وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 1080 - وسائل تقوية الإيمان - مراجعة الحساب مع النفس .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخــطــبـة الأولــى :

     الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه، ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

من أدى عباداته أداء شكلياً ضَعُف إيمانه :

     أيها الأخوة الكرام، أبدأ معكم من حالة نعيشها جميعاً، لو أن إنساناً ازداد تعرقه يسأل الأطباء، رأى ذبابة أثناء النظر مستمرة، يبحث عن طبيب للعيون، شعر بضيق صدر عقب بذل جهد، يبحث عن طبيب قلب، لماذا نتابع قضايا أجسامنا ؟ قضايا أجهزتنا ؟ قضايا حواسنا ؟ لماذا نحن حريصون على صحتنا ؟ لماذا نحن حريصون على أرزاقنا ؟ لماذا لا نحرص مثل هذا الحرص على إيماننا ؟
     الإيمان يضعف أيها الأخوة، حينما تؤدى العبادات أداءً شكلياً، حينما لا تصلي النوافل إطلاقاً، حينما تتكاسل عن تلاوة القرآن، حينما يشتط البصر فينظر إلى ما لا ينبغي أن ينظر إليه، حينما نجلس في مجلس نتكلم بلا قيد ولا شرط ولا ضابط ولا قلق، هذه حالات ضعف الإيمان، الإنسان حينما يشعر بضعف إيمان في عباداته، في أذكاره، في تلاوته، رغبته في العمل الصالح تضعف، كلما كُلف بعمل صالح يتنصل بأسلوب لطيف، تنصله من عمل صالح، عدم رغبته بتلاوة القرآن، أداء الصلاة أداءً شكلياً، الابتعاد عن كل النوافل، الاهتمام بالدنيا، التساهل في الاستقامة، هذه كلها حالات تؤدي إلى مزيد من ضعف الإيمان.

الإنسان ديناميكي حركي عليه أن يبتعد عن المعاصي و يتمسك بالأعمال الصالحة :

     أيها الأخوة الكرام، هناك تعبير دقيق الإنسان بالتعبير المعاصر ديناميكي، أي حركي، أي خطأ يزداد وأي طاعة تزداد نموذجك حركي، فإذا بدأت بخطأ ربما ازداد الخطأ، بدأت بمخالفة بسيطة تنتقل إلى مخالفة ليست بسيطة، ثم تنتقل إلى مخالفة أكبر، بدأت بطاعة هذه الطاعة تقودك إلى ما هو أكبر منها، لذلك أحد الصحابة الكرام سأل النبي عليه الصلاة والسلام: ماذا ينجي العبد من النار ؟ قال: إيمان بالله، فقال هذا الصحابي وأظنه أبا ذر: أمع الإيمان عمل ؟ قال: أن تعطي مما أعطاك الله (الإنفاق)، قال: فإن كان لا يجد ما يعطي ؟ قال: أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر، قال: وإن كان لا يحسن ؟ قال: فليعن الأخرق، فقال: فإن لم يفعل ؟ (لم يدع شيئاً) قال: ليمسك أذاه عن الناس، فجاء السؤال المحرج أو إن فعل هذا دخل الجنة ؟ فقال عليه الصلاة والسلام ما من عبد مسلم يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة.
     أي إذا كفّ أذاه عن الناس بعد ذلك سيعين الأخرق، وإذا أعان الأخرق بعد ذلك سيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإذا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر بعد ذلك سينفق مما آتاه الله عز وجل، فالأعمال الصالحة تزداد والأعمال السيئة والمعاصي تزداد فأنت نمطك ديناميكي حركي، إياك أن تتساهل بمعصية هذه تجر إلى أختها.
     الذي أريده: أنت حريص على عينيك وقد تنتظر شهرين حتى يأتي دورك مع طبيب العيون، حريص على قلبك، حريص على أجهزتك، على رزقك، تسعى، تتحرك، تسأل، لماذا يبدو حرصك على إيمانك ضعيفاً ؟ تصلي لسنوات مضت صلاة شكلية ولا تأبى، قد تهجر القرآن الكريم إلى أمد طويل ولا تحن إليه، قد تتنصل من كل عمل صالح، قد تهتم بمصالحك، إذا ذكرت الله لا تشعر بشيء، تلوت القرآن لا تشعر بشيء، هذه كلها أعراض ضعف الإيمان، والإيمان إذا ضعف يجدد ويقوى.

وسائل تقوية الإيمان :

1 ـ طلب العلم:

     موضوع هذه الخطبة وسائل تقوية الإيمان، كل شخص يعاني من ضعف الإيمان وهذه بعض أعراض ضعف الإيمان بإمكانه أن يقوي إيمانه، أول شيء لتقوية إيمانه أن يطلب العلم، أن يتابع طلب العلم لأن الإنسان حريص على وجوده، وعلى سلامة وجوده، وعلى كمال وجوده، وعلى استمرار وجوده، فإذا ازداد علماً ازداد قلقاً، إذا ازداد علماً ازداد طاعة، إذا ازداد علماً ازداد تعلقاً بالآخرة، إذا ازداد علماً ازداد ورعاً، يوجد ارتباط.
     أضرب مثلاً بسيطاً أخوانا التجار المستوردون أي صفقة يستوردها يدخلها في الميزانية للمالية، لو أغفل صفقة واحدة، المالية تأخذ نسخة عن استيرادا ته من جهات أخرى من الجمارك، فإذا أغفل صفقة تهدر حساباته، ويكلف بأضعاف مضاعفة من الضرائب، أنا لا أصدق أن تاجراً في الأرض يُغفل صفقة مستوردة لأن الذي تحاسبه عليها معها صورة من دائرة ثانية.

 

من ازداد علماً أن الله يعلم وسيحاسب وسيعاقب ازداد استقامة :

     أنت مع إنسان من بني جلدتك لكنه أقوى منك، لكن علمه يطولك، وقدرته تطولك، لا يمكن أن تعصيه، فكلما ازددت علماً أن الله يعلم وسيحاسب وسيعاقب تزداد استقامة، كلما أيقنت أن كل خطأ له حساب، وأن كل خطأ مع الآخرين له عقاب، تلتزم الاستقامة، فأنت تحب نفسك، تحب سلامتك، تحب سعادتك، تحب كمال وجودك، تحب استمرار وجودك، بدافع من فطرتك تستقيم على أمر الله، فلذلك أيها الأخوة، ينبغي أن يطلب الإنسان العلم، لكن أؤكد لكم أن الإيمان يضعف، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إن الإيمان ليخلق ( يضعف أو يهترئ)، في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فسلوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))

[رواه الطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

كثرة الشهوات و الشبهات تضعف الإيمان بالله تعالى :

     المشكلة كثرة الشبهات وكثرة الشهوات تضعف الإيمان، الشبهات عقدية، والشهوات سلوكية، فإذا استمعت إلى شبهة حول الإسلام، وشبهة ثانية، ولم تبادر إلى حلها، ولم تسأل أهل العلم، ولم تسأل أهل الذكر:

﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾

( سورة النحل )

     حينما تتراكم في ذهنك الشبهات على الإسلام وما أكثر أعداء الإسلام، وحينما تزل قدمك في بعض الشهوات التي لا ترضي الله، مجموع الشبهات والشهوات، هذه تضعف الإيمان.

 

طلب الجنة يحتاج إلى جهد كبير من الإنسان :

     لذلك أيها الأخوة، ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال:

(( كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل ؟. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك، قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ))

[ صحيح مسلم ]

     بصراحة لا يوجد طالب فقط يداوم وينتبه وينجح، يجب أن يداوم وأن ينتبه وأن يدرس في البيت، أحياناً إنسان يأتي إلى المسجد يسمع الخطبة أو الدرس فقط ؟ لا يوجد جهد في البيت، لابدّ من جهد عبادي، جهد بالذكر، جهد بالدعوة إلى الله، جهد في الأمر بالمعروف، جهد بالنهي عن المنكر، لابدّ من أن تضيف إلى مجيئك إلى المسجد جهداً في البيت، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود، هذه عليك، ملك عنده ابن وحيد قال له سلني يا بني، لو قال له طائرة خاصة، طائرة خاصة، مثلاً، أحدث مركبة في العالم، أحدث مركبة، أجمل قصر أجمل قصر، فطلب منه مرة أن يكون أستاذاً في الجامعة، قال لا، هذه عليك ليس علي، ائت بالدكتوراه أعينك، هذه ليست عليّ، فالعطاء المادي سهل، أما أنت حينما تطلب الآخرة، تطلب الجنة، هذه تحتاج إلى جهد منك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.

 

معرفة الله عز وجل أعظم عطاء يناله الإنسان على وجه الأرض :

     شيء آخر إن لله عملاً بالليل لا يقبله في النهار، وإن لله عملاً بالنهار لا يقبله في الليل، فهناك وقت، الليل وقت، والفجر وقت، وأثناء العمل وقت، أول شيء يقوي إيمانك أن تطلب العلم، الله عز وجل:

﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا(114) ﴾

(سورة طه)

     ينبغي أن تزداد علماً، وصدقوا أيها الأخوة الكرام، ما من عطاء على وجه الأرض يناله إنسان كأن يعرف الله الدليل قوله تعالى:

 

﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) ﴾

(سورة النساء)

     أي أكبر فضل عليك أن تعرف الله، إن عرفته عرفت كل شيء، وإن فاتتك معرفته فاتك كل شيء، لأنك ما وجدت شيئاً:

(( وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]

(( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ))

[ رواه الترمذي عن أبي هريرة ]

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا :

     من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه، بالمقابل:

(( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعالى فِيهِ إِلاَّ قامُوا عَنْ مثْلِ جِيفَةِ حِمارٍ وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً ))

[ رواه أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ]

     سهرة على الأسعار في صعود مستمر والمواد الغذائية، الدخل لا يكفي وأنت موظف ودوامك طويل، ترى الدنيا اسودت في عينيك، كل يوم هناك خبر قد لا يحتمل هكذا الدنيا، ما من يوم إلا الذي بعده أشر حتى تقوم الساعة، فالأخبار السيئة تثبط الهمم، فأنت إن جلست في مجلس ذكرت الله، ذكرت أن كل شيء بيده، رزقك بيده، صحتك بيده، من فوقك بيده، من تحتك بيده، من حولك بيده، صحتك، أجهزتك، كل شيء بيده تتفاءل، قال لك: يا عبدي عليك أن تطيعني وانتهى الأمر:

 

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾

( سورة الزمر )

     تكون بحالة يئس وإحباط بهذه الآية تنتعش:

 

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

( سورة النحل الآية: 97 )

     هذه فوق كل الظروف، لك حياة طيبة، لك حق عند الله عز وجل:

(( يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))

[ متفق عليه عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

     أنشأ الله لك حقاً عليه، ألاّ يعذبك:

 

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾

( سورة الطلاق ).

من نقل أهدافه إلى الآخرة شعر بسعادة كبيرة :

     نبي كريم وجد نفسه في بطن حوت فجأة، لا يوجد أمل:

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) ﴾

( سورة الأنبياء)

     تقرأ القرآن الكريم تشعر بالأمل، بالثقة بالمستقبل، أن الله عز وجل لا يتخلى عنك، إذا جلست مجلساً ما ذكرت الله فيه الأخبار كلها سيئة، تشعر بالإحباط واليأس والسوداوية والتشاؤم، أما إذا أتيت بيتاً من بيوت الله واستمعت إلى كلام الله، الأمر بيد الله عز وجل، لا يمكن أن يسلمك إلى غيره مستحيل، كيف تعبده وقد أسلمك إلى غيره ؟

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ َاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

( سورة هود الآية: 123 )

     هذا الإيمان، التوحيد هو الإيمان، فأنت في مجلس يقرأ فيه القرآن، تشرح فيه آياته، أنت في تفاؤل، في صحة نفسية، في تماسك داخلي، في قوة على مواجهة الخطأ، في شعور بالفوز، شعور بالتفوق، نقلت أهدافك إلى الآخرة، أبواب الجنة مفتحة عليك، تكون بحال تصبح بحال ثانٍ.

 

طلب العلم يُقوي الإيمان و الاستقامة :

     الآن:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

( سورة فاطر الآية: 28 )

     إذا ضعف إيمانك وقلّت خشيتك وضعفت استقامتك اطلب العلم:

 

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

( سورة فاطر الآية: 28 )

     الآن أزمة أهل النار في النار أزمة علم:

 

﴿ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾

( سورة الملك )

من أراد تقوية إيمانه فعليه لزوم دروس العلم :

     أيها الأخوة الكرام، أول شيء من أجل تقوية الإيمان ينبغي أن تلزم دروس العلم، شخص طموحه أن يكون طبيباً لكن ما خطر في باله أبداً أن يلتحق بكلية الطب، معنى ذلك أنه أحمق، مستحيل أن تكون طبيباً بأي بلد في العالم إلا إذا التحقت بالجامعة، يريد الإيمان القوي، والفوز، والتوفيق، والنصر، والتأييد، ولا يفكر أبداً أن يطلب العلم، يمضي عشر ساعات بالمسلسلات لكن علم ثلاث أرباع الساعة لا يقدر، يقول مشغول لا أقدر، تفضل وتحمل النتائج، كيف تعرف الله إن لم تأت إلى بيت الله ؟ كيف تعرف كتاب الله إن لم تجلس في درس يفسر فيه الكتاب ؟ كيف تعرف أحكام الفقه ما لم تطلب العلم ؟ هذه قضية عفواً برميل ماء والدنيا حر تأتيه قطرات من الماء سريعاً ما تتبخر، إنسان أحياناً بعقد قران يسمع كلمة يقول والله كلمة رائعة هذه عيارها ساعة، هناك سماع إلى بعض المحاضرات عشوائياً، صدفة، ليس هذا طلب العلم، لا يوجد إنسان يقرأ مجلة طبية يصبح طبيباً، هذه ثقافة عامة، طب هناك كلية طب، علامات معينة، بأول سنة علوم منوعة، علوم رياضية، وطبيعية، وفيزيائية، وكيميائية، بعد هذا في علم التشريح، علم الفيزيولوجيا، علم الأمراض، علم الأدوية، ثم هناك استاج، فتطبيقات، ثم يأخذ إجازة في الطب، بقي عليه ماجستير ودكتوراه ثم بورد، طريق طويل جداً حتى يوضع أمام اسمه دال فقط، يعني طبيب، يريد إيماناً وآخرة وجنة وليس مستعداً أن يحضر درس علم واحد، ليس مستعداً أن يقرأ كتاباً، يلحق الأخبار والمسلسلات والشاشة، وينتقد الناس ويعمل نفسه شيخ المسلمين.

الإيمان الضعيف لا يقوى إلا بطلب العلم :

     أيها الأخوة، أول شيء طلب العلم، شيء ثانٍ موضوع دقيق جداً معظم المسلمين يعانون من ضعف الإيمان، ضعف بصلاته، ضعف بإطلاق بصره، بغض بصره، ضعف باستقامة لسانه، ضعف بتلاوة القرآن الكريم، ضعف بمعلوماته الدينية، ضعف بسلوكه، أحياناً تزل قدمه في بعض المعاصي، هذه كلها أعراض ضعف الإيمان، والإيمان الضعيف يقوى بطلب العلم.

2 ـ منهج التلقي:

     الآن يقوى بمنهج التلقي، ما العلم الذي ينبغي أن أتبعه ؟ أولاً ما جاء في القرآن الكريم، كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، القرآن الكريم قطعي الثبوت، إلا أن آياته بعضها قطعي الدلالة وبعضها ظني الدلالة، بآيات قطعية الدلالة:

 

﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (56) ﴾

( سورة النور)

     واضحة، بآيات أخرى:

 

﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾

( سورة النحل )

     القرآن الكريم قطعي الثبوت، لكن آياته بعضها قطعي الدلالة، وبعضها ظني الدلالة، والأشياء الأساسية المتعلقة بسعادتك وسلامتك كلها قطعية الدلالة، في بعض الآيات متعلقة بذات الله، وجاء ربك، يد الله فوق أيديهم، لا تزيد عن خمس آيات، لم تفهم معناها فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، فلابد من منهج التلقي، القرآن أولاً، أما الحديث ما كل حديث قطعي الثبوت هناك أحاديث موضوعة، أحاديث ضعيفة، أحاديث حسنة، أنت بالحديث بحاجة إلى نَشَاطين، إلى أن تتأكد من صحة الحديث أنت بحاجة إلى نشاطين ، مع القرآن الكريم أنت بحاجة إلى التطبيق فقط أن تعرف ماذا أراد الله بهذا الكلام ؟ ولكن مع الحديث فضلاً عن أن تطبق أن تعرف مدى صحة الحديث، ثم ماذا أراد النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الحديث ؟ ثم تطبيق الحديث.

 

العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً :

     منهج التلقي: القرآن الكريم والسنة، القرآن وما صحّ من السنة، الآن وأي قول آخر من آدم إلى يوم القيامة مسموع، مقروء، مطبوع، مشاهد، قديم، حديث، وأي قول آخر يعرض على الكتاب والسنة فإن وافقه فعلى العين والرأس، وإن خالفه لا يقبل، يا أخي أقاموا حفلة غنائية ما شاء الله قال ريعها للفقراء، هذه خلاف الكتاب والسنة العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة، إذا هذا المشروع الخيري غير مقبول خلاف الدين، الآن أنت مهمتك أي عمل يجب أن يقيد بالكتاب والسنة، أي قول أن في دواء يطيل العمر، قال تعالى:

﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ(61) ﴾

( سورة النحل )

     مرة قال لي شخص الرياضة ممنوعة ؟ قلت: لا ليس ممنوعة، لك عند الله سبعة وستون عاماً، إما أن تمضي هذه السنوات واقفاً نشيطاً متحركاً أو بالفراش، العناية بالصحة لا تعني أنها تزيد العمر ولكن تعني أنك تتمتع بنشاطك الجسمي، فالرياضة ضرورية جداً لا من أجل أن تطيل بها عمرك، من أجل أن تستغل هذا العمر وأنت نشيط، هناك آيات قرآنية، أنت معك منهج، معك مقياس، أي كلام لأي إنسان إذا وافق المنهج على العين والرأس لم يوافقه لا نقبله.

 

من انغمس في ملذاته و نسي ربه غضب الله عليه و لعنه :

     منهج التلقي: القرآن الكريم قطعي الثبوت، مهمتك أن تعرف ما المراد من هذه الآية ؟ السنة بعضها قطعي الثبوت، بعضها ظني الثبوت، إذاً أول عمل أن تتأكد من صحة الحديث، وبعدها أن تتأكد من مدلول الحديث كي تطبقه، أما كلام الآخرين مرهون بموافقته لكتاب الله أو عدم موافقته، تدخل المدرسة في الصف الحادي عشر في العلوم الطبيعية تأتي نظرية دارون، الإنسان أصله قرد، أنا والله مؤخراً آمنت بهذه النظرية مؤخراً لكن آمنت بها معكوسة كان إنسان صار قرداً، كان إنساناً كاملاً لما انغمس في ملذات الدنيا أصبح كالقرد والله قال:

﴿ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ (60) ﴾

( سورة المائدة )

     القرد همه بطنه والخنزير همه فرجه، فالذي همه بطنه وفرجه فقط، قرد على خنزير، هكذا مسخ الإنسان.

3 ـ تلاوة القرآن وفهمه وتدبره:

     أيها الأخوة، البند الثالث تلاوة القرآن وفهمه وتدبره، هذا الكتاب تقرأ القرآن يقول لك:

﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ﴾

( سورة طه)

     إله الذي خلق السماوات والأرض، الذي خلق الكون، الذي خلق في الفضاء الخارجي سحابة يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم بالمياه العذبة، كل شيء بيده، الذي خلق السماوات والأرض قال لك:

 

﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) ﴾

( سورة طه)

﴿ فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

( سورة البقرة )

     لا تحزن على ما مضى ولا تخشى مما هو آت، فالذي يتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله، ولا تشقى نفسه، ولا يندم على ما فات ولا يخشى مما هو آت.

 

تلاوة القرآن الكريم بتمعن تحل للإنسان مشاكله :

     تقرأ القرآن الكريم :

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

( سورة النحل الآية: 97 )

     وعد إلهي فوق المكان والزمان، فوق الشروط والظروف والحصار، ما هي الظروف في الأرض ؟ هذا الوعد فوقها، تقرأ القرآن الكريم:

 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

( سورة فصلت )

     تلاوة القرآن الكريم، حاول تقرأ في اليوم خمس صفحات الحد الأدنى بعد الفجر اقرأهم، أقسم لكم بالله تحل بهذه الصفحات الخمس كل مشكلاتك، ترى مشكلتك بالآية، في عندك طريق مسدود تفتح القرآن:

 

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾

( سورة الطلاق )

     إله يقول لك، والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من ألا تحقق هذه الآية.

 

من عبد الله و شكره على عطائه جعل له مخرجاً من حيث لا يحتسب :

     أنا أخاطب الشباب، أول حياتك يا أيها الشاب تريد زوجة، تريد عملاً، والطرق كلها مسدودة والأمر صعب، لا، كن مع الله ترى الله معك:

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾

( سورة الطلاق )

     عندي ألف قصة من الصفر، أمل صفر جاء كل شيء، ضع ثقتك بالله، عليك أن تعبده:

 

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) ﴾

( سورة الزمر )

     اعبده واشكره على عطائه وانتهت مهمتك، تسمع عن بلاد غنية جداً، بلاد خضراء، أمطارها غزيرة، بحيرات، أنا كنت في فرنسا انتقلت من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها كلها خضراء أنهار بأعلى درجة من الغزارة، بلاد خضراء جميلة جداً، هذه على الشبكية، بعد ثمانية سنتمتر من الدماغ تظهر قطعة من جهنم، يجب أن ترى الأشياء بنور الله.

 

التماسك الأسري بداية انتصار الأمة :

     في بلادنا أدام الله الأمن في بلادنا، وأدام الرخاء في بلادنا إن شاء الله، هناك خوف من الله، هناك مساجد ممتلئة، هناك صلاة، هناك قرآن، هناك أب يهمه أولاده، ابن يهمه والده، زوجة مستقيمة حريصة على سمعتها، تماسك أسري، شيء مذهل، والله هذه نعمة أيها الأخوة، أقول لكم كلمة دقيقة والله التماسك الأسري بداية انتصار الأمة، والله انحلال الأسرة بداية انهيار الأمة، لا تزال الأسر عندنا متماسكة والحمد لله، فلانة زوجة فلان، الابن غالٍ على أهله، يربى تربية جديدة لازلنا بخير، أنا أتألم من إنسان يسافر إلى بلاد الغرب لا يتكلم عن سلبياتهم، يمدحهم مدحاً غير طبيعي، لا يشاهد ولا إيجابية من إيجابياتنا، هذا إنسان غير موضوعي يحطم لك معنوياتك.

لا تَلُمْ كفي إذا السيف نبا صح مِنِّي العزم والدهر أبى
***

     أي لكل جواد كبوة، ولكل حسام نبوة، ولكل عالم هفوة، نحن الآن أمة كبا جوادها لكن لها تاريخ مجيد.
     أيها الأخوة، اقرأ القرآن الكريم، خمس صفحات يومية ولك سؤال اكتبه، واسأل عنه، ودائماً وأبداً هناك من يجيبك عن أسئلتك، أولاً طلب العلم، الحرص على منهج التلقي، ثم تلاوة القرآن، هذه أول خطوات ثلاث في تقوية الإيمان.
     أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

 

* * *

الخــطــبـة الثانية :

     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين و على آل بيته الطيبين الطاهرين.

العاقل من جلس مع نفسه من حين لآخر يتفكر في أخطائه :

     أيها الأخوة، الإنسان حينما يجلس مع نفسه من حين إلى آخر، كان عليه الصلاة والسلام يقبع في غار حراء، أنت لا تريد غار حراء ادخل إلى غرفة خاصة فكر، في عندك أخطاء دائماً نحن الدنيا تأخذنا.

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63) ﴾

( سورة الفرقان)

     الحقيقة الصحابة كانوا إذا مشوا أسرعوا، كان إذا سار أسرع وإذا أطعم أشبع وإذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع، سيدنا عمر، لكن الآية:

 

﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63) ﴾

( سورة الفرقان)

     معنى هوناً هنا لا يسمح للدنيا أن تأخذه، لا يسمح لعمله التجاري أن يستهلكه، لا يسمح لهموم بيته أن تنهيه، لا يسمح، له هدف كبير، معظم الناس منتهٍ، منتهٍ بمشاكله، ببيته، بتجارته، بعمله، يعمل ليلاً نهاراً:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

( سورة الكهف )

     عبدي خلقت لك ما في الكون من أجلك فلا تتعب، لي عليك فريضة ولك علي رزق، فإذا خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك، وعزتي وجلالي إن لم ترض بما قسمته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي، عبدي أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي فيما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد، أتعبتك فيما أريد، ثم ما يكون إلا ما أريد.

 

على الإنسان أن يهتم بقلبه وإيمانه و مستوى طاعته لله كما يهتم بصحته و دخله :

     أيها الأخوة، لا يوجد إلا الله عز وجل فلابدّ من مراجعة للحسابات، اجلس مع نفسك من حين لآخر، ضع ورقة وقلماً هل يوجد دخل فيه شبهة ؟ علاقة لا ترضي الله ؟ هل يعجبك خروج ابنتك ؟ ثيابها تعجبك أم فيها تفلت ؟ أنت متساهل، يجب أن تعمل ضبط لحياتك الخاصة، ضبط لعباداتك، ضبط لتفكرك، ضبط لذكرك، ضبط لتلاوتك، ضبط للقاءاتك الاجتماعية، هناك لقاء لا يرضي الله عز وجل، لقاء فيه اختلاط، اعمل مراجعة، اكتب الإيجابيات والسلبيات، اعمل برنامجاً دينياً، راجع نفسك، سيدنا عمر قال: تعاهد قلبك، مثل ما أنت تراجع طبيب عيون إذا كان في ذبابة تراها دائماً، أو في ألم بالصدر عقب جهد هذا مؤشر خطير أن هناك ضيق تروية في القلب، أو في أمراض مؤلمة جداً فيا أيها الأخوة، كما تهتم بصحتك وتهتم بدخلك وتهتم بعملك، ينبغي أن تهتم بقلبك، وأن تهتم بإيمانك، وأن تهتم بمستوى طاعتك لله عز وجل، والأمر بيدك، كن لي كما أريد، ولا تعلمني بما يصلحك، الله عز وجل يعمل الذي يصلحك، العبرة أن تؤدي الذي عليك وأن تطلب من الله الذي لك.

الدعاء :

     اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور