وضع داكن
19-04-2024
Logo
نظرات في آيات الله - الدرس : 17 - من سورة الكهف - المغزى من قصة أصحاب الكهف
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الحكمة من القصص في القرآن الكريم فهم مغزاها :

 أيها الأخوة الكرام؛ هل تساءلتم مرة لماذا قال الله عز وجل:

﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾

[ سورة الكهف: 22 ]

 أليس الله قادراً على أن يحسم هذا التساؤل بكلمة واحدة؟ ثمانية وانتهى الأمر، هل تساءلتم لماذا لم يحسم الله هذه القضية بكلمة واحدة؟ الجواب أن هذا الطريق غلط، حينما يذكر الله عز وجل في القرآن الكريم قصة أراد من هذه القصة أن تضع يدك على مغزاها، فإن تركت المغزى واتجهت إلى تفاصيل أخرى لا علاقة لها بالمغزى، الله عز وجل يرشدنا، ليس هذا هو المطلوب، إنك إن تركت التفاصيل والأسماء والجزئيات والأماكن والأزمنة في القصة لم تفهم مغزاها، الله عز وجل أراد من هؤلاء أن يكونوا نماذج متكررة، أما إذا طلبت التفاصيل الكثيرة فتجعل هذه القصة لن تتكرر.
 لذلك إذا سكت القرآن عن شيء لا ينبغي أن نبحث عنه، صار هناك تساءل: يا ترى ثلاثة؟ أربعة؟ خمسة؟ ستة؟ سبعة؟ ثمانية؟ الله عز وجل قادر بكلمة واحدة هم ثمانية حسمها، هذا الطريق في فهم كتاب الله طريق غير صحيح، إذا قرأت قصة في القرآن الكريم ينبغي أن تضع يدك على مغزاها:

﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾

[ سورة الكهف: 13 ]

 إن كانوا ثلاثة، أو سبعة، أو ثمانية، عددهم لا يقدم ولا يؤخر، الذي يقدم ويؤخر أن تتخذهم قدوة، إن رأيت أناساً يعبدون غير الله فاعتزلهم، إن اعتزلتهم:

﴿ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ﴾

[ سورة الكهف: 16 ]

 اعتزال من يعبد غير الله، اقبع في بيتك واعبد ربك، التحق في مسجد واعبد ربك، ابق مع أخوانك المؤمنين واعبد ربك، أما أن تنخرط في خضم الحياة وفي وحل الحياة وفي شهوات الناس فهذا لا يرضاه الله لك، فإذا عرفت لماذا ذكر الله عز وجل في هذه السورة قصة أهل الكهف:

﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾

[ سورة الكهف: 13 ]

﴿ وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ﴾

[ سورة الكهف: 16 ]

 أي الجأ إلى مكان تعبد الله به، الجأ إلى مكان تصفو نفسك به، الجأ إلى أخوة كرام يعينوك على أمر دينك، لا تكن مع أهل الدنيا، فإن فهمت هذه المعاني وضعت يدك على مغزى هذه القصة، أما إذا تركت مغزاها وتسائلت يا ترى بأي مكان دفنوا؟ في العالم القديم حوالي عسقلان، وكم عددهم؟ دخلت في التفاصيل، معنى هذا أنك ابتعدت عن مغزى القصة.

 

ترك التفصيلات في قصص القرآن و البحث عن حكمة الله منها :

 نحن عندنا مبدأ في كتاب الله ينبغي أن تسكت عن شيء سكت الله عنه، مرة ضربت مثلاً؛ لو أن إنساناً في الجامعة في كلية الاقتصاد أراد أن يبين لطلابه عوامل نجاح التجارة، فقال: لي صديق اشترى محلاً في موقع تزاحم الأقدام، واختار بضاعة الناس في أمس الحاجة إليها، بضاعة أساسية غذائية، واختار أفضل الأنواع، وكان سعره معتدلاً، وعامل الناس معاملة طيبة، فربح أرباحاً طائلة، فسأله طالب: يا أستاذ قريبك التاجر أبيض أم أسمر؟ قال له: هذا لا علاقة له بالقصة، طويل أم قصير؟ ما اسمه؟ أسئلة ليس لها علاقة بالقصة، معنى ذلك أن هذا الطالب ما فهم على الأستاذ ماذا أراد أن يقول، لذلك من قرأ قصة في كتاب الله ولم يضع يده على معزاها معنى هذا أنه ما قرأها، فهمها فهماً ما أراده الله عز وجل، شخص وجد بلاغاً يقتضي منع التجول، دقق بالخط، لون الحبر، والورق نوعه مبرغل، والخط رائع، ونسي أن هناك منع تجول وإطلاق رصاص، فجاءته رصاصة قضت عليه وهو في التفاصيل.
 يجب أن تضع يدك على مغزى الكلام، مغزى الكلام أن تستقيم، إذا بحثت عن تفصيلات في القرآن الكريم سكت الله عنها كأنك تريد أن تفسد على الله حكمته، قال لك: يا عبدي ليس هذا هو الطريق، والدليل الله عز وجل ما أجاب:

﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾

[ سورة الكهف: 22 ]

 دع هذا الطريق طريق التفاصيل والجزئيات التي لا تقدم ولا تؤخر، لذلك في القصة دائماً تفصيلات تعد عبئاً على القصة، إذا ذكرتها تبعد القارئ عن مغزى القصة، أما إذا أغفلتها فتقربه من مغزى القصة.

 

شعور المؤمن بالغربة في آخر الزمان :

 أيها الأخوة الكرام؛ النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث تزيد عن أربعين حديثاً بدأ كلامه بكلمة طوبى، طوبى بمعنى هنيئاً لمن كان كذا وكذا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:

((فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ))

[ سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ]

 أي إذا أنت وجدت في مجتمع مادي، مجتمع شهواني، مجتمع فتن، واندمجت معه، هذه مشكلة كبيرة جداً، أما إذا شعرت بالغربة، قيمك غير قيم المجتمع، أهدافك غير أهدافهم:

((طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم))

[ سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ]

 لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ))

[ سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ]

 فإذا شعرت بالغربة، الحفلة هذه لا تناسبك، هذه الطريقة بالتعامل لا تناسبك، إملاء وقت الفراغ بهذه الطريقة لا يناسبك، والسهرة مع هؤلاء لا تناسبك، كلام غيبة ونميمة أو أفلام، فإذا شعرت بالغربة دائماً إلا مع المؤمنين، إلا مع الأطهار، إلا مع الأتقياء هذه بادرة طيبة، فلذلك:

((طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم))

الغنى المطغي أحد أكبر المصائب في الدنيا :

 والنبي عليه الصلاة والسلام قال:

((طُوبَى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً ))

[ ورد في الأثر]

 الله عز وجل أعطاه حاجاته الأساسية وهداه إلى الإسلام، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((طُوبَى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً ))

[ ورد في الأثر]

 وفي أحاديث كثيرة كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " اللهم من أحبني فاجعل رزقه كفافاً" لأن الغنى المطغي أحد أكبر المصائب في الدنيا، المال إذا حمل صاحبه على معصية الله، حمله على الفجور، حمله على ترك العبادات، حمله على الكبر، هذا هو الغنى المطغي.

 

العاقل من يدقق في عيوبه و يصلحها :

 ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس))

[ شعب الإيمان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك ]

 بدل أن يدقق في عيوب الآخرين انكفأ على نفسه وبحث في عيوبه، وبدأ يطهرها عيباً عيباً، يقول النبي عليه الصلاة والسلام طوبى لمن فعل ذلك، الإنسان حينما ينشغل بنفسه عن الآخرين يريح ويستريح، أما إذا ترك عيوبه تتفاقم ودقق في عيوب الآخرين وكان طعاناً وكان همازاً، فهذا إنسان سيئ جداً.

 

خيرنا من طال عمره و حسن عمله :

 ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله))

[مسند عبد الله بن المبارك عن أبي هريرة]

 الله عز وجل أحياناً يمد بعمر الإنسان، ست وتسعون سنة وهو على طاعة الله وعلى صلة بالله:

((طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله))

[مسند عبد الله بن المبارك عن أبي هريرة]

((طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني))

[ ورد في الأثر]

 لمن رأى النبي عليه الصلاة والسلام أي عاصره، ولمن عاصر أحد أصحابه، ولمن عاصر أحد التابعين، ثلاثة قرون، خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، رآني أو رآى من رآني، أو رآى من رآى من رآني.

 

المؤمن من سرته حسنته وساءته خطيئته :

((طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته))

[ المعجم الصغير للطبراني عن ثَوْبَانَ ]

 أحياناً الإنسان يمل من بقائه في البيت، يبحث عن سهرة عن مكان، أحياناً مكان عام فيه آثام ومعاصي، أحياناً أصدقاء أشرار، أحياناً مشاهدات لا ترضي الله، هذا ما وسعه بيته، ضاق به بيته، أما المؤمن فجنته بيته، لأن الله معه، يقول بعض العارفين: ماذا يفعل أعدائي بي؟ بستاني في صدري، إن حبسوني فحبسي خلوة، وإن أبعدوني فإبعادي سياحة، وإن قتلوني فقتلي شهادة، فماذا يفعل أعدائي بي؟ المؤمن جنته بيته لأنه موصول بالله، والاستئناس بالناس من علامات الإفلاس، الذي معه كتابه يقرأ القرآن، يقرأ الحديث، السيرة، يجلس مع أهله يحدثهم، إذا استقبل ضيفاً يسعد به، علاقاته مع المؤمنين:

((طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته))

[ المعجم الصغير للطبراني عن ثَوْبَانَ ]

 عنده حساب مع نفسه عسير، الله عز وجل أقسم بهذه النفس اللوامة، إذا الإنسان غلط يتألم ألماً شديداً، قال: بخ بخ فذلك محض الإيمان، من سرته حسنته وساءته خطيئته هذا مؤمن.

 

صفات من يملك الدنيا :

 و:

((طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به))

[ مسند الشهاب عن فضالة بن عبيد]

 يوجد إنسان عيشه كفاف لكن لم يقنع به:

((طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به))

 الحقيقة إذا الإنسان وصل إلى الله عز وجل لا يبتغي من الدنيا إلا الكفن، أما إذا لم يصل واله الدنيا كلها لا تشبعه، الإنسان إذا ما عرف الله لو ملك نصف الدنيا لبحث عن نصفها الآخر، أما إذا عرف الله:

(( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ))

[الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

 الملك الذي له بيت يؤويه، ورزق يكفيه، وزوجة ترضيه.

 

محبة الله لمعالي الأمور :

((طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن))

[ ورد في الأثر]

 هذه الذاكرة التي أودعها الله فيك أحياناً تمتلئ بقصص تافهة، بطرائف، بثقافة أجنبية، بأسماء اللاعبين، الفنانين، هذه الذاكرة بماذا هي ممتلئة؟ بالقرآن؟ بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام؟ بمواقف أصحابه؟ بالأحكام الفقهية؟ أحياناً إنسان على الحاسوب لا يريد أن تمتلئ الذاكرة بأشياء سخيفة، فكيف ذاكرة الإنسان إذا ملئت بالسخافات؟

(( إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها ))

[الطبراني عن حسين بن علي ]

((طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن والفرائض والعلم، وطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً))

[ ورد في الأثر]

﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ﴾

[ سورة نوح الآيات : 10-12 ]

 من بر والديه طوبى له، إنسان كان سبب وجودك، وكان يجوع لتأكل، ويستيقظ لتنام، ويمرض لتشفى، أحياناً الأم أسنانها تنتخر لأن ابنها أخذ من كلس عظامها، فهذه الأم تعيش لأولادها، فإذا كبر الابن ورأى أمه عبئاً عليه، هذا عاق، فمن بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره.

 

طلب العلم ينجي الإنسان من الفتن و الضلالات :

((طوبى للعلماء، وطوبى للعباد، وويل لأهل الأسواق))

[ ورد في الأثر]

 كل اهتماماته كسب المال، وإنفاق المال، وتحسين أوضاعه المادية، والانغماس بالملذات، طوبى للعلماء:

(( الناس رجلان عالم ومتعلم ...))

[الطبراني عن عبد الله بن مسعود ]

 يا بني الناس ثلاثة، عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، و همج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، فاحذر يا كميل أن تكون منهم.
 الخط العريض يخوضون مع الخائضين، مقلدون تقليداً أعمى، ينغمسون بالملذات، فأنت كن مع النخبة التي لا تتأثر بالبيئة، هناك شخص عبد البيئة، عبد الموضة، كيفما وجد بالجرنال يلبس زوجته، أنت مسلم، الذي وضع التصميم يهودي أراد إفساد أخلاقك، وهناك إنسان لا يتأثر بمعطيات العصر هو يؤثر فيها، وكل هذه التقاليد والصرعات تحت قدمه، أما إذا الإنسان صار خاضعاً لمعطيات العصر فأصبح إمعة: " لا يكن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة؟ قال: يقول: أنا مع الناس ان اهتدوا اهتديت، وان ضلوا ضللت".

وما أنا إلا من غزية إن غوت  غويت وإن ترشد غزية أرشد
***

((طوبى للعلماء وطوبى للعباد، وويل لأهل الأسواق))

[ ورد في الأثر]

 إلا أنه قبل خمسين سنة العابد ناج، أما الآن فلا ينجو، هناك فتن و ضلالات، فإذا الإنسان لم يطلب العلم التقليد لا ينجيه من عذاب الله عز وجل، إذا مشى مع الناس يعصي الله عز وجل، كانت الأمور بسيطة ممكن أن تكون مقلداً ناجياً، أما الآن فلا تنجو في زمن الفتن والضلالات، لا ينجو إلا من طلب العلم.

((طوبى للعلماء وطوبى للعباد، وويل لأهل الأسواق))

[ ورد في الأثر]

فضل السكنى بالشام :

 ثم يقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((طوبى للشام))

[ ورد في الأثر]

 وهذا أمر واضح أينما ذهبت شرقاً أم غرباً، وشمالاً أوجنوباً ترى فرقاً شاسعاً في إقبال الناس على طلب الدين بين الشام وبين غير الشام.

((طوبى للشام الداخل إليها برضائي، والخارج منها بسخطي، لأنها خير بلاد المسلمين للمسلمين يومئذ))

[ ورد في الأثر]

 وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( رأيت عمود الإسلام قد سلّ من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو بالشام))

[ الطبراني والحاكم عن ابن عمرو ]

 في كتاب الترغيب والترهيب فصل عن فضل السكنى بالشام، ثلاثون حديثاً، الملاحظ إقبال الناس على المساجد، على بذل المال، الأعمال الصالحة شيء واضح جداً، من نعم الله عز وجل أنه سمح لنا أن نكون في هذه البلدة: "طوبى لمن له فيها مربط شاة" إذا شخص يملك مئة متر، الإنسان لا يزهد فيها، أحياناً يتأفف، ذكر الله عز وجل، وهذه الروحانيات في هذه البلدة، وبيوت الله العامرة، ومجالس العلم، هذه من نعم الله عز وجل وقد لا تجدها في مكان آخر، فطوبى للشام، ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه، والله إن شاء الله حافظها.

 

الاتصال بالله من النعم الكبرى :

((طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء))

 المخلص موصول، والموصول مستنير، والمستنير يكشف كل ضلالة، هناك كثير من الضلالات تنطلي على بعض الضعاف، لكن المخلص يكشف زيفها، إن كان سلوكاً، بدعة، جهازاً، لأنه مخلص اتصل، وهذه من نعم الله الكبرى.

 

امتلاء الأرض بالقسط و العدل بعد المسيح :

((طوبى لعيش بعد المسيح))

 لأن الله عز وجل:

﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ﴾

[ سورة الزخرف: 61 ]

((طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء أن تمطر و يؤذن للأرض أن تنبت))

 حياة فيها رخاء شديد:

(( تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً حتى يأتي أخي عيسى فيملؤها قسطاً وعدلاً ))

[ ابن ماجه عن عبد الله بلفظ قريب منه ]

((طوبى لعيش بعد المسيح))

الإيمان بالنبي الكريم في حياته و بعد مماته :

((طوبى لمن أدركني وآمن بي، وطوبى لمن لم يدركني ثم آمن بي))

 نحن ما أدركنا النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا قال:

((اشتقت لأحبابي، قالوا: أو لسنا أحبابك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان، الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ... ))

[ الترمذي عن أنس]

 امش عشر دقائق تجد مئة امرأة بأبهى زينة في الطريق:

((طوبى لمن أدركني وآمن بي، وطوبى لمن لم يدركني ثم آمن بي))

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور