وضع داكن
20-04-2024
Logo
موضوعات قرآنية - الدرس : 07 - مقاييس الفوز1.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد له رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

مقاييس الفوز في القرآن الكريم:

 أيها الأخوة, النفس الإنسانية تحب الفوز، تحب النجاح، تحب الفلاح، تحب التفوق، تحب أن تتميز، هذه فطرة في الإنسان، وهذه جبلة فيه، و لكن ما هي مقاييس الفوز؟ ما منا واحد إلا و في أعماقه مقاييس للفوز، الذي يبتغي المال إذا أحرزه يشعر بالتفوق، يشعر بالنجاح ، يشعر أنه متميز، يشعر أنه حقق مراده في الدنيا، الذي يبتغي اللذائذ حينما ينغمس فيها حلالاً كانت أو حراماً يشعر بنشوة، فنحن هنا نريد أن نرى ما هي مقاييس التفوق عند الله ؟ ما هي مقاييس الفوز؟ ما هي مقاييس النجاح؟ ما هي مقاييس الفلاح؟ .
 فكل بطولة المؤمن أن تأتي مقاييسه مطابقة لمقاييس القرآن، أحياناً تنتصر دولة عظمى، كل من في العالم يظن أن هذا هو الفوز، أحياناً يُحصل الإنسان ثروة طائلة ينعم برغد العيش يظن الناس أنه قد فاز، أحياناً يتسلم الإنسان منصباً رفيعاً أي له مكانة و له عز وله سلطان، وله قدرة على أن يفعل ما يريد يتوهم أن هذا فوزاً، لكن من هو المؤمن؟ هو الذي تطابقت مقاييس الفوز عنده على مقاييس القرآن، لو قرأنا القرآن ما المقاييس في القرآن للفوز؟ قال تعالى:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

[ سورة آل عمران الآية: 185]

 فكلما اجتهدنا في الإيمان واجتهدنا في معرفة الله تأتي مقاييس الفوز عندنا مطابقة لمقاييس القرآن فأنت لا تعبأ بالدنيا ولا تعبأ بأهلها، لا تزدريهم, لكن لا تراهم مثلاً عليا أمامك، كل إنسان يرتفع في الدنيا بغير حق سوف يلقى يوماً صعباً:

﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً﴾

[سورة الإنسان الآية: 27]

﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾

[سورة المدثر الآية: 8-10]

﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾

[ سورة الزخرف الآية: 83]

 مقاييس الفوز في القرآن، قال تعالى:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

[سورة آل عمران الآية: 185]

 أحياناً الإنسان يسافر إلى بلاد بعيدة يرى الحياة ناعمة ورخية, جمال طبيعي آثر وفرة المواد حقوق الإنسان في بلادهم مطبقة في أعلى مستوى، بيوت فخمة جداً كل فيلا مستقل عن الثاني, طوابق لا يوجد أبداً, حدائق, بلاد خضراء, كلها حاجات متوافرة بشكل لا يصدق, من ضعف إيمان هذا الإنسان يتوهم أنهم قد فازوا, لذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا رأى مباهج الدنيا يقول: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة .

مصادر مقاييس الفوز:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

[سورة آل عمران الآية: 185]

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ))

[في الصحيح أخرجه مسلم ]

 هذا مقياس, المقياس يدعونا أن لا نوازن بين شخصيتين ولا بين عملين ولا بين تجارتين ولا بين مدينتين ولا بين بلدين ولا بين أمتين إلا إذا ضممنا الآخرة إلى دنياهم .
 كنت أضرب هذا المثل مطعم خمس نجوم يبيع الخمر دخله كبير، مطعم صاحبه يخاف الله عز وجل لا يبيع الخمر فصنفوه ثلاث نجوم ودخله أقل بكثير وليس له هذه الشهرة، أضف الآخرة إلى دنيا صاحبي هذين المطعمين اختلف الأمر اختلافاً كبيراً، فالفوز أن تزحزح عن النار وأن تدخل الجنة، النار أين هي؟ النار لمجرد أن يفارق الإنسان الدنيا يرى مكانه في النار فيصيح صيحةً لو سمعها أهل الأرض لصعقوا إذاً ليس هذا هو الفوز.
 أعرف رجلاً هو تاجر تحف, وجاب أطراف الدنيا, وبلغ من رفاه العيش ما لا يوصف, له بيت من أغلى البيوت في المدينة, عنده أذواق في أثاث البيت وتزيينات البيت يفوق حد الخيال، توفي في أحد أيام الشتاء المطيرة ولحكمة أرادها الله مياه المجاري تفلتت على هذا القبر, فلما فتحوا القبر وجدوا مياه سوداء تجري فيه فسأل ابنه ماذا نفعل؟ قال: ادفنوه .
 يقول لي مدير معمله وهو أحد أخوتنا وقد توفي رحمه الله قال لي: سبعة أيام لا أنام الليل هنا وضع معلمي هنا! مع المياه السوداء وكان ناعم, لذلك:

((ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم))

 أيام ترى دولة عظمة انتصرت، ليس هذا هو الفوز، الفوز أن يكون هؤلاء على منهج الله عز وجل، أن يكون هؤلاء محسنون إلى الخلق لا مجرمون بحق الخلق، فنحن حينما تضطرب موازيننا وتختلط الأوراق نصاب باضطراب ما هو الفوز؟ ليس الفوز أن تنتصر الفوز أن ننتصر بالله عز وجل، الفوز أن تنتصر على شهواتك وعلى نفسك وعلى بشريتك حتى تفوز بالجنة فهذا مقياس، فكلما لاحت لك الدنيا جميلةً متألقةً ناعمةً وكلما لاح لك أن أصحابها شعروا بالتفوق والفوز والفلاح والنجاح اقرأ هذه الآية:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 185]

 تغر وتضر وتمر، ثم إن الإنسان حينما يفكر في نهاية الحياة تصغر عليه الأمور، الموت ما ذكر في كثير إلا قلله ولا في قليل إلا كثره، يعني إنسان يكون له حجم كبير كل هذا الحجم منوط بنبض قلبه .
 لي صديق يعمل في القضاء محامٍ كان يوم الأربعاء في قصر العدل ومارس نشاطه الكامل ودعي إلى تناول طعام العشاء في أحد البيوت، ثاني يوم أقل من ثلاث ثوان غادر الدنيا وهو لا يشكو شيئاً .
 المغادرة سريعة، في هذه الحقبة أو في هذه الأشهر القليلة أربعة خمسة ممن أعرفهم خطفوا خطفاً كانوا شخصاً صار نعوة، كان شخصاً صار خبراً، الآخرة قريبة جداً فلذلك الفوز:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 185]

 يوجد مقياس آخر للفوز، قال تعالى:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾

[ سورة الشمس الآية: 9]

 فأنت متى تفلح؟ إذا دفعت ثمن الجنة، أنت مخلوق للجنة في الأصل، الإنسان مخلوق للجنة وجاء إلى الدنيا ليهيء ثمناً للجنة، ثمن الجنة أن تعرفه وأن تستقيم على أمره وأن تعمل عملاً صالحاً تتقرب به إليه، قال تعالى:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾

[سورة الشمس الآية: 9]

 تزكية نفسك أي تعرفها بالله عز وجل وحملها على طاعته والتقرب إليه هو ثمن الجنة، فالإنسان حينما يزكي نفسه يشعر بالفوز, لكن يوجد نقطة دقيقة أتمنى أن تكون واضحةً إليكم: القرآن أحياناً معناه سهل في معظم الآيات المعنى سهل جداً مثلاً:

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾

[ سورة الأحزاب الآية: 71]

 هذا مقياس ثالث، لو إنسان يطع الله ورسوله لكنه فقير من ذوي الدخل المحدود, وعنده مشكلة صحية مزمنة، عنده مشكلة في بيته, لا يوجد عنده أولاد, الله ما رزقه أولاد أو ما رزقه ذكور أو زوجته ليست كما يتمنى أو دخله أقل من مصروفه مثلاً أو بعمله يوجد مشكلة, مثل هذا الإنسان الذي يعاني من مشكلة وهو مطيع لله ورسوله, دققوا: لو أن له صديقاً متفوقاً في الدنيا لكنه غارق في المعاصي والآثام دقق الآن: لمجرد أن يخطر في بالك أن هنيئاً لفلان فأنت لم تفهم الآية إطلاقاً ولم تعش جوها إطلاقاً، فهمت معناها .
 الحقيقة فرق كبير جداً بين أن تفهم معنى الآية وبين أن تعيش أجواءها، أنت مطيع لله ورسوله, أنت مستقيم على أمره, دخلك حلال, تعاني من مشكلة, لكن حينما تعاني من هذه المشكلة, ورأيت إنساناً كافراً بعيداً عن الله, غارقاً في المعاصي والآثام, لكنه لا يعاني هذه المشكلة, فإذا قلت: هنيئاً له فأنت لا تعرف الله ولا تعرف هذه الآية، قال تعالى:

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾

[ سورة الأحزاب الآية: 71]

 هذا موضوع دقيق مقاييس الفوز في القرآن، مقاييس الفوز:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾

[سورة آل عمران الآية: 185]

 مقاييس الفوز:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾

[الآية: 9-10 سورة الشمس ]

 مقاييس الفوز:

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾

[ سورة الأحزاب الآية: 71]

 فإذا أنت لا تشعر أنك فائز بمعرفة الله فائز بطاعته, قد تذهب إلى بلاد بعيدةً شرقاً اليابان سحروا العالم بصناعتهم وتفوقهم وإنتاجهم وأموالهم الفائضة عن حاجاتهم مائة وعشرين مليار فائض نقدي، يعني شركات اليابان شركات عملاقة ميزانياتها تساوي ميزانيات عشر دول شركة واحدة لها حجم مالي لها حجم مالي يفوق حجم أربع خمس دول ماذا يعبدون؟ يعبدون ذكر الرجل في معابدهم، فإذا الإنسان ذهب إليهم وجد هذه الحضارة -بالتعبير المعاصر- هذه الأبنية الشاهقة والمترو والقطارات السريعة والمطارات الواسعة فتضاءل أمامهم وغفل عن أنهم ما عرفوا الله ولا عرفوا منهجه ولا عبدوه أصلاً, وأنهم عاشوا للدنيا والدنيا هي منتهى آمالهم ومحط رحالهم هؤلاء ليسوا فائزين .

 

لن تكون فائزاً إلا إذا كانت مقاييسك وفق القرآن:

 إنسان له عمل لا يرضي الله عز وجل فقال لي: أنا عملي قذر قال لي باللغة الإنكليزية لكن لو دخلت إلى مكان عمله لوجدت العجب العجاب في أناقة مكتبه, كيف أنه محاط بطبقة من الخشب لعزل الصوت والفرش والطاولة والهواتف، في اليوم التالي اضطررت أن أعالج خللاً في مركبتي, ذهبت إلى أحد أحياء دمشق المتطرفة, لي صديق هناك وقت مطر ووحل وطين وانبطح تحت المركبة وفك قطعة فيها بإتقان وأخذ أجر معتدل، فأنا قفز إلى ذهني أنه هذا عمله نظيف .
 كنت قبل يومين في مكتب يفوق حد الخيال قال لي: أنا عملي قذر ولما ذهبت إلى هذا الذي يعمل في تصليح السيارات وجدت ثيابه والوحل والشحم والزيت والمطر وانبطح تحت المركبة فقلت: هذا عمله نظيف، قد يلقى الله يوم القيامة ووجهه أبيض لأنه خدم المسلمين وما ابتز أموالهم ولا غشهم .
 دائماً عندنا صور مختلفة، أيام ترى محلاً في أرقى أسواق دمشق يبيع ألبسة داخلية للنساء وعنده شباب, وكل يوم ينشأ في المحل مليون مشكلة غزل وغمز ولمز ونظر إلى العورات ومزاح رخيص، وترى محلاً في زقاق الجن صياح وشحم وزيت لكن العمل نظيف .
 إياكم أن تأخذوا الصورة الظاهرة قد تذهب إلى بلاد فيها غنى يفوق حد الخيال, أنا قناعتي هذا الغنى على أنقاض الشعوب, هذا الغنى على حساب إفقار الشعوب، هذا الأمل الذي كانوا يتمتعون به على حساب قلق الشعوب، هذه القوة على حساب إضعاف الشعوب، هذه البطولة ما أن تتفوق في الدنيا، لما خرج قارون على قومه في زينته، قال تعالى:

﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾

[سورة القصص الآية: 79-80 ]

 تتمنى ما عند كافر، ما عند إنسان منحرف لا أخلاقي هذا التمني ...
 حدثني أخ عمل في مقصف قال لي: ثمانية ملايين بخمسة وأربعين يوماً أرباحه، هو كان محاسباً ولكن مقصف فيه رقص وغناء وراقصات وخمر وكل شيء فيه وموسم صيف والسياح كثر، هل يعد هذا فوزاً؟ أن يكون عندك ملهى هذا فوز .
 إنسان عنده دار سينما، ابن أخته تلميذ عندي, كان في مقتبل حياته أصيب بمرض خبيث, فهو على فراش الموت صار يبكي، فقال لابن أخته وهي قصة بالسبعينات: جمعت خمسة ملايين حتى أتمتع بإنفاقهم في حياتي فقد عاجلني المرض .
 الله عز وجل لما إنسان يريد أن يبني مجده على إفساد أخلاق الشباب الله يفجعه بأثمن ما يملك، أنا أتمنى في هذا اللقاء كلمة فوز تأخذ أبعادها، ما هو الفوز؟ اسمع القرآن:

﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾

[ سورة الأحزاب الآية: 71]

 إذا أنت عقيدتك سليمة وعملك صح أنت الفائز, ولو لم تنتصر في المعركة مثلاً, إذا كان هناك فرق كبير جداً لا يعقل ولو لم تنتصر أنت الفائز:

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾

[الآية: 9 سورة الشمس ]

 الذي طهر نفسه من كل الأدران والأمراض النفسية الحسد والغيبة والنميمة والكبر والاستعلاء والأنانية والكيل بمكيالين هذا أفظع النواقص الأخلاقية، فإذا إنسان برأ من هذا فقد فاز فوزاً عظيماً، فطاعة الله فوز، تزكية النفس فوز، قال تعالى:

﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾

[ سورة آل عمران الآية: 185]

 البطولة أن تأتي مقاييس الفوز عندك مطابقةً لمقاييس الفوز في القرآن, معنى هذا أنك أنت مؤمن، عندما تأتي مقاييس الفوز عندك بأعماقك دون أن تشعر .
 إنسان له دعوة كبيرة, وله زوجة يظن أنها صالحة جداً, يظن أنها على خطه, يظن أنها تعاونه, لكن لها أخت متزوجة من إنسان بعيد عن الله بعد الأرض عن السماء, لا يوجد أي التزام في البيت وهي سافرة, لكن زوجها على وضع مالي جيد, فقالت هذه المرأة: هنيئاً لأختي حياتها أسعد مني, لمجرد أن قالت هذه الكلمة سقطت من عين الله, بيتك مسلم وزوجك يعمل عملاً طيباً, والدخل حلال, وبيت يتلى فيه القرآن, تقام فيه الصلوات, لا يوجد معصية ولا مخالفة, لأن أختك دخلها أكبر وزوجها فاسق, تقولي: هنيئاً لأختي إذاً أنتِ لا تعرفين الله إطلاقاً .
 الإنسان يجب أن تبقى معنوياته قوية مادام مطيعاً لله أنت المتفوق أنت الفائز أنت الفالح وهذا الفلاح، قال تعالى:

﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾

[سورة البقرة الآية: 5]

﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾

[الآية: 9-10 سورة الشمس ]

تحميل النص

إخفاء الصور