وضع داكن
28-03-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 11 - معرفة السمكة جهة سطح البحر - تباين ألوان البحار المتصلة مع بعضها - هجرة سمك السلمون
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الأسماك من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات .
 أيهاالأخوة الكرام ؛ من الآيات الدالة على عظمة الله عز وجل الأسماك ، عدّ بعض العلماء أنواع الأسماك في البحر ، وبلغ هذا العدد مليون نوع ، مليون نوع من الأسماك ، أسماك تزن مئة وخمسين طناً ، وهي الحيتان ، وأسماك لا ترى إلا بدقة بالغة ، شفافة ولها ألوان فوسفورية ، على كل ماذا قال الله عز وجل ؟ قال تعالى :

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه : 49-50]

 أعطاه ما يحتاج من أجهزة ، من أدوات ، من إدراكات ، قال تعالى :

﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه: 50]

معرفة السمكة جهة سطح البحر من آيات الله الدالة على عظمته :

 الآن هذه السمكة كيف تعرف جهة سطح البحر ؟ هي في الماء ، والماء يحيط بها من كل الجوانب ، هل عندها جهاز تكتشف جهة سطح البحر ؟ قال : هناك محفظة صغيرة فيها ذارت كلس صغيرة ، وفي أسفل هذه المحفظة أعصاب ، فما دامت بحكم الجاذبية هذه الذرات الكلسية في قعر هذه المحفظة ، فالبحر نحو الأعلى فإذا قلبت جسمها عكس هذا الاتجاه تفلتت هذه الذرات الكلسية من محفظتها وعرفت السمكة أنها في اتجاه آخر ، قال تعالى :

﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه: 50]

 هذه واحدة ، الآن كيف تعرف السمكة بعدها عن سطح البحر ؟ هناك خط في الثلث الأول من جسمها ، أنبوب مفرغ من الهواء ، فكلما ازداد الضغط عليها كانت أقرب إلى قاع البحر ، وكلما ضعف الضغط كانت أعلى إلى البحر ، لذلك هذا جهاز ثان .
 الجهاز الأول تعرف من خلاله جهة البحر نحو الأعلى ، والجهاز الثاني تعرف من خلاله مدى بعدها عن سطح البحر .

 

الخاصة الموجودة بالسمكة والتي تلغي موضوع ذبحها :

 الآن هناك شيء آخر ، نحن لا نذبح السمكة إذا أكلناها ، نصطادها ونشويها ونأكلها أين ذهب ذبح الدابة ليخرج الدم منها ؟ الشيء الذي لا يصدق أن السمكة إذا اصطيدت انتقل دمها كله إلى غلاصمها ، فإذا أردنا أن نعرف مدى الوقت الذي اصطيدت به السمكة نرى غلاصمها ، فإن كان اللون أحمر زاهياً أي اصطيدت من وقت قريب ، وإلا كان أزرق من وقت بعيد .
 إذاً انتقال الدم في السمكة حينما نصطادها إلى غلاصمها هذه آية دقيقة جداً تبشر أن هذا الدين الذي لم يأمرنا بذبح السمك معنى لك أن هناك خاصة بالسمك تلغي موضوع الذبح .
 الشيء الثاني أن السمك لا يرجع إلى الوراء ، فإذا دخلت الشبكة لا ترجع ، ولو رجعت لما تمكنا من صيدها ، هناك جهة بالشبكة مفتوحة دخل منها السمك لا يرجع إلى الوراء.

السمكة الطبيبة من الآيات الدالة على عظمة الله :

 الآن يوجد ملاحظة دقيقة جداً لولا أنه يأكل بعضه بعضاً لكان البحر مجرد أسماك فقط ، كما لو طبخنا مادة وجف الماء بقي الحمص فقط مثلاً ، هذا شيء دقيق ، لكن هل تصدقون أيها الأخوة المشاهدون أن هناك سمكة اسمها السمكة الطبيبة ماذا تفعل هذه السمكة ؟ طبيبة وكأن هناك عرفاً بين الأسماك ، أن هذه السمكة لا تؤكل ، تقف على المكان المتعفن من جسم السمكة وتأكل هذا العفن وهو غذاء لها ، لذلك هذه السمكة الطبيبة من الآيات الدالة على عظمة الله ، وكأن هذا السمك إذا تعفن جلده تأتي هذه السمكة الطبيبة وتأخذ هذا المادة المتعفنة وهي غذاء لها .
 شيء آخر ؛ البحر عميق جداً ، يوجد مكان بالمحيط الهادئ العمق يبلغ اثني عشر ألف متر ، وجدوا أسماكاً في قعر البحار لها أرجل تمشي عليها ، قال تعالى :

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه : 49-50]

 إذاً الأسماك آية من آيات الله الدالة على عظمته ، وكأن هذا السمك فيه مادة لها علاقة بالقلب ، القلب له نبض ، والنبض له كهرباء ، فالسمك المادة الأولى في غذاء القلب ، فيه غذاء برنامجه الكهربائي في القلب .

 

تباين ألوان البحار المتصلة مع بعضها :

 شيء آخر البحار قال تعالى :

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ﴾

[سورة الرحمن: 19-20]

 لو ركبنا طائرة وحلقنا فوق قناة السويس لوجدنا أن لون البحر المتوسط غير لون البحر الأحمر ، حلقنا فوق باب المندب ، حلقنا فوق خليج طارق بن زياد ، هذه الأماكن حيث تلتقي البحار ذات ألوان متباينة ، فبحث العلماء فإذا لكل بحر ترتيبه ، وكثافته ، وملوحته ، ومكوناته ، كل بحر يستقل عن البحر الآخر ، حتى أن ذرات الماء التي عند باب المندب لا تتابع الحركة نحو المحيط العربي ترجع ، طبعاً هناك صور دقيقة جداً عرضت في التلفزيون حول هذه الظاهرة ، بل إن الطائرات كشفت هذه الظاهرة ، ألوان البحار المتصلة مع بعضها متباينة ، إذاً قال تعالى :

﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾

[سورة الرحمن: 19-21]

هجرة سمك السلمون :

 شيء آخر ؛ أسماك تنطلق من أعالي الأنهار في أمريكا ، من أعالي الأنهار وتنزل في أنهارها إلى المحيط الأطلسي ، وتقطع مسافة تزيد عن سبعة آلاف كيلو متر كي تصل إلى ساحل فرنسا ، وتمكث مدة معينة وترجع ، هنا السؤال ، السمكة لو انحرفت في عودتها درجة واحدة جاءت في أمريكا الجنوبية ، ترجع إلى النهر الذي خرجت منه ، من الذي يسيرها ؟ هذا سمك السلمون ، ينطلق من رؤوس الأنهار في أمريكا إلى المحيط الأطلسي إلى فرنسا وتعود هذه السمكة كي تضع بيوضها هناك ، في رؤوس الأنهار الشيء الذي لا يصدق أن هذه السمكة تتجه إلى أمريكا إلى النهر إلى مصب النهر الذي انطلقت منه ، قال تعالى :

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

[ سورة طه : 49-50]

 إذاً هذه الهجرة لسمك السلمون من آيات الله الدالة على عظمته .
 لذلك التفكر في خلق السموات والأرض أقصر طريق نصل به إلى الله ، واوسع باب ندخل منه على الله ، لأن هذا الطريق - التفكر - يضعنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله عز وجل .

 

إخفاء الصور