وضع داكن
28-03-2024
Logo
أدعية مأثورة - الدرس : 28 - ما أذن الله لشيء إذنه لنبي يقرأ القرآن يتغنى به ……
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

القرآن الكريم ربيع القلوب :

أيها الأخوة: يقول عليه الصلاة والسلام:

((ما أذِنَ الله لشيءٍ كأَذَنِه لنبي يتغنَّى بالقرآن يجهر به))

[أخرجه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه]

هناك قصة تؤكد هذا الحديث، رجل مشرك اسمه جبير بن مطعم، قدم المدينة مفاوضاً عن قريش في افتداء أسرى بدر، والرجل من عظماء مكة، والمهمة التي جاء من أجلها تخليص سبعين من صناديد قريش أوقعهم البطر بأيدي المسلمين، سمع الرجل المشرك نبي الله وهو يقرأ سورة الطور في صلاة المغرب، قال: ما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءةً منه – من سيدنا رسول الله -، واستمر الرجل يسمع الآيات في المحراب الخاشع المخبت وهو مسحور بالتلاوة المرسلة.

أنا أقول لكم: لو جمعت ذواقي الغناء في العالم الغارقين في حب أغنياتهم المفضلة، من أجمل الأصوات وأعذبها، ما بلغوا جميعاً معشار ما يطرب له المؤمن حينما يسمع كلام الله يتلى عليه من صوت شجي.
هذا الرجل المشرك الذي من صناديد قريش أخذ بالتلاوة، فلما بلغ هذه الآيات:

﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ *﴾

[سورة الطور ]

قال مطعم: كاد قلبي أن يطير، وكان سماعه لهذه الآيات سبباً لدخوله في الإسلام، هذا القرآن أيها الأخوة ربيع القلوب، لو جمعت نصوص أهل الأرض كلها لا ترقى إلى آية واحد من كتاب الله.

(( فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ خَلْقِهِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ))

[أخرجه الدرامي عن شهر بن حوشب ]

عظمة هذا الدين أن فيه توازناً يجمع بين المصالح و المبادئ :


أنت إذا تلوت القرآن فأنت ذاكر، إن دعوت الله فأنت ذاكر، إن جلست في مجلس علم فأنت ذاكر:

(( أَلا أُنْبِئُكُمْ بِخَيْرِ أعمالِكُمْ وَأزْكاها عنْدَ مَلِيكِكُمْ، وأرْفَعِها في دَرَجَاتِكُمُ، وخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْر مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ ؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى))

[ أخرجه ابن ماجه عن أبي الدرداء رضي اللّه عنه ]

لذلك الآية الكريمة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ* ﴾

[سورة المنافقون]

رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، يتاجرون إذاً هم ويبيعون ويشترون، ويعملون ويدهم عليا، ولما رأى النبي عليه الصلاة والسلام شاباً في ريعان الشباب يصلي وقت العمل في المسجد، سأله من يطعمك؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك، عظمة هذا الدين أن فيه توازناً، تعمل للدنيا وتعمل للآخرة، تلبي حاجات الجسد، وتلبي حاجات الروح، لا تشغلك المصالح عن القيم، ولا الجزئيات عن الكليات، ولا المصالح عن المبادئ.

 

الإنسان لا تأتي قوته إلا من التوحيد :

أيها الأخوة: الإنسان إذا ذكر الله عز وجل ففي ذكره مقام عالٍ عند الله، يروى عن رسول صلى الله عليه وسلم كما قال بعض الصحابة كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(( هل فيكم غريب؟ -أي أهل الكتاب - قلنا: لا يا رسول الله. فأمر بغلق الباب، و قال: ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله - كأنه يبايعهم- فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: الحمد لله اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد ثم قال: ألا أبشروا فإن الله قد غفر لكم ))

[ رواه أحمد والطبراني والبزاز عن أبي شداد ]

المشكلة أيها الأخوة أن كلمات الإسلام الكبرى لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد، التهليل، والتكبير، والحمد، والتمجيد، والتسبيح، هذه كلمات الإسلام الكبرى، والحقيقة أن المسلمين اليوم يرددونها كثيراً، حتى أصبحت جزءاً من تقاليدهم وعاداتهم، لكن هناك فرقاً كبيراً بين أن ترددها وأنت في مستوى مضامينها، وأنت موقن بها، وأعمالك تؤكدها، وقلبك خاشع لها، و بين أن ترددها ترديداً شكلياً لا جدوى منه، هذا الذي حصل فرغت هذه الكلمات من مضمونها، كلمة لا إله إلا الله إن أيقنت بها لا تخشى إلا الله، ولا ترجو غير الله، ولا تعقد الأمل إلا على الله، ولا تهاب إلا الله، تصل لله، تقطع لله، تغضب لله، ترضى لله، ترقى عند الله، الإنسان لا تأتي قوته إلا من التوحيد، فإذا أشرك أصبح ضعيفاً، وأصبح منافقاً، وأصبح خائر القوى، ويتضعضع أمام غني، يتضعضع أمام قوي، الإسلام يربي النفوس، الإسلام لا يعترف بإنسان يؤدي الصلوات الخمس لكنه يخاف من غير الله، يرجو غير الله، يعطي ولاءه لغير الله، الإنسان لا يليق به أن يكون لغير الله، ولا أن يكون محسوباً على غير الله، هو محسوب على الله عز وجل.

 

الذاكر الحقيقي هو الذي تحكمه خشية الله عز وجل :

النبي عليه الصلاة والسلام سألته أم أنس رضي الله عنها قالت:

((يا رسول الله أوصني قال: اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله عز وجل بشيء غداً أحب إلى الله من كثرة ذكره ))

[ رواه ابن شاهين في الترغيب في الذكر عن أم أنس]

لذلك قالوا:

(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق ))

[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]

وعن عبد الله بن مسعود:

(( إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله، قبض عليهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن فلا يمر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن تبارك، ثم قرأ عبد الله: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه))

[ رواه الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

هناك ملاحظة أيها الأخوة مهمة جداً، تجد أشخاصاً يكثرون من ذكر الله بألسنتهم، نموذج موجود، لكن إذا وجد مغنماً اقتنصه، إذا وجد لذة مارسها، إذا وجد مغنماً والعيون بعيدة عنه أخذه وضمه إلى ماله، ليس هذا هو الذاكر، قد تجد إنساناً قلّما يردد ألفاظ الذكر، لكنه إذا عرض له أمر توقف، فسأل نفسه: هل يرضي الله أن أفعل هذا؟ معرفته بالله وخشيته لله ألجمته، هذا الذاكر، رأى مغنماً لإخوانه حق فيه، والعيون غائبة، أعطى كل ذي حق حقه، هذا الذاكر، إن أردتم التدقيق في التعريف الذاكر هو الذي تحكمه خشية الله، لا الذي تراه يردد، قد تجد إنساناً معه سبحة وراكب بمركبة عامة وهو يقول: سبحان الله، تصعد امرأة يتأملها تأملاً عجيباً وكأنها تحل له، وهو يسبح سبحان الله سبحان الله سبحان الله سبحان الله، هذا النموذج مرفوض، الذكر أن يصدك عن معصية، أن يبعدك عن مطمع، أن يبعدك عن عمل لا يرضي الله، إذاً أنت ذاكر، أنا لا أحب أن أكون تردادي شكلياً، هناك أشخاص يكثرون من ذكر الله، وقد تجد بعض النساء المتقدمات في السن لا يفتر لسانها عن ذكر الله، وهي تكيد لمن حولها كيداً يعجز عنه الشيطان، أنا لا أريد هذا النموذج، أريد إنساناً إذا ذكر الله أوقفه ذكره عند طاعته، قيل: ليس الولي الذي يمشي فوق الماء، ولا الذي يطير في الهواء، ولكن الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام، أن يجدك حيث أمرك وأن يفتقدك حيث نهاك.

 

من عرف الله و اتصل به ذاق طعم القرب منه :

أخواننا الكرام: لا شك أنكم جميعاً تعرفون الدنيا، تعرفون طعامها وشرابها، وتعرفون بيوتها، وما فيها من متع مشروعة وغير مشروعة، ولكن الذي عرف الله عز وجل واتصل به، وذاق طعم القرب هو الذاكر، لذلك قال بعض العلماء: في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة القرب، أقول لكم كلمة من القلب إلى القلب: إذا صليت فلم تشعر بشيء، إذا تلوت القرآن فلم تشعر بشيء، إذا ذكرت الله فلم تشعر بشيء، لا تجامل نفسك، عندك مشكلة كبيرة، كيف أن الإنسان بجسمه يجد كتلة يأخذ خزعة منها يحللها، فإذا هي ورم خبيث، كيف أن هذا الخبر يخرجه من جلده، كيف أن هذا الخبر يقعده في الأرض، كيف أن هذا الخبر يجعله يختل، إن علاقتك بالله مضمونة، لا يوجد اتصال بالله هناك حجاب.

﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ *﴾

[ سورة القيامة]

لا تجامل نفسك، لا تحابي نفسك، لا تمنِها الأماني، اقسُ عليها، تعاهد قلبك، إذا لم يكن هناك اتصال الجلد لا يقشعر من خشية الله، القلب لا يجل إذا ذكر الله، لا يوجد عمل يرضي الله، الأعمال كلها لصالحك.

(( من أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة ))

[ الترمذي عن أنس]

هناك عالم جليل توفي قبل سنة فذهب إلى بريطانيا لإجراء عملية جراحية، تبدو له سمعه كبيرة جداً، فانهالت الهواتف على المستشفى بشكل غير معقول، وصار هناك رسائل واتصالات، فشدة إقبال الناس عليه لفت النظر، أجري معه حوار في إذاعة ذلك البلد، فسألوه: ما هذه المكانة التي حباك الله بها؟ فقال: هذا من فضل الله علي، فما ألحوا عليه في تحليل هذه المكانة، أجاب كلمة رائعة قال: لأنني محسوب على الله.
الآن كل الأشخاص هذا من أين؟ من جماعة فلان إذاً محسوب على فلان، هذا من أين؟ من الجماعة الفلانية، لا يوجد إنسان إلا وله انتماء، انتماء أرضي فقط، انتهى، عرف من جماعة فلان، أما المؤمن فمحسوب على الله، هذا رباني، هناك إنسان شهواني، وهناك إنسان شيطاني، وهناك إنسان رباني، الرباني محسوب على الله عز وجل، تفكيره يرضي الله، كلامه يرضي الله، عطاؤه يرضي الله، منعه يرضي الله، مواقفه ترضي الله، ولاؤه لله، يتبرأ من الكفار والمشركين، يوالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء.

 

المؤمن لا يُعظم أهل الدنيا بل يُعظم أهل الدين و المؤمنين :

فيا أيها الأخوة: قضية رمضان ليست قضية شهر يمضي، قد مضى، قضية رمضان قضية قفزة نوعية في علاقتك بالله، الله عز وجل مكّنك أن تصوم شهراً، وأن تقوم شهراً، وأن تستمع إلى كتاب الله كله في هذا الشهر قائماً من إمامٍ مقبل على الله جلّ جلاله، هذا القرآن الذي استمعت إليه خلال هذا الشهر ينبغي أن ينقلك نقلة نوعية، ينبغي أن يحملك على أن تكون مع الله دائماً، في أول أيام العيد لا يفطر إلا فمك، أما عينك فتبقى صائمة، أذنك تبقى صائمة.
الحديث القدسي:

(( إذا تقرب إلي عبدي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ))

[ أخرجه الطبراني والإمام أحمد عن أبي ذر الغفاري ]

ثم إنه من ثنيات هذا الحديث: كنت سمعه الذي يسمع به، بعد أن تشرف قلب المؤمن بمعرفة الله، لا يستمع إلا للحق، إن استمع إلى الباطل ركله بقدمه، هذا خلاف الحق، هذا خلاف ما في كتاب الله، كأن عنده أذناً لا تقبل إلا الحق، كنت سمعه وبصره، لو رأى بيتاً فخماً وصاحبه تاجر مخدرات يحتقره، يحتقر اتساع البيت، وأناقة البيت، وأناقة الأثاث مثلاً، قيمه تصبح قيماً إسلامية، لا يُعظم أهل الدنيا، يُعظم أهل الدين، يُعظم المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام:

((يا عائشة إذا أَرَدْتِ اللّحُوقَ بي فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدّنْيَا كَزَادِ الرّاكِبِ، وَإِيّاكِ وَمُجَالَسَةَ الأَغْنِيَاءِ ـ طبعاً غير المؤمنين ـ ولا تستخلفي ثوباً حَتّى ترقعِيهِ))

[رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها ]

الثمرة التي حققت في رمضان البطولة أن تستمر بعد رمضان :


أيها الأخوة: الثمرة التي حققت في رمضان البطولة أن تستمر بعد رمضان، أما ما يفعله الناس برمضان:

رَمَضانُ وَلّى هاتِِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
***

يطلع وينزل، برمضان ينضبط، والله أنا سمعت من باب الطرفة أن هناك راقصات يكففن عن الرقص في رمضان، يخافون من الله، لكن بعد رمضان يعودون إلى حرفتهم، فهذا الذي يصوم ثم يعود إلى ما كان عليه كهذه الراقصة شأنه لكن أخف طبعاً، أما أنت فعاهدت الله في السراء والضراء ، البطولة أن الله اصطفى هذا الشهر لا ليشيع الصفاء فيه وحده، ليشيع الصفاء في كل الشهور، واصطفى مكاناً هو بيته الحرام ليشيع فيه الصفاء و في كل مكان، واصطفى سيد الأنام ليكون الناس كلهم سعداء لمتابعة هذا النبي، فالله سبحانه وتعالى مكننا من صيام هذا الشهر ومن قيامه، فالبطولة أن نحافظ على مكتسبات هذا الشهر، الذي غض بصره في رمضان الأولى أن يتابع غض البصر بعد رمضان، الذي ضبط لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة الأولى أن يتابع هذا بعد رمضان، الذي ألف أن يصلي الفجر في جماعة الأولى أن يتابع الصلاة بعد رمضان، لأن الله عز وجل فيما ورد في بعض الأحاديث:

(( أَنِّي جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي، وَحَيْثُمَا الْتَمَسَنِي عَبْدِي وَجَدَنِي ))

[ابن شاهين فى الترغيب فى الذكر عن جابر]

الله عز وجل خلق الإنسان ليعرفه و يعبده :

الله عز وجل خلقنا لنعرفه، وخلقنا لنعبده، وخلقنا ليرحمنا.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود الآية: 119 ]

خلقنا ليرحمنا، ورحمته تأتي إذا عرفناه وأطعناه، فمن عرف الله زهد فيما سواه، الآن إذا شخص من خمسة أيام لم يأكل، قدم له طعام من الدرجة العاشرة فيه حموضة بسيطة، أول فساده لكنه جائع، لا يصرفه عن هذا الطعام شيء مع أنه فاسد لشدة جوعه إلا أن يرى طعاماً نفيساً جداً، طازجاً، طيباً تفوح منه الرائحة الطيبة، ينصرف عن هذا إلى هذا، هناك بدائل، لا تتصور إنساناً يدع الدنيا من دون بديل، إن تركت الدنيا ليس هذا معنى أن تدع طعامها وشرابها، العبرة أن يكون قلبك معلقاً بالله، أما إن انصرفت عنها بقلبك إلى شيء أثمن فالله عز وجل أوحى إلى النبي - طبعاً أحاديث النبي وحي غير متلو- أن المؤمن ينتقل من الدنيا إلى الآخرة، ينتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، كما ينتقل الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا، الرحم سبعمئة و خمسون سنتمتراً، هذا رائد الفضاء ما كان برحم أمه؟ كان بسبعمئة و خمسين سنتمتراً، صعد إلى القمر، سافر ثلاثمئة و ستين ألف كيلو متر، فينتقل المؤمن من الدنيا إلى الآخرة كما ينتقل الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الآخرة، أسأل الله لي ولكم التوفيق. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور