- أحاديث رمضان
- /
- ٠18رمضان 1435 هـ - خواطر إيمانية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوينه ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
بطولة الإنسان أن يعيش حياته وفق منهج الله :
أيها الأخوة الكرام ؛ قبل أن أبدأ بالأحاديث الشريفة التي هي موضوع هذا اللقاء الطيب هناك ومضة من وحي الحوادث الأليمة التي تمر ببعض البلاد العربية والإسلامية .
رجل يطوف حول الكعبة يدعو بصوت جهوري ، يقول : ربي اغفر لي ذنبي ، ولا أظنك تفعلُ ، وراءه رجل سمع الدعاء ، قال له : ما هذا الدعاء ؟ قال له : ذنبي عظيم ، قال له : ما ذنبك ؟ فقال : كنت جندياً في قمع فتنة ، فلما قمعت أبيحت لنا المدينة ، أي افعلوا ما تشاؤون بعد الانتصار ، فدخلت بيتاً فرأيت فيه رجلاً ، وامرأة ، وولدين ، فقتلت الرجل وقلت لامرأته : أعطني كل ما عندك ، أعطته كل ما عندها ، فقتل ولدها الأول ، فلما رأته جاداً في قتل الثاني أعطته درعاً مذهبة - أثمن شيء عندها - أخذ الدرع وأعجبه لأنه مذهب ، أي مطلي بالذهب ، لكنه نظر إلى هذا الدرع فإذا به يرى بيتين من الشعر مكتوبين عليه ، قرأ البيتين فوقع مغشياً عليه ، البيتان :
إذا جار الأمير وحاجباه وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فـويل ثم ويل ثم ويــــــل لقاضي الأرض من قاضي السماء
***
أخواننا الكرام ؛ يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً ، والبطولة أن تعيش حياة وفق منهج الله ، أن تكون محسناً ، لأن هناك يوماً آخر في هذا اليوم تسوى الحسابات .
﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
على الإنسان أن يقيس نفسه بمقاييس القرآن :
أخواننا الكرام ؛ ورد في صحيح بخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( إنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يومَ القيامة لا يَزِنُ عِنْدَ اللّه جَناحَ بَعُوضةٍ ))
يقابل ذلك :
(( رب أشعث أغبر ذي طمرين ))
أشعث أغبر ، ذي طمرين ، قميص وبنطال .
(( مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ' ))
ماذا نستنبط في تقييم الأشخاص ؟ هناك مقاييس ، هناك مقاييس القرآن ، وهناك مقاييس الناس ، فقد تكون في مقاييس البشر في أعلى درجة ، وقد يكون إنسان آخر في مقاييس الدين في أدنى درجة ، فالبطولة والذكاء والعقل أن تقيس نفسك لا بمقياس الدنيا ، قد تكون ذا منصب رفيع ، هذا مقياس كبير ، لكن البطولة في السلوك ، في الانضباط ، في الإحسان ، في العدل ، فدائماً الإنسان دون أن يشعر يقيس نفسه ، قد يقيس نفسه بمقياس مادي ، يرى نفسه يحتل مكانة علية في المجتمع ، ودخله كبير ، وبيته فخم ، وعنده زوجة وأولاد ، وله علاقة اجتماعية كبيرة جداً ، وقد يجد إنساناً فقيراً .
(( رب أشعث أغبر ذي طمرين ، مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ))
فأنا أتمنى على كل إنسان ما دام في الحياة الدنيا أن يقيس نفسه بمقاييس القرآن ، وألا يقيس نفسه بمقاييس الحياة الدنيا .
الانتماء الشكلي إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر :
الآن قال الله :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
أي المسلمون :
﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾
فسرها ما شئت غير هؤلاء ، دقق كأن في الآية معنى مضمراً ، هم عند الله سواء بمعنى أن الانتماء الشكلي إلى أي دين لا يقدم ولا يؤخر ، بحكم الولادة ، هذا مسلم ، هذا مسيحي ، الانتماء إلى الدين ، الانتماء الشكلي لا يقدم ولا يؤخر :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾
وجوب انضباط العلاقات وفق منهج الله عز وجل :
الآن :
﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ﴾
من هؤلاء ، الإيمان الذي يحمله على طاعته .
﴿ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾
الإيمان الذي يمنعه أن يؤذي مخلوقاً .
﴿ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
الآية دقيقة جداً ، القسم الثاني من الآية هذه المقاييس الإلهية ، من آمن بالله الإيمان الذي ينتج عنه التزام ، هناك عطاء وفق منهج الله ، و منع وفق منهج الله ، و رضا وفق منهج الله، و غضب وفق منهج الله ، في العطاء والأخذ ، في الرضا والغضب ، في الحب والكراهية ، لابد من أن تكون العلاقات منضبطة بمنهج الله عز وجل ، قال :
﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
آية أخرى :
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
من أدق ما قاله العلماء في القلب السليم : هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ، ولا يعبد إلا الله ، ولا يحتكم إلا لله ، من فعل هذا فهو ذو قلب سليم ، وهو الناجي يوم القيامة .
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾
قصة تُعلّم الموقف الكامل من القرآن :
الآن هناك قصة موجزة لكنها بليغة ، وينبغي أن نتعلم منها الموقف الكامل من القرآن ، فقد روي أن الأحنف بن قيس كان جالساً يوماً فجال في خاطره قوله تعالى :
﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
فقال : عليّ بالمصحف ، بالمناسبة المصحف كلمة مثلثة ، معنى مثلثة ، لك أن تقول مُصحف ، ومَصحف ، ومِصحف ، هذا معنى كلمة مثلثة ، فقال : عليّ بالمصحف لألتمس ذكري ، حتى أعلم من أنا ومن أشبه ، وأنا أيضاً أتمنى عليكم ثانية كلما قرأت آية في القرآن دقق ، أين أنا من هذه الآية ؟ أين أنا ؟ هل أنا مطبق لها ؟ لذلك حينما قال الله عز وجل يصف المؤمن وعلاقته بالقرآن قال :
﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾
العلماء قالوا : حق التلاوة أن تقرأه أولاً وفق قواعد اللغة العربية .
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
لو قلت : إنما يخشى الله ، المعنى فاسد ، يجب أن تقرأ القرآن وفق قواعد اللغلة العربية .
ولسيدنا عمر كلمة بليغة يقول فيها : " تعلموا العربية فإنها من الدين " .
فالقرآن الكريم بلسان عربي مبين ، فأنت حينما تتعلم هذه اللغة تسهم في فهم هذا الكتاب.
فقال : عليّ بالمصحف لألتمس ذكري ، حتى أعلم من أنا ومن أشبه ، فمرّ بقوله تعالى:
﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾
كل واحد يطبقها على نفسه .
﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾
ومرّ بقوله تعالى :
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
ومرّ بقوله تعالى :
﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
العبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية :
كلكم يعلم علم اليقين أن الصحابة الكرام حينما هاجروا إلى المدينة وقف الأنصار موقفاً يفوق حدّ الخيال هذا عندي بستانان خذ أحدهما ، عندي دكانان خذ أحدهما ، إلى آخره ، لكن الذي يلفت النظر أن الصحابة الكرام ما أخذوا من الأنصار شيئاً ، والشاهد الدقيق أحد الصحابة حينما أراد من هو عنده أن يعطيه حانوتاً ، قال له : بارك الله لك بمالك ، لكن دلني على السوق ، بذل يفوق حدّ الخيال وتعفف .
لذلك قالوا : الإيمان عفة عن المطامع ، وعفة عن المحارم .
لما وقف سيدنا جعفر أمام النجاشي وسأله عن رسول الله قال :
((أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ))
إن حدثك فهو صادق ، وإن عاملك فهو أمين ، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف ، وفوق ذلك كان ذا نسب .
((... نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ، ولنعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا - الآن دخلنا بالعبادة التعاملية - بصدق الحديث ، وأداء الأمانة وصلة الرحم ، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ))
أنا أقول لكم ، والكلام دقيق جداً ، وأراه ضرورياً جداً : العبادات الشعائرية - الصلاة والصوم والحج والزكاة والنطق بالشهادة - لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية .
قال بعض العلماء التستري قال : " ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام "، الصلاة :
(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
هذه الصلاة ، الصيام :
((مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ))
قول الزور أي إذا أنت أوهمت الشاري أن هذه البضاعة مستوردة ، وهي وطنية ، هذا قول زور ، كل أنواع الغش يدخل تحت قول الزور ، ونهانا عن قول الزور .
(( كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ، ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء))
هذه العبادة التعاملية .
فيا أيها الأخوة ؛ الإنسان أمام عبادتين ، العبادة الشعائرية لا تقبل ، ولا يستفاد منها ، إلا إذا صحت العبادة التعاملية ، هذه الصلاة ، والصيام ، والحج ، والزكاة .
أربعة أمور على الإنسان مراعاتها عند قراءة القرآن :
الآن يقول الله عز وجل :
﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾
طبعاً هو عالم كبير ، لكن التواضع مطلوب ، قال : اللهم لست أعرف نفسي مع هؤلاء ، أنا لست من هؤلاء ، ثم مرّ بقوله تعالى :
﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾
ومرّ في قوله تعالى :
﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾
فقال : اللهم إني أبرأ من هؤلاء ، وأنا أيضاً لست من هؤلاء ، لا من هؤلاء ، ولا من هؤلاء حتى وقع على قوله تعالى :
﴿ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
فقال : اللهم أنا من هؤلاء ، أي المطلوب بشكل دقيق إذا قرأت القرآن أن تسأل نفسك مع كل آية أين أنت منها ؟ طبعاً :
﴿ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ﴾
وفق قواعد اللغة ، والأفضل وفق قواعد التجويد أيضاً ، ثم أن تقرأ قراءة صحيحة ، ثم أن تقرأها مجودة أيضاً ، ثم أن تفهم المعنى ، ثم أن تتدبر هذه الآية ، والتدبر أين أنت منها ، أربع مهام لكل آية تقرؤها ، أين أنت منها ؟
أخواننا الكرام ؛ هذا نص دقيق جداً في علاقتك بالقرآن إذا قرأت القرآن .
عظمة الدّين أنه دين العقل و الواقع :
آخر شيء :
﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ﴾
والله بالتراث الإسلامي هناك كلام عن الأولياء لا يعد ولا يحصى ، والجواب الدقيق والعميق : " ليس الولي الذي يمشي على وجه الماء ، ولا الذي يطير في الهواء ، و لكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام" :
﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
هذه الآية أصل بالموضوع .
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾
وكل القصص التي تروى في بعض المجالس غير موثقة وفيها تجاوز كبير جداً ، وهناك من يوهم الناس حينما يقول لهم : ختمت القرآن مرتين بليلة واحدة ، هذا غير معقول ! تجد هناك قصصاً غير معقولة ، لا أكل ، ولا شرب ، ولا صلى ، حتى يلحق ، فكل شيء يمر معك غير معقول هذا الدين دين العقل ، دين الواقع ، وهذا من عظمة الدين .
لذلك أنا مرة نص عن سيدنا عمر أحجمت عن تلاوته سنوات طويلة : دخل أحد الأشخاص إلى المسجد رآه يصلي في الليل ، قال : يا أمير المؤمنين ألا تنام الليل ؟ قال : إن نمت ليلي أضعت نفسي أمام ربي ، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي ، معنى هذا أنه لا ينام الليل ؟!
أنت هل تستطيع ألا تنام ليلتين ؟ الدين واقعي ، حتى عثرت بعد حين على رواية هي : إني إن نمت ليلي كله ، هذه مقبولة ، إني إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي .
فدائماً الواقع هو الأصل ، والحق ما كان مطابقاً للواقع ـ
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا جميعاً ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، وأن يعتقنا من النار ، وأن يقبل صيامنا ، وركوعنا ، وسجودنا ، وقيامنا ، وقراءة القرآن .