- ندوات تلفزيونية / ٠01برنامج ويتفكرون - قناة ندى
- /
- ٠1ويتفكرون 1
الآيات في القرآن الكريم هي شهادة الله لنبيه أنه رسوله :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
لا زلنا في الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل ، والحقيقة الدقيقة أن الله سبحانه وتعالى من كمال خلقه ، كمال الخلق يقتضي كمال التصرف ، ومن كمال تصرفه ألا يدع عباده من دون توجيه أو تعليم ، لذلك كان إرسال الرسل ، وهذا الإنسان الذي يقول : أنا رسول الله لم لا يكذب وقد جاء بمنهج يقيد حركة الإنسان من التفلت إلى الانضباط ؟ إذاً لا بد أن يشهد الله لهذا الرسول الإنسان أنه رسوله ، كيف يشهد الله لهذا الإنسان أنه رسوله ؟ لا بد من أن يجري على يديه خرقاً لنواميس الكون ، فالأنبياء السابقون كانت معجزاتهم حسية ، والمعجزة الحسية كتألق عود الثقاب تتألق وتنطفئ ، ويصبح هذا التألق خبراً يصدقه من يصدقه ، ويكذبه من يكذبه .
لذلك أيها الأخوة ؛ لا بد من أن تكون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي شهادة الله له أنه رسوله مستمرة ، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية ، لذلك في هذا القرآن الكريم ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والإنسان ، هذه الآيات هي شهادة الله لهذا النبي أنه رسوله ، لأن الحقائق التي جاء بها القرآن الكريم قبل ألف وأربعمئة عام الآن تكتشف وتثبت ، إذاً الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل القرآن الكريم .
ومضات رائعة في الإعجاز العلمي :
من هذه الومضات الرائعة في الإعجاز أن الإنسان توصل إلى اكتشاف نجم ، هذا النجم يبعد عنا آلاف السنوات الضوئية ، والأرض في دورتها حول الشمس تمر باثني عشر برجاً، من هذه الأبراج برج العقرب ، هذا البرج من الأبراج الكبيرة ، إلا أن فيه نجماً صغيراً أحمر اللون متألقاً ، نجم صغير من نجوم برج العقرب اسمه قلب العقرب .
أيها الأخوة المشاهدون ؛ دققوا فيما سأقول ، هذا النجم الصغير الذي هو قلب العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما ، ولا بد من توضيح هذه الحقيقة .
الشمس أيها الأخوة الكرام تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي أن جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، كم حجم الشمس والشمس من الشموس المتوسطة ؟ هناك شموس عملاقة ، شمسنا شمس متواضعة بجحمها ، ومع ذلك جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، فما المسافة بينهما ؟ تصل إلى مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر ، نجم كالشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض ، وهذه الشمس والأرض بينهما مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وهذا البرج برج العقرب الذي تمر به الأرض كل عام مرة هذا البرج برج العقرب فيه نجم صغير متألق أحمر اللون اسمه قلب العقرب يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما .
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾
.
هذا الإله العظيم خالق السموات والأرض ، هذا الإله العظيم الذي خلق الإنسان وعلمه القرآن يعصى ؟ ألا يخطب وده ؟ ألا ترجى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لعمري في المقال شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطـعتــــه إنّ المحب لـمن يحب يطيــــع
* * *
لذلك في الأثر القدسي :
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))
فالله عز وجل يقول :
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
تعظيم الله لا يكون إلا بالتزام أمره و نهيه :
آيات الله عز وجل دالة على عظمته ، بل هي دالة على وجوده ، وعلى وحدانيته ، وعلى كماله ، وعلى عظمته ، لذلك الآية تقول :
﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ* ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ* إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
كان في الدنيا لا يؤمن بالله العظيم ، وكأن كلمة عظيم تلفت النظر ، الإنسان يؤمن بالله أحياناً ولا يطيعه ، بل إن إبليس آمن بالله موجوداً ، قال تعالى :
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ ﴾
آمن به عزيزاً ، آمن به رباً ، آمن باليوم الآخر ، ومع لك هو إبليس ، إذاً ما الفرق بين إيمان لا يقدم ولا يؤخر وبين إيمان يسعد في الدنيا والآخرة ؟ هو التطبيق ، لذلك الإنسان حينما يعظم الله عز وجل يلتزم أمره ونهيه ، فأنت لا يمكن أن تخضع إلا لعظيم ، لخالق السموات والأرض ، لمن بيده كل شيء ، لمن بيده ملكوت كل شيء ، هذا الإله العظيم إذا خضعت له سلمت وسعدت .
(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحبّ إليك من كل شيء ))
آيات الله ثلاث ؛ كونية و تكوينية و قرآنية :
لذلك أعود إلى الآية الكريمة ، قال تعالى :
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾
من آيات الله الدالة على عظمته آياته الكونية ، نحن مع الآيات الكونية ينبغي أن نتفكر في خلق السموات والأرض ، ومع آياته التكوينية ينبغي أن ننظر ، قال تعالى :
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
والآية الثانية ، قال تعالى :
﴿ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
هذه آياته التكوينية أفعاله ، آياته الكونية خلقه ، التفكر ، آياته التكوينية أفعاله ، النظر، آياته القرآنية التدبر ، قال تعالى :
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ﴾
أي يا عبادي بيني وبينكم كلمتان ؛ تتفاوتون عندي بالصدق وأنا أعدل بينكم ، أو هذا الكتاب القرآن الكريم بين دفتيه أمر أو حكم ، الأمر حق و الحكم عادل ، وإذا أردنا أن نفهم هذا الكتاب ينبغي أن ننطلق من هاتين النقطتين ، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا إيماننا جميعاً ، وأن يعيننا على تطبيق ما نعلم .