- أحاديث رمضان
- /
- ٠02رمضان 1416 هـ - نظرات في آيات الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
معرفة حقيقة الحياة الدنيا جزء من عقيدة المسلم :
أيها الأخوة الكرام؛ نحن في الحياة الدنيا، ومعرفة حقيقة الحياة الدنيا جزء من عقيدة المسلم، فإذا عرفها سار فيها بحكمة وبهدف واضح، وفي القرآن الكريم قريباً من ستين آية تتحدث عن الحياة الدنيا، وكل آية تتحدث عنها من زاوية، الله عز وجل يقول:
﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾
الكافر تملأ الدنيا قلبه، تتغلغل في دمه، هي نهاية آماله، ومحط رحاله:
﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾
الدنيا تتزين لهم، وهم على سخرية بلهاء من الذين آمنوا:
﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾
هذه واحدة.
إذاً المؤمن الحياة الآخرة تتزين له فيسعى إليها، بالتعريف الدقيق على طريقة النفي والاستثناء، وما الحياة الدنيا إلا، لو أن الله عز وجل قال: الحياة الدنيا لعب، معنى ذلك أنها لعب، وقد تكون شيئاً آخر، أما حينما يقول الله عز وجل بلسان عربي مبين:
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا ﴾
هذا اسمه قصر، فالحياة الدنيا حصراً لعب ولهو وزينة، اللعب العمل الذي لا طائل منه، واللهو حينما تشتغل بالخسيس عن النفيس، الإنسان بالصيف يمكن أن يقرأ قصة تافهة لكن لا شيء عليه، أما قبل الامتحان بيومين فيقرأ قصة تافهة ويترك كتابه المقرر، قراءة القصة في الصيف لعب، أما قراءتها قبل الامتحان فلهو، لأنه انشغل بشيء خسيس عن شيء نفيس:
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
أي جزء من إيمانك أن تعرف حقيقة الحياة الدنيا، بشكل أو بآخر بيت مستأجر في بلد نظام الإيجار فيه أن مالك البيت يستطيع أن يخرج المستأجر بلا سبب، وبلا إنذار، لمجرد أن يشير إليه يجب أن يكون خارج البيت، ولهذا المستأجر بيت يملكه وهو في منطقة بعيدة، لا يوجد فيه بلاط، ولا نوافذ، ولا كهرباء، ولا ماء، ودخل هذا المستأجر كبير كله يضعه في البيت المستأجر وسوف يطرد منه بلا سبب ويخسر كل شيء؟ أليس من العقل أن يضع دخله في بيته الأخير؟ يقول الله عز وجل:
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
ربنا يعجب من هذا الإنسان الذي آثر الحياة الدنيا، يقول الله عز وجل:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
من آثر الدنيا على الآخرة نالها و ماله في الآخرة من خلاق :
الإله الخبير الذي خلق الدنيا وخلق الآخرة يقول لكم:
﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
أما إذا إنسان أصر على الدنيا، تغلغلت في قلبه، وسرت في دمه، وجعلها نهاية آماله، ومحط رحاله، وأصر عليها الله عز وجل يعطيها إياه، قال تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴾
الإنسان إذا أصر عليها ينالها، ولكن ماله في الآخرة من خلاق، الكفار استحقوا النار لماذا؟
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾
الكفار استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، أنت كمؤمن أو كإنسان إنسان اجتماعي، فإما أن تجلس مع أهل الدنيا، وإما أن تجلس مع أهل الدين، فإن جلست مع أهل الدنيا فأنت من أهل الدنيا، وإن جلست مع أهل الدين فأنت من أهل الدين، قال تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
أن تجالس الأغنياء، أو الأقوياء، أو العصاة، هذا من الدنيا، وأن تلجأ إلى بيوت الله، وإلى المساجد، إلى الأخوة المؤمنين فهذا من الدين:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾
أحياناً الإنسان يرى في القمامة مخلفات الطعام والشراب، هذه الدنيا التي يسعى الناس إليها، ويقتتلون من أجلها، وأحياناً يموتون من أجلها، ويبيعون آخرتهم من أجلها، ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل، الله عز وجل يقول:
﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾
نحن في رمضان ينتهي رمضان، تنتهي الشتاء، يأتي الربيع، يأتي الصيف، هذه الأشجار تيبس وتزهر وتورق وتثمر، تيبس وتزهر وتورق وتثمر، الله عز وجل لو جعل الفصول فصلاً واحداً، ولو جعل الأشجار دائمة الخضرة، لحكمة أرادها الله جعل معظم الشتاء موسمية، في الشتاء خشب، في الربيع تزهر تورق تثمر، ثم تعود إلى ما كانت عليه، غياب الشمس يذكر بالفناء، الخريف يذكر بانتهاء فصل الصيف، يبس الأشجار يذكر بالنهاية، الله عز وجل قال:
﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ﴾
المال والبنون أجمل ما في الدنيا :
أجمل ما في الدنيا المال والبنون، مال بلا بنين حرقة في القلب، وبنون بلا مال حرقة في القلب، أما إذا كان غنياً وأولاده أمامه، كما قال الله عز وجل:
﴿ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
الله عز وجل وصفها بأسلوب بليغ، قال تعالى:
﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾
معنى ذلك أن المال والبنين ليسا باقيات، زائلات، من أوجه تفسيرات هذه الآية الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة، هي التي تبقى بعد الموت، من أشد الناس خسارة؟ الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، الذي يدري أنه يدري فهذا عالم فاتبعوه، والذي لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه، لكن الخطر من الناس من لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا شيطان، قال تعالى:
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾
منحرف أشدّ الانحراف يسير في طريق مسدود، ينتهي به إلى النار، ويظن أنه متفوق، وهو علم من أعلام الناس، قال: هذا ضلال مركب.
الترف في الحياة من لوازم الكفر :
الترف في الحياة من لوازم الكفر، هذه نقطة دقيقة جداً:
﴿ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ ﴾
المؤمن يأكل، ويشرب، ويتزوج، ويعمل، ويربي أولاده، لكن لا يسرف، ولا يبذر، ولا يسلك سبيل الترف، أما الذين كفروا فأترفناهم في الحياة الدنيا.
ويقول الله عز وجل:
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾
موازنة بين ما أوتيتم وبين ما ادخر لكم.
إثبات الله للكفار العلم الظاهري في الحياة الدنيا :
ثم يقول الله عز وجل:
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
لما قارون خرج بزينته:
﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم﴾
أنت ماذا تقول؟ يا ليت لي مثل فلان، أو مثل عمل فلان، أو مثل طاعة فلان، أو يا ليت لي مثل مال فلان، مثل بيت فلان، مثل مركبة فلان، مثل منصب فلان، قل لي ماذا تتمنى أقل لك من أنت ؟
﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيم﴾
الكفار أثبت الله لهم العلم الظاهري في الحياة الدنيا، لكن حقيقة الحياة الدنيا ما عرفوها، لذلك قالوا: في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، إنها جنة القرب:
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾
بطولة الإنسان معرفة حقيقة الحياة الدنيا و هو شاب :
ثم يقول الله عز وجل في سياق بعض الآيات:
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾
لي صديق توفي - رحمه الله - كان شاباً يعمل في سوق الحميدية، عنده رغبة أن يجمع قمامة المحل بعلبة، ثم يلفها بورق فخم جداً، مع شريطة حمراء، مع وردة، ويضعها على طرف الرصيف، يأتي إنسان يظن فيها مُطيف ألماس فيحملها ويسرع، يلحقه، يمشي مئتي متر ويفك الشريط، يتابعه، ثم مئتي متر ثانية يفك الربطة، ثم مئتي متر ثالثة يفك الورق، يفتح حتى يشاهد المطيف الألماس فيجد قمامة المحل، خيبة أمل الإنسان وهو شاب لا يشعر بحقيقة الحياة الدنيا، أما حينما يقترب أجله فيعرف حقيقة الحياة الدنيا، البطولة أن تعرفها وأنت شاب، إن عرفتها وأنت على مشارف المغادرة هذا شيء طبيعي، تغر وتضر وتمر، أسعد الناس بها أرغبهم عنها، وأشقاهم بها أرغبهم بها، لذلك:
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾
معنى تغرنكم أي رأيتموها بحجم أكبر من حجمها بكثير، قال سيدنا علي: يا دنيا غري غيري.
الفرق بين اللذة و السعادة :
الحقيقة ثمانية وخمسون آية في القرآن الكريم وردت فيها الحياة الدنيا بشكل مفصل:
﴿ يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ﴾
معنى متاع أي لذة عابرة، الإنسان يأكل طعاماً ربع ساعة انتهى الأكل، فإذا امتلأت المعدة بطعام خشن أو طعام نفيس بعد ربع ساعة كلاهما سواء، لذة عابرة، أما السعادة المستقرة فتكون بمعرفة الله، فرق بين اللذة والسعادة، اللذة عابرة ويعقبها ندم، والسعادة متنامية إلى ما لا نهاية.
مرة قال لي شخص إنه متعلق بالدنيا تعلقاً شديداً حتى يفهم أمور الدين فهماً يتوافق مع مزاجه، الله عز وجل قال:
﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾
جلس شخص بأمريكا إلى جانب شخص من أهل البلد، فسأله عن هويته، قال: أنا مسلم، قال: حدثني عن الإسلام؟ حدثه وهو من علماء الأجلاء الكبار حدثه بشكل رائع، بعد أن انتهى أخرج دولاراً من جيبه قال: أنا هذا ربي اعبده من دون ربك، أحياناً الإنسان دينه المال، النساء، دينه المناصب، دينه الثروة:
(( تعس عبد الدرهم والدينار، تعس عبد البطن، تعس عبد الفرج، تعس عبد الخميصة ))
﴿ فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾
الدنيا دار التواء لا دار استواء :
الآن الآية المفصلة، الأولى موجزة:
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
فلذلك ملخص الملخص إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرخ لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي.