وضع داكن
19-04-2024
Logo
الدرس : 036 - من هم الذين لا يحبهم الله ؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سعد بن أبي وقاص يقول : ثلاثة أنا فيهم رجل ..................

كان سيدنا سعد بن أبي وقاص بأعلى درجة
أيها الأخوة الكرام ؛ سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، كان خال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان إذا دخل على النبي الكريم يقول له :
هذا خالي ، أروني خالاً مثل خالي .
وما فدا النبي أحداً من أصحابه إلا سعداً بن أبي وقاص :

(( ارمِ سعد فداك أبي وأمي ))

كان بأعلى درجة ، لذلك نقل عنه أنه قال :
ثلاثة أنا فيهم رجل .

 

 

 

ماذا تعني كلمة رجل أينما وردت ؟

 

 

كلمة رجل في الكتاب والسنة تعني أنه بطل
وكلمة رجل في القرآن والسنة لا تعني أنه ذكر ، تعني أنه بطل فما كل ذكر برجل .

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ﴾

[ سورة النور الآية:37]

فكلمة رجل في الكتاب والسنة لا تعني أنه ذكر ، بل تعني أنه بطل ، فما كل ذكر برجل ، فكان يقول :
ثلاثة أنا فيهن رجل ، وما سوى ذلك فأنا واحد من الناس ، ما صليت صلاتاً فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها ، ولا سرت بجنازة وحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها الشاهد الثالثة : ولا سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى .

 

من الذين لا يحبهم الله عز وجل ؟

أخوانا الكرام ؛ أنت تفتح القرآن ، أنا البارحة في السهرة ، أردت أن أحضر لكم درساً اخترت من القرآن الكريم كله بحث طريق طبعاً الكومبيوتر ، من الذين لا يحبهم الله عز وجل ؟ اكتب لا يحبه ، تجمع الآيات ، وتحذف التكرار .

الخائن :

طلعوا هذه الآيات :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾

[ سورة الأنفال الآية:58]

الرسول ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه
مطلق الخيانة يبغضها الله عز وجل ، أيام إنسان معه مال ، لكن ما معه خبرة يشارك واحد معه خبرة ، الشريك الأول الذي معه المال يتابع أفعال شريكه الآخر ، إلى أن يشتق منه هذه الخبرة ، فإذا اشتقها منه ، صار في معه مال وخبرة ، يحاول يضايقه ، إلى أن ينصرف هذا الشريك الثاني من الشركة ، هذه خيانة ، أحياناً .

(( أنا ثالِثُ الشَّريكيْن ، ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحِبَه ))

[ أخرجه ابو داوود عن أو هريرة ]

إياكم أن تفهموا هذا النص أن أحد الشريكين وضع بجيبه مبلغ كبير ، دون أن يسجله عليه ، هذه سرقة ، الخيانة ما دام الشريك اتفق مع شريكه على تأسس شركة فهي على التأبيد ، إلا إذا طرئ طارئ بخلاف ما يتوقع الاثنان .

(( أنا ثالِثُ الشَّريكيْن ، ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحِبَه ))

الخيانة أن تأخذ منه الخبرة ، ومعك المال ثم تضايقه إلى ينصرف من الشركة ، هذا شيء واقع ، يلي عنده أموال طائلة وبحاجة إلى خبرات ، يشارك واحد معه خبرة ، إلى أن يتقن هذه الخبرة ثم يضيق عليه حتى يصرفه من الشركة ، هذه خيانة .

(( أنا ثالِثُ الشَّريكيْن ، ما لم يَخُنْ أحدُهما صاحِبَه ))

لذلك الله عز وجل قال :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾

يعني أحياناً يمضي سهرة بأكملها ، يسخر من أم زوجته ، ساكتة الزوجة ، فإن تكلمت الزوجة كلمة عن أمه أقام عليها الدنيا ، هذا الإنسان تصنيفه عنصري ، معنى عنصري يرى له ما ليس لغيره ، ويرى لغيره ما ليس عليه ، هذا عنصري ، وحق الفيتو عنصري ، لماذا خمس دول إن قالت لا ، ألغي القرار ، عنصرية هذه ، وأقول لكم : ما دام هناك عنصرية في الأرض الحروب لا تقف أبداً ، لا تقف إطلاقاً ، ما دام في عنصرية ، مادام جهة .
جاء مرة كارتر إلى الشرق الأوسط ، زار تل أبيب ، ورام لله ، ودمشق ، الشيء الغريب أنه رابع فقرة بالزيارة زار أسرة الأسير جلعاد شاليط ، وقتها كان لنا عند اليهود 11800 أسير ، ما خطر في باله أبداً أن يختار أسرة واحدة ، يكون في تناظر وتكافؤ .
فكل إنسان عنصري يرى لنفسه ما ليس لغيره ، ويرى على غيره ما ليس عليه ، مادام في نصرية في الأرض الحروب لا تقف ، إن الله عز وجل يقول :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾

أي خيانة ، حتى لو خنت ملحداً ، أنت موظف عند ملحد لو خنته أبغضك الله عز وجل هذا الدين .

 

مقاييس الأرض :

بالمناسبة أخوانا الكرام ؛ نحنا في عنا مقياسين :
1- مقياس موضوعي .
2- ومقياس انتمائي .
أي أمة تطبق مقياس انتمائي تنتهي وأي أمة تطبق مقياس موضوعي ترتقي
أي أمة تحكم المقياس الانتمائي تنتهي ، وأي أمة تحكم المقياس الموضوعي ترتقي ، انتمائي هذا منا ، تكون خبراته ضعيفة جداً ، انحرافه كبير ، لا يملك أي خبرة بالموضوع لكن لأنه منا نسلمه منصب رفيه ، وقد يأتي إنسان يحمل أعلى الشهادات يستبعد لأنه ليس منا ، أي أمة تطبق مقياس انتمائي لا موضوعي تنتهي ، وأي أمة تطبق مقياس موضوعي ترتقي .

(( اسْمَعوا وأطِيعوا وإِن استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبشيٌّ ، كأنَّ رأسَهُ زَبيبَةٌ ))

[ أخرجه البخاري عن أنس بن مالك ]

موضوعي ، هذا ولاه الله علينا .

(( اسْمَعوا وأطِيعوا وإِن استُعمِلَ عليكم عبدٌ حَبشيٌّ ، كأنَّ رأسَهُ زَبيبَةٌ ))

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾

المسرف :

النص الآخر في القرآن :

﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾

[ سورة الأنعام الآية : 141 ]

كل ، واشرب ، وتنعم ، من دون أن تسرف ، من دون دقق :

(( إِسراف ، ولا مَخيلة ))

[ أخرجه البخاري والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

إن الله لا يحب المسرفين
لا تفتخر ، يجلس ويقول لك أنا أمضيت شهر في أوربا كلفتني مئة ألف ، مئتي ألف بالجلسة في أناس فقراء مثلاً ، جلسة كبيرة ، في موظف ، الذي أنت دفعته بهذا الشهر يقبضه بستة أشهر هو ، كسرته ، إياك عبد الله والتنعم ، أن يكون التنعم مقصوداً لذاته .

(( إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ))

﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾

الإسراف بالطعام ، والشراب ، والثياب ، واضح جداً هذا يتناقض مع الدين ، في ملمح في إسراف ، وفي تبزير .

﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 37 ]

الإسراف في المباحات ، والتبذير في المعاصي .

﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 37 ]

الكافر :

﴿ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾

[ سورة آل عمران الآية : 32 ]

الكفر : غمط الحق ، وبطر الناس ، تعتم على الصالح تعتيم كبير ، وتبرز الطالح أو ألا تعطي الناس حقوقهم ، بطر الحق ، وغمط الناس .

 

الظالم :

إن أشد أنواع الظلم أن تظلم نفسك

 

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾

 

[ سورة آل عمران الآية : 57 ]

وأشد أنواع الظلم أن تظلم نفسك .

﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

[ سورة النحل الآية : 118]

 

 

 

 

 

الخلاصة :

 

 

 

 

 

يعني هذا الإنسان خلق لجنة عرضها السماوات والأرض .

((فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ))

[ أخرجه الحاكم عن سهل بن سعد ]

الموت ينهي كل شيء
هذه الجنة التي عرضها السماوات والأرض نستغني عنها بشهوات لسنوات معدودة يأتي الموت ينهي كل شيء ، الموت ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، ووسامة الوسيم ، ودمامة الدميم ، ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير ، الموت قطع كل شيء ، يكون إنسان عنده بيت فرضاً قد يكون أربعمئة وخمسين متر مربع ، وشمال ، وشرق ، وغرب ، وشمال ، وجنوب ، وإطلالة جميلة وشرفات ، وأثاث فاخر جداً ، وزوجة تروق له ، وأولاد ، وبنات ، وصبايا ، وأصهار ، وكنائن ولقاءات ، وحفلات ، وولائم ، كل هذه المكانة ، وكل هذه النعم ، وكل هذا التمتع منوط بنبض القلب وقف ، لا يملك شيئاً ، هذه الساعة .
والله مرة شيعت صديق لي ، أو قريب ، لما وضع في القبر ، أعرف أملاكه ، أعرف حجمه المالي ، أعرف بيته ، كان في بيت مثلاً بعشرين مليون ، في بخمس ملايين ، في سبعة بيته ثمنه 180 مليون ، ووالد صديقي ، وضعوه بالقبر ، ما هذه الحياة ؟ من النعيم ، من هل الترف من هالبذخ ، من الاستعلاء ، من ، من ، من ،

(( عبد رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا وأنا الحي الذي لا يموت ))

فالله عز وجل .

﴿ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾

يكفر بنعمة ، يستهين بنعمة .
أخوانا الكرام ؛ على موضوع المقياس الانتمائي والموضوعي ، وفي علاقة وضعية وموضوعية ، معنى وضعية دقيقة جداً الفكرة :
هناك علاقة علمية حتمية بين السبب والنتيجة
بيت له ببان ، الأب أعطى أمر أن هذا الباب لا تستعملوه ، استعملوا هذا الباب ، أحد أبناءه خالف هذا التوجيه ، واستعمل الباب الذي حذره عليه والده ، فعاقبه وضربه ، لكن ما في علاقة علمية بين الضرب ، وبين الخروج من باب ، صنع للخروج بالأساس ، الأب اخترع هذه العلاقة ، هذه علاقة وضعية ، أما في علاقة علمية ، لو وضع إنسان يده على مدفأة مشتعلة تحترق ، العلاقة بين وضع اليد واحتراق اليد علاقة علمية ، علاقة سبب بنتيجة ، السبب في بذور النتيجة ، أنت حينما تفهم أوامر الدين كلها ، أن بين الأمر وبين النتيجة علاقة علمية ، تكون فقيه حينما تفهم أن كل أمر إلهي فيه بذور نتائجه ، وأن كل نهي إلهي فيه بذور النتائج ، فمعناها في علاقة علمية ، تغض بصرك عن امرأة لا تحل لك تسعد بزوجتك ، تطلق البصر تشقى بزوجتك علاقة علمية ، فأنت بس تتعامل مع الدين على أنه قوانين ، العبد الفقير ألفت كتاب ، هو الآن يطبع قوانين القرآن الكريم ، قانون ، يعني في علاقة علمية ، حتمية ، بين السبب والنتيجة .

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾

وأشد أنواع الظلم أن تظلم نفسك .

 

المعتدي :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين ﴾

[ سورة البقرة الآية : 190 ]

يعني ما في مانع تستقصي الآيات التي فيها إن الله لا يحب ، أنا استقصيتها كلها هذه الآيات مع حذف التكرار ، هذه الآيات في القرآن كله جمعتها ، وحذفت المتكرر وبقيت هذه الآيات .

 

الخاتمة :

نعيدها مرة ، لكن قراءة :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين ﴾

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾

أعظم عبادة للمرأة اعفاف الشباب
ولا يحب المسرفين ، ولا يحب المفسدين ، ولا يحب المعتدين ، لذلك الإنسان حينما يقرأ القرآن في قراءة صحيحة ، ثم في قراءة مجودة ، إن أمكن ، ثم في فهم لهذه الآيات ، ثلاثة ، ثم في تدبر ، التدبر أين أنت من هذه الآية ؟ هل أنت مطبق لها ؟ فكل ما قرآنا القرآن :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ﴾

[ سورة التحريم الآية : 6]

هذه البنت الصبية وكل مفاتنها ظاهرة بثيابها ، وتمشي في الطريق يراها شاب بينه وبين الزواج عشرين عام قادمة ، ماذا يفعل بنفسه ؟ قد يلجأ للزنا ، وقد يلجأ لأشياء لا ترضي الله عز وجل ، هي السبب ، بقلك بنتي شريفة ، لا ليست شريفة ، الشريفة تعبد الله فيما أقامها بصراحة ، أعظم عبادة للرجال الجهاد ، الرجال العبادة الأولى لهم الجهاد .

(( ذروة سنام الإسلام الجهاد ))

[ أخرجه الطبراني أبو أمامة الباهلي ]

أعظم عبادة للمرأة : اعفاف الشباب ، مفاتن المرأة ، نقاط جمالها ، ينبغي أن تكون لزوجها ولمحارمها ، وليست لعامة الناس ، ارتدت ثياب قصيرة ، أو ثياب ضيقة ، كل خطوط جسمها واضحة ، وهذا الشاب أودع الله فيه حب المرأة ، هذه شهوة ، فبين تكون هذه الشهوة موجهة بالشكل الصحيح .

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ﴾

[ سورة المؤمنون الآية : 5 ـ 6]

كلما اجتهدت في طاعة الله كان الربح كبير جداً
ففي جهة مسموح بها الزوجة ، لكن في جهات عير مسموح بها ، فالمنهج الديني منهج دقيق جداً ، ومنهج كامل ، منهج مسعد ، ومنهج نظيف ، صدق ولا أبالغ إن لم تقل أنا أسعد من على الأرض إلا أن يكن أجد أسعد مني ، أتقى مني ، تكون ما وضعت يدك على حقيقة الدين أنت تعامل خالق الأكوان ، تعامل الواحد الديان ، تعامل الإله ، تعامل الرب ، تعامل الحكيم ، فكلما اجتهدت في طاعته ، كان الربح كبير جداً ، والحديث الشريف الصحيح :

((استقيموا ولن تُحْصُوا ))

[أخرجه مالك عن بلاغ بن مالك ]

الخيرات ، يا ترى سعادة ؟ سعادة ، طمأنينة ؟ طمأنينة ، سكينة ؟ سكينة ، توفيق ؟ توفيق ، سرور ؟ سرور ، حكمة ؟ حكمة .

(( استقيموا ولن تُحْصُوا ))

الخيرات ، يعني المؤمن إذا ما قال أنا أسعد الناس في عنده مشكلة .
فيا أيها الأخوة الكرام ، نحن في دار ابتلاء .
أختم هذا اللقاء الطيب بخطبة من بضعة أسطر :
إن هذه الدنيا دار التواء ، لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبة ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور