وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 1072 - أسباب زيادة الرزق9 ، العمل الصالح - الدعاء هو العبادة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخــطــبـة الأولــى :

الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِ وسلم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الأكارم، لازلنا في موضوع متسلسل حول أسباب زيادة الرزق، ولأن الإنسان في أي زمان ومكان حريص حرصاً لا حدود له على حياته وعلى رزقه، ولأن هناك مخاطر تحيط بالعالم كله بسبب البعد عن الله عز وجل، وهذه المخاطر تصل إلى الرزق، لذلك كانت هذه الخطب.

حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :

أيها الأخوة، الأجل لا يتغير لكن في آيات تؤكد أنه يطول، العلماء فسروا ذلك بما يلي، إنسان له محل تجاري فتحه عشر ساعات الغلة ألف ليرة، إنسان فتحه خمس ساعات الغلة مليون، المليون يساوي عشر دوام دوام، العمر يطول بالعمل الصالح والدليل لما سيدنا موسى سقى للفتاتين ماذا قال ؟ 

﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)﴾ 

( سورة القصص)

فتبين بهذه الآية أن الغنى غنى العمل الصالح وأن الفقر هو فقر العمل الصالح، والعمل الصالح بيدك، أنت مخير وأسبابه متاحة لك، يعني بإمكان إنسان عاش أربعين عاماً يكون له أعمال صالحة تساوي خمسمئة عام، وفي علماء كبار منهم الشافعي عاش دون الخمسين، في علماء معاصرين ابن باديس غيّر أمة بأكملها، لذلك العمر زمناً ليس بيدك أما مضموناً بيدك، فبإمكانك أن تطيل عمرك إلى خمسمئة عام بحجم العمل الصالح الذي تفعله في الدنيا، وحجمك عند الله بحجم عملك الصالح. 

﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) ﴾

(سورة فاطر)

أعظم أعمال الإنسان ما استمر بعد موته :


مرة ثانية حجمك عند الله بحجم عملك الصالح وأعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موتك،

(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ))

[ مسلم عن أبي هريرة ]

علماء كثر توفاهم الله من سنوات طويلة ودروسهم تبث كل يوم في تفسير القرآن، أليس هذا العمل مستمراً ؟ الذين ألفوا كتباً إسلامية كبيرة جداً كرياض الصالحين هذا الكتاب المبارك لا يخلو منه بيت في العالم الإسلامي ألفه الإمام النووي.

(( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، مسجد، معهد، مستوصف، مستشفى، ميتم، جمعية خيرية، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، دروس تبث، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ))

والله حينما أستمع إلى إنسان توفاه الله وترك ولداً صالحاً والله أقول في أعماق أعماقي هذا الإنسان لم يمت، هذا الابن استمرار له.

 

أثمن شيء يملكه الإنسان الوقت فعليه أن يشغله بأعمال صالحة :


البطولة أن تجهد وأنت حي بعمل صالح لا ينتهي عند موتك، بل يستمر بعد موتك، هذه الصدقة الجارية، مؤسسة، معهد، ثانوية شرعية، كتاب، دروس، شريط، أي شيء، والعياذ بالله يوجد أشخاص يموتون وأعمالهم السيئة مستمرة من بعدهم أليس كذلك ؟
إذاً العمر ليس بإمكانك أن تزيده أما كمضمون بإمكانك أن تعمل أعمالاً تحتاج إلى خمسمئة عام، هذا معنى بعض الأحاديث أن الله عز وجل ينسأ له في أجله، يعني يرزقه أعمالاً صالحة تحتاج إلى آجال مديدة.
النبي صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثاً وستين عاماً لكن أثره عمّ الأرض أقسم الله بعمره الثمين قال له:

﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾

( سورة الحجر )

يعني أثمن شيء تملكه الوقت، أنت وقت، أنت بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك.

 

عمر الإنسان محدود زمناً أما مضمونه لا حدود له يتسع بقدر عمله الصالح :


أيها الأخوة الكرام، ورد في بعض الآثار: ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة.
هذا اليوم سمح الله لك أن تعيشه، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ يقول:

(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ ))

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

العمر محدود زمناً أما مضمونه لا حدود له يتسع بقدر عملك الصالح، وأعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موت الإنسان، أما الرزق، يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً من خلال خطب قد تزيد عن عشرين خطبة أنه يتبدل وزيادته بيدك.

 

أسباب زيادة الرزق :

1 ـ الاستغفار:

الآن في هذه الخطبة أحد أسباب زيادة الرزق الاستغفار والدليل (بالدين لا يوجد رأي شخصي، نص قرآن أو سنة ) قال تعالى: 

﴿ وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (3) ﴾

( سورة هود)

المتاع الحسن من لوازمه الرزق الوفير. 

﴿ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ (3) ﴾

( سورة هود)

لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم، دققوا:

(( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ))

[ أبي داود وابن ماجه والمستدرك للحاكم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ]

(( مَنْ أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزبه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله ))

[ عَنْ الحسن رضي الله عنه ]

هذا كلام المعصوم، كلام الأولين والآخرين.

 

مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا :

أصاب الناس قحط في عهد عمر فصعد المنبر فاستسقى فلم يزد على الاستغفار فقط، صعد المنبر واستغفر فقط، فقالوا له يا أمير المؤمنين ما سمعناك استسقيت ؟

أين دعاء الاستسقاء، فقال: لقد طلبت الغيث بمفاتيح السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ الآية الكريمة:

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) ﴾

(سورة نوح)

وقوله: 

﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ(52) ﴾

(سورة هود) 

(( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعاً وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض )) 

[ رواه الطبراني عن أبي الدرداء ]

فالاستغفار أحد أسباب زيادة الرزق، الاستغفار ندم، الاستغفار توبة، الاستغفار عودة إلى الله.

 

عدم تعذيب المؤمن من قِبل الله عز وجل إن أستغفره و تاب إليه :


لذلك:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾

( سورة الأنفال)

في معصية لا سمح الله عز وجل، في تقصير: 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

( سورة الأنفال)

أنت في بحبوحتين، أنت في مأمنين، أنت في حرزين، أنت في حصنين، أن تكون مطبقاً لمنهج رسول الله، أو أن تكون نادماً مستغفراً فالاستغفار أحد أسباب زيادة الرزق.

 

دوام النعمة و بقاؤها مرتبط بشكر الله عز وجل و حمده :

أيها الأخوة، يقول الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: إن كان عليك نعمة فأحببت بقاءها ودوامها فأكثر من الحمد والشكر.
لك بيت، لك زوجة صالحة، عندك أولاد، لك دخل معين، الله مكنك من حرفة أكثر من الحمد والشكر تستمر هذه النعمة بل تزيد، الله عز وجل يقول:

﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (7) ﴾

( سورة إبراهيم )

مفتاح الرزق السعي مع الاستغفار ومفتاح المزيد الشكر :

الآن وإذا استبطأت الرزق، بحثت، ذهبت، قدمت طلبات، دخلت مسابقات، بحثت في بعض الإعلانات حول العمل فلم تجد فرصة عمل مناسبة لك.
قال: وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى يقول في كتابه:

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) ﴾

يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا تعني كل شيء، تعني تجد وظيفة، تجد عملاً، تجد حرفة ناجحة، الله عز وجل يروج اسمك في عالم التجارة: 

﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ﴾

يا سفيان القول لجعفر الصادق: إذا حزبك أمر من سلطان، يعني في مشكلة كبيرة مع جهة رسمية مصادرة مثلاً، في قضية أو غيره فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة.
لذلك قال ابن العربي مفتاح الرزق السعي مع الاستغفار. حركة، ومفتاح المزيد الشكر.

 

عدم الاستجابة للمسلمين لأنهم هان أمر الله عليهم فهانوا على الله :


قصة عجيبة لكنها واقعة رجل أتى الحسن شكا إليه القحط فقال له استغفر الله، الجواب كلمة واحدة، أتاه آخر فشكا إليه الفقر فقال استغفر الله، أتاه آخر فقال له ادعُ الله أن يرزقني ابناً صالحاً فقال استغفر الله، أتاه آخر شكا له جفاف بساتينه قال له استغفر الله، عجبنا من هذا الكلام فقلنا أتاك رجال يشكون ألواناً ويسألون أنواعاً فأمرتهم جميعاً بالاستغفار، فقال: ما قلت من نفسي شيئاً إنما اعتبرت قوله تعالى حكاية عن نبيه نوح عليه السلام أنه قال لقومه:

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ﴾

لماذا لا يستجاب للمسلمين ؟ يدعون الله ليلاً ونهاراً والأمور تزداد تعقيداً:﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾
السبب أن أمر الله هان عليكم فهنتم على الله، ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾
لماذا لا تعظمون أمره، لماذا لا تأخذون أمره ونهيه أمراً جدياً.

 

من أكثر من الاستغفار كثر الرزق عليه :


أيها الأخوة، إذا تبتم إلى الله كما يقول الإمام جعفر واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم، وأسقاكم من بركات السماء، نحن في سنوات محصول القمح ستة ملايين طن، السنة ما في شيء إطلاقاً والعياذ بالله، الحقيقة مؤلمة، إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم وأسقاكم من بركات السماء وأنبت لكم من بركات الأرض وأنبت لكم الزرع وأدر لكم الضرع، وأمدكم بأموال وبنين أي أعطاكم الأموال والأولاد وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار.
نحن في سنة من السنوات نزل في دمشق ثلاثمئة وخمسين ميليمتر يقول لي أخ كريم خبير بحوض دمشق ثلاثين لأربعين نبع جفّ منذ ثلاثين سنة عاد وتفجر. مياه منين وصلت إلى برزة، بأي لحظة الله عز وجل يرسل السماء عليكم مدراراً، كنت في بلدة بإفريقيا أمطارها في الليلة الواحدة تساوي أمطار دمشق لسنتين، مئتين وأربعين مليمتر في ليلة واحدة.

من أطاع ربه و أخلص نيته استجاب له و فرّج عنه :


أيها الأخوة، أناس كثيرون يستغفرون والفقر يزداد، هذه ظاهرة لو أنك حدثت من حولك بمضمون هذه الخطبة حتماً يقول لك أحدهم لا، أنا أستغفره ليلاً ونهاراً والأمور تزداد تعقيداً بماذا تجيبه ؟ قال أبو علي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة شكا إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه شدة لحقت به، وكثرة في العيال، فقال له ‏:‏ عليك بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول: استغفروا ربكم إنه كان غفاراً‏ الآيات فعاد إليه، فقال ‏:‏ يا أمير المؤمنين إني قد استغفرت الله كثيراً وما أرى فرجاً مما أنا فيه، فقال ‏:‏ لعلك لا تحسن أن تستغفر، قال ‏:‏ علمني، قال ‏:‏ أخلص نيتك، وأطع ربك.

العاجز من يتكاسل في طلب ما يريد من الله عز وجل :


أيها الأخوة الكرام، وصفة نبوية في الصحاح (( ينْزِلُ رَبّنَا كُلّ لَيْلَةٍ إِلى السّمَاءِ الدّنْيَا حَتّى يَبْقَى ثُلثُ اللّيْلِ الآخر، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْألُنِي فأُعْطِيَهُ ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأَغْفِرَ لَه ؟ حتى ينفجر الفجر ))

[ مسلم عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ]

الله عز وجل ينتظرك في وقت السحر قبيل أذان الفجر: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ.
من هو الكسول، من هو العاجز، من هو الأحمق، من هو الغبي ؟ الذي يتكاسل أن يطلب من خالق السماوات والأرض والله ينتظرك، أنت في الصلاة تقول سمع الله لمن حمده، هو يسمعك الآن اطلب منه.
 

2 ـ الدعاء:

إن الله يحب الملحين بالدعاء، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع، إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه، إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها، الأمر بيده على كل شيء قدير، جسمك بيده، صحتك بيده، أهلك بيده، أولادك بيده، من هم فوقك بيده، أعداؤك بيده، الطغاة بيده: 

﴿ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾

( سورة هود )

الدعاء سلاح المؤمن فعليه الإكثار منه :

الدعاء سلاح المؤمن:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ﴾

( سورة الفرقان الآية: 77 )

ما معنى أن تدعوه ؟ أيها الأخوة الكرام، أنا أعني ما أقول المسلمون مقصرون في الدعاء في دعاء شكلي في دعاء باللسان في دعاء والاعتماد على غير الله، في دعاء مع الشرك:

 

﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴾

( سورة يوسف )

في دعاء مع الخوف من غير الله، في دعاء والأمل متعلق بغير الله، كل هذه الأدعية لا قيمة لها، ولا وزن لها ولا يستجاب لها، أما حينما تعقد الأمل على الله وحينما تؤمن أن يد الله تعمل وحدها وأن الله بيده كل شيء: 

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ َاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

( سورة هود الآية: 123 )

من دعا الله مع الخوف من غيره لا يستجاب له أبداً :


حينما تؤمن أن كل حركة وسكنة بيد الله، حينما تؤمن أنه لا معطي إلا الله ولا مانع إلا الله، ولا رافع إلا الله ولا خافض إلا الله، ولا معز إلا الله ولا مذل إلا الله، حينما تؤمن أن كل الأصنام التي في الأرض، أن كل الطغاة في الأرض لا يستطيعون فعل شيء إلا إذا سمح الله، حينما تجعل علاقتك كلها بالله، حينما تعقد الأمل على الله، حينما تتوكل على الله، حينما لا ترى يداً تعمل في الكون إلا الله، حينما توحد يصح دعاؤك وإذا صح دعاؤك استجاب الله لك فقويت عقيدتك، قويت عقيدتك، إياك أن تدعو الله وأنت معتمد على زيد أو على عبيد، إياك أن تدعو الله وأنت ترى أن خلاصك بيد زيد أو عبيد، أو أن زيداً أو عبيداً إن شاء رفعك وإن شاء خفضك، فتقول يا رب الدعاء ليس له معنى إطلاقاً.
أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، إن الله عز وجل لا يقبل العمل المشترك ولا يقبل على القلب المشترك.

التوحيد أساس الدعاء :

ينبغي أن يرى الله قلبك خالياً إلا من الاعتقاد به، ألا يرى في قلبك شريكاً له عندئذ لا يقبل عليك، ألا يراك معتمداً غيره، ألا يراك تخاف من غيره، التوحيد، التوحيد أساس الدعاء حينما ترى أنه لا إله إلا الله وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وحينما ترى أن الله في السماء إله وفي الأرض إله، حينما ترى أن هؤلاء الطغاة عصي بيد الله يحركهم كما يريد، حينما تقتدي بنبي كريم تحدى أقوياء أمته فقال:

﴿ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾

( سورة هود )

 

شروط الدعاء المقبول :

حينما توحد يصح دعاؤك وإذا صح دعاؤك يستجاب لك.

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾

( سورة البقرة الآية: 186 )

أقرب إلينا من حبل الوريد، يحول بين المرء وقلبه:

 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) ﴾

( سورة البقرة)

1 ـ الإخلاص:

إذا دعان حقيقة.

2 ـ الإيمان :

إذا آمن بي حقيقة، إذا آمن بوحدانيتي حقيقة، إذا آمن بأني فعال لما أريد حقيقة، إذا آمن أن الخير والشر بيدي لا بيد خلقي.

3 ـ الاستجابة لله:

أنت حينما توحد تدعو، وإذا دعوت صادقاً يستجاب لك، وما أمرك أن تدعوه إلا ليجيبك، وما أمرك أن تستغفره إلا يغفر لك، وما أمرك أن تتوب إليه إلا ليتوب عليك:

 

﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)﴾

( سورة النساء الآية: 27 )

من دعا الله فهو مؤمن بوجوده و قدرته :

الدعاء سلاح المؤمن بل إنني أفهم قوله تعالى حينما يقول:

﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23) ﴾

( سورة المعارج)

كيف دائمون ؟ تأكل وتشرب وتمشي في الطريق تؤسس عملاً تدرس، كيف دائمون ؟ بالدعاء، الدعاء صلة، (( الدعاء هو العبادة )). (( الدعاء مخ العبادة)).

[ أخرجه الترمذي عن أنس ] 

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ (77) ﴾

( سورة الفرقان)

ما معنى أنك تدعو الله ؟ المعنى الحتمي أنت لا يمكن أن تخاطب جهة غير موجودة، يكون مجنوناً إذا دخل إلى بيت ما فيه أحد، فلان ما قولك ؟ كيف صحتك ؟ ليس معقول، أنت لا تخاطب جهة غير موجودة، فإذا دعوت الله فأنت حتماً موقن بوجوده، وأنت لا تخاطب جهة لا تسمعك فإذا دعوت الله فأنت حتماً موقن بأنه يسمعك، وأنت لا تخاطب جهةً ضعيفة لا تستطيع حل مشكلتك عليك مليونين دين لا تأتي على طفل في الحضانة تقول له معك هذا المبلغ ؟ تكون مجنوناً، أنت لا تدعو إلا جهة موجودة وتسمعك وقادرة على تلبيتك، وأنت لا تدعو جهةً قوية تسمعك وقادرة لكنها لا تحبك، ما في إنسان يطلب من عدوه قرض، إذاً أنت حينما تدعو الله مؤمن بوجوده، ومؤمن بسمعه، مؤمن بقدرته، مؤمن بأنه يحبك، الذي يدعو الله معنى مؤمن، الدعاء هو العبادة لذلك قال تعالى: 

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ (77) ﴾

( سورة الفرقان)

ما من شيء يقوي إيمان الإنسان بالله كالدعاء :


فقد كذبتم، إذاً لمجرد أنك مؤمن وموحد تدعو الله عز وجل، الآن صدقوا أيها الأخوة، ما من شيء يقوي إيمانك بالله كالدعاء، تدعوه بينك وبينه، الأمور تسير بشكل آخر لمصلحتك استجاب الله دعاءك، الله عز وجل أعطاك دليلاً واقعياً عملياً يقينياً قطعياً صارخاً حاداً أنه سمعك واستجاب لك، لا يزداد إيمانك إلا بالدعاء، اجعل الدعاء ديدنك في هذه الحياة اسأله كل حاجتك، قبل أن تخرج من البيت اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أُضل، أو أذل أو أُذل، أو أن أجهل أو أن يجهل علي، قبل أن تقوم بعمل اللهم إني تبرأت من حول وقوتي، والتجأت إلى حولك وقوتك يا ذا القوة المتين.
قبل أن تتزوج اللهم ارزقني زوجة صالحة، أنت حينما تجعل الدعاء ديدنك كل يوم كل ساعة في دخولك في خروجك قبل أن تنام بعد أن تستيقظ، قبل أن تقبل على عمل إنك بهذا تعبر عن إيمانك بالله وجربوا مع أن الله لا يجرب، جرب أن تتحرك بالدعاء، ومستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يخيب الله ظنك، أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما يشاء.

من آمن أن الله على كل شيء قدير استُجيب له :


حدثني رجل سافر إلى الساحل عن طريق الجبال أوقف مركبته في رأس جبل والوادي من أعمق الوديان، وذهب ليأتي بالطعام ابنه حرك السيارة فانحدرت في الوادي المتوقع معه خمسة أولاد وزوجته أنهم سيموتون جميعاً فدعا الله دعاءً من أعماق أعماق قلبه أن ينجي الله أهله وأولاده استقرت في قعر الوادي وزوجته وأولاده سالمون، الله كبير.
حينما تؤمن أنه على كل شيء قدير، يجب أن تقبلوا مني أنا معي أدلة مرض خبيث بالدرجة الخامسة، ممكن ينحسر نهائياً، أعرف رجلاً قبل خمسة وعشرين سنة أجمع الأطباء على أن هذا الورم لا دواء له والمصير الموت المحقق في أقرب وقت، لا يملك إلا الدعاء والآن والله معافى، صديقي أعرفه جيداً، الله عز وجل شفاه، الدعاء سلاحك، إنسان أحياناً يكون له صلة مع قوي يمشي بالعرض، الله قال لك الإله العظيم أنا معك، عبدي كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك وما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد.

الاستقامة أساس الدعاء :

إله عظيم ينتظرك، ينتظر أن تدعوه، ما في عمل توافر عمل، ما في رزق يأتيك رزق، ما في امرأة صالحة للزواج يختار الله لك امرأة تسرك إن نظرت إليها، وتحفظك إذا غبت عنها، وتطيعك إن أمرتها.
علق أملك بالله عز وجل:

(( إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا... ))

[ مسلم عن أبي هريرة]

لا تستطيع أن تدعوه إلا إذا استقمت على أمره، هنا العقبة: 

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ﴾

( سورة البقرة )

أيها الأخوة الكرام، ضعوا رحالكم في باب الله، ضعوا همومكم عند الله، ضعوا طلباتكم عند الله، ضعوا كل همومكم عند الله:

(( مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ))

[ ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود ]

(( اعمل لوجه واحد يكفِك الوجوه كلها ))

[ أخرجه ابن عدي والديلمي عن أنس ]

والدعاء مخ العبادة وأحد أسباب زيادة الرزق الاستغفار والدعاء.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.

 

* * *

الخــطــبـة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هناك صنفان من الناس مستثنون من شروط الدعاء :

أيها الأخوة الكرام، لكن كاستثناء من شروط الدعاء:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ﴾

( سورة البقرة )

لكن العلماء استنبطوا من آيات كثيرة أن هناك صنفين من الناس مستثنون من شروط الدعاء.

1 ـ المضطر:

من هما ؟ المضطر:

 

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) ﴾

( سورة النمل)

المضطر ولو لم يملك شروط الدعاء المستجاب يستجيب الله له لأنه رحيم.

2 ـ المظلوم:

المظلوم لو لم يملك شروط الدعاء المستجاب يستجيب الله له بعدله، فالمضطر يدعو الله كيفما كان وضعك مستقيم غير مستقيم، محسن مسيء، الآن ادعُ الله لأنه ليس لك غيره.

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ (62) ﴾

( سورة النمل)

علينا أن نتقي دعوة المظلوم و لو كان كافراً :

الثاني المظلوم دققوا الآن: اتقوا دعوة المظلوم، ولو كان كافراً، فإنها ليس بينها و بين الله حجاب، إياك أن يدعو عليك مظلوم ولو كان كافراً، لأنه عبد من عباده الله عز وجل يقول:

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا (8) ﴾

( سورة المائدة )

إياك أن يحملك عداؤك لكافر، لملحد على أن تظلمه، إياك كافر ملحد، فإن الله يسمع دعاءه، الظلم ظلمات يوم القيامة، يروى أن أحد أكبر المقربين لهارون الرشيد اسمه خالد البرمكي، أقوى إنسان في هذه الدولة رأى نفسه فجأة في السجن فزاره أحدهم قال له ما حالك ؟ قال لعل دعوة مظلوم أصابتني.
إياك ودعوة المظلوم مؤمن غير مؤمن، من دينك من غير دين، ما له علاقة له حق، الحق أحق أن يؤدى، تغش هذا الإنسان تبيعه بضاعة فاسدة هذا ما فيه دين، لا: 

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) ﴾

( سورة المائدة )

إن عدلتم معه قربتموه إليه وقربتموه إليكم.

 

بطولة المسلم أن يكون محسناً ليدخل الناس في هذا الدين أفواجاً :

يهودي ادعى أن هذا الدرع له وهو لسيدنا علي وقفا أمام القاضي، القاضي هو الذي عينه أمعك شهود يا أمير المؤمنين ؟ قال معي أولادي، قال غير مقبول أولادك، من أولاده ؟ الحسن والحسين، لا يشهد ابن لأبيه، ممنوع بالقضاء فحكم القاضي لهذا اليهودي بالدرع، فأسلم.
ليس معقول أمير مؤمنين والدرع له والشهود أولاده الوحيدون، فالقاضي نفذ الشرع وحكم له بالدرع:

﴿ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) ﴾

( سورة المائدة )

هذا البعيد إذا أنصفته قد يسلم، قد يحبك، والله حدثني أخ سائح يوناني بتركيا في أيام الصيف ازدحام شديد ما في فنادق ولا أربع نجوم ولا ثلاثة ولا اثنين ولا نجمة طرق باب في مجال تؤجرني غرفة عندك ؟ قال له تكرم البيت كله لك، قال له عندي بيت ثاني، هيأ له عشاء وطعام الفطور، أين البيت الثاني ؟ ما عنده بيت ثانٍ نام هو وأهله تحت الشجرة، فلما رآه صباحاً دخل في الإسلام الآن أكبر داعية، ما هذه الأخلاق الأمور غير معقدة، كن مع الناس كاملاً يحبك الناس يحبوا دينك يحبوا إسلامك، يدخلون في دين الله أفواجاً، وبالمقابل صلِّ واعمل كل سنة عمرة وكل مالك حرام وغش الناس يخرجون من الدين أفواجاً، البطولة أن تكون كاملاً، أن تكون محسناً، والله حدثوني عنه الآن أنه من أكبر الدعاة، هو غير مسلم معقول إنسان يضيفني لا يعرفني والساعة الثانية عشرة ما في مكان ينام، هيأ له غرفة النوم وطعام العشاء والإفطار حتى يرضى، قال له أنا عندي بيت ثانٍ، صباحاً وجده نائماً هو وزوجته وأولاده تحت الشجرة، هي المنطقة ريفية وجميلة والدنيا صيف ما في مشكلة، لكن كيف أقنعه أن ينام عنده وما أخذ منه شيء طبعاً، فكان سبب إسلامه.

 

من ابتعد عن الاستقامة و العمل الصالح أساء إلى نفسه و إلى دينه :


أسيرة وقعت في يد المسلمين عاملوها معاملة هي حاقدة كثيراً، ترى أن الدين تخلف، جهل، إرهاب، دين قتل، عاملوها معاملة صعب وصفها لكم، استفزتهم بكل أنواع الاستفزاز تخلع ثيابها أمامهم فيهربوا لا ينظرون إليها، تطلب حاجات نادرة يؤمنوها لها، فلما أفرجوا عنها بعد شهرين بحسب اتفاق معين عقدت مؤتمراً صحفياً وأول كلمة قالتها أشهد أن لا إله إلا الله وهي الآن من كبيرات الدعاة في بريطانيا، بيدك إقناع الناس بالإسلام بالإحسان ليس بالكلام، بالعدل، بالإنصاف.
أيها الأخوة الكرام، نحن مقصرون كثيراً هؤلاء الذين أساؤوا للنبي عليه الصلاة والسلام لأننا أسأنا له قبلهم فأخذوا عنا فكرة غير صحيحة، فتوقعوا أن النبي مثل أتباعه، هذا ما قاله الرسام الدانمركي قال ظننته كأتباعه، هكذا ظنّ نحن أسأنا إليه، نحن مقصرون، إياكم أن تتهموا جهة أخرى، من علامات التوفيق أن نتهم أنفسنا، نحن مقصرون، طبق هذا الدين، استقم كما أمر الله يدخل الناس في دين الله أفواجاً، وطبق شعائره وابتعد عن الاستقامة والعمل الصالح يخرج الناس منه أفواجاً.

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور