- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخــطــبـة الأولــى :
الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.
فرض الصلاة في حادثة الإسراء و المعراج :
أيها الأخوة الكرام، لازلنا في مناسبة الإسراء و المعراج، و قد فُرضت الصلاة في هذه المناسبة، و النبي عليه الصلاة والسلام في أعلى مقام في سدرة المنتهى، بوحي مباشر من الله، لذلك الله عز وجل يقول في أول سورة بعد الفاتحة في البقرة:
﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) ﴾
من هم ؟
﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾
الإيمان تصديق وإقبال والكفر تكذيب وإعراض :
الدنيا محسوسة، تراها على الشبكية، البيت الجميل، المرأة الجميلة، المركبة الفارهة، الطعام اللذيذ، و الآخرة خبر في القرآن الكريم، فبطولة الإنسان أن يؤمن بهذا الخبر، و أن يصدقه، و أن يجعله محوراً لحركته في الحياة:
﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾
صَدق الله أن هناك يوماً آخر، صَدق الله أن هناك جنة يدوم نعيمها، و أن هناك ناراً لا ينفذ عذابها، صَدق الله عز وجل:
﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) ﴾
هذه آية جامعة مانعة، هناك جانب عقدي تُصدق بوجود الإله و وحدانيته و كماله وأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، وبأن هناك يوماً آخر تسوى فيه الحسابات، عندئذ تقبل عليه، تصدق فتقبل هذا هو الإيمان، تصديق وإقبال، والكفر تكذيب وإعراض، لابدّ من عمل صالح:
﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) ﴾
﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) ﴾
دين الله عز وجل اتصال بالخالق وإحسان إلى المخلوق :
آية جامعة مانعة:
﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) ﴾
يا محمد قل لعبادي الذين آمنوا بي، آمنوا بألوهيتي، وبربوبيتي، وبوحدانيتي، وبكمالي المطلق، آمنوا بعلمي، برحمتي، بحكمتي، بعدلي:
﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ 31) ﴾
آية ثالثة على لسان السيد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام:
﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ (31) ﴾
بالاتصال بالله بعد معرفته، وطاعته، والتقرب إليه، والزكاة، و الإحسان إلى الخلق، فكأن هذا النبي العظيم لخص دين الله بكلمتين اتصال بالخالق وإحسان إلى المخلوق.
ارتباط الفلاح بالإيمان والأعمال الصالحة :
في القرآن الكريم أيها الأخوة بضع آيات:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ (1) ﴾
نجح، تفوق، كان عاقلاً، كان ذكياً، حقق المراد من وجوده، حقق الهدف من خلقه:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ (1) ﴾
خلقك كي تؤمن، وكي تتصل، لجنة عرضها السماوات والأرض:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ (1) ﴾
قد حرف تحقيق، لن تفلح إلا إذا آمنت، ولن تفلح إلا إذا صليت، ولن تفلح إلا إذا عملت الصالحات، قد تملك مليارات، قد ترتقي أعلى منصب في الأرض، قد تجمع أكبر ثروة، قد تنغمس إلى قمة رأسك بالملذات وعند الله لست بفالح:
﴿ والْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ﴾
لأن مضي الزمن وحده يستهلكه.
عطاء الله عطاء أبدي لا ينتهي :
لو معك مليار مليار عند الموت كل شيء حصلته في عمر مديد، وبجهد جهيد، تخسره في ثانية واحدة، هذه الثروة الضخمة، والمكانة، والهيمنة، والمتع، والملذات، والبيوت، والمركبات، والطائرات منوطة بدقات القلب فإذا توقف القلب انتهى كل شيء، لذلك لا يليق بعطاء الله أن ينتهي بالموت، هذا ليس عطاء الله، عطاء الله عطاء أبدي:
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
صفات المؤمن الصادق عديدة منها :
1 ـ إعراضه عن اللغو:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3) ﴾
قال بعض العلماء اللغو ما سوى الله.
2 ـ عفته عند إثارة شهوته:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5) ﴾
عفيف حينما تستثار شهوته:
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ (6) ﴾
ليس في الإسلام حرمان، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها.
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6)فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ (7) ﴾
من صلى لا يعلم ماذا قرأ كالسكران في حب الدنيا :
كل أنواع الانحراف الجنسي والشذوذ والتطلع إلى غير الزوجة:
﴿ فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ(7)وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8)وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(9)أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ(10)الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11) ﴾
دققوا:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (43) ﴾
هذه الآية نسخت أليس كذلك ؟ لكن فيها مغزى كبير:
﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (43) ﴾
فالذي لا يشرب الخمر لكنه إذا صلى لا يعلم ماذا قرأ أليس في حكم السكران في حب الدنيا ؟
﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (43) ﴾
لله معيتان معية عامة ومعية خاصة :
هناك أيها الأخوة لله معيتان، معية عامة:
﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ (4) ﴾
مع الكافر، مع الملحد، مع المجرم، مع المؤمن، مع الطاهر، مع النبي، مع الولي معية علم، وهو معكم بعلمه لكن هناك معية خاصة، معكم يدافع عنكم، معكم يوفقكم، معكم يؤيدكم، معكم ينصركم، معكم يحفظكم، معكم تلهمون الصواب، معكم يلقي في قلوبكم النور، معكم يلقي الرضا، يلقي الحب، هذه المعية الخاصة لها ثمن:
﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ (12) ﴾
قال تعالى:
﴿ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (114) ﴾
(( الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر، والجمعة إلى الجمعة كفارة فيما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ورمضان إلى رمضان كفارة ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ))
كل العبادات التي سنّها الله تعالى من أجل الاتصال به :
أيها الأخوة، مع القرآن الكريم، سيدنا إبراهيم:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا (37) ﴾
ما أهم شيء في الحج ؟
﴿ لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ (37) ﴾
دقق الصلاة من أجل الاتصال بالله، والصيام من أجل الاتصال بالله، والحج من أجل الاتصال بالله، والزكاة من أجل الاتصال بالله، إذاً كل العبادات من أجل الاتصال بالله:
﴿ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ (37) ﴾
الصلاة الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال إلا عند السبات والإغماء :
لذلك الصلاة الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال إلا عند السبات والإغماء، لك أن تصلي قاعداً، ولك أن تصلي مضطجعاً، ولك أن تصلي مستلقياً، ولك أن تصلي بإيماءات برأسك، ولك أن تصلي بحركات من جفنيك، لابدّ من أن تصلي، تقصر الصلاة في السفر عدداً، وتقصر الصلاة في أحوال خاصة نوعاً، لابد من أن تصلي، الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة، أما الحج يسقط عن الفقير وغير المستطيع، والصيام يسقط عن المسافر والمريض، والزكاة تسقط عن الفقير، والشهادة تلقى مرة واحدة، الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال هو الصلاة، لذلك:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ(37) ﴾
من التوحيد والأدب مع الله أنك إذا صليت وخشعت في الصلاة وانهمرت دموعك فهذا من فضل الله عليك، سيدنا إبراهيم يقول:
﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(40) ﴾
لذلك قال تعالى:
﴿ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ (78) ﴾
قال بعضهم: قرآن الفجر في صلاة الفجر، لذلك:
(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))
(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ))
لذلك:
﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) ﴾
﴿ وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) ﴾
المسلمون اليوم في عصور من التخلف الإيماني :
مشكلة المسلمين في عصور التخلف الإيماني، نحن في عصر تقدم علمي، تقدم تقني، تقدم في المكتشفات، تقدم في الأجهزة، في الآلات، تقدم المحمول، الكومبيوتر، الفضائيات، هذا تقدم ولكننا في عصر تخلف شديد في الدين، جاءت هذه الآية فغطت ذلك:
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) ﴾
ولقد لقينا ذلك الغي، أجمع العلماء على أن إضاعة الصلاة لا يعني تركها بل يعني تفريغها من مضمونها.
طاعة الله و شكره واجبة على كل إنسان :
أيها الأخوة في المناجاة سيدنا موسى:
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) ﴾
الصلاة من أجل ذكر الله، لذلك:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ (102) ﴾
قال العلماء: أن تطيعه فلا تعصيه، وأن تشكره فلا تكفره، وأن تذكره فلا تنساه .
على كل مسلم أن يحتل أعلى المناصب وفق منهج الله ليقوي دينه و ينشره :
لذلك:
﴿ رِجَالٌ (37) ﴾
كلمة رجال في القرآن لا تعني أنهم ذكور، الآن في ذكور بالملايين، بالملايين المملينة ذكور وليسوا رجالاً:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ(37) ﴾
يتاجرون، ينشؤون المشاريع، يُحصّلون الشهادات العليا، يحتلون أعلى المناصب وفق منهج الله، يجمعون ثروات لإنفاقها في سبيل الله:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ﴾
لا يوجد مسلم متقوقع، مسلم بالتعتيم، لا يوجد بيده شيء، يده هي السفلى، يتضعضع أمام الغني، يتضعضع أمام القوي، يشكو حاله دائماً، ما بيدنا شيء، انتهينا، هذا المسلم ؟ بهؤلاء فتحت الأرض ؟ بهذا الضعف ؟ بهذه الاستكانة ؟ بهذا الخمول ؟ بهذا الكسل:
﴿ رِجَالٌ ﴾
يصنعون، يقيمون مشاريع عملاقة ليكفوا شبابهم، ليحصنوا شاباتهم، ليزوجوا شبابهم بشاباتهم، لينتجوا لا ليكونوا تبعاً للأقوياء.
النهي عن الفحشاء و المنكر أحد أكبر أهداف الصلاة :
بصراحة عندنا الآن مقاييس للتقدم، طبعاً مادية، هل اسمك في رأس قائمة المستوردين ؟ متخلف، أم أسمك في رأس قائمة المصدرين ؟ هل يتحكم بك الآخرون ؟ يتحكمون بقمحك ؟ بغذائك ؟ بما تملك ؟ هل تأكل طعاماً لا تزرعه كله استيراد ؟ هل تلبس ثياباً لا تنسجها ؟ هل تستخدم آلة لا تصنعها ؟ معنى ذلك أننا تحت رحمتهم ، يمنعون عنك قطع التبديل تتوقف أجهزتك كلها، الآن هناك حرب قطع تبديل، حرب نفط، حرب مياه، حرب قمح:
﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ (37) ﴾
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾
أحد أكبر أهدافها:
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (45)﴾
من لم يستقم على أمر الله لا قيمة لصلاته و لا لذكره و لا لعبادته و لا لحجه :
و الله الذي لا إله إلا هو من صلى الصلوات الخمس بفرائضها و سننها و صلاة النافلة كقيام الليل و لم ينته عن الفحشاء و المنكر ؛ و الله الذي لا إله إلا هو أستعير قول السيدة عائشة رضي الله عنها حينما قالت لأحد الصحابة: قولوا لفلان إنه أبطل جهاده مع رسول الله.
و الله حينما تغش مسلماً، حينما تبني مجدك على أنقاض المسلمين، حينما تبني غناك على إفقارهم، الاحتكار، الغش، حينما تفعل هذه الأفعال و الله لا تذوق رائحة الصلاة، و صلاتك لا وزن لها، و لا شأن لها، و لا تقدم، و لا تؤخر:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾
توضع مادة مسرطنة حتى يزداد الإنتاج الزراعي و تربح أرباحاً مضاعفة ممنوعة دولياً و تصلي ؟ هذه الصلاة لا قيمة لها إطلاقاً، تنصح مريضاً بعمل جراحي و هو لا يحتاجه ؟ تؤكد للموكل أن الدعوى رابحة و هي لن تربح ؟ ترفع مستوى الأسئلة حتى تجعل الأسر في مآتم من أجل أن تُؤمن دروساً خاصة للمدرسين ؟ هذا هو المؤمن ؟ كل حرفة فيها ملايين أنواع الغش و الاحتيال أنت حينما لا تستقيم على أمر الله لا قيمة لصلاتك و لا لذكرك و لا لعبادتك و لا لحجك:
(( من حج بمال حرام، ووضع رجله في الركاب، وقال: لبيك اللهم لبيك ينادى أن: لا لبيك، ولا سعديك، وحجك مردود عليك ))
(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزّورِ...... ))
الغش قول زور، البضاعة من الصين مكتوب عليها مصنوعة في ألمانيا، يصلي أول صف، هذا قول زور تقاضيت سعر البضاعة الألمانية و قدمت له بضاعة صينية و أنت تصلي ؟
تخلي الله تعالى عن المؤمنين لأنهم فصلوا بين الدين و بين الحركة و الحياة و السلوك :
أخوانا الكرام: الله عز وجل يبدو أنه تخلى عنا، لا لأسباب بسيطة، المسلمون فصلوا بين الدين و بين الحركة و الحياة و السلوك، معقول عمل فني كل ما فيه خيانة زوجية على حمل سفاح على اختلاط على فجور الناس جميعاً أثناء عرض الفيلم منع تجول، هؤلاء المسلمون ؟ هؤلاء الذين يرجون الله عز وجل و اليوم الآخر ؟ مئات الأسر تمّ فيها الطلاق من هذا الفيلم، هؤلاء هم المسلمون الذين يعلق عليهم الآمال فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً، لهم صغار عند الله هؤلاء الذين تعلقوا بالفاحشة و الزنا و حمل السفاح و الاختلاط و بأسلوب إسلامي في بلد إسلامي ؟ هذا هو الدين:
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) ﴾
معقول إذا حضر أحد هؤلاء الممثلين مئات الألوف اجتمعوا لرؤيته فقط، يكحلون أعينهم برؤيته و هو زان ؟ نحن أين أصبحنا ؟ في الحضيض، هذه الحقيقة المرة، لا تقل أمة إسلامية، إطار إسلامي باهت لا قيمة له إطلاقاً.
من ذكر الله منحه الأمن و الطمأنينة و السعادة و التوفيق :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ(45)﴾
أكبر ما فيها، بل إن ذكر الله لك و أنت في الصلاة أكبر من ذكرك له، إن ذكرك منحك الأمن، منحك الرضا، منحك الحكمة، منحك السعادة، منحك التوفيق:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) ﴾
أوامر الله عز وجل موجهة إلى المؤمنين و المؤمنات معاً :
أيها الأخوة الكرام، كل أمر إلهي موجه إلى الذين آمنوا، و موجه قطعاً إلى المؤمنات و لكن الله عز وجل لكرامة المرأة عنده أراد أن يخصها بأمر خاص بها:
﴿ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ(33) ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) ﴾
إخوانا الكرام: إن دخلت إلى المسجد فاسأله رحمته، إذا صليت أن يتجلى عليك بالرحمة، إن دخلت إلى المسجد فاسأله رحمته، و إن خرجت من المسجد فاسأله من فضله أن يرزقك عملاً صالحاً تلقى الله به.
من بنى مجده على أنقاض الآخرين لا قيمة لصلاته إطلاقاً :
لذلك المسجد في مهمتين تتلقى التعليمات في خطبة الجمعة و دروس العلم و تقبض الثمن رحمة من الله عند اتصالك فقط، أما أين دينك ؟
في محلك التجاري، أين دينك ؟ في عيادتك، أين دينك ؟ في مكتب المحاماة، في قاعة التدريس، دينك بالحقل، بالمعمل، لا تغش المسلمين، و الله الذي لا إله إلا هو مئات ألوف أساليب الغش التي تبتز فيها أموال المسلمين، معمل أغذية يشتري المواد التي انتهى مفعولها تباع بستين بالمئة من قيمتها لا تكشف هذه و هو يصلي، و الله هناك أساليب بكسب الأموال و الله على حساب صحة المسلمين، على حساب أمنهم، هذا الذي يبني ماله على إفقار الناس، على ابتزاز أموال الناس، على إخافة الناس، على غش الناس، أين صلاته ؟ لا صلاة له، لا نقول له لا تصلي، الصلاة فرض لا أحد يجرؤ أن يقول له لا تصلي صلِّ لكن لا قيمة لهذه الصلاة:
(( أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ قالُوا: المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ الله من لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُفْلِسُ مِنْ أَمّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةِ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَد شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فيقعُدُ فَيَقْتَصّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمّ طُرِحَ في النّارِ ))
(( ويؤتى برجال يوم القيامة، لهم أعمال كجبال تهامة، يجعلها الله هباءً منثورا، قيل: يا رسول الله جَلِّهم لنا، قال: إنهم يصلون كما تصلون، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ))
المصلي محصن لأن ثقته بالله كبيرة :
إخوانا الكرام: هناك نقطة دقيقة جداً أتمنى أن أنهي بها الخطبة، النقطة:
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾
شديد الهلع:
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾
هذه نقاط ضعف في أصل خلق الإنسان، أي فيوز (وصلة ضعيفة) إذا جاء التيار بدل أن يحرق هذا الحاسوب الغالي جداً، تسيح هذه الوصلة و ينقطع التيار و يسلم الجهاز:
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴾
لو لم تكن هلوعاً لا تتوب إلى الله:
﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾
المصلي محصن لأن ثقته بالله كبيرة.
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ : من هم الفالحون ؟
الآن شيء ذكرته كثيراً لكن الآن مناسبته إذا قلت إنسان هذه تغطي ستة آلاف مليون، أضيف لإنسان كلمة إنسان مسلم تغطي مليار ونصف، ضاقت الدائرة، أما إذا قلت: إنسان مسلم عربي، خمسمئة مليون، إنسان مسلم عربي مثقف مئتي مليون، ثلاثمئة مليون، إنسان مسلم مثقف عربي طبيب خمسمئة ألف، إنسان مسلم مثقف عربي طبيب قلب مئة ألف، إنسان مسلم مثقف عربي طبيب قلب جراح ألف، مقيم في دمشق خمسة، كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة.
1 ـ الفالح هو الخاشع في صلاته:
احفظ هذا المثل:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾
كلنا نصلي لكن من هم الفالحون ؟ الذين هم في صلاتهم خاشعون، ضاقت الدائرة.
2 ـ المعرض عن اللغو:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) ﴾
هذه صفة ثانية، ضاقت.
3 ـ المزكي عن أمواله:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) ﴾
ضاقت أكثر.
4 ـ الحافظ لفرجه:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) ﴾
ضاقت و ضاقت.
5 ـ العفيف و الطاهر:
و هنا ضاقت كثيراً:
﴿ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ ﴾
التدريس أمانة، المحاماة أمانة، الطب أمانة، الهندسة أمانة.
6 ـ الحافظ للأمانة و العهد:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) ﴾
ضاقت.
7 ـ المحافظ على الصلاة:
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) ﴾
ضاقت و ضاقت:
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) ﴾
(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي، وكف شهواته عن محارمي، ولم يصر على معصيتي، وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب، كل ذلك لي، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوأ عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه، ويقسم علي فأبره، أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها، ولا يتغير حالها ))
الصلاة عماد الدين :
أيها الأخوة الكرام، لذلك الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فكأنما هدم الدين، أي الصلاة فرضت في الإسراء و المعراج و بوحي من الله مباشر، لذلك آثرت أن تكون هذه الخطبة عن الصلاة، إن شاء الله في الخطبة القادمة نتابع الصلاة في القرآن الكريم و في خطبة ثالثة إن شاء الله نتابعها في أحاديث رسول الله.
الصلاة عماد الدين، هذه الصلاة إن صحت صحّ كل شيء، أول ما يحاسب المرء يوم القيامة عن صلاته فإن صحت صحّ عمله.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.
* * *
الخــطــبـة الثانية :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، و على آل بيته الطيبين الطاهرين.
الدين في آخر الزمان أصبح انتماء شكلياً و عبادات جوفاء :
أيها الأخوة الكرام، كأن الله علمه المطلق علم أنه بعد مرور العقود و القرون على هذا الدين يبقى شكلاً بلا مضمون، يبقى انتماء شكلياً، يبقى عبادات جوفاء لا تقدم و لا تؤخر و لا تغير في حياتنا شيئاً، لذلك هذه الآية يقول الله عز وجل:
﴿ لَيْسَ الْبِرَّ(177) ﴾
الله هو البر، بر رحيم، البر الأعمال التي ترقى بها عند الله، الأعمال التي تستحق بها أن يبرك الله، الله من أسمائه الحسنى بر:
﴿ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) ﴾
و البِر الأعمال التي تتقرب بها إلى الله إن صحت كان البر عطاء الله المطلق، توفيق، سعادة، رضا، حكمة.
البر من آمن بالله إيماناً يحمله على طاعته :
الله عز وجل ينبه المؤمنين ولاسيما إذا طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فأصبحت قلوبهم كالحجارة:
﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (177) ﴾
مرة كنت في الطائرة سألتني إنسانة غير محجبة إطلاقاً عندهم شعرة من رسول الله و أخذها أقرباؤها هل تقيم عليهم دعوى ؟ قبل أن تبحثي عن شعرة رسول الله تحجبي:
﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (177) ﴾
إيماناً يحمله على طاعته:
﴿ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾
إيماناً يمنعه أن يؤذي نملة:
(( دخلت امرأة في هرة حبستها..))
فما قولكم بما فوق الهرة ؟ أمم تُقتل، مليون قتيل في العراق، مليون معاق، خمسة ملايين مشرد.
محبة الإنسان لله تعالى تُترجم إلى إنفاق المال في سبيله :
﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾
غير الزكاة، آتى المال على حبه، هو يحب المال و قد أنفقه، أو لأنه يحب الله عز وجل، محبته لله ترجمت إلى إنفاق المال:
﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ﴾
الزكاة شيء و آتى المال على حبه شيء آخر:
﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) ﴾
جوانب البر :
بالبر هناك جانب عقدي:
﴿ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾
هناك جانب عبادي:
﴿ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ﴾
هناك جانب خيري:
﴿ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ﴾
هناك جانب أخلاقي:
﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا﴾
البر الذي تستحق به رضوان الله فيه جانب عقدي، جانب عبادي، جانب خيري، جانب أخلاقي، قال:
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) ﴾
الدعاء :
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.