وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 166 - آيات قرآنية تدعونا للموازنة والمقارنة والترجيح قال تعالى - ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُون﴾.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

التفكر يوصل الإنسان إلى أن لهذا الكون إلهاً عظيماً :

 أيها الأخوة الكرام؛ في القرآن الكريم عدة آيات، هذه الآيات تدعونا إلى الموازنة والمقارنة والترجيح، من هذه الآيات قال تعالى:

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾

[سورة السجدة:18]

 أي مؤمن تفكر في خلق السموات والأرض توصل إلى أن لهذا الكون إلهاً عظيماً، ورباً حكيماً، وخالقاً عظيماً، وأن هذا الكون هو المسير، وهو الرب، وهو الممد، وهو الخالق، وأن له منهجاً إذا طبقه الإنسان سلم وسعد في الدنيا الآخرة، وإن لم يطبقه خسر الدنيا والآخرة معاً، وهذا المنهج بالتعبير المعاصر هو تعليمات الصانع، وما من جهة في الأرض ينبغي أن تتبع تعليماتها إلا الجهة الصانعة لأنها الجهة الخبيرة، قال تعالى:

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر : 14 ]

 فلذلك أنت مع القرآن والسنة، هذه تعليمات الصانع، والجهة الوحيدة التي لا جهة سواها هي الخبيرة بما يسلمك، وما يسعدك، وتعليماتها موضوعية، كيف؟ أنا أحياناً أنهى ابني أن يستخدم باباً ثانياً، بيت له بابان، أعطيت أمراً لأولادي استخدموا الباب الأول الذي يفضي إلى الصالون، وهناك باب آخر يفضي إلى غرفة الاستقبال، هذا يجب ألا نستخدمه، هذا أمر أنا وضعته، لا يوجد علاقة علمية بين الأمر ونتائجه، والمعصية ونتائجها، هذا الباب صنع للدخول أيضاً، فإذا ابن خالف كلام والده، ودخل من باب غرفة الضيوف، الأصل الباب للدخول والخروج، لكن الأمر وضعي، الأب وضعه، هذه حالة، لكن عندما يضع الابن يده على المدفأة المشتعلة وتحترق هناك علاقة علمية بين وضع اليد على المدفأة واحتراقها، الفرق بين الأمرين واسع جداً، أمر وضعي، أمر علمي، فإذا فهمنا أن كل الأوامر التي أمرنا بها العلاقة بينها وبين نتائجها علاقة علمية، علاقة سبب بنتيجة، نكون فقهاء، أنت عندما تعلم يقيناً أن هذا الأمر من عند الصانع، من عند الخبير، من عند العليم، من عند الرحيم، هذا الأمر الذي أمره إن طبقته أو لم تطبقه لا تتأثر.

(( يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا... ))

[ مسلم عن أبي ذر]

 لا طاعتك ينتفع الإله بها، ولا المعصية يتضرر بها إطلاقاً:

((.... ذلك لأن عطائي كلام، وأخذي كلام فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ ))

[ مسلم عن أبي ذر]

الموازنة بين المؤمن و الفاسق :

 بالموازنة قال تعالى:

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا ﴾

[سورة السجدة:18]

 عرف الله، عرف منهجه، واتبع سبيل سلامته وسعادته، وجعل الدنيا مطية للآخرة، قال تعالى:

﴿ كَمَن كَانَ فَاسِقاً ﴾

[سورة السجدة:18]

 يعيش لحظته، همه الرفاه واللذة فقط، والله لا أبالغ لو درت العالم كله الآن العالم الغربي يعيش لحظته الآن، غداً يوجد موت و قبر و برزخ و جنة و نار، يوجد حياة أبدية، ليس له علاقة بهذه الموضوعات إطلاقاً، يعيش لحظته، ويأتي الموت كأكبر مصيبة فاجعة، سألت طبيب قلب في أمريكا، قلت له: أنت طبيب قلب، وكل مرضاك معهم آفة بالقلب، والقلب عضو نبيل إذا أصيب بخطأ يؤدي هذا إلى الوفاة، قال لي: والله لا يوجد مريض قلب إلا وانهار كلياً عندما علم أنه سيموت، لا يدخل الآخرة في حساباته إطلاقاً، يعيش الدنيا فقط، يأتي مؤمن عادي له استقامته، له عمله الصالح، له بر الوالدين، أحسن إلى جاره، أطعم فقيراً تشعر أن عنده معنويات عالية جداً، هذه المعنويات أساسها أنه لو مات له عند الله شيء.

 

بطولة الإنسان أن يعيش المستقبل :

 لذلك أيها الأخوة الكرام؛ عندنا حالة بعلم النفس اسمها: القلق، القلق هو الخوف من المجهول، والعالم كله عنده قلق عام، الإنسان كلما تقدمت به السن و اقترب من السبعين- معترك المنايا بين الستين والسبعين، والموت نهاية كل شيء- هو ما عنده إلا الدنيا، لا يوجد بيت، ولا لقاء، ولا سفر، ولا سياحة، ولا وليمة، ولا طعام، لا يوجد شيء، قبر، هذه النقلة المذهلة من بيت إلى قبر، من زوجة بنات صبايا وسهرات ولقاءات وسفر وسياحة وولائم إلى قبر، هذه النقلة النوعية خطيرة جداً، هل يستطيع واحد من الحاضرين وأنا معكم أن يتوهم أنه لن يموت؟ أو سيعيش إلى أبد الآبدين؟ مستحيل بتعبير آخر: هل يستطيع واحد منا كلنا أن يستيقظ كل يوم كاليوم السابق؟ أبداً يوجد بوابة خروج، أنواع البوابات قد يكون بحادث سير، قد يكون مرضاً مفاجئاً، قد يكون ورماً، يوجد بوابة خروج، البطولة أن تعيش المستقبل، أن تعيش المستقبل لا يعني أن تهمل الحاضر، لا يمنع أن تكون صناعياً ناجحاً أو موظفاً كبيراً أو عالماً أو أستاذ جامعة أو تاجراً، لا يمنع أبداً أن تكون ناجحاً في عملك، وناجحاً في بيتك، وعندك زوجة وأولاد وبنات وأصهار وكنائن ولقاءات، كل شيء الله سمح به لا يوجد مانع، لكن إياك أن تغفل عن المحاسبة الأخروية، قال تعالى:

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة الحجر : 92-93]

 تطلق زوجة ظلماً وتنفد؟ تكون شريكاً أقوى من شريكك الثاني، كل شيء باسمك أنت ما عندك خبرة، عندما أخذت منه الخبرة، وتمكنت منها، بقيت تضايقه كلمة قاسية، تعليق مزعج، ما تحمل فتركك، خلصت منه، أحضرته أخذت خبرته واستفدت منها، فهمتها حفظتها وصرفته بأسلوب ذكي جداً، هكذا الدنيا كلها.

أغبى إنسان من لا يدخل الله في حساباته :

 لذلك أيها الأخوة الكرام؛ أنا لا أرى والله على وجه الأرض أغبى ممن لا يدخل الله في حساباته، إنسان أمام شرطي ولو فرضنا كان قاسياً معك، وجسمك أقوى منه، لكن هذا وراءه الدولة كلها، تعد للمليون قبل أن تهينه، لا تستطيع، لهذا الأمر مضاعفات، الإنسان عندما يتحرك بلا ضوابط، بلا دراية، بلا علم، بلا إيمان، عنده أخطاء كبيرة جداً، أكل مال أيتام، الأيتام ضعاف، ممكن أن يكون الإنسان وصياً على مال أيتام ويعاملهم أسوأ معاملة، وبالحقيقة قد يأخذ ثلثي أموالهم، لا أحد يحاسبه، لأنه هو الناظر، هو الوصي.
 أيها الأخوة الكرام؛ أنا لا أرى أغبى ممن لا يدخل الله في حساباته، قال تعالى:

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾

[سورة السجدة:18]

 هذه أول آية، ما قال: أفمن كان مؤمناً كمن كان غير مؤمن، هكذا المنطق، مؤمن وغير مؤمن، لا، قال: مؤمن وفاسق، ماذا يفهم من هذا؟ يفهم أنك إن لم تؤمن لا بد من أن تكون فاسقاً، لا يوجد من يحاسبك، أنت أقوى منه، الحياة فيها قوة وضعف، شريك قوي، المحل باسمك، والخبرات أخذتها منه، وابنه طردته، ما سمحت له أن يتعلم، هذه الدنيا تمشي كلها على اللؤم، والهيمنة، والسيطرة، تظن أن هذا الإله العظيم الذي أعطاك الخبرة كلها، هو عندما أعطاك الخبرة كلها طمع أن يكون شريكك إلى الأبد، الشركة دائماً للأبد، لا يوجد شيء مؤقت، المؤقت له وضع ثان، هذا الإله لا يحاسبك، أنا قابلت شخصاً معه سلطات واسعة جداً، يستطيع أن يضع إنساناً في السجن لمئة سنة دون سؤال، قلت له: أنت تعتقد أن هذا الإله العظيم خلق العباد وتركهم لك أم سيحاسبك؟ قلت له: الله عز وجل عنده سرطان، عنده فشل كلوي، تحتاج كل أسبوع مرتين لتغسل الكلية، عنده تشمع كبد، عنده خلل، خثرة في الدماغ تصبح على الكرسي تصاب بالشلل، ذكرت له عشرين مرضاً، كل مرض يهز جبلاً، وهؤلاء كلهم عباده، عندما تعرف الله أنت إنسان كبير وذكي وعاقل، ومستقبلك معك، قال تعالى:

﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾

[سورة التوبة: ٥١]

 كتب الله لنا، لنا، كمؤمن لا يوجد أمامه إلا الخير، خريف العمر أروع ما يكون.

الاستقامة عين الكرامة :

 قال تعالى:

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾

[ سورة الجاثية: 21 ]

 أقسم لكم بالله أن يستوي الذين اجترحوا السيئات مع الذين آمنوا أن يستويان هذا يؤكد أن في الكون لا يوجد إله، هذا يتناقض ليس مع عدالته، مع وجوده، هناك طبيب داوم عندي ثلاث سنوات، لكنه طبيب متفوق جداً في الشام، طبيب مخبري، قال لي: جاءني مريض مع زوجته ورم خبيث بكتفها، فأخذته إلى غرفة ثانية قلت له: هذا ورم خبيث، قال: لا ليس ورماً خبيثاً، قال له: لماذا أنت متأكد من كلامك؟ قال له: كنت عند طبيب لمدة سنتين ما قال لي إن هذا ورماً خبيثاً، كنا نراجعه كل أسبوعين مرة، قال: هذا التهاب، ماذا قال لي الطبيب؟ قال لي: طالب طب ليس طبيباً بالصف الثاني يعرف الورم الخبيث ليس صعباً، أي طبيب في الأرض بأي اختصاص، طالب الطب يعرف أن هذا سرطان، لو قال له: سرطان انتهى عنده، حتى يتركه عنده سنتين كل أسبوعين مراجعة، قليل من الفيتامينات والمقويات، ابتز أمواله خلال سنتين، قال لي: هذا المريض لما كشف الحقيقة أنه هذا الطبيب ضحك عليه سنتين، وقال له التهاب سقط على البلاط وخاطب الله عز وجل قال له: يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم منه، وإذا لم تنتقم منه لست موجوداً. كلامه غلط لكن هكذا تكلم زوج المريضة، وهذا الطبيب الآن حي يرزق، قال لي: والله بعد أحد عشر شهراً جاءني الطبيب نفسه الذي ابتز أموال الرجل سنتين، ومعه ورم خبيث بكتفه، بنفس المكان، الله كبير، أقولها لا اشبع منها، إياك أن تغلط، إياك أن تأكل حق الناس، إياك أن تضحك على الناس، إياك أن تستغل قوتك، أو سلطتك، أو منصبك، أو علمك، مرة قال لي طبيب: والله أستطيع أن أبيع المريض بيته ولا يشعر، إذا كان الطبيب مؤمناً الله سيراقبه، وإذا كان غير مؤمن، بداية ورم.
هناك قصة وقعت في الشام، قال الطبيب لمريضه: أنت معك سرطان تعيش فقط أربعة أشهر، فدبر أمورك، اعمل وصية، في اليوم الثاني مات و لم يتحمل.
 أيها الأخوة الكرام؛ أن تكون طبيباً، مهندساً، وتغير وتبدل، و لا يوجد من يحاسبك هذا منتهى الغباء، أقسم لكم بالله لا أرى على وجه الأرض أغبى ممن لا يدخل الله في حساباته.
 قصة رمزية لكن سيدنا عمر وقعت معه، سيدنا عمر أراد أن يمتحن راعياً، فقال له: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها، قال: ليست لي، قال: قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب، قال: والله إنني لفي أشدّ الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟!
هذا الراعي لا يوجد عنده مكتبة ضخمة، لا يوجد عنده كومبيوتر، أبحاث، هذا وضع يده على جوهر الدين عندما قال: أين الله؟ هذه ليس لها حل، عندما تقول: أين الله؟ أنت فقيه ورب الكعبة، قد تكون شريكاً والثاني ضعيف جداً لا يستطيع أن يحاسبك، أحياناً يكون الإنسان عنده خبرة عالية، والثاني لا يعرف لكنه شريك، دفع نصف رأس المال، هناك اتفاق لا يقدر أحد أن يحاسبه، و هناك مليون إنسان لا يستطيع أحد أن يحاسبهم، مليون إنسان بمنصب معين بمرتبة معينة لا يوجد أحد يحاسبهم، لذلك:

((خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي))

[الترمذي عن عائشة أم المؤمنين]

 في البيت لا يوجد من يحاسبك، أنت الأب، غلط غلط، صواب صواب، أنت عندما تحاسب نفسك هذه الزوجة مظلومة، أنا حملتها فوق طاقتها، هذه الغلطة مني، هي ليس لها أحد، هذا الذي أقوله دائماً، الله عنده مليون علاج، يدع الحليم حيراناً، غلطة بالجسم تحتاج إلى مليون.
 أيها الأخوة الكرام؛ البطولة أن ندخل الله في حساباتنا، ولكن أين الله؟ تقول: أين الله لا أقدر؟ أنا أقول مثلاً: الطبيب المؤمن لا يوصى، هل تستطيع أن توصيه؟ يشاهد الله معه، هذا عبد من عباده، تستطيع أن توهم المريض وتخيفه؟ قال: والله أجعله يبيع بيته ولا يشعر، لكن المؤمن يراقب الله عز وجل، ليس للمؤمن مصالح كثيرة جداً، ممكن أن تغش غشاً كبيراً ولا أحد يكشف هذا الغش، هناك الكثير من المصالح قابلة للغش ولا يكشف الغش إطلاقاً.
 لذلك أيها الأخوة الكرام؛ الاستقامة عين الكرامة، الاستقامة منتهى الذكاء، منتهى العقل، شاهد الله يراقبك، عندما ترى أن الله يراقبك تقيم أمره، أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، أنا أقول: الإنسان قبل أن يعصي، قبل أن يأخذ، قبل أن يغضب، قبل أن يرضى، قبل أن يصل، قبل أن يقطع يفكر، هل هذا العمل يرضي الله عز وجل؟
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور