وضع داكن
28-03-2024
Logo
العقيدة الإسلامية - الدرس : 10 - البدعة والسنة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

البدعة والسنة

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الكرام، مع بداية الدرس التاسع والأخير من دروس العقيدة، من أخطر موضوعات العقيدة البدعة والسنة فهذا الإسلام العظيم الذي نوه الله بكماله وتمامه في قوله تعالى:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

[سورة المائدة الآية: 3]

لا يضاف على الدين ولا يحذف منه

لا يستطيع مخلوق على وجه الأرض أن يستدرك على الله، لا أن يضيف عليه ولا أن يحذف منه، فأية إضافة على هذا الدين اتهام له ضمنياً بأنه ناقص، و أي حذف من فقرات هذا الدين اتهام له ضمني بأنه زائد، والله جل جلاله مطلق، الكمال مطلق بمعنى لو أن قاضياً حكم مائة حكم وأخطأ في حكم واحد هو عند الناس جميعاً قاض عادل أما في المقياس المطلق ليس عادلاً لأن المطلق لا ينبغي أن يكون هناك ولا خطأ.
فالإله جل جلاله كماله مطلق فإذا أنزل ديناً وجاء عبد من عباده وأضاف عليه فكأنه يتهم هذا الدين بالنقص، و إذا أنزل ديناً وجاء عبد فحذف منه فكأنه يتهم هذا الدين بالزيادة وفي كلا الحالين في الزيادة وفي النقص اتهام لهذا الدين، لذلك قضية الدين لا تحتمل حلاً وسطاً.
اليوم أكملت الكمال نوعي؛ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت والتمام عددي أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تام وأن طريقة المعالجة كاملة، لذلك هؤلاء الذين اجتهدوا وأضافوا على العقائد عقائد ليست من الدين، وحذفوا من العقائد عقائد ظنوها زائدة عليه، أو أضافوها لكن ما أنزل الله بها من سلطان، أو تجاوزوا عن عبادات وظنوها ليست متناسبة مع هذا الزمان، هؤلاء يتهمون دين الله بالنقص أو الزيادة، من هنا قال عليه الصلاة والسلام:

(( أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ وَأَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ))

الإضافة بدعة

حتى لو كلفت نفسك فوق ما فعله النبي فأنت مبتدع، أحد الأشخاص أراد أن يحرم من المدينة لا من الميقات فاعترض عليه أحد الأئمة قال ويلك تفتن، قال له: كيف أفتن وأنا أحرم من مكان أبعد؟ قال له: وهل من فتنة أكبر من أن ترى صدقت رسول الله.
إذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( أشدكم لله خشية أنا وأشدكم لله خوفاً من الله أنا ))

فهل يعقل أن تكون أشد من النبي خشية فتأتي بعبادة ما فعلها النبي، تضيف على الدين شيئاً ما جاء به النبي، تحذف منه شيئاً أقره النبي، هنا القضية خطيرة، حينما نفكر أن نحذف أو أن نضيف جعلنا للدين نماذج عديدة هذه تتصارع والآن لا يحل مشكلة العالم الإسلامي إلا أن نعود إلى الكتاب والسنة، لأن كل فرقة شطت وأضافت وحذفت وعدلت فصرنا أمام أديان لا أمام دين واحد وهذه الأديان تتصارع إن صح التعبير، فلذلك العقائد لا تحتمل أن تضيف عليها شيئاً ولا أن تحذف منها شيئاً، لأنها توقيفية دين معدل لا يوجد لو كان من عمل البشر يعدل المركبة من صنع البشر كل سنة يوجد تعديل.

تجاوزات بمعنى التجديد

والدليل وازن بين مركبة صنعت في عام ألف وتسع مائة وبين مركبة من صنع هذا العام مسافة كبيرة جداً، لأن الإنسان خبرته حادثة تنمو مع الأيام التجربة تنمو مع الأيام، لكن خبرة الله قديمة فانظر إلى خلق الإنسان هل طرأ عليه تعديل؟ كذلك دينه الدين توقيفي أية إضافة بدعة، وأي حذف بدعة، والمشكلة اذهب إلى شرق بلاد المسلمين وإلى غربه تجد عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، تجد تجاوزات ما أنزل الله بها من سلطان تجد حذف ما أنزل الله به من سلطان، كل هذا بدعوى تجديد الدين، الدين لا يجدد وإن استعملنا هذا التعبير اصطلاحاً تجاوزاً معنى تجديد الدين أن تزيل عنه ما علق مما ليس منه وأنا أضرب مثل دائماً: بعض الأبنية الآن تجدد مبنية من الحجر مع الأيام أصبح هذا الحجر أسوداً بفعل الدخان وفعل غاز الكربون، فالآن يجددون هذا البناء ويزيلون عنه ما علق منه فقط فإذا كان ألحق بالدين زيادات، عبادات، عقائد، نماذج، سلوك، ألحقت بالدين ينبغي أن نزيلها عنه وهذا هو العمل المخلص .

((شَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ))

التشريع يصلح لكل زمان

قد ينطلق أحدهم ويقول أنا لا أستطيع أن أفعل هذا في هذه الأيام كأنك تتهم الله في تشريعه، يعني الله عز وجل نظر إلى ما حول النبي وشرع لهم وفاته أنه سيأتي قوم حياتهم معقدة جداً هذا التشريع لا يصلح لهم فجئنا نحن وعدلناه وتجاوزنا هذا الحكم وهذا الحكم مع أن الله عز وجل يقول :

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾

[سورة البقرة الآية: 286 ]

البدعة ليست من الدين

من يعرف الوسع هو خالق النفس لا أنت لست أنت الذي تقدر وسع النفس الله جل جلاله وحده يقدر وسع النفس هو لم يكلفها إلا ضمن طاقتها ولكن البدعة في الدين ليست من الدين هي هجينة عن الدين وهي مرفوضة .

((حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ رَوَاهُ عَبْد ُاللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ وَعَبْد ُالْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ))

ولكن هناك بدعة في اللغة بعضهم يعتمد على هذا المعنى من قول النبي عليه الصلاة والسلام :

((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ عُمَيْرٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا.))

البدع في اللغة

هذه السنة الحسنة هي البدعة في اللغة لا في الدين، معنى ذلك لو فرضنا لم يكن على عهد النبي تكبير صوت فاخترع تكبير الصوت، لم يكن على عهد النبي المصابيح المتألقة لم يكن على عهد النبي تدفئة المسجد جهاز تدفئة مركزي، لم يكن على عهد النبي تبريد المسجد لم يكن على عهد النبي تسجيل هذا الصوت هذه كلها بدع لم تكن، فإذا قلنا أن هناك بدع فهي البدع في اللغة، يعني شيء جديد فقط، البدعة في الدين مرفوضة كلياً أصلاً، وأي تفكير في أن نضيف هذه تسمى مزاودة على النبي عليه الصلاة والسلام: ويقول:

((أنا أشدكم خشية لله ))

تعديلات مرفوضة

فأن تكون أنت أشد خشيةً هذا غير مقبول، يعني أنا أضرب مثل ذكرته لكم كثيراً لي قريب يعمل في تصليح السيارات والقصة قديمة فأردت أن أبدل بعض المكابح ذهبت إليه ويوجد قطعة حديد وراء المكبح أمسكها وألقاها في الأرض وقال لي: أن هذه ليس لها عمل، أنا أجبته إجابة أصولية قلت له: أنا لست مستعداً أن أصغي إليك إطلاقاً ولا أن أضع هذا الأمر موضع المناقشة إطلاقاً لأن هذه الشركة التي صنعت السيارة عمرها مائة عام وعندها خمسة آلاف مهندس ولا يمكن أن تكون أنت أفهم من مهندسيها أرجعها إلى مكانها؛ إله شرع خالق الكون شرع يأتي إنسان يعمل تعديلات يضيف ويحذف ونصدقه ونتبعه.

أي اجتهاد بخلاف السنة فهو باطل

بالمناسبة كلمة لعلها قاسية أي إنسان على وجه الأرض يتبع إنسان وعنده حديث لرسول الله يخالف هذا الإتباع فهو لا يعرف الله أبداً، إذا النبي الكريم بأحاديث صحيحة قال افعل كذا، وأي إنسان مهما علا شأنه ومهما علت قيمته في المجتمع لا تفعله، مستحيل أن تكون أنت مؤمن متوازن مع نفسك وتنصاع إلى أمر إنسان غير معصوم، وتدع كلام المعصوم مستحيل فأي اجتهاد في مورد النص اجتهاد باطل، نحن حينما يثبت لنا الحديث فمذهبنا الحديث ولا نلقي بالاً لأي إنسان يعطي خلاف كلام رسول الله .

البدعة في اللغة لها حكم شرعي

أيها الأخوة، البدعة في اللغة لها حكم شرعي، هذه البدعة في اللغة يجب أن تقاس بأحكام الدين فإن توافقت مع أحكامه نأخذها ونضعها على العين والرأس، وإن خالفت أحكامه نلقي بها جانباً بل نركلها بأقدامنا، بعض الأمثلة المسجلة بدعة لم تكن هذه حكمها موقوف على نوع استخدامها، حكمها الشرعي موقوف على نوع استخدامها فإذا استخدمت في الحق أنعم بها من بدعة إنسان سجل الدرس وسمعه لزوجته لا يوجد مانع، أما إذا استخدمت في الباطل، استخدمها في التجسس مثلاً قال تعالى :

﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾

[سورة الحجرات الآية: 12 ]

أو استخدمها في الغناء وفي الموضوعات الساقطة فهي محرمة فتحريمها لا من ذاتها بل من نوع استخدامها، فأنت بإمكانك أن تقيس كل شيء يعني لم يكن هناك على عهد النبي تصوير حفلات بالفيديو، لو صورنا عرس بالفيديو فهذه معصية من أكبر المعاصي لأنك فضحت كل هؤلاء النسوة الذين ارتادوا هذا العرس، هن في أبهى زينة، وهذا الشريط مسجل يمكن أن يراه مليون رجل، الأشياء الحديثة حكمها متعلق بنوع استخدامها فالبدعة في الدين مرفوضة أصلاً ولا نصغي لأي جديد في الدين، لأن الدين من عند الله والتعديل يعني اتهام لله بالنقص والله عز وجل خبير بعباده لا يمكن أن يشرع لهم تشريعاً ناقصاً والدليل قال تعالى:

مرد النزاع إلى أولي الأمر

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾

[سورة النساء الآية: 59 ]

أولى الأمر منكم العلماء والأمراء، العلماء يعلمون الأمر، والأمراء ينفذون الأمر، إذا تنازعتم مع أمرائكم أو مع علمائكم في قضية في الدين ما المرجع؟ أيام اثنين يختلفون يوجد حكم اثنين يتخاصمون يوجد قاضي، قال:

﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾

معنى ذلك أن أي قضية إلى يوم القيامة متنازع عليها فيها حكم الله في الكتاب والسنة، لو أنا بحثنا ولم نجد معنى ذلك أن الآية ليس لها معنى، والله عز وجل منزه أن يقول قولاً لا معنى له، لو فرضنا في قضية مستجدة مالها في الكتاب والسنة وجود إطلاقاً معنى ذلك الآية ليس لها معنى والله عز وجل يقول أي قضية تنازعتم فيها مع علمائكم مرجعها إلى الله وإلى الرسول ، إذاً الله عز وجل حينما قال:

﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾

معنى ذلك أنه ما من قضية على وجه الأرض إلى يوم القيامة إلا ولها حكم تشريعي فإذا غفلنا عن هذا الحك فهذا من تقصيرنا.

بدع حسنة، وبدع سيئة

إخوانا الكرام، يوجد في البدع اللغوية شيء محرم قطعاً، ويوجد شيء في البدع اللغوية شيء محلل قطعاً وفي شيء موقوف على نوع استخدامه فإن أقره الشرع مقبول وإن لم يقره الشرع مرفوض، مرة سمعت في إفريقيا أنه إذا مات الميت كل معزي يقدم مبلغ من المال لأهله والله شيء جميل، إنسان فقد والده المعيل، مات صاحب هذه الأسرة توفي فأسرته في أمس الحاجة إلى المال فكل إنسان يعزي يدفع مبلغ فهذا شيء طيب يعني يتناسب، والله قال وتعاونوا وهذا الشيء الجديد يدخل تحت قوله تعالى: وتعاونوا إذاً حلال، يوجد شيء آخر الحفلات المختلطة هذه تتناقض مع شريعتنا قال عليه الصلاة والسلام:

((أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ وَلَا نَزْنِيَ وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيكَ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ قَالَتْ قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ ))

أمرك بغض البصر وعدم المصافحة وعدم التواجد مع امرأة لا تحل لك في مكان إذاً أي حفلة مختلطة محرمة في أصل الدين فهذه البدعة مرفوضة وهذه البدعة مقبولة ولكن هذه البدعة في اللغة لا في العقيدة ولا في العبادة ولا في التشريع .

توظيف البدعة بشكل صحيح


الآن في الحج يوجد فكرة أن يعملوا قطار كهربائي، ينقل الحجاج من مكة إلى عرفات تحت الأرض، يعني ينتهي موضوع الازدحام، وموضوع تلوث الجو بغاز ثاني أوكسيد الكربون لا يوجد مانع إذا الأمر ييسر على الحجاج، لا يوجد مانع ونحن عندنا قاعدة بدعة الدين نركلها بأقدامنا لأنها اتهام لله بالنقص أما بدعة اللغة لها ثلاث أحكام مقبولة، إذا توافقت مع الكتاب والسنة ومرفوضة إذا خالفت وإذا كانت حيادية يمكن أن تستخدم بالحق أو بالباطل يمكن أشياء كثيرة مستحدثة نستخدمها بالحق وبالباطل، يعني تكبير الصوت بالملاهي موجود، وبالمساجد موجود يمكن أن نكبر صوت مغني، ويمكن أن نكبر صوت متحدث ديني، فالتكبير حيادي فإن كان التكبير للحق مقبول للباطل مرفوض، وهكذا نحن نريد المضامين لا العناوين، لا يهم العنوان فصار كل طالب علم ما يكون مغمض.

الطاعة بمعروف

لما النبي عليه الصلاة والسلام أمر على بعض الصحابة صحابي هكذا ورد ذو دعابة وقال أضرموا ناراً فلما أضرموها قال: اقتحموها ألست أميركم أليست طاعتي طاعة رسول الله وقف الصحابة في حيرة، قال بعضهم: كيف نقتحمها؟ وإنما أمنا بالله فراراً منها، وقال آخرون: نقتحمها ونطيع أمر أميرنا، فلما عادوا إلى النبي قال: والله لو اقتحمتومها لا زلتم فيها إلى يوم القيامة، إنما الطاعة في معروف .

بيان الدليل والتعليل

وما دام الدين توقيفي من الله عز وجل أنت مفروض فيك أن لا تقبل شيء من غير دليل وألا ترفض شيئاً إلا بالدليل، وأنا لا أنطلق من الفراغ، أنا أعلم أن هناك آلاف التوجيهات ممن يتصدون للدعوة إلى الله تخالف السنة، فالأتباع عندما يأخذونها وهم مغمضو العين هذا جهل والجاهل لا يعفى من الحساب، ليس الجهل عذراً قال تعالى:

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾

[سورة يوسف الآية: 108]

معي دليل ومعي تعليل بالدين لا يوجد هكذا، مثل ما أقول لك لا يوجد، يوجد دليل إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، شيء خطير هذا، هكذا إذا دعوتني أكل كما تقول لي، قدمت لي بدلة ألبسها لك، لا يوجد مشكلة، إذا قضايا مادية، أما أن يكون في قضايا الدين لا قال أحد كبار العلماء لشيخه: أنت أحب إلي من كل ما على وجه الأرض لكن الحق أحب إلي منك، إذا أنت أعطيتني توجيه خلاف الحق فالحق أغلى علي منك، لا يمكن أن نتقدم إلا بهذه الطريقة، من درسين تعلم أنه لا إله إلا الله، لا يوجد بالعقيدة تقليد أبداً، بالعقيدة التحقيق والتبصر و لتدقيق لأنه دين قضية مصيرية، قضية أبد، تكون أنت ضحية، تكون غلطة إنسان تكون أبد، قضية في جنة يدوم نعيمها أو في نار لا ينفد عذابها، فلن يكون أحد مسئولاً عن أحد إلا أن تكون أنت مدقق،

﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾

دائماً طالب بالدليل لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، إن كنت ناقلاً فالصحة، مدعياً فالدليل، تأتي بشيء جديد خرجه على دليل أصولي، تنقل الصحة، هذا منهج في البحث .

ترك البدع والإخلاص في الدعوة

فبهذه الطريقة نرقى، بهذه الطريقة نجتمع، بهذه الطريقة نتوحد والآن لا يمكن أن يتوحد المسلمون إلا إذا تركوا البدع لأن البدع سبب اختلافهم، كل إنسان أحدث شيء بالإسلام بالمناسبة كنت أقول لكم دائما:ً هناك دعوة إلى الله وهناك دعوة إلى الذات مغلفة بدعوة إلى الله الدعوة إلى الله من علامتها الإتباع، من أنت؟ النبي سيد الخلق يقول قال تعالى : 

﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾

[سورة الأنعام الآية: 50 ]

من علامة الإخلاص في الدعوة أن تتبع رسول الله و من علامة عدم الإخلاص بها في حظوظ في مصالح الابتداع تأتي بشيء ما فعله النبي، فالإتباع من علامة المخلصين والابتداع من علامة غير المخلصين من علامات الإتباع الإخلاص والتعاون مع الآخرين، ومن علامات عدم الإخلاص التنافس معهم، من علامات الإتباع الاعتراف بفضل الآخرين، ومن علامات الابتداع إنكار فضل الآخرين.

تفرق المسلمين بسبب البدع

فلذلك القضية خطيرة جداً أنا هذا الموضوع جعلته آخر موضوع في رمضان لأنه من آخر الموضوعات على الإطلاق وما فرق المسلمين ولا شتتهم ولا جعل جمعهم متفرقاً إلا البدع هذا يدعي كذا و هذا يدعي كذا نحن أمام عشرات الأديان، عشرات المذاهب، الاتجاهات هذه فرقتنا، وهذه ضعضعتنا، وهذه جعلت الفرقة بيننا، فنحن لا نجتمع إلا على الصحة من النفوس، الأحاديث الضعيفة خطيرة جداً .
وأقول لكم آخر شيء ما من فرقة ضالة في العالم الإسلامي إلا و لها أربع خصائص: أولاً تأليه الأشخاص، الشخص كلما صغر المبدأ كبر الشخص، وكلما عظم المبدأ صغر الشخص، فديننا وحي من السماء النبي وهو سيد الخلق قال تعالى:

﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُون ﴾

لا يوجد إتباع بهذا الوضع.

خصائص الفرق الضالة:

تأليه الأشخاص، ثاني خاصة، تخفيف التكاليف، لا يوجد إنسان بالأرض مخول أن يلغي تكليفا،ً أحد الصالحين رأى في المنام رسول الله في عهد العز بن عبد السلام، فقال له النبي في المكان الفلاني يوجد كنز خذه و لا تدفع زكاته، بالفعل ذهب إلى المكان حفر فإذا الكنز موجود الرؤية حق، أما لا تدفع زكاته وقع بإشكال، فسأل العز بن عبد السلام، فقال له ببساطة: فتوى النبي في حياته أصح من فتواه في منامك، ادفع زكاة الكنز، لا يوجد إنسان بالأرض مخول يلغي تكليف، يلغي صلاة جمعة، يلغي صدقة، يلغي صلاة، يلغي ذكر، يلغي أبداً، فالفرق الضالة أول خصيصة:
تأليه الأشخاص لأن المبادئ ضحلة، مبادئ تافهة الأشخاص كبار، ما قاله الشخص فهو الدين.
والشيء الثاني تخفيف التكاليف، والشيء الثالث لو فرضنا نحن بلعبة من لعب الكرة ألغينا إدخال الكرة في السلة انتهت اللعبة. ففيما الفوز إذاً أي ضربة باتجاه الخصم نسميها هدف -كول - اللعبة كلها انتهت، إذا ألغينا الشروط ففيما الفوز.
إذاً أخطر شيء في الدين تخفيف تكاليفه، والله سمعت عن بعض من يعمل في الدعوة يعني سمح بشيء محرم شرعاً لتلامذته، وانتهى الإسلام إذا هذا مسموح.
وشيء آخر: اعتماد النصوص الضعيفة، ما من فرقة ضالة إلا وتعتمد على حديث ليس له أصل، ضعيف.
والشيء الرابع: النزعة العدوانية من صفات الفرق الضالة، والنزعة التعاونية من صفات الفرق التي على الكتاب والسنة، فنحن نقول كل إنسان منحرف يعني يأله الأشخاص يخفف التكاليف، يعتمد نصوص موضوعة ذو نزعة عدوانية، بالمقابل على الحق أولاً المبادئ أكبر من الأشخاص .

يعرف الحق بالرجال

سيدنا علي يقول: نحن نعرف الرجال بالحق، الحق أصل ومن خلاله نقوم الرجال وأما الفرق الضالة نعرف الحق بالرجال، يعني ما قاله فلان هو الحق وانتهى لا يوجد مناقشة فبين أن تعرف الرجال بالحق وبين أن تعرف الحق بالرجال مسافة كبيرة جداً .
إذاً الفرقة التي هم على الكتاب والسنة ما هم عليه أصحابي .

(( حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الْأَفْرِيقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مُفَسَّرٌ لَا نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ))

الفرق الناجية

من هي الفرقة الناجية؟ ما أنا عليه وأصحابي من طبق الكتاب والسنة:
أولاً: الإتباع.
ثانياً: الشخص صغير أمام المبدأ .
ثالثاً: اعتماد النص الصحيح.
رابعاً: التعاون للتنافس. 

تحميل النص

إخفاء الصور