغرب كم قومية؟ كم لغة؟ كان هناك حروب قديمة بينهم، تاريخ مأساوي، أديان عديدة، كاثوليكي، بروتستانت، والحروب بين الكاثوليك والبروتستانت بقيت تسعين سنة في أوربا، حرقت الأخضر واليابس، والآن أدركوا بذكائهم دولة واحدة، عملة واحدة، قوانين واحدة، اقتصاد واحد، ممكن أن تنقل معملاً من مكان لمكان ولا شيء عليك، أنا أحب أن أتكلم في موضوعات عامة من حين لآخر، حتى ألفت النظر للخطر، خطر مخطط للإسلام، في الغرب شيء اسمه: فوبيا الإسلام، الخوف من الإسلام، ما السبب؟ فتوحاتنا السابقة، بواتييه جانب باريس أنا رأيتها بعيني، إلى هنا وصل الغافقي، إلى مشارف الصين، دولة صغيرة بالحجاز تصل إلى طرف الصين، فرنسا، عندهم خوف من الإسلام، نحن يجب أن نتعاون، وطرح أي قضية خلافية بحق الأمة والله جريمة، والذي يجمعنا مليون ضعف عما يفرقنا، ويجب أن نضع تحت قدمنا كل الخلافات، إذا كان عندنا انتماء للأمة، بالأساس الغرب جاء إلى العراق أنت أشوري، أنت كردي، أنت عربي، أنت سني، أنت شيعي، بشكل مركز، دائماً الورقة الطائفية، هي الورقة الوحيدة الرابحة بيد الطغاة، والقصة قديمة جداً والدليل، قال تعالى:

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً ﴾

[ سورة القصص: 4]

 أي استخدم الورقة الطائفية، أنا أقول: كلما الوعي نمى، الغرب عنده أساليب وخطط جاهزة لإقامة حروب داخلية عندنا، لم يعد مضطراً لمحاربة المسلمين، هم يقتلون بعضهم، هذه خطة جديدة نحن لا نحاربهم لكن نهيئ خططاً ذكية جداً، نعرف عندهم سنة وشيعية بلحظة معينة تجد الدماء سالت، أنا أرى الإنسان كلما نمى وعيه سلم و سعد.
 مرة أذكر داخل سوريا بالطائرة جالس عند قائد الطائرة، كان تلميذي، رأيت من طرطوس لصيدا بنظرة واحدة، أربعمئة كيلو متر بنظرة واحدة، رأيت حمص ودمشق، كلما الإنسان ارتفع اتسعت رؤيته، أما الانتماءات الصغيرة، الفقاعات، فهذه تضعف المسلمين جميعاً، الذي يجمعنا ألف ضعف عما يفرقنا، لا يوجد فرق بيننا، فكلما نمت الوحدة بيننا، والتعاون، ممكن أن نقف أمام المد الغربي، الغرب الآن كان عنده الاتحاد السوفيتي الشيوعي انتهوا منه، مرة التقيت مع شخص قلت له: من بلغ العشرين ولم يكن شيوعياً فلا قلب له، يا لطيف كم سرّ بذلك، ارتاح تماماً، تتمتها ومن بلغ الأربعين وبقي شيوعياً فلا عقل له سقط، لأنه باطل، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾

[ سورة الإسراء: 81]

 أقوى معسكر اشتراكي، وهو الذي حكم نصف العالم، تلاشى، سقط، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾

[ سورة الإسراء: 81]

 معنا دين السماء، معنا دين يوحدنا، معنا دين يجمعنا.

 

التوتر بين الأطراف توتر مدفوع ثمنه :

 عفواً ثلاث لقطات، سلمان الفارسي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

((... سلمان منَّا أهل البيت ))

[ الحاكم والطبراني عن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده ]

 صهيب الرومي:

(( نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه))

[ كنز العمال عن عمر]

 الثالثة صعبة أن تتصوروها، قال تعالى:

﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾

[ سورة المسد: 1]

 عم النبي صلى الله عليه وسلم، الإسلام أممي، الإسلام قال تعالى:

﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾

[ سورة الحجرات: 13]

 هذا مقياس أممي، مقياس يجمعنا جميعاً، الواحد على قدر ما يقدر، علينا أن يحاول التخفيف من التوتر بين الأطراف، هذا التوتر مدفوع ثمنه، وهناك من يسعى لتأجيجه، الغرب هذه خططه، مثلاً يقسم الهند والباكستان على أساس ديني، الهند هندوس، والباكستان مسلمون، يترك إقليماً إسلامياً مع الهند، ذهبت العداوات والحروب مئة سنة، يقسم السودان الشمالي والجنوبي، بفلسطين، في كل منطقة يخلق بؤرة توتر، لماذا؟ قالوا: عقود السلاح عقود متميزة، عقود ليست عقود تراض، عقود إرغام، أحياناً يطلب منك صاروخ باتريوت، ثمنه اثنان ونصف مليون دولار، تعطيه أربعة أو خمسة، و كل صاروخ بمليونين ونصف دولار، هذا المبلغ كم طناً من القمح يشتري؟ تشتغل سنة بكاملها لتحصل على المحصول يذهب هذا التعب ثمن ستة صواريخ، يبيعك أسلحة، السلاح أغلى تجارة على الإطلاق، عقود السلاح عقود إذعان، ليست عقود تراض، أرباحها بمئة ضعف، لذلك الغرب يريد أن يربح ربحاً كبيراً بالسلاح، ماذا يلزمه ليبيعه؟ يريد بؤر توتر هو يخلقها، بالسودان مشكلة، الهند وباكستان مشكلة، كشمير مشكلة، وعندنا مشكلة، نحتاج إلى وعي، لا تطرح الآن أي قضية خلافية، وكل واحد يبذل كل ما بوسعه لدعم وطنه حتى الله عز وجل يفرج عنا.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور