وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 32 - الإيمان قرار داخلي .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

من آمن بالله فكل شيء في الكون يدله عليه :

 أيها الأخوة الكرام ؛ أحياناً يكون في الصورة محور ، وتفاصيلها حبات على هذا المحور ، يجمعها هذا المحور أو هذا الخيط ، أوضح شيء يتبدى بسورة الشعراء ، هناك آية تتكرر ، ذكر الله قصة فرعون وعاد وثمود وإبراهيم وموسى ، عقب كل قصة يقول الله عز وجل :

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الشعراء : 8-9 ]

 ماذا يعني ذلك ؟ يعني ذلك أن الإنسان إذا أراد أن يؤمن ، أو طلب الحقيقة بصدق، أي شيء مهما بدا صغيراً يعرفه بها ، وإذا لم يرد الحقيقة ولم يرد الإيمان ، أكبر شيء لا ينفعه ، ما رأيت مثلاً أوضح لهذه الفكرة من آلة تصوير بدائية جداً ، نحن حينما كنا صغاراً كان هناك آلة ثمنها عشر ليرات ، عبارة عن علبة فقط ، وفيها فتحة ، والفيلم قطعة مستطيلة توضع في قعرها ، والتصوير فتح العدسة فقط لا يوجد سرعة ، ولا يوجد مسافة ، ولا يوجد بؤرة ، كل هذه التعقيدات لم تكن ، الآن يوجد آلات تصوير ثمنها مليون ليرة ، الحديث عنها يطول ، أعظم آلة تصوير من دون فيلم لا قيمة لها ، وأبسط آلة تصوير مع الفيلم تؤدي وظيفة ما ، أي أنت أيها المؤمن لو رأيت البحر كما رآه بني إسرائيل أصبح طريقاً يبساً ، شيء يفوق حدّ الخيال ، اذهب إلى طرطوس أو إلى اللاذقية وأمسك عصا اضرب بها البحر فإذا طريق إلى قبرص مزفت ، شيء يفوق حدّ الخيال ، بنو إسرائيل رأوا هذه الآية ، رأوا عصا أصبحت ثعباناً مبيناً ، قوم صالح رأوا جبلاً ينشق فتظهر منه ناقة ، سيدنا إبراهيم قومه رأوه في النار و هو معافى سليم ، قيل :

﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

[ سورة الأنبياء : 69 ]

 الأقوام السابقون رأوا من المعجزات ما لا يوصف ، ومع ذلك لم يؤمنوا ، أي أكبر آية إن لم ترد الإيمان لا تنفعك ، وأصغر آية بعرة ، البعر يدل على البعير ، والأقدام تدل على المسير ، والماء يدل على الغدير ، أفسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدلان على الحكيم الخبير ؟
 أكبر آية رآها أقوام الأنبياء السابقين ما آمنوا بها ، وأصغر آية يراها المؤمن يؤمن بالله عز وجل ، معنى هذا أن الإيمان قرار تتخذه سابقاً ، أنت تريد الحقيقة ، كل شيء في الكون يدلك عليها ، طعامك : الطفل يولد لتوه ، يوضع على ثدي أمه فيمص الحليب ، من قال لكم إن مص الحليب عملية سهلة ؟ عملية معقدة جداً لابد من أن يضع الطفل شفتيه على حلمة ثدي أمه، ولا بد من أن يحكم الإغلاق ، ولا بد من أن يسحب الهواء ، هذا منعكس معقد جداً موجود مع كل طفل ، ولولا هذا المنعكس لما كانت حياة على سطح الأرض ، هل يستطيع الأب أن يقول لابنه : يا بني ضع فمك على ثدي أمك و أحكم إغلاقه ثم اسحب ؟ لا يوجد قوة تعلمه بهذا الوقت ، لا يوجد قوة في الأرض تعلمه شيئاً ، لكن هذا المنعكس جاهز .
 من يصدق أن هذا الماء إذا بردناه انكمش حجمه ، شأنه شأن أي عنصر في الأرض، إلا إذا وصلت الحرارة إلى زائد أربع درجات تنعكس الآية فكلما بردته يزداد حجمه ، و لولا هذه الظاهرة لما كنا على سطح الأرض ، لا نحتاج نحن إلى خرق للعادات ، لا نحتاج إلى معجزات ، الكون بحد ذاته معجزة ، طعامك معجزة ، عينك معجزة ، عينك فيها مئة و ثلاثون مليون عصي و مخروط ، يوجد عشر طبقات في شبكية العين ، عينك ترى الكرة في الملعب تتنقل من مكان إلى مكان ، و أبسط مبادئ الضوء العدسة لها محرق ثابت فإذا ابتعد الجسم أمام العدسة ضاع خياله على المحرق ، إذاً كيف تبقى الكرة في الشبكية دائماً برؤية مركزة ؟ هذا الجسم البلوري مرن يزداد تحدبه و ينقص ، شيء العقل لا يصدقه ، العين :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾

[ سورة البلد : 8 ]

 الشم ، عشرون مليون نهاية عصبية للشم ، كل نهاية تنتهي بسبعة أهداب ، وكل هدب مغموس بمادة مخاطية ، المادة المخاطية تتفاعل مع الرائحة يتشكل شكل هندسي ، يشحن إلى الدماغ أمامه قائمة تزيد عن عشرة آلاف رائحة ، تمرر هذا الشكل على كل هذه البنود أينما تطابق الشكل مع الشكل عرفت نوع الرائحة ، ما قولك ؟ هذا الشم .
 لكل شعرة وريد وشريان وعصب وعضلة وغدة دهنية وغدة صبغية ، ثلاثمئة ألف شعرة ، لا نريد نحن معجزات ، لا نحتاج إلى أن نرى العصا أصبحت ثعباناً ، ولا أن نرى البحر أصبح طريقاً يبساً ، ولا أن نرى جبلاً انشق عن ناقة ، ولا أن نرى إنساناً أحرقناه فلم يحترق ، لا نحتاج إلى هذا نحن ، الكون بوضعه الراهن هو المعجزة ، فأنت حينما تريد أن تؤمن كل شيء في الكون يدلك على الله ، و إن أعرضت عن الإيمان لو رأيت كل المعجزات لا تؤمن ، قد تكون آلتك أغلى آلة في الأرض ، سعرها مليون ليرة ، ما قيمة هذه الدقة وهذه الرؤية ولا يوجد فيلم ؟ وقد تكون آلتك أصغر آلة ، ولكن يوجد بها فيلم تنفعك ، فالسورة كل هذا محورها :

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الشعراء : 8-9 ]

 إذاً الإيمان قرار داخلي نتخذه ، إذا اتخذناه كل شيء في الكون يدلنا على الله ، و إن لم نتخذ هذا القرار لو رأينا الأموات قد عادوا إلينا ، وأخبرونا لا ننتفع ، لو رأينا إنساناً يصعد في السماء لا ننتفع ، كل هذه المظاهر لا تنفعنا شيئاً .

 

القلب السليم أكبر رأسمال للإنسان :

 أيها الأخوة ؛ هناك في هذه الآية ملمح دقيق ، قال :

﴿ يَوْمِ﴾

[ سورة الشعراء : 38 ]

 هذا اليوم الصعب :

﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾

[ سورة المدثر : 8-9 ]

﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾

[ سورة الإنسان : 27 ]

 هذا اليوم قال :

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴾

[ سورة الشعراء : 88 ]

 يقول لك : فلان حجمه المالي أربعة آلاف مليون لا ينفعه ، فلان يحتل أعلى مركز ، فلان عندة أربعة عشر ولداً ، كلهم أطباء ومهندسون :

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[ سورة الشعراء : 88-89]

 أي أكبر رأسمال لك قلب سليم ، ما القلب السليم ؟ القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله ، لا يشتهي إلا الحق ، لا يشتهي إلا الحلال ، لا يشتهي الحرام ، لا يتمنى أن يكون كأكابر الأغنياء ، إذا كان مالهم حراماً ، لا يشتهي شهوة لا ترضي الله أو خلاف منهج الله أولاً .
 ثانياً : لا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله ، إله تكلم ، إله قال لك :

﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾

[ سورة النحل : 34]

 يوجد دواء يطيل العمر ؟ غير صحيح ، أنت قبلت خبراً يتناقض مع وحي الله ، تقرأ مقالة ، تقرأ بحثاً علمياً ، تستمع إلى محاضرة ، ما دامت تتناقض مع وحي الله يجب أن تركلها بقدمك ، لأن الله هو الخبير .
 ثالثاً : ألا تحكم غير شرع الله ، أنا غير معقول ، انظر أحياناً التاجر إذا كانت القضية تحل عند المشايخ نحن نريد الشرع سيدي - التلبسة - إذا كانت تنحل بالمحاكم ، أخي نحن بلد يوجد به قوانين ، لنرى ما رأي القانون بالموضوع ، بيت مثلاً قبل قانون الإيجار الجديد ، بيت مستأجر من قبل موظف بالقانون لا يحل ألجأ إلى المشايخ ، أما قضية الشرع يحرمها أي الشرع يعطي المرأة مهرها تقيم دعوى وهي امرأة تدّعي أنها مسلمة ، وتضع حجاباً شرعياً ، تقيم دعوى عند قاض أميركي حتى يحكم لها بنصف أملاك زوجها ، أليس كذلك ؟ حالات كثيرة جداً ، حينما نحتكم لغير شرع الله قلبنا غير سليم ، القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، ولا يقبل خبراً يتناقض مع وحي الله ، ولا يحكم غير شرع الله ، ولا يعبد إلا الله ، هذا القلب السليم :

﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[ سورة الشعراء : 88-89]

اللغة حاجز كبير جداً بين الأمم :

 آخر ملمح :

﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 198]

 لو أنه قرآن عربي نزل على قوم فرس ، هل يفهمون منه كلمة ؟ ولا كلمة ، ولا حرف، مرة كنت بإيران بطهران ، تمنيت أن أشرب ماء من محل يبيع عصيراً لم أدع طريقة قلت له : water ، لم يفهم ، ماء لم يفهم ، واقف أمامي شخص فهم فقال لي : قل له : آب ، إذا اللغة متغيرة لا يوجد طريقة أبداً ، لو أنزل هذا القرآن على الأعجميين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ، لا يفهمون شيئاً .
 أحياناً تسافر إلى بلد مثلاً لغته بعيدة عن لغتك ، لا تفهم شيئاً ، لا تفهم ولا كلمة ، ولا حرف ، قال : ذهب شخص إلى تركيا ، هذا شام شريف قدسوه جداً ، ولكنه لا يعلم شيئاً بالدين هو ، ولا يحفظ أية آية فغنى لهم أغنية ، حسبوا أنها قرآناً فبكوا وتأثروا ، أي موضوع اللغة حاجز كبير جداً ، هو غنّى فحسبوه قرآناً ، قال :

﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ * فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 198-199]

العاقل يحكمه البيان :

 الآن دقق :

﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 200]

 المجرم لا يفقه شيئاً من القرآن لأن قلبه مغلف بالشهوات ، لأن القرآن عمى عليهم ، لأن القرآن لا يزيدهم إلا ضلالاً ، لذلك الآية الكريمة :

﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾

[ سورة الواقعة : 79]

 من معانيها العميقة ما لم تكن طاهر النفس ، مستقيماً ، صادقاً ، لا تفهم معاني القرآن :

﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾

[ سورة الشعراء : 201]

 النقطة هذه أحب أن أقف عندها قليلاً ، ذكرت مرة مثلاً شخصاً مسافراً إلى حمص في أيام الشتاء الباردة ، إدارة المرور راقية جداً كتبت لوحة بأول طريق حمص أن الطريق مغلق في النبك بسبب تراكم الثلوج ، لو مرّ مليون شخص عاقل أين يتوقف ؟ عند اللوحة ويرجع ، لو أن دابة تمشي أين تقف ؟ عند الثلج ، فانظر الإنسان كلما كان له عقل نامٍ يحكمه البيان ، كل شخص ليس عنده عقل يحكمه الواقع ، شخص يدخن متى يدع التدخين ؟ حين يصاب بسرطان الرئة ، أما العاقل قرأ مقالة سأل الحكم الشرعي فترك التدخين ، فأنت يحكمك الواقع أم البيان ؟ القضية دقيقة جداً ، إذا حكمك البيان فأنت عاقل ، إذا حكمك الواقع يقول لك : أنا واقعي ، خير إن شاء الله ، ما معنى واقعي ؟ أي إذا وصلت إلى الطريق المسدود تتعظ ، انتهى الأمر ، شخص قتل قتيلاً حكم عليه بالإعدام ، استأنف الحكم صُدق الحكم بمحكمة النقض ، رئيس الجمهورية صدق الحكم سيق إلى المشنقة ، أين وصل ؟ لطريق مسدود ، يحب أن يبكي ، يحب أن يضحك ، يحب أن يسترحم ، جميعهم مثل بعضهم .
 طبعاً إذا أنت وصلت إلى طريق مسدود ستكون عالماً بكل شيء ولكن بعد فوات الأوان ، إذا مشيت بطريق مسدود ولم تحكم عقلك ، ولا اتبعت البيان الإلهي ، معنى هذا أن الواقع هو الذي حكمك ، لا يوجد أي حل عند ذلك ، إذاً هؤلاء الذين عطلوا عقولهم لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ، ما الذي حكمهم ؟ العذاب ، لكن ما الذي يحكم العاقل ؟ يحكمه الإنذار.

 

على الإنسان أن يبدأ بالأقربين عند دعوته إلى الله :

 آخر فكرة : سيدنا رسول الله أُمر قال له :

﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 214]

 لماذا ينبغي أن تبدأ بأقربائك ؟ شخص يمشي في الطريق أمسكه تعال إلى جامع النابلسي ، يخاف ، يقول لك : لا أريد أن أذهب ، يوجد حاجز بينك و بينه ، أما أخوك فلا يوجد حاجز بينكم ، هو واثق منك ، أخوك ، ابن عمك ، ابنك ، قريبك ، لا يوجد حاجز ، فأنت مع الأقربين يوجد ميزة كبيرة أنه لا يوجد خوف منك ، هو واثق بك ، أي استغل هذه الناحية ، قد تكون أنت رئيس شركة ، عندك موظفون يحبونك ، وأنت تُؤمّن لهم دخلاً جيداً ، استغل أن هذا قريب منك ، لك أقرباء ، لك بنات أخ ، لك بنات أخت ، النبي الكريم أُمر قال له :

﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 214-215]

 ينبغي أن تتواضع لمن تعلم ، و أن تتواضع لمن تتعلم منه ، تواضع من الطرفين ، شخص سأل سؤالاً قد يكون سخيفاً جداً ينبغي أن تأخذه بجدية ، و أن تجيب عليه ، هذا من باب التواضع ، المفروض الإنسان يبدأ بأقربائه :

﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾

[ سورة الشعراء : 214]

 لأنه لا يوجد حواجز ، لكن مع الغريب يوجد حواجز ، الغريب يخاف ، هذه الآية دقيقة جداً .

 

تحميل النص

إخفاء الصور