- محاضرات خارجية / ٠01دروس صباحية - جامع التقوى
- /
- دروس صباحية جامع التقوى - الجزء أول
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وأمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين .
توضيح :
قبل أن أوضح الموضوع المقرر ، هناك موضوع دقيق في آية قرأت في الصلاة ، قال تعالى :
﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾
في واو بعدها ، لو توهمناها واو عطف وقرأنا :
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾
يعني كانت سفلى فأصبحت عليا ، الواو هذه ليست عاطفة ، واو استئنافية .
﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ﴾
وقف ، كلام جديد :
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾
دائماً ، إذاً عطفت ، كانت سفلى فجعلها عليا ، إذا استأنفت صار معنى جديد .
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾
دائماً ، لأنه لا يليق بالذات الإلهية أن تكون كلمة الذات الإلهية سفلى ، ولو كانت بعد حين عليا .
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾
دائماً .
أنواع التقييم .
أخوانا الكرام ؛ نحن جميعاً في حياتنا الدنيا نقيم ، فلان جيد ، فلان سيء ، فلان عالم فلان جاهل ، فلان كبير ، فلان صغير ، فلان كريم ، فلان بخيل .
التقييم المزاجي :
هذا التقييم إما أن يكون مزاجياً ما له قاعدة ، والعوام تقييمهم مزاجي ، وأنصاف العلماء تقيمهم مزاجي .
التقييم الموضوعي .
لكن التقييم الموضوعي قيمة أخلاقية ، وقيمة علمية ، أنت حينما تقيم تقييماً موضوعياً لا مزاجياً ، فأنت عالم ، فقيمة علمية وأنت أخلاقي ، فلذلك نعود نفسنا ما نقيم تقييم مزاجي مبني على النوازع والأهواء ، تحبه تضعه فوق البشر ، تكرهه تنسى كل إيجابياته ، هذا الوضع بين الجهلاء لا بين العلماء .
التقييم الانتمائي:
فلذلك والتقييم الثاني الخطير تقييم انتمائي ، هذا منا ، إذاً نتعامى عن كل أخطاءه ونكبر حسناته ، هذا ليس منا .
في عنا تقييم موضوعي ، وتقييم مزاجي ، وفي تقييم انتمائي ، وتقييم موضوعي ، فما لم نقوم ، أو نقيم كلاهما جائز الطرف الآخر تقييم موضوعي مبني على أدلة .
فلذلك الإنسان حينما يقرأ القرآن في عنده رغبة أن يعرف من هو ، فالله عز وجل ، في دروس سابقة ذكرت من هو الذي لا يحبه الله عز وجل ، الدرس الماضي ، الذي لا يحبه الله ، اليوم من هو الذي يحبه الله عز وجل .
من هم الذين يحبهم الله ؟
فأنت حينما تقرأ القرآن ، وترى أن الله عز وجل يقول : إن الله يحب المؤمنين ، يحب الصادقين ، يحب المتوكلين ، يحب المخلصين ، فأنت عندك دليل ، أنا لا أحب الدين ، يكون الدين مزاجي ، في قوانين الدين ، والقوانين دقيقة جداً ، ومن تعريفات القانون : أنه علاقة ثابتة بين متغيرين ، تطابق الواقع عليها دليل ، لو ألغيت الدليل لكان تقليداً ، تقيم تقليدي ، التقييم التقليدي لو صحيح مرفوض عند الله عز وجل ، عقيدة خطيرة جداً ، الله قال :
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
ما قال فقل ، فالإيمان لا يقبل تقليداً ، ولو كان صحيحاً .
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
لذلك أخوانا الكرام ؛ فالموضوعية قيمة أخلاقية ، وقيمة علمية ، في نص والله أنا قبل أن أنام سمعته ، في برنامج ، يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم ، لا يزن عند الله جناح بعوضة ، له حجم كبير ، له مكانة رفيع بمجتمعه ، يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم ، لا يزن عند الله جناح بعوضة ، فكل بطولتك وكل مكانتك يجب أن تنبع من تقييم الله لك ، لا من تقييم الناس ، الناس منافقون ، يكبرون الأقوياء والأغنياء ، في قيم أرضية ، وفي قيم سماوية ، بالأرض الغني قوي ومحترم على كل أخطاءه ، والقوي محترم خوفاً منه ، على كل أخطاءه ، لكن السماء لها تقييم آخر .
دخل إنسان على النبي الكريم ، يبدو من الطبقة الدنية الاجتماعية ، فهش له وبش وقال : أهلاً بمن خبرني جبريل بقدومه .
فهذا الإنسان يبدو له كأنه لم يصدق هذا التقدير ، فقال له : أومثلي ؟! أنا ؟ قال له : أنت خامل في الأرض علم في السماء .
فقد يكون تقييمك في مجتمعك ، أو في بيئة معينة ، أو في مجتمع تقييم في الدرجة الدنيا ، قد يكون عامل ، قد يكون ضارب آلة كاتبة ، قد يكون كاتب ، يعني أقل وظيفة بالبلد ، أريد أن آتي بمثل للتقريب :
أيام مطعم خمس نجوم ، دخله فلكي لكن في خمر ، ومطعم بسيط يقدم وجبة متواضعة جداً يمكن ربح المطعم لا يكفي صاحبه نصف الشهر ، هذا المطعم دخله ضئيل جداً ، لكن وفق المنهج ، ما في مادة محرمة ، والمطعم الثاني مطعم فخم جداً ، ودخله فلكي ، لكن في خمر فنحن نعظم المطعم الكبير ، الفخم الذي فيه تزيينات ، في وجبات دقيقة جداً ، أنا أتمنى على كل مؤمن لا يقيم شيء بمعزل عن الآخرة ، ضم الآخرة إلى هذا الشيء ، قيمه في ضوء الآخرة ، مطعم يقدم خمر ، هذا ساقط عند الله عز وجل .
(( لعن الله شاربها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وعاصرها ، ومعتصرها ))
هكذا الحديث النبوي .
لذلك يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم ، لا يزن عند الله جناح بعوضة ، فالبطولة أن تكون عند الله من الناجحين ، من الناجين .
الآن الآية الدقيقة :
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾
كأني ذكرت بدرس سابق القوة بهذه الآية ، القوة هنا قوة الجمال ، أن ما الذي يستهويك هو الجمال ، قد يكون جمال الشكل ، قد يكون جمال الطبيعة ، بيت فخم جداً في مكان جميل ، بين جبال خضر ، مطل على بحيرة ، مطل على ساحل البحر ، في أشياء الذي يستهوي الناس الجمال وكل المعاصي من أجل الجمال ، فأنت مجبول على حب الجمال ، لكن حينما تختار الله عز وجل الله عز وجل ، جمعت مكارم الأخلاق عند جميعاً
فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً ، الله جميل الصلة فيها سعادة كبيرة جداً ، وأنت بالدين إن لم تقل أنا أسعد من على الأرض في بإيمانك مشكلة إلا أن يكون أحد أتقى مني ، لأنك مع العظيم ، مع الكريم ، مع الغني ، مع القوي ، مع الرحيم مع العلي ، مع الحكيم .
لذلك دعوى محبة الله سهل جداً ، قالوا :
كل يدعي وصل بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك
****
كل واحد يدعي أنه يحب الله ، أما الآية الكريمة الدقيقة الدقيقة الدقيقة :
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾
عود نفسك لا تتوهم مكانة لك بلا دليل .
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾
فهو المحبة ربطها الله عز وجل بالدليل ، والدليل الاتباع ، هل أنت متبع ، أم أنت مبتدع ، بشكل أو بآخر بيتك إسلامي ؟
ممكن تقيم لقاء مسائي في البيت نساء ورجال كاسيات عاريات باسم أنه عندي رغبة اجتماعية ، يصبح فيا معصية ، الاختلاط معصية كبيرة ، طبعاً كل امرأة فيها ميزة ، فإذا أنت ملئت عينك من محاسن النساء واحدة واحدة طبعاً في عندك حالة ندم أنه أنا ما اخترت هذه اخترت هذه ، شو الله كان عامي على قلبي ، الإنسان لما يريد أن يتأمل ، ويملئ عينه من الحرام ، سيكون أشقى الناس ، يأتي غض البصر ، يمكن أحد أكبر سعادة الإنسان بزوجته بغض بصره .
واحد اسمه ديل كارنجي ، ألف كتاب الإنسان ذلك المجهول ، إحدى طبعاته خمس ملايين نسخة ، أنا الكتاب قرأته لفت نظري جملة واحدة : خير رجل من قصر نظره على امرأة واحدة .
أنت لك زوجة ما لك محروم من هالشهوة ، لكن هذه الشهوة تحتاج إلى ضبط ، ما دام في غض بصر في سعادة ، في إطلاق بصر ، في اختلاط ، صدق ما في سعادة ، الإنسان بشر يحب الجمال ، فكل ما رأى في امرأة ميزة يفتقدها بزوجته ، بعدين ينشأ مشكلة كتير مزعجة ، يركب بزهنه نموذج غير موجود ، يأخذ طول هي ، ولون هي ، وشعر هي ، يجمعهم كلن هذه الواحدة غير موجودة إطلاقاً ، فيضع هذا النموذج بجهة ويقابل زوجته بجهة أخرى ، فلا يسعد بزوجته فغض البصر أحد طرق السعادة الزوجية ، وغض البصر لم يأتِ بنص أو حديث ، أتى بالقرآن .
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾
قرآن ، آية قرآنية ، لما الموضوع يأخذ حيز في القرآن خطير جداً ، يعني مصيري فيكاد يكون غض البصر شيء دقيق جداً .
أذكر أنه زارتنا في بلدنا وزيرة نفط بريطانية ، وكان باستقبالها بالمطار وزير النفط ومعه كبار موظفيه ، يبدو أن أحد كبار موظفيه ملتزم تماماً ، فلما مدت يدها كي تصافحه ، واقف إلى جانب الوزير، هذه وزيرة ، فاعتذر عن مصافحتها ، قال لها : أيام سوري ، الوزير إلى جانبه انزعج انزعاج لدرجة غير معقولة ، قال له بالتعبير الدارج : يعني كانت حتاكلك لو صافحتها ، قال له : هذا الحاضر ، ففي طعام غداء بأفخر مطعم في دمشق ، قال له : على الغداء لا تأتي ، قال له خير إن شاء الله ما لي جاية ، هي قاعدة جنب الوزير قالت له : في واحد صباحاً ما صافخني أين هو ؟ انحرج ، قال لها : يمكن اعتذر ، قالت : لا أريد أن أراه ، فجاؤوا به ، قالت له : لِمَ لم تصافحني ؟ قال لها : أنا مسلم ، وفي ديني ممنوع مصافحة المرأة الأجنبية ، وأنتِ امرأة أجنبية فالتفتت إلى الوزير وقالت له : لو أن المسلمين أمثال هذا الرجل لكنا تحت حكمكم .
فالمؤمن إنسان معه مبدأ ، معه منظومة قيم ، في ناس يأكل ما يشاء ، عند من يشاء بأي طريقة ، بأي لقاء ، ما في عنده ضوابط ، يتحرك بنزواته وغرائزه ، المؤمن يتحرك بمنظومة قيم في عنده شيء حرام ، وشي حلال ، وقالت له : لو أن المسلمين أمثال هذا الرجل لكنا تحت حكمكم .
فلذلك :
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾
أنا أتمنى أن الإنسان لا يتوهم أنه بمكانة علية عند الله إلا وفق الدليل ، أنا هذه السنة ما كان في لقاء لا يرضي الله ، ما في سهرة لا ترضي الله عز وجل ، ما في نزهة لا ترضي الله عز وجل ، ما في ولية لا ترضي الله عز وجل ، ما دام وفق منهج الله .
أخوانا الكرام ؛ في آية دقيقة :
﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
أمر إلهي ، كل شيء في القرآن يقتضي الوجوب ، ولكن :
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
والآية من أدق الآيات .
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
إن لم تنفقوا .
﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
إن أنفقتم مالكم كله ، إنفاق المال كله ممنوع ، في إنسان واحد قبل الله منه ذلك سيدنا الصديق ، سيدنا الصديق أنفق ماله كله ، قال يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال : الله ورسول ، إذاً :
﴿ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
إن أنفقتم مالكم كله ، أو إن لم تنفقوا .
﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
هذا أول بند باللقاء ، الله يحب المحسن
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
يعني لا ينتبه لنفسه ، عنده حقد ، عنده حسد ، عنده كبر ، عنده استعلاء هذه أمراض قاتلة ، لكن المشكلة أن أمراض الجسد ، ورم خبيث لا سمح الله ، أمراض الجسد تنتهي عند الموت كلها خلص ما عاد في ورم خبيث ، ما عاد في سرطان ، ما عاد في قرحة بالمعدة ، أمراض الجسد تنتهي كلها عند الموت ، أما أمراض النفس تبدأ بعد الموت ، والى أبد الآبدين ، فالبطولة :
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
من أجمل ما قرأت عن القلب السليم ، القلب الذي لا يشتهي شهوةً لا ترضي الله ، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ، ولا يعبد إلا الله ، أول نقطة :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾
اثنين .
﴿ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
ثالثة .
﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾
أربعة .
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
﴿ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾
ستة أصبحوا ، الله يحب المتوكل ، يحب الصابر ، يحب المحسن ، يحب المتقي يحب المتطهر ، هذه آيات قرآنية ، فهو التدبر هكذا ، أين أنت من هذه الآية ؟ لا يكفي أن تقرأ القرآن قراءة فصيحة ، القراءة الصحيحة لا بد منها ، والأولى أن تقرأها قراءة مجودة ، وأن تفهم ، لكن أخطر شيء بالقرآن التدبر ، يعني أين أنا من هذه الآية ؟ فكلما قرأت القرآن اسأل هذا السؤال أين أنت من هذه الآية مطبق أم لا مطبق .
بربكم مثل من واقعنا : لو واحد معه مرض خطير ، وهذا المرض مميت ، إلا أنه له دواء ، والدواء حاسم ، الطبيب وصف له هذا الدواء ، فجاب الوصفة وقرأها قراءة رائعة ، يطيب ؟ لا ، لو وضع لها برواظ فخم ووضعها بغرفة الضيوف بطيب ؟ واضع آية الكرسي ، مو مطبق شيء منها ، اختلاط ، على مزاح رخيص ، على إطلاق بصر ، لكن الآية معلقة بغرفة الضيوف معلق مصحف بالسيارة وعينه على البنات وحدة وحدة ، هذه الأشياء الشكلية تقدم ولا تؤخر .
((التقوى ها هنا، التقوى ها هنا ))
أنت حاول تقيم بنفسك مو بمظاهر إسلامية ، طبعاً يضعوا الكعبة بغرفة الضيوف أو الأسماء الله الحسنى ، في أشياء ترمز إلى أنك أنت مسلم ، لكن أريد التعامل اليومي ، لقاءاتك حفلاتك ، سفراتك ، من ربعك ، من أصحابك ، هنا البطولة ، فحاول تقيم نفسك تقييم في ضوء القرآن الكريم ، أما التقييم الاجتماعي ماله قيمة إطلاقاً ، الناس يعظمون الغني والقوي فقط لو له مليون علة ، مادام غني أو قوي معظم عند الناس ، لكن ابتغوا الرفعة عند الله ، بطولتك أن تبتغي الرفعة عنج الله .