وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 43 - العبثية .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

لا عبثية في الوجود وكل يجري في أمر مستقر:

 أيها الأخوة, العبثية تتناقض مع وجود الله، إما أن تؤمن بالعبثية وقد قال الله عز وجل:

﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً

 -غني وفقير، يأتي الموت ينهي كل شيء ولا شيء بعد الموت, فإما أن تكون غنياً فأنت أسعد الناس وإما أن تكون فقيراً فأنت أشقى الأشقياء، قوي وضعيف, القوي الحق معه كل ما يقوله يصدقه جميع الناس, والضعيف مهما كان على حق فهو على باطل, وتنتهي الحياة ولا شيء بعد الموت، ذكي جداً وغبي، الذكي يصل إلى كل أهدافه بيسر وذاك يكسب أعداء كل يوم، وسيم وذميم .
 إما أن تؤمن أن لهذا الكون إلهاً عظيماً حكيماً عادلاً رحيماً أو أن تؤمن بالعبثية, والله عز وجل نفى العبثية بآية صريحة، قال تعالى-:

أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾

[ سورة المؤمنون الآية: 115]

 أي لا تحاسبون:

﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾

[الآية: 36-40 سورة القيامة ]

 الآية اليوم أيها الأخوة أيضاً تنفي العبثية، قال تعالى:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ

 -أي سيئة؟ سيئة في كسب المال، سيئة في علاقة، سيئة في إسراف، سيئة في تبذير، سيئة في غطرسة, سيئة في كبر، سيئة في ظلم، أي سيئة، أي عمل خلاف الحق فهو سيء-:

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

 -هناك من يعتقد واهماً أن الدنيا كلها مع القوي، هكذا، مع الغني مع الذكي، لا الذي يعمل السيئات لن يفلح في الدنيا والذي يعمل الصالحات سوف يكرمه الله في الدنيا والآخرة، حينما تنفي عن الله الظلم والعبثية تكون قد اهتديت إلى الله لذلك في موجة يأس عند الناس أنه هذا القوي فعل ما يريد، كل شيء أراده فعله وأنهى كل شيء والعالم كله معه أين الله؟ طبعاً هذا امتحان صعب، امتحان صعب جداً وضعاف المؤمنين سقطوا ويئسوا ورأوا أن الأمر ليس بيد الله بل بيد زيد أو عبيد هكذا، طبعاً هذا الكلام لا يصرحون به أما أعماقهم هكذا، هذا من أصعب الامتحانات التي ابتلى الله المسلمين اليوم أنه يقوي الكافر إلى أن يفعل ما يريد ويتحدى كل الخلق حتى يقول ضعيف الإيمان أين الله؟.
 على كل هذه الآية وحدها والله الذي لا إله إلا هو لو لم يكن في كتاب الله آية غيرها لكفت-:

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

 -في الآخرة كلام قطعي صح، الآية تؤكد ولا في الدنيا-:

سَوَاءً مَحْيَاهُمْ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 حياته .

اثنان لا يستويان محسن ومسيء:

 أخ من أخوانا كان في أمريكا بوفد ركبت إلى جانبه امرأة بعد أن جلس إلى جانبها بدأت تحدثه عن المرأة المسلمة كيف مظلومة وشقية، شيء غير معقول، سكت بعد حين ذكرت زوجها بسوء وصفته بأنه خنزير وبأنه يخونها، ذكرت أولادها بسوء، ذكرت أباها بسوء دون أن تشعر, نطقت بالشقاء الذي يعيشه الإنسان الغربي, بينما في بلادنا -والحمد لله- الأب أب لا يزال الأب أب والابن ابن والزوجة زوجة، لا يزال في انضباط ولو كان بحده الأدنى ولكن في انضباط في تماسك أسري هذا ابنك، أما يموت إنسان في لندن بأيام البرد الشديدة ستة أشهر طبعاً أعلى طابق طابقه, والوقت برد شديد ستة أشهر وهو ميت وله خمسة أولاد في لندن ما يخطر في بال واحد أن يزور أباه إلى أن فاحت الرائحة واقتحموا الشقة:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 نأخذ أمثلة: شاب نشأ في طاعة الله, يغض بصره, يحفظ فرجه من المعصية, يسعى لإرضاء الله عز وجل, يؤدي صلواته, يؤدي عباداته, ينفق من ماله, يدعو إلى الله, يدل الناس على الله، وإنسان آخر شاب متفلت, زير نساء, سخيف, كلامه بذيء, شهواني, أناني, يعني إذا يتساوى هذا الشاب مع هذا الشاب في الدنيا قبل الآخر هذا يتناقض مع وجود الله، إله عظيم فأنت حينما تكون محسناً مع الإيمان يجب أن تطمئن إلى عدالة الله .
 أحياناً أجد شاباً لا يملك شيئاً إطلاقاً إلا استقامته، إلا إخلاصه لله، أقول له: لا تخف وفعلاً الله عز وجل ييسر له عملاً وزواجاً وبيتاً في علم الغيب ولا ينسى من فضله أحداً، وتجد إنساناً آخراً غارقاً في النعيم من أشقى الناس:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 تاجر يخاف الله عز وجل, يخشى أن يأكل المال الحرام, يتواضع لعباد الله, لا يغش المسلمين, يرحمهم يعطيهم سعر معقول، هذا ممكن يتعامل كتاجر يكذب عليهم ويحتال عليهم ويغشهم؟ أن يتساوى هذا مع هذا هذا يتناقض مع وجود الله:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 امرأة تحرص على إرضاء زوجها, تخدم أولادها, ترعاهم, همها مستقبلهم, لا تنظر إلى غير زوجها, عفيفة طاهرة محجبة، وامرأة أخرى لا ترد يد لامس, قد تخون زوجها، أن يستوي هذا مع هذا في الدنيا هذا يتناقض مع وجود الله:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 في كل امرأة مؤمنة طاهرة همها زوجها وأولادها تسعى لإرضاء الله عز وجل قلامة ظفرها تساوي مليون رجل عند الله، هكذا سمعت قبل أيام امرأة ذاهبة إلى المسجد صدمتها سيارة من شدة رحمتها بالسائق قالت له: أنت امشي حتى لا يعاقبوك, ماتت بعد يومين مؤدية زكاة مالها دافعة الصدقات, لا يوجد شيء ما فعلته, وفضلاً عن كل ذلك, رحمت هذا الذي سبب بموتها, قالت له: اذهب أنا حقي أسقطته ثم توفاها الله، تجد في نساء صالحات، في نساء شريرات، في نساء همهم إرضاء زوجاتهم، في نساء همهم عرض مفاتنهم على الغير، ممكن هذه تتساوى مع هذه؟.
 لا شاب مؤمن مع شاب غير مؤمن, ولا امرأة مؤمنة مع امرأة غير مؤمنة، ولا تاجر مؤمن مع تاجر غير مؤمن، ولا صاحب مطعم مؤمن لا يبيع الخمر ولو جاءه أضعاف مضاعفة وصاحب مطعم آخر يبيع الخمر ويروج له، إنسان عنده ملهى وإنسان عنده متجر يستويان عند الله، الأول يفسد الشباب والآخر يطعم الناس طعاماً طيباً بسعر معتدل، المواجهة بين الخير والشر لا تنتهي لكن بشكل مختصر مستحيل على عدل الله عز وجل أن يستوي عنده المسيء مع المحسن أبداً، فإذا كنت محسناً فاطمئن لك مستقبل ولن تضام في الدنيا ولن يأتيك من الله ما تكره أكبر ضمانة أن تكون محسناً، قال تعالى:

﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾

[سورة الأعراف الآية: 196]

﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾

[سورة الأعراف الآية: 56]

 طبيب ما غش مريض بحياته, لا ابتز ماله, ولا كذب عليه، ولا كبر له مرضه، ولا أوهمه، ولا طالبه بتحليل لا يحتاجه, ولا بتخطيط لا يحتاجه، هذا الذي يرحم عباد الله يتواضع لهم, أتريد أن يعامل كما يعامل طبيب؛ يبتز أموال الناس, ويكذب عليهم, ويكبر عليهم مرضهم, وينصحهم بعملية ليسوا بحاجة لها إطلاقاً؟ هذا كهذا، مستحيل، أنت حينما تتوهم أن هذا شاطراً الذي أكل المال الحرام وأنه أذكى من المؤمن الذي يخاف من الله عز وجل فأنت لا تعرف شيئاً، أنا أعد هذا بمنتهى الجهل، منتهى الجهل تستكبر إنساناً فاسقاً جاهلاً لكنه ذكي جمع بيده أموالاً طائلة، وإنسان مستقيم استقامته سببت له الدخل المحدود، كل دخل فيه شبهة ابتعد عنه، خاف الله عز وجل فكان دخله محدوداً لكن الدخل المحدود لإنسان خاف الله هذا وسام شرف:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

سر في الأرض ثم انظر كيف كان عاقبة المحسن والمسيء؟:

 قصة من شدة مصداقيتها وتأثري بها أرويها مرات كثيرة، سلك ممكن أن تأكل منه أموالاً طائلة بشكل غير مشروع يوجد موظف قال لي: أنا لي بهذا السلك أربعين سنة، قال لي: والله ما أكلت قرشاً حراماً واحداً، دخل عليّ مرة سألني عن عمره قال لي: كم تقدر عمري؟ أنا نظرت قلت له: ستون سنة، قال لي: ست وسبعون، قال لي: والله بإمكاني أن أهد هذا الجدار، أحس بنشاط ما بعده نشاط، كأنه شاب، قال لي: أنا خدمت بهذا السلك أربعين سنة ما أكلت قرشاً حراماً ولا آذيت إنساناً، بالسلك نفسه إنسان إذا لم يأذِ مائة شخص في اليوم لا ينام دمر، أي دمرت أسرته ومات بحادث مؤسف قذر وكل شيء يملكه بيع وزوجته ماتت وابنته جنت وابنه مات بحادث، تدمير كامل لأنه كان يومياً يؤذي الناس ، أشياء واضحة تماماً.
 في أي وظيفة، في أي عمل، في الطب، في الهندسة، في التعليم، المستقيم الورع له معاملة والمنحرف المتفلت له معاملة، أن يستوي هذا مع هذا، هذا يتناقض مع وجود الله، إما أن تؤمن بأن لهذا الكون إلهاً عادلاً رحيماً حكيماً أو أن تؤمن بالعبثية، أي قضية بلا ضابط، قضية مزاجية، وأنا أؤكد لكم: أن العالم الآن مؤمن بالعبثية، القوي الذي عنده سلاح فتاك يفرض إرادته على الضعيف والحق معه، والعالم كله يؤيده، والضعيف مهما كان على حق لأنه ضعيف لا حق له، للاضطهاد، فلذلك حينما تؤمن أنه ممكن أن يتساوى هذا مع هذا أما بالعين الظاهر أنه يوجد واضح لكن هذه الدنيا محدودة، حتى في الدنيا الله يتدخل لكن أحياناً يرخي الحبل حتى يمتحن المؤمنين، أكثرهم يسقطون، نحن في امتحان صعب -أيها الأخوة- لا ينجو منه إلا مؤمن كبير إيمانه قوي، المؤمن لا ييأس، المؤمن لا يستخذي، لا يلين، ثقته بالله كبيرة، آماله بالله معقودة، تفاؤله في المستقبل كبير:

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[ سورة الجاثية الآية: 21]

 أنا أقول: هنيئاً لمن يعمل صالحاً، هنيئاً لمن يخاف الله أن يأكل درهماً حراماً، أحد أسباب قوة الكافر ما هي؟ أنه لا يوجد عنده قيود إطلاقاً.
 سمعت قبل يومين عشرة آلاف إنسان ماتوا بالقصف خلال اليومين أو ثلاثة، كلهم مدنيين بريئين، هو لا قيد عنده، ليس عنده شيء يردعه، لذلك ينتصر، أما المؤمن عنده مليون رادع، الإيمان قيد الفتك، أنا أعد ضعف المؤمن أحياناً وسام شرف له، وقوة الكافر المبنية على التجاوز والسحق والبطش هذه وصمة عار بحقه، طبعاً لا يوجد تكافؤ، لذلك هذه الآية يجب أن نتخذها شعاراً لنا.
 أتمنى أن تعلق في كل بيت ليقرأها الإنسان في كل يوم، قبل أن تغش الناس، معقول أن تغش وتربح، لا، تغش وتخسر، معقول تخلص و تخسر هذا مستحيل.
 قال لي أحد أخواننا أحترمه كثيراً قال لي: له معمل يصنع مواداً غذائية للأطفال قال لي: هؤلاء الصغار صغار المسلمين يأخذ من والده عشر ليرات معقول أطعمه بضاعة سيئة، منته مفعولها، زبدة فاسدة مضى على صلاحيتها أشهر؟ أنا أكون أغش المسلمين، قال لي: والله أنتقي أغلى شيء وأفضل شيء فلازم ألا أربح لأن المنافسين ينتقون بضاعة انتهى مفعولها توضع في المعمل لا تكشف, فأكثر المعامل تختار بضائع مضى على صلاحيتها وقت فيربحوا وهؤلاء المنافسون يكفيه شرف أنه أنا يا ربي أنا أطيعك في هؤلاء الصغار الذين لهم آباء، أي أب دخله محدود أعطى ابنه عشر ليرات يجب أن يأكل شيئاً يفيده، ينفعه، شيء نظيف، شيء جيد، هذا هذه نيته، بهذه النية الله يوفقه، قال لي: أنا أربح، نحن نربح بالعناية الإلهية، بالبركة ولكن ليس بالحسابات، بالحسابات لا يوجد ربح، يوجد عناية إلهية، عندما تنوي أن تخدم فقراء المسلمين.
 مرة أخ طرق بابي قال لي: أنا سمعت دروسك في ديتروي قررت أن آتي إلى الشام و أخدم المسلمين، هو يخدم شخصاً كافراً أو يهودياً، كل علمه مسخر لهؤلاء فشعر بوخذ للضمير جاء إلى الشام، طبعاً الحياة هنا أدنى بكثير، يوجد صعوبات عندنا، يوجد شراء بيت وعيادات ورخص وأشياء قال لي: شعر براحة كبيرة أنا اخدم مسلمين، أنا أنوي الذي تعلمته في خدمة المسلمين الفقراء، هذا معقول أن يتعامل كشخص آثر البقاء هناك، آثر العيش بالنعيم، هذه سابقاً بالنعيم الآن لا يوجد نعيم، الآن هناك صعوبات بالغة جداً الله عز وجل ساقها لهؤلاء تنبيهاً لهم، فهذه الآية أخواننا شعار كل مؤمن، ضعها أمامك, إن كنت موظفاً أنت تخدم الناس، تتواضع لهم، تحل مشاكلهم، والثاني يستكبر عليهم، تعال غداً لأتفه سبب أحضر التوقيع الفلاني يستطيع دونه ولكن لا يعمل هذا، تجده يُغلّب المواطن ليلاً نهاراً، هو مرتاح وتكبره يطرده، هذا الموظف يعامل كهذا الموظف؟ مستحيل، إذا صدقت يكون الله غير موجود، الله موجود سوف يؤدب هذا ويكرم هذا، ويوجد على هذا الكلام مليون قصة لكن الكلام واضح، لن يعامل المسيء كالمحسن في أي مجال، المسيء مسيء والمحسن محسن ولكن الله عز وجل ليحقق اختيارنا ...يأتي المحسن يحسن لا يوجد شيء و المسيء يسيء ولا يوجد شيء, كأن الله غير موجود، المسيء يزداد غنى والمحسن يزداد فقر إلى حين، ثم بعد ذلك الله عز وجل يشد الحبل يقع الفاسق في قبضة الله ويلاقي شر عمله، والمحسن يرفعه الله عز وجل، لو يوجد وقت حول هذه الآية يوجد أدلة من الواقع العقل لا يصدقها، محسن الله عز وجل أخذ بيده وجعله بأعلى عليين، سيدنا يوسف كان عبداً عندما قال: إني أخاف الله رب العالمين.
 صار عزيز مصر، وكم من إنسان بأعلى مكان قصمه الله عز وجل؟.

ليس كل ذكي بعاقل إلا إذا عرف الله:

 ملمح آخر بآية:

﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾

[سورة الجاثية الآية: 23]

 أي ذكي ومعه دكتوراه وأضله الله، معناها الذكاء وحده لا قيمة له، الذكاء وحده نوع من القدرات الزائدة أما العقل هو الذي ينجي الإنسان، ما كل ذكي بعاقل، يوجد إنسان باختصاصه متفوق لكنه لا يعرف الله هذا يدمر على أنه عالم أضله الله على علم والإنسان المؤمن لو كان محدوداً لكن بتوفيق الله يفوق المتفوق .

 

تحميل النص

إخفاء الصور