وضع داكن
29-03-2024
Logo
درر 2 - الحلقة : 23 - حقوق كبار السن ؛ الذي يحتاجه كبار السن ؟ و ما الأساليب المثلى لإعطائهم كرامتهم ومكانتهم ؟ .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ بلال :
السلام عليكم ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ))

[ أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ]

وقد قيل : الناس بعلمائهم وأعلامهم وذوي أسنانهم ، كيف نتعامل مع الكبار في السن ؟ ما الذي يحتاجه كبار السن في هذه المرحلة المتقدمة من حياتهم ؟ ما الأساليب المثلى لإعطائهم كرامتهم ومكانتهم في المجتمع ؟ هذه الأسئلة وغيرها يمكنكم معرفة الإجابة عليها من خلال متابعة هذا اللقاء الطيب الذي يتعلق بقيم الإسلام في التعامل مع الكبار في السن .
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله واصحابه أجمعين .
أخوتي الكرام ؛ أخواتي الكريمات ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، في مستهل حلقة جديدة من برنامجكم درر ، يسرني أن أرحب باسمكم بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، السلام عليكم سيدي .
الدكتور راتب :
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم تحدثنا في لقاء سابق عن قيم الإسلام في التعامل مع الأطفال ، انتقلنا إلى قيم الإسلام في التعامل مع الشباب ، المجتمع كلّ متكامل ، اليوم قيم الإسلام في التعامل مع كبار السن .
قبل أن نبدأ بهذه القيم كتأصيل لمسألة كبير السن ، كيف هي سنة الحياة ؟ يبدأ الإنسان طفلاً يشب ثم يشيخ ، لم كانت هذه السنة في الحياة ؟

 

قيم الحياة في التعامل مع كبار السن :

الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
الحقيقة أن هذا الإنسان يولد فإذا كان سليماً بأعضائه وحواسه هناك فرحة كبيرة ، يهنأ الأب والأم على سلامته ، الآن تقدم به السن لسنة أو سنتين فمشى يقام احتفال صار يمشي، بدأ يأكل ، كل مرحلة من مراحل حياته في طور ، لما دخل المدرسة صار في اجتهاده وعلاماته ، لما أخذ الشهادة زواجه ، لما تزوج أولاده ، آخر مرحلة بلغ من الكبر عتياً، النقطة الدقيقة جداً في بلادنا وفي بلاد المسلمين أن الأب له مكانة كبيرة

هذه المكانة تستدعي أن يكون من حوله في خدمته ، ولا يسعد الجد إلا أن يرى أبناءه وأحفاده حوله ، لذلك في بعض الثقافات الغربية حينما يتقدم به السن يؤخذ إلى مأوى العجزة ، ولي صديق طبيب في باريس حدثني عن ريبورتاج أذيع في التلفزيون عن مأوى العجزة ، سألوا معظم المقيمين هناك : ماذا تتمنى ؟ الإجابة واحدة كانت الموت ، بينما المتقدم في السن في بلاد المسلمين أمامه أولاده وبناته وأصهاره وكنائنه وأحفاده ، هذا الجو مفعم بالمحبة ، مفعم بالولاء ، فلذلك عندما نضع هذا الإنسان في مأوى العجزة أفقدناه أجمل ما في هذا السن ، أن يرى أولاده وكنائنه وبناته وأصهاره وأحفاده ، فلذلك في بلادنا حالة من التوازن عجيبة جداً ، وأنا دائماً وأبداً لا أحبّ ما يسمى بجلد الذات ، أي لا نثمن ما نحن عليه ، عندنا تماسك أسري ، كنت مرة في أستراليا وفي مغادرتي لها قال لي رئيس الجالية : بلغ أخواننا في الشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا ، سألته عن السبب ؟ قال : الابن ملحد هناك ، وهناك شيء آخر منحرف ، نحن في بلادنا عندنا تماسك أسري ، وهذه حقيقة ، هناك تعاون بين الأقرباء ، تعاون بين الأولاد ، كم من إنسان ترك المدينة وسكن بالريف ليشتري لأولاده بيوتاً ؟ هذا التماسك وهذا التعاون وسام شرف في صدر الأمة ، فأنا أتمنى إن ذكرنا سلبيات حياتنا أن نذكر إيجابياتها ، وإن ذكرنا إيجابيات الغرب أن نذكر سلبياته ، هذا هو الموقف الموضوعي ، الموضوعية قيمة أخلاقية وعلمية ، إذا كنت موضوعياً فأنت أخلاقي ، وإذا كنت موضوعياً فأنت عالم ، فنحن عندنا إيجابيات كثيرة ، هذا التماسك الأسري موجود ، وهذا التعاون بين أفراد الأسرة موجود .
الأستاذ بلال :
وتوقير كبار السن .
أستاذنا الفاضل ذكرتم سنة الحياة كيف يبدأ و ينمو ، السؤال هناك علامات للشيخوخة ، لماذا أراد الله أن يشيخ الإنسان ؟ يشيب شعره ، ينحني ظهره .

 

وجوب أن يكون الأب في بيته كقيمة اجتماعية بين أولاده وأحفاده وأقربائه :

الدكتور راتب :
الإنسان إذا تقدمت به السن يشيب شعره ، ويضعف بصره ، وتعتل صحته ، كأنها رسائل لطيفة لطيفة من الله إلى عبده الذي تقدمت به السن أن يا عبدي كبرت سنك ، واقترب أجلك ، فاستعد لهذا اللقاء ، استعد له وأنا أنتظرك ، فالإنسان بسن معينة يأكل ما يشتهي ، ويلبس ، ويسافر ، ويركب السيارة ، ويسكن في بيت ، الآن مطالبه في الحياة مطالب اجتماعية أن يرى أحفاده أمامه ، أن يرى أولاده أمامه ، أن يرى كنائنه أمامه ، أن يرى بناته أمامه، أصهاره أمامه ، هذه حالة مسعدة جداً .
مرة زرت بيت عالم بحلب ، والله البيت كأنه جنة ، جالس بين أولاده وأقربائه ، النمط الغربي أن يوضع المتقدم في السن في مأوى عجزة ، هناك ملمح في القرآن الكريم :

﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

أيها الإنسان أبوك عندك ، أحياناً الإنسان يسأل كم ولد يوجد عندك ؟ عندي أربعة أولاد ، عندي ، لما كبر أنا عند ابني ، فكأن هذا ملمح في القرآن ، إشارة لطيفة جداً :

﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

وقال بعضهم : لو أن في اللغة كلمة أقل من أف لقالها الله عز وجل ، وقد حمل بعض العلماء كلمة أف تصرفات كثيرة جداً ، ما برّ أباه من شدّ نظره إليه ، هه مثل أف ، من أغلق الباب بعنف ، حملوا أشياء كثيرة ، والحقيقة لما الله عز وجل قال :

﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

هذه الباء تفيد الإلصاق ، أي أنت حينما يطلب منك شيء من قبل أبيك يجب أن تقدمه ، أنت بنفسك لا عن طريق سائق أو موظف ، هذه باء الإلصاق ، من الأدب الكامل مع الأب ، الجد أن تخدمه بنفسك ، وأن توصل له ما يطلب بنفسك .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل كأني بكم قد بدأتم بقيم الإسلام في التعامل مع الكبير في السن ، وذكرتم أنه ينبغي أن يكون في بيته كقيمة اجتماعية بين أولاده وأحفاده وأقربائه ، لأن لديه حاجة اجتماعية للآخرين ، هذه القيمة الأولى ، لو انتقلنا إلى القيمة الثانية في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ليس منا وهذه الصيغة مخيفة في الحديث :

(( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا ، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ))

[ أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ]

أريد أن نعلق على هذا الحديث الشريف لو سمحتم بعد فاصل قصير ...
عدنا ، لنتابع الحديث من جديد عن قيم الإسلام في التعامل مع كبار السن ، أستاذنا الفاضل قبل الفاصل كنت قد سألتكم سؤالاً عن صيغة الحديث ومعناه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا ، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ))

[ أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ]

الصيغة مخيفة .

 

نفي انتماء الإنسان للأمة الإسلامية إن لم يجلّ كبيرنا :

الدكتور راتب :
الحقيقة هذه الصيغة من أخطر الصيغ ، ينفي انتماءه لهذه الأمة ، ليس منا صيغة نبوية من أشدّ صيغ الردع :

(( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا ، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا ، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ))

[ أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ]

إذاً هذا الإنسان حينما تقدمت به السن الآن بحاجة إلى معاملة استثنائية ، أكل وشرب واستمتع بالحياة ، الآن بحاجة إلى توقير اجتماعي ، أن يكون بين أهله ، بين أولاده ، بين أحفاده ، مع من يزوره ، هذه العلاقات الاجتماعية مع كبير السن تغذيه ، تسعده ، فلذلك أنا لي صديق تبين أن المتقدمين في السن في الثقافات الأخرى يصابون بكآبات كبيرة جداً ، والكآبة مرض العصر ، لأن هناك تطابقاً كبيراً بين المنهج وبين الفطرة ، قال تعالى :

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾

[ سورة الروم: 30]

فهذا الدين مترابط مع الفطرة ، فإذا راعينا أوامر الدين راعينا فطرنا ، وكنا في صحة نفسية عالية جداً ، فعندما نعزل هذا الإنسان نضعه في ملجأ ، أو في مأوى عجزة ، فقد من حوله ، فقد أهله ، فقد أولاده ، فقد أحفاده ، فلذلك هذا المتقدم في السن له معاملة خاصة إذا تقدمت به السن ، يعيش مع من يحب ، إذاً في ثقافتنا الإسلامية المتقدم في السن يبقى عند أولاده ، يبقى مع أحفاده ، يبقى مع أقربائه ، هذه الحياة الاجتماعية بسنّ معينة هي صحة نفسية له ، وغذاء روحي له .
الأستاذ بلال :
النبي يربط يقول :

(( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ))

[أَبِو دَاوُد عن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ]

إكرام كبير السن و ردّ الجميل له :

الدكتور راتب :
شيء جميل جداً ، هذا الإنسان له ماض ، تزوج وأنجب وربى أولاده ، ألا ينبغي أن يرد له الجميل ؟

أنا أرى أن ردّ الجميل للجد هو إكرامه ، وبذل وقت وجهد ومال في تربية أولاده، فلما كبرت سنة في ثقافات أخرى يتخلى عنه ، وهذه أكبر مأساة ، أما حينما يكون مع أحفاده وأولاده فهناك نشاط فكري ، دائماً عندنا قاعدة في الطب : العضو الذي لا يعمل يضمر ، لو كسرت يد إنسان ثم جبرت لشهرين أو ثلاثة يخسر نصف العضلات تقريباً ، يذوب اللحم ، هناك قاعدة بالصحة : العضو الذي لا يعمل يضمر ، وهذا الدماغ ما دام يعمل يرى أحفاده ، يرى أولاده ، يرى أخوته ، من حوله ، أقرباءه ، هناك حديث ، وملاطفة ، وسؤال وجواب ، وطرفة ، و نشاط ذهني ، حتى إن الذي يطلب العلم والذي يصلي بالتسعين الله أكبر ، سبحانك اللهم ، فاتحة ، سورة ، ركوع ، سجود ، قعود ، قيام ، ركوع ، سجود ، قعود وسطي ، هناك نشاط فكري مستمر ، هذا النشاط يذكرنا بهذا القول : "من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت ".
إذاً هذا نص يتطابق مع حقائق العلم ، فلذلك حياة المسلم حياة مفعمة بالسعادة، وبكل مرحلة من مراحل الحياة هناك واجبات وتكاليف ، هذا الذي تقدمت به السن هو الجد بين أهله وأولاده وأحفاده وأخوانه يسعد أيما سعادة .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل اسمح لي الآن أن أذكر بعض الصور وأسمع تعليقاً سريعاً على كل منها في قيم الإسلام في التعامل مع كبار السن .
قالوا : القيمة الأولى مبادرة المسن بالتحية والسلام والمصافحة ، ولا بأس بتقبيل رأسه أو يده إذا كان أباً ، أو عالماً ، أو جداً كبيراً في السن ، هذه قيمة إسلامية ، ما تعليقكم عليها ؟

مبادرة المسن بالتحية والسلام والمصافحة :

الدكتور راتب :
كما قلت قبل قليل : هو بحاجة اجتماعية ، بحاجة إلى توقيره ، بحاجة إلى ذكر فضائله ، بحاجة إلى ذكر فضله على من حوله ، هذه كلها حاجات أساسية في الإنسان فإذا لبينا هذه الحاجات جعلناه في حال نفسي متوازن وسعيد .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل أيضاً من القيم المذكورة هنا سؤال المسن عن ماضيه وذكرياته وإنجازاته ، والإصغاء إليه ، وعدم مقاطعته في الحديث ، أيضاً هذا ذكرتموه جزاكم الله خيراً أيضاً عدم التبرم والضجر ، الإنسان في عمر معين تضعف ذاكرته ، البعض يتضجر من كلامه ، من متطلباته ، فما الأدب النبوي في ذلك ؟

 

النهي عن التبرم و التضجر من كبير السن :

الدكتور راتب :
هناك ملمح دقيق جداً أضرب له هذا المثل ، لو أن أباً طلب من حفيده ، أو من ابنه دواء الساعة الثانية عشرة ليلاً ، فقال له الابن : كل الصيدليات مغلقة ، وهو يعلم أن هناك صيدليات مناوبة ، يشعر بضيق

لو أنه ذهب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ولم يجد الدواء في الصيدليات المناوبة ، يشعر براحة ، في كلا الحالتين الأب لم يأخذ الدواء ، لكن أول مرة يوجد تقصير نفسي ، الإنسان كشفه ، المرة الثانية لا يوجد تقصير نفسي ، لذلك أنا أقول دائماً : أدِّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك ، فكبير السن يحتاج إلى أن تلبى طلباته ، وقد يطلب الطلب مرتين أو ثلاث ، و من ضعف ذاكرته أحياناً يعيد القصة عدة مرات ، أنا أتمنى الذي عنده جد بهذا السن أن يبالغ في احترامه ، رغم أن القصة تكررت ، هذا شيء طبيعي ، وأساساً تطور صحة الإنسان بسن معينة هذه رسالة من الله لطيفة جداً أن يا عبدي قد اقترب اللقاء هل أنت مستعد له ؟
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل أيضاً يذكرون من قيم التعامل مع كبار السن أدب الجلوس معهم ، أحياناً تجد جلسات غير مؤدبة في حضرة الكبير ، أليس من إجلال ذي الشيبة المسلم أن يجلس الإنسان بحضرته بوقار ؟

 

أدبيات أخرى في التعامل مع كبار السن :

الدكتور راتب :
ألا يناديه باسمه ، ألا يمشي أمامه ، وألا يجلس قبله ، هذه كلها من أدبيات التعامل مع كبار السن .
الأستاذ بلال :
أيضاً سيدي ألا ينبغي أن نعود الأطفال على احترام كبير السن ؟ تجد أحياناً في بعض المجتمعات أو بعض الأسر لا ينبه الأطفال إلى أن هذا الجد أو كبير السن غير الأقارب في الحافلة .
الدكتور راتب :
هذا كلام طيب لكن أنا رأيي أن هذا الطفل حينما يرى أباه يقبّل يد جده ، ويتأدب معه ، ويلبي حاجاته ، هذا الأب لو لم يتكلم كلمة واحدة توجيهية لأولاده في معاملة جدهم رؤيتهم لأبيهم يحترم أباه ويوقره هذه تكفي ، القدوة قبل الدعوة ، أحياناً السلوك الكامل في البيت وحده دعوة إلى الله ، وحده درس ، أقول : أحياناً الصدق دعوة إلى الله ، والأمانة دعوة ، والابن الشاب المتزوج يحترم أباه احتراماً بالغاً أمام أولاده ، هذا الاحترام يدعو أولاده إلى أن يقلدوه .

خاتمة و توديع :

الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل رأيت صورة في حافلة ، كبير سن واقف وطالبان يجلسان على الكرسي ويذاكران ، يتابعان امتحاناتهم كتبوا : نحن بحاجة إلى أخلاقكم لا إلى علمكم ، هذا أيضاً من توقير الكبير .
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأحسن إليكم ، أخوتي الكرام لم يبق لي في نهاية هذا اللقاء الطيب إلا أن أشكر لكم حسن متابعتكم ، سائلاً المولى جلّ جلاله أن ألتقيكم في أحسن حال ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور