وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 24 - تصديق وعد الله ووعيده .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

تصديق وعد الله ووعيده .

 أيها الأخوة ؛ في سورة النحل في أول آية منها قوله تعالى :

﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾

[سورة النحل الآية:1]

 أتى فعل ماضي ، أتى وانتهى .

﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾

[سورة النحل الآية:1]

 لم يأتِ ، أتى في الكلمة الأولى ، وفي الكلمة الثانية لم يأتِ .

﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾

[سورة النحل الآية:1]

 استنبط علماء التفسير أنه ينبغي أن تأخذ وعيد الله وكأنه وقع لشدة مصداقيته ، ولأنه وعيد الله والأمر كله بيد الله ، أنت قد تتوعد ولا تستطيع أن تنفذ ما تتوعد به ، تأتي ظروف صعبة تكون في مركز قوي تزاح عن هذا المركز لم تستطيع أن تنفذ توعدك لإنسان ، أنت حينما تؤمن بقدرة الله عز وجل وبأن الأمر كله بيده ، وبأن مقاليد السماوات والأرض بيده ، وبأنه إله في السماء ، وإله في الأرض ، وبأنه فعال لما يريد ، حينما توقن ويوعد الله وعيداً تأخذه وكأنه وقع ، هذا حال المؤمن .
 قبل أيام مر بنا :

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾

[سورة الأنعام الآية:115]

الآيات القرآنية إما خبر أو أمر .

 من ألمع تفسيرات هذه الآية أن الله عز وجل في هذا الكتاب في قرآنه الكريم في الذكر الحكيم ، كل هذه الآيات لا تزيد عن نوعين إما أنه يخبرك ، وإما أنه يأمرك ، ففي أمره عدل وفي إخباره صدق .

﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾

[سورة الأنعام الآية:115]

 الآن إذا أخبرك قال :

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾

[سورة الفيل الآية:1]

 من رأى منكم هذا الحادث ؟ ولا واحد .

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾

[سورة الفجر الآية:6]

 أنت لم تر ، ونحن جميعاً لم نر ، ولكن لأنه إخبار الله عز وجل ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه ، وعيد الله ينبغي أن تأخذه وكأنه وقع ، وإخبار الله ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه ، هكذا ينبغي أن يكون المؤمن ، لكن بالواقع ليس كذلك .
 يمكن بفترة الثمانينات صدر قرار عن وزير الداخلية ، مركبة لا يتطابق رقم محركها مع رخصتها لا تحجز تصادر نهائياً ! وأكثر السيارات العامة لها محركان ، ونص هؤلاء أصحاب السيارات واضعون المحرك لا يتطابق رقمه مع المحرك ، والله خلال أسبوع رأيت العجب العجاب كان أحدهم يرسل صديقاً يمشي أمامه واتفق معه إذا كان هناك دورية أشعل الوميض حتى يرجع ، أحدهم نقلها في الساعة الثامنة ليلاً لتبديل المحرك ، أحدهم وضعها على سيارة ثانية ، وكأنها معطوبة ، أنا عجبت لما رأيت من تصديق شديد لهذا القرار ، مركبة ثمنها مليونين أو ثلاثة تذهب نهائياً ، ليس له حق باسترجاعها وقد صودرت هذه السيارات فلاحظ تعامل المواطن مع إنسان قوي وكلامه واضح .
 مرة الإمام الغزالي قال :
 يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها ، أكلة محببة جداً لكن يتفاقم فيها مرض المريض ، لاشك أنك تمتنعين .
 أيكون الطبيب عندك أصدق من الله ؟ إذاً فأنت كافرة !
 أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً فأنت جاهلة !
 الأولى : فما أكفرك .
 الثانية : فما أجهلك .
 كلام واضح طبيب قال لك : هذا الطعام يرفع الضغط عندك ، والضغط هو القاتل الصامت ، لا عرض له ، قد يكون اثنا عشر أو ثمانية عشر في الأعم الأغلب لا أعراض له ، بعض الحالات لها أعراض لكن قد يكون بأعلى درجة وأنت لا تشعر ، الضغط قد يفجر شرايين الدماغ خثرة بالدماغ ، الضغط قد يسبب جلطة في القلب ، لو أن الطبيب قال لك : هذا الطعام إياك أن تأكله قال :
 يا نفس لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لاشك أنك تمتنعين أيكون الطبيب أصدق عندك من الله فما أكفرك أيكون وعيد الطبيب أشد من وعيد الله إذاً فما أجهلك .
 فكل من يعصي الله عز وجل موسوم بالكفر والجهل ، لكن بكفر دون كفر ، هناك كفر يخرجه من الملة ، شواهد كثيرة : أحياناً تقرأ تصريح لوزير اقتصاد بالجريدة ، في اليوم الثاني تهبط أسعار السيارات كل سيارة مائتين ألف ، بأربع كلمات مطبوعة بجريدة يومية .
 في وقت ما منع تحويل العملة إلى الخارج حدثني أخ في الاقتصاد قال : ألفين مستورد انسحبوا من الاستيراد ، لأن الثمن عشرين سنة سجن ! يعني أنهم صدقوا ، أخ عنده معمل سمع تصريح أن عام ثلاثة وثمانين نهاية القطاع الخاص باع آلاته ، يعني أنه صدق ، تأتي بالقرآن لا أحد يصدق ، كلام الخالق كلام من بيده الأمر ، كم هناك من مؤامرات ؟ كيف أن العالم الإسلامي يواجه حرب عالمية ثالثة معلنة ضد الإسلام ؟ لاشك شيء واضح عندما يقول الله عز وجل :

﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

[سورة آل عمران الآية:120]

 أنت معك طريق لو سلكته تعطل كل ما يفعله أعداء المسلمين .

﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

[سورة آل عمران الآية:120]

 عندما يقول الله :

﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾

[سورة الزلزلة الآية:7]

 مثقال ذرة .

﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾

[سورة الزلزلة الآية:8]

 والمسلم يغش المسلمين ! هو يرى أن هذا المال أكبر عنده من طاعة الله ، ويوجد وعيد لله عز وجل ، الشيء العجيب ، الأمر واضح ، والنهي واضح ، والوعد واضح ، والوعيد واضح ، ومع ذلك معظم المسلمين لا يأخذون لا بالوعد ولا بالوعيد ، بالتعبير العامي ليسوا قابضين هذا الكلام ، يوجد تلبسة ! يقرأ القرآن ويقبله خمسة أو ستة وجوه ، ويضعه على رأسه ، ويعلقه بسيارته ، ويكتب آيات في محله التجاري ، يتبارك به ، يقدسه ، كله جيد ، لكنه لا يطبقه ، لا يعمل به .
 مرة كنت أمشي في سوق تجاري فخرج أخ من محل ودعاني إلى زيارة المحل ، جلست قليلاً ، وكان الهدف يسألني سؤال فتوى قال : جاءني خاطب لابنتي جيد وسيم وبيته جيد صاحب معمل وعنده مركبة قال كل الشروط جيدة إلا أن دينه رقيق ما قولك ؟ قلت له : هل تقرأ القرآن ؟ قال : طبعاً أعوذ بالله ، أنت حينما تقرأ القرآن ماذا تقول بعد قراءته ؟ قال أقول: صدق الله العظيم ، قلت له : اسمع ما يقوله الله ! ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبك ، قال : شكراً ، ثم علمت أنه زوجه ! لم يقبض كلام الله عز وجل ، وبقي الزواج سبعة عشر يوماً وطلقت ابنته ! الشاب سيئ جداً ، كلام دقيق من القلب إلى القلب ، من يقبض كلام الله ؟ والله تسعين بالمائة من المسلمين لا يقبضون كلام الله ، يقرءونه كل يوم .

الثقة بأن النصر والرزق من عند الله

 لكن :

﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ﴾

[سورة البقرة الآية:212]

 يرى الرزق بالغش والكذب والاحتيال والإعلام الفاضح ، هذا الطبيب ، فكلمة دقيقة ، إذا لم تقبض كلام الله ، إن لم تراه حاسماً ، وإن لم تأخذ كلام الله وكأنه وقع ، وإن لم تأخذ خبر الله وكأنك تراه ، أنت لست مؤمن ، هذا كلام خالق الكون .
 مثلاً :

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾

[سورة الأنفال الآية:10]

 من مصدق لهذا الكلام ؟ النصر أن تكون على علاقة طيبة مع هذه القوة الكبيرة ، النصر أن تملك هذا السلاح الفتاك ، النصر أن تقمع ، يتوهم بعضهم للنصر أسباباً تتناقض مع هذه الآية .

﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾

[سورة الأنفال الآية:10]

 من منا يصدق :

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾

[سورة الطلاق الآية:2]

 أحياناً يوضع الإنسان بظرف صعب جداً في أشد الحاجة إلى المال ، والمال من طريق مشبوه ، يقول : ماذا أفعل ؟ عندي أولاد وهذه بلوى عامة يا أخي ، الناس كلها هكذا تفعل ؟ يقول لك : ضع رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس ، يخترع دين لحاله ، لما قال الله عز وجل

﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾

[سورة البقرة الآية:212]

 يرى الرزق في أن يكذب ويغش وأن تكون له علاقة طيبة مع هذه الجهة ، كم من مسلم يفعل المحرمات من أجل الرزق ؟ يعني أنه لم يصدق أن الله هو الرزاق .

﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾

[سورة هود الآية:6]

 فحينما تؤمن أن أجلك ورزقك بيد الله عز وجل تأخذ مواقف أخرى ، تصبح شجاع وليس جبان ، تصبح جريء وليس منافق ، من أين يأتي النفاق ؟ من الخوف ، من أين يأتي القلق ؟ من الشعور بأن هذا المرض مميت ، المرض لا يميت .
 مرة أحد إخواننا قال : أنا كنت في حي من أحياء دمشق القديمة في بيت كل ابن له غرفة قال : بالغرفة المجاورة امرأة عمي ، زوجة عمي ، الأطباء عالجوها فقالوا ، أنها ستموت بعد ساعات وقال : اكتبوا النعوة ، قال : زارتني في بيتي الذي اشتريته بعد خمس وأربعون سنة ! من يصدق الأجل بيد الله عز وجل ؟
 فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر
 تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
 من منا يصدق إنسان بأي لحظة يخطف ؟ قبل أسبوعين أو ثلاثة لي صديق لا يشكو شيئاً ويعمل محامي ، وكان بقصر العدل وأمضى يومه كله بقصر العدل مساء كان بدعوة وتناول طعام العشاء ، في اليوم التالي الساعة التاسعة شكى ألماً في صدره ما هي إلا ثوان معدودات حتى أصبح ميتاً ! وفي مقتبل حياته ، من منا يصدق أنه من عدّ غداً من أجله فقط أساء صحبة الموت .
 إخواننا بهذا اللقاء دعوة ، خذ موقف واضح ، هذا القرآن إما كلام الله أو ليس كلام الله، إذا كلام الله وأنت تخالف صريح آياته ، لا تأخذ بصريح وعده فيوجد خلل كبير بإيمانك ، خلل كبير جداً ، ولو صليت وصمت وزعمت أنك مسلم ، هذا منهج كامل ، من يصدق قوله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾

[سورة النساء الآية:1]

 يروى أنه أعرابياً جاء النبي وقال له : عظني ولا تطل قال له : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره قال : كفيت .
(ورد في الأثر)
 انتهى ! ستة مائة صفحة ومطبوع بأِشرطة ومفسر وكتب والمكتبة الإسلامية فيها ملايين الكتب ومحاضرات ومؤتمرات والإسلام غير مطبق ،
 هذا البدوي قال له : كفيت فقال النبي الكريم : فقه الرجل .
 اكتفى بآية ، تعامل بصدق مع القرآن .

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾

[سورة النحل الآية:97]

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾

[سورة طه الآية:124]

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾

[سورة النساء الآية:77]

 ينصحك ، كل حجمك المالي ، وكل ما عندك منوط بدقات القلب ، اشترى بيت بالميسات بالطابق الأخير شقتين بلاطة مكسي ، خرّبه كله مذوق جداً ، أعاده على الهيكل وخلال سنتين والبناء لم يكن فيها مصعد ، كان يصعد الدرج اثنا عشر طابق ليتابع الأمور ، بعدما انتهت الكسوة التي لا تصدق لجمالها وذوقها وافته المنية ، أحد إخواننا عمّر بناء بأحد مصايف دمشق في بيت أجمل بيت أول فني له إطلالة جميلة ومساحته ثلاثمائة متر ، مرة أطلعني عليه شيء جميل جداً ، المطبخ ، الصالونات ، قال للذي أنشأ هذا البناء لم يبقى سوى المنظم وفقك الله ، أنا الخميس قادم ليسكن فيه لأول مرة قال : أمنت المنظم لم يأت الخميس سألت عنه ، قال : أعطوك عمره! لم يدخل له بعد ، هذه كلها قصص واقعية ، وليس معناها أن لا تسكن بالبيت ، لا اسكن بالبيت ، لكن الموت ينبغي ألا يغادر ذهنك لأي لحظة هيئ نفسك ، الموت يأتي بغتة ، والقبر صندوق العمل .
 فلذلك عندما الإنسان يقرأ القرآن يكون جريء مع نفسه وصادق ، أنا قابض هذا الكلام .

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

[سورة الإسراء الآية:9]

 هذا الكلام أنا مصدقه .

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾

[سورة طه الآية:123]

﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

[سورة البقرة الآية:38]

 إذا قرأت آية هل عندك إحساس قوي أن هذه الآية حق ؟ وأنك إذا فعلت ما أمرك الله به نجوت ؟ وإن لم تفعل هلكت ؟ هذا الإيمان ، هذا معنى قوله تعالى :

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾

[سورة التحريم الآية:6]

القلب السليم

 أما إذا لم يكن هناك مصداقية ، لذلك الله عز وجل قال :

﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾

[سورة الشعراء الآية:88-89]

 القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله ، وسلم من تصديق خبر يتناقض مع وحي الله ، إذا قال لك : يوجد دواء يطيل العمر والله ممتاز ما هذا العلم يا أخي ؟ لكن هذا خلاف القرآن هو غير منتبه ، خالف آية صريحة :

﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾

[سورة النحل الآية:61]

 القلب السليم هو القلب الذي سلم من تحيكم غير شرع الله ، كم من امرأة مسلمة في بلاد الغرب ترفع أمرها إلى قاضي غير مسلماً لتأخذ نصف أملاك زوجها ؟ خلاف الشرع ، هذه ليست مسلمة ، لأنها حكمت غير شرع الله ، والقلب السليم هو القلب الذي سلم من عبادة غير الله ، فإذا يوجد من يراجع حساباته لا تجامل نفسك اقصو على نفسك قدر المستطاع ، هذا كلام الله عز وجل ، وهذا منهج الإنسان والحل المتين والصراط المستقيم .
 يوجد نقطة دقيقة: قانون السقوط معروف ، إذا إنسان نزل من طائرة ورفض فتح المظلة على أساس أنه غير مصدق القانون ، نزل عادي واقف لا داعي للمظلة ، وعدم تصديقه للقانون هل يوقف مفعوله؟ أنت إن لم تصدق بشيء لا تعطل هذا الشيء ، هذا القانون نافذ ولو كذبته ، هل الفكرة واضحة ، فإذا أنت لم تحترم قانون السقوط ولم تفتح المظلة باعتقادك أن قانون السقوط هو دجل تنزل ميت فوراً ، أنت لما كذبت القانون لم تستطع أن تعطله ، القانون نافذ ولو كذبته ولو سخرت منه ، فأنت لو كذبت لكن قوانين ربنا نافذة ، هذه نقطة دقيقة ، فأرجو الله سبحناه وتعالى أن يكون هذا الكلام حاثّاً لنا أن نتأمل كلام الله ونأخذ به وكأنك ترى رأي العين وعيد الله ، وكأنك ترى رأي العين خبر الله .

 

تحميل النص

إخفاء الصور