وضع داكن
18-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 428 - ما يحرم من الرضاعة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله الله ولي الصالحين ، شهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، حب الخلق العظيم ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

تمهيد :

يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب :

يقول تعالى في كتابه العزيز:

 

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً﴾

[ النساء:23 ]

(( عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : جاء عمي من الرضاعة , فاستأذن عليّ فأبيت أن آذن له,حتى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم,فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فقال:

(( إنه عمك فأذني له ))

قالت : فقلت : يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة , ولم يرضعني الرجل , قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( إنه عمك فليلج عليك))

قالت عائشة : وذلك بعد أن ضرب علينا الحجاب , قالت عائشة :

(( يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ))

[ البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه ومالك ]

إن هذين النصين – الآية والحديث – يدلان على أن الرضاعة بشروطها المعروفة تجعل الابن الرضيع ابناً للمرضع , وأخاً لمن يشاركه في الرضاعة , وإن القرابة من الرضاعة تثبت , وتنتقل في النسل, في ضوء المعلومات الحديثة التي جاءت بها الهندسة الوراثية , وهي أحدث بحوث الطب .

 

الهندسة الوارثية :

تؤكد الهندسة الوراثية أن الرضاعة تنقل بعض الجينات من المرضعة إلى الرضيع .وهذه القرابة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كقرابة النسب , وجعلها القرآن أيضا كذلك, هذه القرابة سببها العلمي انتقال الجينات من حليب الأم المرضع إلى الرضيع , وتندمج معها قي سلسلة الجينات التي عند الرضيع , وتصل إلى مورثاته . 

 

قول العلماء في الرضاعة :


وقال العلماء :  

(( إن الحليب يحتوي على أكثر من نوع من الخلايا , وإن الجهاز الوراثي في الرضيع ينقل الجينات الغريبة , ويقبلها , لأنه غير ناضج , فإذا أرضعت امرأة طفلا اخترقت الجينات التي في حليبها خلاياه , واستقرت فيها , ووصلت إلى جهازه الوراثي ))

فلذلك قال صلى الله عليه وسلم :

(( يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة ))

إن النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى , فكل شيء في القرآن , والسنة الصحيحة له أصل علمي , وقد عرف علماء الوراثة الآن أن هذا الحليب المؤلف من مجموع خلايا يخترق نسج الجنين إلى جيناته الأساسية , ويندمج فيها , وأن جهازه الوراثي يتقبل كل شيء غريب حتى يصبح كأنه منه .
فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال :

(( يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة ))

لم ينطق إلا عن وحي أوحاه. 

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور