وضع داكن
16-04-2024
Logo
نظرات في آيات الله - الدرس : 08 - من سورة الأعراف - الإيمان بالله يعين على العفو، والعفو عند المقدرة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الأمية في حق النبي كمال أما في حقنا فنقص :

 سأذكر خبراً قرأته؛ مرةً أجروا استبياناً، جمع بيانات من مئة زوج، وكان السؤال: لماذا لا تخون زوجتك؟ طبعاً ببلد غربي، جاءت الأجوبة وصنفت تصنيفاً أخلاقياً، فكان أدنى مستوى من الأجوبة: إنني لا أستطيع، لأن زوجته تعمل معه في البقالية، وجاء الجواب الثاني: إنني لا أتحمل الشعور بالذنب، هذا الجواب متوسط، وجاء الجواب الأرقى: إنني أكره الخيانة.
 فذكرت هذا الاستبيان عندما تليت الآية الكريمة:

﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

 كلمة أمي يجب أن ترتعش أعضاؤنا حينما نسمعها، لأن الله سبحانه وتعالى شاءت حكمته أن يحجز عن هذا النبي كل ثقافات العصر، ليجعل الوحي وحده هو الذي ينطق به، فصار النبي بالوحي معلماً بالبشرية إلى آخر أيام الحياة.

يا أيها الأمي حسبك رتبة  في العلم أن دانت لك العلماء
* * *

 فالأمية في حق النبي كمال أما في حقنا فنقص، لماذا؟ لأننا لا يوحى إلينا، إن لم نتعلم نكن جهلة، أما النبي فوحده لأن الله تولى تعليمه، خالق الكون.

﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾

[ سورة النجم: 18]

﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾

[ سورة النجم: 8-11]

﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾

[ سورة النجم: 18]

﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

 يأمرهم بما ترتاح الفطرة له، ينهاهم عما تنكره الفطرة،

﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ﴾

 التي تطيب لها أنفسهم، يحرم عليهم الخبائث التي تسوءهم.

 

من يستقم على أمر الله يتحرر من كل قيد :

 الشاهد هنا:

﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

 الإنسان وهو يعصي الله كل معصية لها عبء، ثقل تسحقه، يئن في الليل، شعور بالذنب لا يحتمل، الاستبيان الثاني قال: لا أتحمل الشعور بالذنب.

﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

 أولاً: الشهوة غل مقيد.

((تعس عبد الدنيار وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الخميصة وتعس عبد الفرج))

[الطبراني عن أبي هريرة]

 الشهوة غل قيد، والشهوة ثقل يسحق ويقيد، فالإنسان حينما يتوب إلى الله عز وجل يتحرر، يشعر أنه خفيف، يشعر أنه طليق، يشعر أنه متوازن، يشعر أنه عزيز، رافع الرأس:

﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 157]

 وكل أخ من أخواننا الكرام بعد أن يصطلح مع الله، وبعد أن يتوب إليه يشعر هذا الشعور، وبالإسلام لا يوجد حرمان، كل من يتوهم أن في الإسلام حرماناً فهو واهم، الإسلام فيه تنظيم، أية شهوة أودعها الله في الإنسان لها قناة نظيفة تسري خلالها.
 فالشاهد في هذه الآية أنه حينما تستقيم على أمر الله تتحرر من كل قيد، عندئذٍ تشعر بالتوازن والطمأنينة والتفاؤل، تشعر بأنك خفيف، ليس هناك أثقال ترهقك.
 كتبوا في أحد الفنادق في بلد غربي على السرير: إن لم تنم فابحث عن ذنوبك، فرشنا وثيرة، لكن إذا لم تنم فالعلة فيك وليست بالفرش.
 فالمؤمن إذا أوى إلى فراشه، لأنه كان مصدر عطاء، مصدر إحسان، مصدر أمن للناس، مصدر طمأنينة، بنى حياته على العطاء، أما إذا الإنسان كان وجوده إيقاع الأذى بالآخرين، أكل أموالهم بالباطل، هذا الإنسان إذا أوى إلى فراشه، واستيقظ ضميره فيتقلب ولا ينام.
 فالشاهد في هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى لمجرد أن تتوب إليه يضع عنك إصرك، هذه الأثقال التي تئن تحتها، وتلك القيود التي تكبلك، هذه واحدة.

 

ارتباط العفو بالإخلاص لله عز وجل :

 هل تساءلتم لماذا قال الله تعالى:

﴿ خُذِ الْعَفْوَ﴾

[ سورة الأعراف: 119]

 العفو شيء مادي يؤخذ؟ تقول له: خذ قطعة الذهب، كلمة خذ لشيء ثمين، خذ هذه الهدية، أما خذ العفو فمعنى هذا أن الإنسان إذا بلغ مستوى العفو فقد وصل إلى مستوى رفيع، أنت حينما تعفو أنت أخلصت لله عز وجل.
 بالمناسبة هذا الموضوع يحتاج إلى توضيح، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾

[ سورة الشورى: 39]

 أما إذا انتصروا:

﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: 40]

 حينما يغلب عليك أن عفوك عن هذا الذي أساء إليك يقربه إلى الله، ويصلحه، ينبغي أن تعفو عنه، وعندئذٍ أجرك على الله، أما إذا غلب على يقينك أن عفوك عنه يزيده طغياناً، وتطاولاً، وانحرافاً، فينبغي أن تأخذ على يده.

 

الله غفور رحيم من بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح :

 أخواننا الكرام، يوجد مغالطات كثيرة عند الناس، أنا ألفت نظركم إلى كلمة:

﴿ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

[ سورة الأعراف: 153]

 الذي عنده معجم مفهرس بألفاظ القرآن الكريم ليفتح على كلمة

﴿ مِنْ بَعْدِهَا ﴾

 ولينظر كيف أن مغفرة الله عز وجل مقيدة من كلمة من بعدها،

﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

 أي بعد الإيمان، وبعد التوبة، والعمل الصالح إصلاح ما مضى،

﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾

 فدققوا في كلمة

﴿ مِنْ بَعْدِهَا ﴾

 أما الإنسان فيأخذ الآيات أخذاً غير صحيح يقول لك: إن الله غفور رحيم، إن الله غفور رحيم من بعد التوبة، والإيمان، والعمل الصالح.

 

الدين حق و خلاص و منهج كريم :

 الحقيقة:

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴾

[ سورة هود:28 ]

 الآية الكريمة:

﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ﴾

[ سورة الأعراف: 146]

 يوجد نوع من أنواع الضلال أنت إذا رفضت الدين كله رفضت أصل الدين، هل بالإمكان أن تصغي إلى أوامر الله؟ لا، هل بالإمكان أن تصغي إلى سنة النبي؟ لا، فالله سبحانه وتعالى إن رأى منك رفضاً لأصل الدين عندئذٍ يصرف عنك الآيات، لذلك قال الفلاسفة: عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، الدين حق، وعظيم، وفيه غذاء للنفس وللعقل، وآثار الدين مدهشة، بالتوازن، بالوضوح، بالهدف، بالوسائل، بالسعادة النفسية، إن لم تجد هذه الثمار، لأنك لم تدفع الثمن، ولا قدمت المقدمات، عدم وجدانك لهذه الثمار لا يعني أنها غير موجودة، النقطة دقيقة جداً، الإنسان عندما يكون شارداً كيف يرتاح؟ يقول لك: الدين كله خلط، وزعبرة، هذه الفكرة تريحه لأنه شارد، يرتاح إذا الدين زعبرة، أما إذا فوجئ أن الدين حق، والدين منهج قويم، والدين سبيل خلاص، والدين:

﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾

[ سورة الإسراء: 9]

 والدين مناط الحياة، وأساس السعادة فيها فيتفاجأ، فنحن عندنا قاعدة: عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود، الدين حق وموجود، ابحث عنه.
 إذا كان هناك بث إذاعي، و لم يكن عندك جهاز استقبال لا تستطيع أن تنكر البث، البث قائم، العلة لا في البث العلة أنك لا تملك جهاز استقبال، ابحث عن جهاز الاستقبال من أجل أن تستمع إلى البث الإذاعي.
 هناك أشخاص يقول لك: لا يوجد بث، يقول: ما سمعت، لأنه لا يوجد معك جهاز، لو معك جهاز تستقبل به البث الإذاعي، فعدم وجود الجهاز لا يكون دليلاً على إنكار البث، فالهدى قائم، والدين عظيم، والله موجود، وليس مع الله أحد، ولا إله إلا الله، وهو:

﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾

[ سورة هود: 107]

 وهو المعطي والمانع، وهو الخافض والرافع، وهو المعز والمذل، وهو على كل شيء قدير.
 هذه الحقيقة إن لم تؤمن بها هي قائمة، هناك نقطة كنت أضربها كثيراً، قانون السقوط، إذا الإنسان رفضه، ما آمن به، احتقره، سخر منه، استهزأ به، وألقى بنفسه من الطائرة مستخفاً بقانون السقوط، إذا استخف به هل يلغي وجوده؟ لا، هذا القانون نافذ، آمنت به أم لم تؤمن، إن آمنت به، وتأدبت معه، استخدمت المظلة فنزلت سالماً، وإن سخرت منه ورفضته، وألقيت بنفسك من الطائرة من دون مظلة القانون نافذ، وسيحطم من أنكره.
 أنت إذا آمنت أو ما آمنت، اعتقدت أو ما اعتقدت، قبلت أو رفضت، هذا لا يقدم ولا يؤخر في الحق، الحق قائم، ما ضر السحاب نبح الكلاب، السحاب في السماء وهو يسير بألوف ملايين الأطنان بهدوء، لو أن كلاباً على سطح الأرض نبحت كثيراً، السحاب لا يتأثر، فالحق شامخ، والإسلام أيها الأخوة شهد من المكر به ما لا يصدق.

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾

[ سورة إبراهيم: 46-47]

 يقولون إن التاريخ مدرسة، والتاريخ يعيد نفسه، انظر في كتب التاريخ هؤلاء الذين عارضوا الحق، وسخروا منه، واستهزؤوا به، وكذبوه، وتفلتوا من منهج الله عز وجل، واتبعوا أهواءهم، أين هم الآن؟ أين أبو جهل؟ أين أبو لهب؟ أين هؤلاء الذين كذبوا وعصوا وسخروا وحاربوا النبي عليه الصلاة والسلام؟ لهم مكان واحد هم الآن في مزبلة التاريخ، هؤلاء الذين أيدوا ونصروا واتبعوا النور الذي أُنزل مع رسول الله أين هم؟ في أعلى عليين.

 

استخدام لو بلا حدود بالطريقة الإيجابية :

 أخواننا الكرام؛ من موضوع الفجر الإيمان، يقول عليه الصلاة والسلام:

((لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه))

[الطبراني والإمام أحمد عن أبي الدرداء]

 هذا الحديث على أنه موجز، لكنه مريح، الإنسان عندئذٍ لا يقول: لو، لو لم يكن هناك، عندنا لو إيجابية، أما لو السلبية فممنوعة في قاموس المؤمن، لو السلبية لو فعلت لكان كذا وكذا قل:

((قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن لو تفتحُ عَمَلَ الشيطان))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]

 أما الإيجابية فلو استقمت على أمر الله لما تلف مالي، صح، أكثر منها، ولو أتقنت صلاتي لما شعرت بهذا الضيق، لو أنفقت زكاة مالي ما تلف هذا المال، لو غضضت بصري ما نشب بيني وبين أهلي مشكلة في البيت، لو أحسنت تربية أولادي لما عقوني عند كبري، بإمكانك أن تستخدم لو بلا حدود بالطريقة الإيجابية، أما بالطريقة السلبية فممنوعة، لا تقل لو فعلت كذا وكذا ولكن قل:

((قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل، فإن لو تفتحُ عَمَلَ الشيطان))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة]

التوحيد أعلى شهادة في الإيمان :

 يقول عليه الصلاة والسلام:

((الإيمان بضع وسبعون شُعبة وأفضلها قول: لا إله إلا الله ))

[متفق عليه عن أبي هريرة]

 أعلى شهادة في الإيمان التوحيد، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، نهاية العلم التوحيد، وأقل مرتبة أن تزيح حجراً من الطريق، لماذا أزحته؟ لأنك تبتغي وجه الله، تخاف على إنسان تعثر به، فأن تزيح الأذى عن الطريق هذا من الإيمان، لكن هذا الإيمان لا ينجي، هذا الإيمان لا يكفي.

((الإيمان بضع وسبعون شُعبة وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان))

 إذا كان لك صديق يستحي ضع ثقتك فيه، وارج منه الخير، ودله على الله، وخذ بيده لمجرد أنه يستحي، لأن الحياء من الإيمان، الخجل رذيلة، أما الحياء ففضيلة، فالحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر.

 

حسن العهد من الإيمان :

 آخر حديث:

((وإن حسن العهد من الإيمان))

[الحاكم عن عائشة أم المؤمنين]

 المؤمن إذا عاهد لزم عهده، وإذا وعد وفى، وإذا ائتمن لم يخن، وإذا حدث صدق، لذلك ورد في الحديث الصحيح:

(( من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته))

[ مسند الشهاب عن علي بن أبي طالب]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور