وضع داكن
16-04-2024
Logo
الدرس : 108 - الهدف من تقديم نماذج عن الإنسان المؤمن والكافر والمنافق في القرآن الكريم.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.

قراءة القرآن حق التلاوة :

 أيها الأخوة الكرام؛ الله جلّ جلاله في كتابه العزيز قدم لنا نماذج من بني البشر، مثلاً قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾

[ سورة الأنفال: 2]

 هذا نموذج، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ*خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

[ سورة البقرة: 6-7]

 قال تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾

[ سورة العنكبوت: 10]

 أريد أن أقول لكم: في القرآن الكريم رسم الله لنا نماذج بشرية، فالبطولة أنك إذا قرأت هذه الآيات أن تسال نفسك: أين أنا من هذه الآية؟ أنت إلى أي نموذج تنتمي دون أن تشعر؟ هذا التدبر، قال تعالى:

﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾

[ سورة البقرة : 121 ]

 يقرؤونه قراءة صحيحة وفق قواعد اللغة العربية، هذه واحدة، حقّ تلاوته من معانيها يقرؤونه إن أمكن قراءة مجودة، هناك إدغام و إقلاب و إظهار و إخفاء، حقّ تلاوته من معانيها يفهمون معاني هذه الآيات، حقّ تلاوته يتدبرونه، التدبر أن تسأل نفسك مع كل آية تقرؤها أين أنت منها؟ هل أنت مطبق لها أم لست كذلك؟ صار حقّ التلاوة: قراءة صحيحة، قراءة مجودة، فهم لمعاني الآيات، تدبر لها، أن تقيس نفسك بهذه الآيات.

 

عاد نموذج في القرآن الكريم عن الأقوام السابقة :

 الآن يوجد شيء جديد؛ القرآن الكريم فضلاً عن أنه قدم نماذج بشرية لبني البشر قدم نماذج للأقوام، قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴾

[ سورة الفجر : 6]

 عاد نموذج لأمة طاغية، قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* أرم ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾

[ سورة الفجر : 6-8]

 عاد تفوقت تفوقاً لا يوجد فوقها إلا الله، ما من أمة أهلكها الله عز وجل إلا ذكرها بأنه أهلك من هو أشدّ منها قوة إلا عاد حينما أهلكها قال تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾

[ سورة فصلت : 15 ]

 أي ما كان فوق عاد إلا الله، أمة قوية جداً، من باب التقريب كنت مرة في أمريكا فقال لي أحدهم: أين كنت؟ قلت له: كنت في عاد الثانية، لأن الله ماذا قال؟

﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى ﴾

[ سورة النجم :50]

 كلمة الأولى قد تعني أن هناك عاداً ثانية، لأن البنتاغون يقصف، وهوليود تفسد، طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فلذلك الله عز وجل قدم نموذجاً لأمة قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* أرم ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾

[ سورة الفجر : 6-8]

 أي تفوق في شتى الميادين، من أنواع هذا التفوق التفوق العمراني، قال تعالى:

﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ*وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾

[ سورة الفجر :128-130]

 التفوق العمراني - ناطحات السحاب- التفوق العسكري، التفوق العلمي، قال تعالى:

﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾

[ سورة العنكبوت : 38 ]

﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ*وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴾

[ سورة الفجر :128-130]

 تفوق عمراني، تفوق صناعي، تفوق عسكري، وهناك تفوق رابع التفوق العلمي، عمراني، صناعي، عسكري، علمي، مع هذه التفوقات يوجد غطرسة، قال تعالى:

﴿ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾

[ سورة فصلت : 15 ]

 مرة استمعت إلى تصريح لرئيس أمريكي قال: نحن لا نحاور أحداً، نحن نملي على الآخرين أوامرنا، حوار لا يوجد عندنا، إذاً تفوق بشتى المجالات، من تفوق عمراني إلى صناعي إلى عسكري إلى علمي إلى غطرسة، الآن هذه الأمة القوية أهلكها الله، قال تعالى:

﴿ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ﴾

[ سورة الحاقة : 6-7 ]

 لذلك الأعاصير في أمريكا شيء لا يصدق، هناك إعصار قبل عدة سنوات، خسائره تقدر بثلاثين مليار دولار، الأعاصير هناك طبعاً البيوت كلها تهدمت، عثر أحدهم على محرك سيارته بعد خمسة مايل من بيته، فالأعاصير شيء مخيف، طبعاً نحن نعرف أن الرياح لها سرعات متعددة، مئة تتلف كل شيء، أحياناً سرعة الأعاصير ثمانمئة كيلومتر متر في الساعة، لا تبقي ولا تذر، أذكر مرة أن الكهرباء قطعت في بلدة في أمريكا - سان فرانسيسكو- تمت في هذه الليلة مئتا ألف سرقة، مجموع الخسائر بالسرقات ثلاثون ملياراً، لذلك الانضباط هناك انضباط الكتروني فقط.
 سيدنا عمر أراد أن يمتحن راعياً، فقال له: بعني هذه الشاة وخذ ثمنها؟ قال: ليست لي، قال: قل لصاحبها ماتت، أو أكلها الذئب، قال: والله إنني لفي أشدّ الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟!
 تعليقي؛ هذا البدوي الأعرابي الراعي لا يوجد عنده مكتبات ضخمة، ولا مجلدات، هذا الأعرابي وضع يده على حقيقة الدين، ولكن أين الله؟ الأمة عندما تقول: أين الله؟ أعداؤنا الألداء اليهود، أحد زعمائهم الذي بقي بحالة سبات ثلاث سنوات أو أكثر أعتقد، قال: حينما يكونوا مصلو الفجر كمصلي خطبة الجمعة ينتصرون علينا.
 فلذلك عاد لم يخلق مثلها في البلاد، تفوق في شتى الميادين، وما أهلك الله قوماً إلا ذكرهم أنه أهلك من هو أشدّ منهم قوة إلا عاد حينما أهلكها، قال تعالى:

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ﴾

[ سورة فصلت : 15 ]

 تفوق عمراني، تفوق صناعي، تفوق عسكري، تفوق علمي، وأهلكوا بريح، قال تعالى:

﴿ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾

[ سورة الحاقة : 6-8]

التدبر في آيات القرآن الكريم :

 أيها الأخوة الكرام؛ هذا القرآن الكريم ينطق بالحق، هناك نماذج بشرية، مثلاً قد يغيب عن ذهنك أن هناك أكثر من مئتين وخمسين آية تبدأ بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، يا ترى أنت كلما قرأت هذه الآيات: يا أيها الذين آمنوا، هل تشعر بأعماق أعماقك، أو هل تشعر بكل خلية من خلايا جسمك، أو هل تشعر بكل قطرة من دمائك أنك معني بهذه الآية؟ أين أنت منها؟ هل أنت مطبق لها؟ هذا هو التدبر يا أخوان.
 أحد العلماء الكبار ذكر القرآن الكريم وقال بعد أن ذكره: فيه ذكركم، يوجد نماذج بشرية، فتح القرآن قرأ الآيات الفلانية عن أهل النار قال: لست من هؤلاء، وقرأ آيات المؤمنين، قال: لست من هؤلاء، ثم قرأ قوله تعالى عن أناس خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئ، قال: أنا من هؤلاء، طبعاً المغزى منها أنت حينما تقرأ القرآن الكريم وحينما تقرأ مئتين وخمسين آية يا أيها الذين آمنوا، ألا ينبغي أن تسأل نفسك أين أنت من هؤلاء؟ هل أنت مطبق لها؟ هذا التدبر، وكلما تمعنت وتدبرت في هذه الآيات ترقى عند الله عز وجل، هناك نماذج أفراد، وهناك نماذج بشرية لأقوام، فكل قوم لهم ترتيب

 

علم الطباع :

 الآن صار هناك علم جديد اسمه: علم الطباع، ورد:

(( يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ ))

[ أحمد عن أبي أمامة ]

 هناك إنسان طبعه اجتماعي، يحب أن يجلس مع الناس، يحب أن يلتقى معهم، يحب أن يؤسس جمعية خيرية، نمطه اجتماعي، و إنسان طبعه فردي يحب أن ينزوي في بيته، لا يحب اللقاءات أبداً، وأنا أعرف أناساً كثيرين أحدهم طبعه اجتماعي منفتح على المجتمع، والآخر منغلق، هذا طبع، والحديث:

(( يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ ))

[ أحمد عن أبي أمامة ]

 الإنسان إذا خان أو كذب ليس مؤمناً، صار عندنا علم الطباع، كما أن لكل إنسان طبعاً، هناك لكل أقوام طبع، هذا يؤكد ما يسمى بعلم نفس الطباع، تجد الفرنسي له طبع، الألماني له طبع آخر، الإيطالي طبع ثالث، العرب لهم طبع رابع، علم الطباع علم مستحدث، هناك خصائص للأمة، خصائص مشتركة للأقوام، على كل عندنا لكل إنسان سمات وصفات.

 

الصفات و السمات عند الإنسان تدل عليه :

 طبعاً عندنا بعلم النفس شيء اسمه: روائز، الروائز يعطونك ألف سؤال تجيب عنها عندئذ تصنف، يأتي السؤال تعطي الجواب، سؤال جواب، يظهر لك رائز عندهم، رائز أي خارطة لك، أحياناً تسأل عشرة أسئلة، إذا أردت ألا تتكلم الحقيقة بل تتكلم خلافها تكشف بالسؤال الثاني، يظهر لك خارطة، هذه الخارطة اسمها: الصفات والسمات.
 الآن لو أخذنا خارطة إنسان من حيث الصفات والسمات، ووضعناها على خط شاقولي مثلاً كيف تحب أن تقضي عطلة الأسبوع؟ هناك إنسان يحب أن يجلس في بيته، يرتب أموره، إنسان يحب النزهة، إنسان يحب المسرحية، إنسان يحب الأمسية الشعرية، يحب السهرة المختلطة، كل واحد له ترتيبه، لك خارطة في علم النفس، لو جئت بسمات وصفات إنسان موضوعة على خط شاقولي وصفات وسمات إنسان آخر هذا يحب أن يمضي عطلة الأسبوع في بيته والثاني كذلك نعمل خطاً بينهما، كلما شاهدنا صفتين متشابهتين نضع خطاً، كلما كثرت هذه الخطوط كان الحب بين الإنسانين، هذا قانون بالحب، أنت لك صديق وأنت لا تحب أن تتكلم بنكت بذيئة، وهو كذلك تحبه، أما أنت لك صديق زميل عمل، أو دراسة وعنده طرف ماجنة لا تتحمله، تنفر منه، فكلما توافقت الصفات والسمات بين شخصيتين، كان الحب بينهما لذلك النص الدقيق:

((ما تواد اثنان ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ))

[أحمد عن ابن عمر]

 فلذلك لك أنت عند الله خارطة، فيها الصفات والسمات، السمة أعم من الصفة، مثلاً أنت عندك سمة الضبط، من ظواهر هذه السمة مواعيدك مضبوطة، حساباتك مضبوطة، كلامك مضبوط، هناك حسابات و مواعيد و كلام، يجتمعون بسمة واحدة الضبط، هناك سمة أخرى العطاء؛ يوجد إنسان يحب أن يأخذ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والبشر يأخذون ويعطون، فما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ؟ إن كان الذي يسعدك أن تعطي فأنت من أتباع الأنبياء، أما إذا كان الذي يسعدك أن تأخذ فأنت من أتباع الأقوياء، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، وبعض البشر من هؤلاء وهؤلاء يأخذون ويعطون، فدائماً هذا يسمونه: التأمل الذاتي، والبطولة أن تتأمل ذاتك من حين لآخر، تأمل ذاتك أنت يا ترى كما ينبغي؟ اقرأ القرآن تنطبق عليك خصائص المؤمنين، أم لا سمح الله ولا قدر خصائص المنافقين، لك صديق حميم تزوج، و كان زواجه ناجحاً جداً جداً جداً، هل تنزعج؟ معنى هذا أنك منافق، تفرح له إذاً أنت مؤمن، الدليل قال تعالى:

﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾

[ سورة التوبة : 50]

 هذه أحد سمات المنافقين، قال تعالى:

﴿ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾

[ سورة آل عمران: 120]

 إذا أخوك قدم امتحاناً و لم ينجح، أنت ارتحت، عندما ترتاح انتبه لنفسك هذه صفات المنافقين، عندما تتألم لألمه بشرى لك، عندما تفرح لإنجاز تحقق، قال تعالى:

﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾

[ سورة التوبة : 50]

﴿ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ﴾

[ سورة آل عمران: 120]

 هذه علامة كبيرة جداً، فعلامة المؤمن الصادق- أخوه في الله أصابه خير، نجح بزواجه، نال دكتوراه، نجح بمنصب رفيع- يفرح لأخيه من أعماقه، يهنئه، أما إذا تضايق، تمنى له خلاف ذلك، فهناك مشكلة، الآن المشكلات تتدرج، هناك إنسان أصاب صديقه الخير يتألم، هذه مشكلة، لمجرد التألم إذا أصاب الخير أخاك هناك مشكلة كبيرة، أما الذي يسعى لنزع ما أعطي لأخيه منه فهذه أكبر بكثير، إذا تألم لشر أصاب أخاه فهذه نعمة كبيرة، وإذا فرح مشكلة كبيرة، قال تعالى:

﴿ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ﴾

[ سورة التوبة : 50]

 أنا أتمنى حينما نقرأ القرآن الكريم أن نقرأ بتدبر وتمعن، لذلك يمكن أن تقرأ القرآن الكريم مرتين؛ مرة قراءة تعبد، ومرة قراءة تدبر، التعبد ممكن أن تقرأ كل يوم جزءاً، فتقرأ ختمة في ثلاثين يوماً، أما التدبر فأن تبقى بآية واحدة عشرة أيام، اعمل قراءة تدبر وقراءة تعبد.
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور