وضع داكن
28-03-2024
Logo
رمضان 1421 - دراسات قرآنية - الدرس : 38 - من سورتي الزخرف والدخان - لا تتحرك بخلاف منهج الله .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

على الإنسان ألا يتحرك بخلاف منهج الله لأن الطرائق لعلاجه لا تعد ولا تحصى :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
 أيها الأخوة الكرام ؛ في قوله تعالى في سورة الزخرف :

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 الإنسان حينما يتخذ قراراً يعصي الله فيه لينتظر أن يتخذ الله قراراً آخر يهلكه فيه .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

vاجهد ألا تتحرك بخلاف منهج الله ، لأن الطرائق عند الله لعلاج هذا الإنسان لا تعد ولا تحصى ، الخيارات كثيرة فلكية ، مليار خيار ، في أية لحظة أنت في قبضة الله ، لا تبرم أمراً لا يرضي الله ، لا تبرم أمراً فيه ظلم شديد ، لا تبرم أمراً فيه قطيعة واستهزاء بإنسان ، الله عز وجل كبير ، إلا أن الله لحكمة بالغة بالغة يرخي الحبل فبإمكانك أن تعصيه إلى أمد بعيد دون أن ترى شيئاً ، عندئذٍ يتوهم الإنسان أن الله لا يحاسب ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى :

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾

[سورة إبراهيم : 42]

 هناك من يظن أن الله غافل لأن الحبل مرخى ، مادام الحبل مرخى يمكن أن تتوهم أن الله غافل ، يقول الله عز وجل :

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾

[سورة إبراهيم : 42]

قصص تثبت أن الله كبير فعلى الإنسان الابتعاد عن التكبر :

vحدثني قريب لي يعمل في تصليح السيارات ، قال : لي جار ميكانيكي جاءه شخص معه سيارة جميلة يقيم في الكويت وهو سوري فيها مشكلة ، فالمشكلة تحل بدقائق تكلف مئة ليرة ، شعر أن صاحب السيارة جاهل لا يعرف شيئاً بالسيارة ، حديث عهد بها ، فكبر له الأمور بدرجة أنه يلزمها عشرة آلاف ، وتستغرق حوالي ثلاثة أيام ، هذا الشخص صدق هذا الكلام فوافق ، صلحها بدقائق و أخذ أهله في اليوم الأول إلى الزبداني ، وفي اليوم الثاني ذهب إلى المطار ، وفي اليوم الثالث أخذهم إلى واد بعيد ، وبعدها جاء صاحب السيارة واستلمها ودفع عشرة آلاف ، لي قريب رحمه الله جاره قال له : هذا العمل لا يجوز ، هكذا الشرع ! بعد يومين ابنه بمخرطة دخلت نثرة بعينه بلغت تكاليف علاجه أكثر من خمسة وعشرين ألفاً ببيروت ، نزع نثرة فولاذ من قرنية عين ابنه .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 يمكن أن تجسد هذه الآية بمليون قصة ، ذكرت لكم البارحة قصة التي اغتصبت بيت أخيها أقل من سنة مرض عضال فتك بها ، وعاد أخوها إلى البيت كوريث مع أولاده ، فهذه نقطة دقيقة :

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 قبل أن تطلق ، قبل أن تنكر هذه الذمة ، قبل أن تتجاوز الحدود .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 تتخذ قراراً وأنت ضعيف لكن الله بالمرصاد ، وأحياناً يدمر الله الإنسان لأتفه سبب ، أعرف رجلاً في أوج مكانته ـ ونشاطه ، وشبابه ، وصحته ، وعلاقاته ، وتجارته ، وله شبكة علاقات كبيرة جداً ، دخل لبيته فوجد قاطع الكهرباء معطلاً ، أحضر من يصلحه قال له : هذا منزّل إلى الأسفل سأرفعه للأعلى أجمل ، فقال : ارفعه ، في اليوم الثاني لزمه استعماله ، لكنه لم يستطع الوصول إليه ، فأحضر كرسياً وقع فأصيب بمشكلة ، أمضى عشرين يوماً بالمستشفى ثم مات ، رجل الكرسي دخلت بمقعده فأصيب بانتانات وانتهى ، لسبب تافه يدمر الإنسان .
 بعلاقات الزواج مع زوجة ضعيفة ، أهلها مسافرون ، متحكم بها ، أنت عندك اختصاص نادر توهم الناس بأشياء هم ليسوا بحاجة إليها ، فالدين ليس أن تأتي وتصلي ، الدين في عملك ، الدين في عيادتك كطبيب ، في مكتبك كمحام أو مهندس ، في متجرك كتاجر ، في صفك كمدرس ، هذا الدين ، فطوبى لمن خاف من الله ، ورأس الحكمة مخافة الله ، إن كانت الحكمة شخصاً رأسه مخافة الله ، أن تعذب حيواناً ، أن تأكل مال إنسان ، أن تظلم زوجة ، أن تلهم مشترياً ، يظن نفسه ذكياً جداً إذا اتفق مع مخبر بأن يبعث له بالمرضى لتحاليل لا جدوى منها ، والمبلغ مناصفة ، يعد نفسه شاطراً وذكياً .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 حدثني طبيب الآن مريض عافاه الله ، كان يلازم خطب الجمعة ، ويتردد على مكتبي قال : جاءتني امرأة معها مرض خبيث بصدرها بعد أن تطور تطوراً شديداً ولا أمل منه ، قال : أنا عطفت عليها شابة التفت إلى زوجها فيما بيني وبينه قلت له : أنت مجرم بحقها ، قال : كيف ؟ قال : هذا المرض بدايته سهلة جداً ممكن أن نستأصله أو نجري له معالجة كيماوية ، أما الآن انتهى ، فالزوج قال : أنا لست مجرماً ، أنا عند فلان منذ سنتين أعالجها لم يقل المرض خبيث ، قال : معها التهاب وعالجها بالكورتيزون ، هذا الطبيب ناشئ لا يريد أن يخسر هذا المريض ، فأبقاه عنده على أساس التهاب ، وأعطاه أدوية التهاب ، وأخذ منه أموالاً كثيرة ، قال الطبيب : هذا الإنسان بريء ، مع أن الطبيب كان يعرف أن هذا ليس التهاباً ، ثم قال : الزوج عندما سمع أن مرض زوجته قد تفاقم ارتمى على الأرض وقال : يا رب إذا كنت موجوداً انتقم منه ! قال : والله اقشعر بدني ، وبعد كم يوم ماتت ، قال : يأتيني بعد اثني عشر شهراً شاب ناعم أنيق ، جلس مكان الزوج لكنه متهالك قال : أنا زميلك ، قال : أهلاً وسهلاً ، الاسم الكريم ؟ فلان الفلاني ، هو نفسه معه ورم بصدره ، بنفس المكان !

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 رجل يركب سيارته ذاهب للمطار وجد جرواً صغيراً ، الدنيا شتاء والزفت أدفأ من التراب ، جالس على طرف الطريق ، فضّل أن يلهو فقال : سأقطع يديه دون أن أقتله ، طبعاً هذه يلزمها مهارة بالقيادة ، أن تسير بالدولاب فوق يديه تحسب القضية بالسنتيمترات ، يقول لي الذي كان يركب جانبه وهو الآن حي يرزق : في الأسبوع الثاني بالمكان نفسه دولاب السيارة أصابه خلل ، نزل أحضر الرافعة ورفع السيارة وبدأ يفك البرغي الأول ثم الثاني والثالث فأفلتت الرافعة وهو كان يمسك الدولاب ، فسقطت السيارة فوق يديه وأصابت عظام الرسغ ، أخذوه إلى المستشفى كانت يداه قد اسودتا فقطعتا ، أقسم بالله العظيم والله من فمه إلى أذني ، لاحظ كيف أن الله انتقم منه بعد أسبوع ، وقطعت يداه الاثنتان ، طبعاً أنا أشهدكم بحالات حادة ليسوا لكم ، فأنتم طلاب علم وتخافون من الله لكن حتى تؤمنوا بأن الإنسان يجب ألا يتكبر .
vمن فترة بسيطة رجل من أهل العلم سارح جداً ركب مركبته وعاد للخلف فضرب مركبة ثانية ، كتب ورقة وقال : أنا أخطأت ، وهذا رقم هاتفي ، وأنا سأصلحها ، كلفتها مئتي ليرة فقط ، صاحب السيارة سفيه جداً وقوي شتمه بكلمات كبيرة وقال : سأنتف لك لحيتك شعرة شعرة ، ادع الله يخلصك مني ، كل هذا على أمر بسيط ، بعد أربع وعشرين ساعة هذا السفيه وهو يركب سيارته يرتكب حادثاً فيصاب بشلل رباعي ، وهو الآن بالفراش ، يداه ورجلاه ولسانه ، هو في مقتبل حياته ليس كبيراً ، يوجد قصص من هذا النوع بالمئات .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

أساس الدين مخافة الله :

 هذا الذي جئت به ؟ أنا سأريك ، قبل أن تؤذي وتعتدي ، وقبل أن تأكل مالاً حراماً ، وقبل أن تظلم إنساناً ، أو طفلاً بريئاً ، أو زوجة ضعيفة ، قبل أن تكذب على زبون وهو يصدقك.

(( عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ وَأَنْتَ لَهُ بِهِ كَاذِبٌ ))

[سنن أبي داود]

vدينك أساسه أن تخاف من الله ، وحينما تخافه لا تخش شيئاً ، سأقول لكم كلمة : حسب أنظمة بلدنا ممكن أن يدخل موظف تموين يسبب لك مشكلة كبيرة ، ويسبب لك سجناً مدة شهرين بعدرا ، أنا أقول : والله الذي لا إله إلا هو لو أنك خفت الله في بيعك وشرائك ، ولم تغش مسلماً ، ولم تأكل مالاً حراماً ، ولم تكذب على مسلم ، ولم تبع بضاعة سيئة ، ولم تأخذ سعراً فاحشاً ، ولم تستغل زبوناً جاهلاً ، مادت خفت الله فيما بينك وبينه لا يمكن أن يخيفك من أحد أبداً ، أما إذا الإنسان لم يخف من الله ، أساء للمواطنين ، باعهم بضاعة سيئة انتهى مفعولها ، الله كبير وبالوجود ، إذا عاقب الله فعقابه شديد .

﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾

[سورة البروج: 12]

 هذه الآية مهمة جداً .

﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾

[سورة الزخرف : 79]

 قبل أن تتخذ قرار خطأ عد للمليون ، مادمت في طاعة الله فأنت في بحبوحة ، مادمت بالعدل فأنت في بحبوحة ، مادمت تأخذ مالك فقط وتؤدي ما عليك فأنت في بحبوحة ، مادمت رحيماً بأهلك فأنت في بحبوحة ، مادمت صادقاً فأنت في بحبوحة ، أما إذا الإنسان أخطأ فالله كبير .

 

الله عز وجل حكيم ورحيم :

 شيء ثان ؛ كل واحد منا يا أخوان يعرف قصتين أو ثلاث أو أربع قصص من أول فصل لآخر فصل ، يقشعر جلده من عظمة الله وعدله ، لكن لا أبالغ أكثر من مئة ألف قصة وصلت لسمعك من آخر فصل ليس لها معنى ، فأنت لا تقبل قصة إلا من كل فصولها ، وإلا تتوه ، القصة خذها من أول فصل ، من أول فصل ترى عظمة الله ، لا تروي قصة من آخر فصل ، الله عز وجل لا يفضح عباده لكن يؤدبهم ، فإذا أنت لم تفهم تقول : لحكمة لا أعرفها ، الله عز وجل حكيم ورحيم وعدول .

 

الفرق بين المؤمن و غير المؤمن :

 أيها الأخوة : يوجد آيات لها وهج انفعالي ، فذرهم ، دعوتهم ليلاً ونهاراً ، سراً وعلانية، لم يستجيبوا قال :

﴿ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ﴾

[سورة المعارج: 42]

 والله في هذا اليوم يصعقون .
 يوجد معنى لطيف يسمونه معنى مخالفاً ، هؤلاء الكفار :

﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾

[سورة الدخان: 25-29]

 المؤمن بالمعنى المخالف تبكي عليه السماء والأرض ، لأنه كان محسناً ، أدخل الأمن لقلوب الناس ، عرفهم بالله ، كان منصفاً معهم ، مصدر رحمة وأمن لهم ، أما غير المؤمن فمصدر خوف وقهر وقلق ، فأنت وجودك مسعد لمن حولك أم مخيف ؟ المرعبون في النار ، أنت عملك مبني على إيذاء الخلق وإخافتهم وابتزاز أموالهم وقهرهم أم مبني على شيء خيّر ؟ ممكن أن يكون الواحد معلماً ويعلم الطلاب الحق ، وممكن أن يكون تاجراً ويقدم بضاعة جيدة ، بسعر معتدل ، ومعاملة طيبة ، وممكن أن يكون بعمل آخر ، أساس العمل فيه إيذاء للناس ، يبث الرعب في قلوبهم ، ممكن ، فأكبر تهنئة أهنئ بها الأخ المؤمن إذا كان عمله طيباً ، وعمله شرعياً ، وفيه خدمة ، أحياناً ألتقي بكاتب عدل أقول له : هنيئاً لك عملك ضمن الشرع ، أنت تحفظ حقوق الناس ، أو ألتقي بتاجر بضاعته كلها مشروعة ، ولكن هناك بضاعة غير مشروعة، فإن أردت أن تعرف مقامك فانظر فيم استعملك ؟ أسعد شيء أن يكون عملك وفق الشرع ، هناك أعمال خيرة ، وأعمال شريرة ، أنت صحيح تعيش في بحبوحة لكن تكون هذه البحبوحة على أنقاض الناس ، تعيش بغنى لكن على إفقار الناس ، تعيش بعز لكن على إذلال الناس ، تعيش عمراً مديداً لكن على موت الناس ، فإياك أن تبني مجداً على أنقاض الناس ، الله كبير .

 

الفوز العظيم يكون بطاعة الله عز وجل :

 عندما تقرأ قوله تعالى :

﴿ فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

[سورة الدخان: 57]

 الفوز العظيم ما هو ؟ أن تكون مطيعاً لله ، خطر في بالي مثل صارخ : لك صديق على مقعد الدراسة ، والأيام مضت ، موظف لك دخل محدود لكنك مستقيم ، مؤمن ، عملك كله شرعي ، بيتك وعملك إسلامي ، تحب الله ورسوله ، لك دعوة فرضاً ، الذي كان بجانبك أصبح لديه ألف مليون ، بيت لا يصدق بجماله ، مركبات ، سفر ، طائرات ، أعراس بالفنادق ، لكن لا يوجد عنده دين أبداً ، إذا قلت مرة : إنه محظوظ أنت لا تعرف الله ، الله ماذا قال لك :

﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾

[سورة الأحزاب: 71]

﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ﴾

[سورة القصص: 79]

 مرة قال لي رجل لكن أرجوكم لا تضحكوا : بقدر ما أحب هذه الماركة من السيارات أتمنى أن تمشي من فوقي ! هذا منته .

﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً﴾

[سورة القصص: 79-80]

 فإذا كنت عالماً لا تعبأ بكل زينة الحياة الدنيا ، هذا بيت مؤقت ، والدليل النعوة ، وسيشيع إلى مثواه الأخير في الباب الصغير ، تسكن في بيت ، ثمنه خمسون مليوناً ، وبالآخر إلى الباب الصغير ، ومهما عمّر الإنسان :
 كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت :
 والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر

***

الله يحب كل عباده ولا ينسى أحداً :

 أنا بهذه الآية أعتقد أن كل شاب من هذا الشباب الناشئ إذا قرؤوها وفهموها يجب أن يمتلئ قلبهم سعادة وتفاؤلاً قال :

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

 

[سورة الجاثية: 21]

 شاب مستقيم ، عفيف ، طاهر ، صادق ، مصلّ ، قائم ، يحب الله ورسوله لكن لا يملك شيئاً ، ليس معه مال ليتزوج ، لا معه حرفة ، ولا شهادة ، أحياناً يكون الوضع صعباً،ـ بطالة مثلاً ، وهذا إذا كان مستقيماً يجب أن يمتلئ قلبه رضا ، الله لا ينساه .
 والله مرة زارني شخص ، عمره ثمانون سنة ، عندي قطعة حلوى قدمتها له مع كأس من الشاي ، وهو يأكل القطعة دعا دعاء والله أعرفه أنا سبحان الله اقشعر جلدي ، قال : سبحان الذي قسم لنا هذا ، ولا ينسى من فضله أحداً ، لك عند الله حق أنت لن ينساك سيكرمك ، ويرزقك، ويزوجك ، ويسكنك ببيت ، الله يحب كل عباده ، لا تنظر لنفسك بأنك محروم ، ليس لك حظ ، الطرق كلها مسدودة ، لا ، الله يخلق من الضعف قوة ، ومن الضيق فرجاً ، ولا ينسى من فضله أحداً ، لكن عليك أن تكون معه فقط ، وإذا كنت معه تدهش بتيسير الأمور ، تأتيك الدنيا وهي راغمة ، عدوك يخدمك ، أما إذا شخص له معاص وآثام أقرب الناس له يتنكر .

﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾

[سورة الجاثية: 21]

 وبالآخرة ؟ الآخرة طبعاً جميعاً :

﴿ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾

[سورة الجاثية: 21]

تحميل النص

إخفاء الصور